عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 03-02-2011, 03:58 PM
 

الجزء الثاني من الرواية
قررت "روز" أن تتعرف على باسم عن قرب ، فهي فتاة متعقلة وتعلم بأن الارتياح لشخصاً ما لايعني بالضرورة الوصول إلى علاقة ناجحة .
خاصة وأنها تدرك بكل يقين أن الرجال لا مشكلة لديهم في التعبير عن عواطفهم للفتاة التي أختارها لتكون لعبته ، وإغراقها بالوعود التي طالما يتجاهلها وينساها بعد بضعاً من الوقت ، ثم يلف ظهره ذاهباً وهو لا يحمل معه من تلك العلاقة سواء عنوان منزلها!
وتبقى هي منكسرة القلب ومليئة بالجراح..
فهي إلا الآن لم تتأمل ملامح وجهه بدقة ، ويبدو انه رجلاً غامضاً لها ، وتنهدت أثناء حديثها مع نفسها : كانت حاجبيه سميكتان وغنية بالشعيرات القصيرة ، وعيناه كحيلتان وصغيرة، انها بريئة ، وما أن يصرح بمشاعره تلمع و يبرز سحرها .
راحت أناملها تبحث عن الهاتف ، لتخطوا أول ما يجب أن تقوم به حسب ما أملاه عليها قلبها وليس عقلها في واقع الامر.
- صباح الخير " باسم "
- أهلين " روز" يبدو أن هناك شيئاً وترغبين في الحديث عنه.
شعرت " روز" بالراحة ، دائماً باسماً دون أن يدرك يشعرها بالارتياح ، ويسهل عليها البدء في الحوار ، فلولا هذا الترحيب والحماس لسماعها ، لما أستطاعت أن تقول له ما يجب أن تقوله .
وأنهت مكالمتها دون أن تصرح له بما تريده حقاً.
قامت " روز" من على الاريكة وكان الغرام يسيطر عليها ، متقدمة نحو النافذة القريبة من طاولة الطعام ، تنظر إلى الحياة نظرة تفاؤلية ومرحة..
- نعم .. لا .. أقصد انني ليس لدي شيئاً ما أود قوله ، لاكني أشعر بالوحدة وأرغب في مقابلتك ، و أود أن أعرف عنك أموراً يجب أن أعرفها.

شعر " باسم " بالخوف ، وسرى الدم بارداً في عروقه ، يعني ذلك بانه سوف يتكلم عن ماضيه الذي يكرهه وكل ما يرغب في قوله أو حتى تذكره.
من أين سأبدأ بالضبط ؟!
وماهو الذي لا يجب أن أتفوه به ؟
هذا بعضاً من الافكار التي أصبحت تدور في رأسه أثناء هذه اللحظة ..
- " باسم" أين ذهبت
- لا .. لآشيء ، أيعني أننا سنلتقي اليوم
- أهناك ما يمنعك؟

شعر بالارتياح لهذا السؤال ، فالهروب حتى ايجاد الحقيقة أفضل من الخوض في احاديث هو أساساً لايعلمها.
- نعم ، فلدي اليوم عملا شاق وساذهب إلى المنزل في العاشرة مساءاً ، منهمكاً ومتعباً.

طريقة حديثه وشروده ، جعل " روز" تشعر بأن هناك شيئاً ليس على ما يرام ، وقد تكون تورطت بعلاقة ستكلفها الكثير.
- أين تعمل؟

هتف " باسم" في نفسه : يبدو أنني سأخسر فتاتي التي أخترتها، يا الهي لماذا لم أصرح لها بكل شيء منذ البداية؟
- " روز" أنا أعمل في وظيفة متواضعة جداً، وبراتب بسيط ، ليس لدي من أعيله ، فهو يكفيني ، لاكني سأعمل في وظيفة أخرى , وأحسن من وضعي الماد...
قاطعت روز حديثة واجابت بضجر
- " باسم " أكنت تظن أنني أركض للبحث عن المال!
فأنا رغبت فقط أن أعرف من هو الرجل الذي أستطاع أن يغيير عواطفي الجامدة دون إرادتي
أنا ...
قاطعها باسم قائلاً: انت لست من هذا النوع من الفتيات ، اعرف ذلك .
عم الصمت على الحديث..
فقد شعر باسم أن ليس هناك شيئاً يجب أن يتفوه به الآن ، ويحتاج إلى أن يبقى وقتاً مع نفسه، بينما كانت تشعر روز بأن ما بداخلها تعجز عن الافصاح عنه ، فالكلمات لا تسعفها في هذا الوقت من شدة إستياءها لما ظنه باسم بها .
فقد كانت تعتبر حديثه عن الوظيفة المتواضعه والدخل المحدود اهانة لها ، فهي طوال حياتها، لم تنتظر من يصرف عليها ، ولم تطلب من أقرب الناس إليها احضار احتياجاتها ، بل كانت تدخر من مصروفها حتى تاتي باحتياجاتها الخاصة.
وقالت بنبرة ألم واستياء : أنا لا انتظر رجلا يغرقني بأمواله ، أنا لست كذلك يا " باسم" إلى اللقاء.
واغلقت السماعة وهي تشعر بالمرارة والاساء.
ف " روز" فتاة حساسة جداً ، ورقيقة المشاعر ، ولديها عزة نفس لطالما حافظت عليها وربما أدركت الآن ، بأن الحب يحتاج إلى مثل هذا الالم ، وانه ليس دائماً يشبه فصل الربيع في جماله

