عندما جئت إلي حزينا عندما جئت إليّ حزيناً، مقهوراً، ومكسوراً.. عندما جئت وكان الأزرق يغطي قلبك قبل جسدك.. طلبت مني أن أحمل الأمانة.. قلت لي: قلبي لم يعد يحتمل كل هذا الوجع، وقلت لي: روحي تئن من غربة القسوة. جئت بكل ما فيك من رغبة في الحياة لتحيا فيّ أملاً كنت قد فقدته في زحمة الأيام والناس.. قبلتُ حمْل أمانتك، بدّدت حزنك، وداويت جراحك.. حتى الأزرق الداكن أصبح وردياً مثل خديك.. حملت أمانة الألم وكتبت على نفسي عهداً بأن أحفظها لك.. بأن أحفظك. كنت ظهرك، وكنت كتفيك، كنت قلبك وكنت لسانك، أمشي أمامك كي أدلّك إلى الطريق، وأمشي خلفك كي أحميك.. أمشي إلى يمنيك وأمشي إلى يسارك، كي أكون معك وكي أكون إلى جانبك.. كنتَ حبيبي الذي أوصاني به وأوصاني بك.. أمانة لم أتخل عنها يوماً، لم أفرّط بها لأحد.. وضعتها في عيني، وخبأتها في أبعد نقطة من قلبي.. حرستها كما أحرس شوقي إليك، وداريتها كما لو أنها حياتي.. كنت أمانة صعبة، أمانة جرحت يدي، وحوّلت جسدي إلى مرمى لبنادق الصيادين.. لم أغفل عنك يوماً، لم أضعف في الدفاع عنك مرة.. .. لك وحدك، كنت أعيش في خندق الصبر، ومن أجلك كنت أردّ عني وعنك وحشة الزمن والناس.. وأنت جئتني حزيناً، ومقهوراً، ومكسوراً.. جئت بكل همّك، ووضعت كل ما وضعت على كتفي.. وضعت أمانتك، وضعت نفسك.. وأنا، أنا حملتها، حملتك.. وكنتُ يومها، كنتُ أنا.. «ظلوماً جهولا»!! منقول.......:77:
__________________
من الجرأة أن تحاول تغيير الأفكار الخاطئة في مجتمعك
لكن الشجاعة بأن لا تجعل هذه الأفكار أن تغيرك. |