قال : في كل صباح أفتح نافذتي ..
قلت مهلا : ماذا تعني نافذة وما ذا تعني صباح ؟
هل تؤكل أم تُلبس أم تُركب ؟
لا أفهم معنى هكذا تركيبة , حقا كيمياؤنا عجيبة .
قال : حريتي مقدسة .
قلت : حريتي ؟ أتقصد حرمتي .. حريقتي .. حربتي .. خربتي
ماذا تقول ؟ هل تتكلم لغة أخرى .. عفوا انا لا أعرف غير العربية
حروفها معدودة , وقوانينها بأضيق كتب ممدودة .
وأوقات الكتابة بحل الواجبات معقودة .
(حريتي ) أظنها هندية ألمانية لا أدري ... ليست عربية .
قال : صوتك لمن تعطيه ؟
قلت : وهل يعطى الصوت ؟ هل تسمعني ؟ هذا صوتي .
وان رفعته أكثر سسأفقد حنجرتي .. أو يقطعوا رقبتي ..
قال : هنالك شعبٌ ثار ..
قلت : ماذا فار ؟؟؟ عادي كلنا فئران ... بيوتنا فتحات في الجدران .. نلهو بكرات الخيطان .. ونأكل فتات الجبن من الاخوان .
قال : فكر ألا تفكر ؟؟
قلت : لا أحتاج الى تفكير , فالحكم يسير , والعقل ضرير
ويوفر سيدنا لي أكثر من كوب عصير بكثيييير
فلم التفكير ؟
قال : ما أغباك .
قلت : الكل كذاك
فذكينا واحد وفهيمنا واحد وعاقلنا واحد وآمرنا واحد وناهينا واحد وسيدنا واحد
نصب نفسه علينا إله
فصرنا عبيد بثوب رعاه
همنا في رضاه
قال : فأين سعدك ؟
قلت : لحظة من فضلك
الم اقل اني عربي
فماذا تعني سعدك ؟
قال : أن تجعل الكل بعدك
قلت : معاذ الله
أنا الاخير لا احد بعدي
بعد الكل دائما أنا
وفجأة عصفت علينا دوامة غضب قوية
ظننتها دورية
اختبأت خلف السور
غاب عقلي عن الحضور
صحوت ...في عالم آخر صحوت
الحمد لله نجوت
الاصوات مرتفعة .. سيعتقلون .. قلت بنفسي ...
لكن من أكون ؟؟ سألتني نفسي
صرت أفهم تلك اللغة الغريبة دون أن أتعلمها وكأنها من صميم تركيبتي
صوتي ..... حنجرتي ...... ماذا ؟؟ هناك من هو بعدي
مرت أوقات
غابت أفراح ... غابت أرواح ... عشنا المأساة ...عشنا الالم
لان الحق لا يأتي على طبق الذهب
بل بقوة وقسوة يكتسب
وتقطعت الاكبادعلى الاولاد
بموت باقات من الزهور
انتصرنا واحتفلنا معهم وهم في القبور
وبأصوات مخنوقة مبحوحة ... وبأجساد مجروحة
وروح أبية
غنينا المواويل البهية
وصدحنا بالقضية
جاء الصباح
فتحت نافذتي
تنشقت الحرية
فكرت بحياتي مليا
أعطيت صوتي لقلوب أبية
ههههههه
أصبحت أفهم تلك الكلمات العربية
أنا عربية
بفخر أحمل قضية
وسأقدم من أجلها روحي
هدية
ياسمين