أنهت روز مكالمتها الهاتفية بعد أول لقاء ودي مع "باسم" وأثار الانفعال واضحة المعالم على وجهها ،في هذه الاثناء ، أنتهت والدتها "لامب" تنظيف غرفتها ، وصعدت منها قاصدة المطبخ لإعداد وجبة الافطار لابنتها روز، فهي تود بتدليلها طوال بقائها لديها في المنزل، حتى ترضي ضميرها الذي يئنبها باستمرار .
لقد أخبرت لامب روز بأنها سوف تكون في مساء يوم أمس في انتظارها ، فقد قررت بان تعود إلى ارض وطنها بعد طلاقها من زوجها الثاني، لاكن روز لم ترحب بها ترحيباً عظيما ، ربما لانها لم تكن راضية كل الرضا عن زواج أمها برجل أخر والهجر من اجله .
أثناء مسيرها إلى المطبخ ، وجدت تلك الملامح المستاءة على وجه ابنتها الوحيدة روز ، تلك الملامح طالما كانت مرسومة على وجهها حينما قررت لامب أن تتزوج من ذلك الرجل الذي يدعى "جاك" وتذهب معه إلى قارة آسيوية لفترة مجهولة ، تاركة روز وحيدة لا عائل لها , بسبب عمل زوجها الذي يرغمه على البقاء في أنقره حتى ينهي تصوير فلمه السينمائي الجديد لشهر فبراير، فبحكم عمله كمخرج سيجعلها تلحق به من بلدة إلى أخرى دون أن تكون بعلم بذلك.
أثار ذلك مشاعر ألألم داخل والدتها " لامب" وترددت في أن تذهب إليها لتساءلها عن سبب تلك تعكر مزاجها ام انها تعفي نفسها عن السؤال طالما انها تعرف الاجابة التي سيعقبها سؤال تعجز عن الجواب عنه!
أمتعض قلبها ، وذهبت لتحضير وجبة الافطار وبالها مشغولاً بما يجب أن تقوله اثناء تناولهما الآفطار معاً.
حاولت روز أن تنسى الامر ، وتغرق في العمل ، فما زالت هناك التقارير التي يجب أن تعدها لرئيسها في العمل، والمهام الحاسوبية التي لا طائل منها.
في واقع الامر، روز تهرب دائماً من مشاكلها العاطفية إلى العمل ، ظناً منها أن التفكير في هذا ليس إلا وقتاً ستندم عليه فور فشل العلاقة تلك.

نادتها أمها بصوت ناعم : روز حبيبتي الافطار جاهزاً.
قطع حبل أفكارها ، وأخذت روز نفسا عميقا وعادت إلى حيث كانت .
أخذت لامب تصب الحليب لروز ، بينما فظلت هي أن تشرب كوباً من الشاي ،واثناء تناولها جرعة بسيطة من الكوب تحدثت بعفوية إلى روز عن زواجها السابق بوالدهاوقالت : عندما خسر والدك أمواله لم استطيع العيش في منزل متواضع ، ولم يكن السمك الذي يصيده كل مساء يروق لي تناوله، كما أن نظرت الشفقة في أعين صديقاتي تجعلني اكرهه وأكره حياتي، لذلك قررت الانفصال عنه، طالما أن حاله ميوئساً منه ، فلا أمل لتعود حياتنا كالماضي .
سكتت قليلاً ثم عاد لحديثها : رغم انه كان يحبني إلى أن الحب لم يكن يمثل لي الأهمية القصوى.
تناهدت لامب وأكملت : آهـ كم كنت مخطئة حينها!
مازلت روز تنظر إليها منتظرة أن تنهي والدتها الحديث ، رغبة منها بالاستماع إليها أكثر، فلأول مرة تشعر روز بأنها ووالدتها ، ليس من المستحيل أن يكونوا أصدقاء كما كانت تظن .
وبصوت ناعم قالت لامب: ( لاكنه لم يقصر عليك قط، وكان يعمل ليلاً ونهاراً لكي يحضر لك مثل الالعاب التي يحملوها زملاءك في المدرسة، حتى بعد انفصالنا ، اصبح يبيع السمك الذي يصطاده ليشتري لك دمية جديدة فقد كان أباً يسعى لاسعاد إبنته حقاً.
تحمست روز وقالت مبتهجة: نعم أتذكرها ، تلك الدمية التي ترتدي فستاناً أحمر اللون، مازلت أحتفظ بها ، ألم تريها يأمي؟ ،انها هناك في غرفتي بجانب الدولاب القريب من حاسوبي.
هزت راسها ايجاباً : نعم .. نعم رأيتها ، لذلك أحببت أن اخوض معك هذا الحديث.
اضافت روز بصوت يكاد لايسمع : صحيح انني لم أقضي معه وقتاً كبيراً ، لكنني أشعر بأني أعرفه جيداً.
قهقهت لامب وقالت: يكفي أن تنظري إلى أفعالك حينها ستعرفينه أكثر ، انت نسخة طبق الأصل منه . ( وتستمر في الضحك)
- لاكن أقاربي يقولون بأني أشبهك
- صحيح.. انت تشبهينني في شكلي لاكن طريقة تفكيرك وسلوكك تماماً مثل والدك يرحمه الله.
- عفواً يا أمي ، لاكن هذا يعني انك خسرتي رجلاً عظيماً . ( وضحكت بصوت عالي)
حملت لامب الملعقة واخذت تقلب في كوب الشاي وقد شرد ذهنها للحظات .
- نعم .. خسرته ، فبعد أن ذوقت مرارة الخيانة من " جاك" تعلمت أن الحب والاخلاص أهم من الاموال والسيارات الفارهة التي كان يهديها لي جاك ثم يقدم على خيانتي مع بطلات أفلامه، لقد سبب هذا بداخلي ألماً كبيراً ، وجرحاً لن أغفره له ما حييت.

نظرت روز إلى الأرض، وعادت تلك الملامح المستاءة إلى وجهها الناعم ، وشعرها الكستنائي اللون يتناثر حوله .
نظرت لامب إليها وذهبت أناملها تمسك بذقنها الصغير وبحركة لطيفة رفعت رأسها إلى الاعلى وقالت: أختاري شريكاً يصون حبك ، فالمال لا يصنع السعادة الحقيقية.
كانت هذه الكلمات كالبلسم على جرح روز، وبدأت روز تشعر بأن وجود أمها بالقرب منها يخفف عنها الكثير من آلامها ، وربما يعود تعلقها بوالدتها الذي كان في طفولتها ، وهذه المرة قد ترفض بشدة روز أن تتزوج والدتها للكرة الثالثة ، لاكن هذا الأمر وارد ، ف لامب من النساء الذين يهابون الوحدة، وتنظر إلى الرجل بانه الظهر الذي تستند اليه، وعلى حسب ما تردد انها إمراة ضعيفة وتحتاج إلى من يشعرها بالأمان ويحميها.

توفى "برام " والد روز بعد انفصاله من لامب بعامين ، كانت روز مازالت طفلة صغيرة في عامها الرابع ، تكفلت أمها برعايتها حتى أن أصبحت فتاة ناضجة تنبض بالحياة والجمال ، اصبحت طويلة القامة وعيناها واسعتان وكبيرة كعين والدتها لامب ، سوداويين وجذابة ، ، وبشرتها ناعمة ونضرة كبشرة الاطفال ، متوردة الخدين ، يميزها عن بقية فتيات عائلتها شعرها الكستنائي الطويل ناعم الخصال ، وهذه الصفة الوحيدة التي حملتها من جينات ابيها الشكلية ، لاكن تفكيرها كان مشابهاً لأبيها الذي لم يحظى برؤيتها وهي في كامل انوثتها ونضجها.
عندما أنتقلت روز إلى ايطاليا لمواصلة دراستها في مجال الاعلام ، شعرت والدتها بالفراغ وبدأ الرعب يسلير حياتها ، وعلمت بأن روز ستكبر يوما من الأيام وستختار شريكها وتلتهي بحياتها بعيدا عنها ، فقررت الزواج من جاك الذي كان يلاحقها منذ فترات اثناء تجوله في طرابلس لإخراج احد أفلامه ، وقد وقع في غرامها لاكن لامب لاتحبذ العلاقات الغرامية الطويلة ، و حدث زواجهما بعد مرور خمسة أشهر من تعارفهما.
أصاب هذا الحدث روز بصدمة نفسية ، جعلها تسقط في السنة الاخيرة من تخرجها ، وعادت إلى طرابلس مستفسرة من أقاربها صحة ما حدث .
انعزلت في غرفتها ، وشعرت بالمرارة ، فهذا ما لا كانت تتوقعه ولم تحسب حسابه بتاتاً .
خاصة أن والدتها لم تمهد لها الموضوع ، وسافرت مع زوجها دون أن تترك لها خبراً في البريد.
عندما علمت لامب بسقوط ابنتها روز في الجامعة ، ورجوعها إلى طرابلس ، اخبرت جاك برغبتها في العودة بمفردها أن لم يستطيع الذهاب معها ، و وافق على الفور.
عندما وصلت لامب إلى طرابلس كانت روز قد حضرت نفسها إلى السفر مرة أخرى لمواصلة تعليمها في ايطاليا ، بعد أن وقفت جدتها بجانبها لرعايتها حتى استعادت صحتها وطاقتها من جديد، فقد كانت روز فتاة قوية ، ولا تجعل الامور تزداد تعقيداً وسوءاً ، فالامور ليست كذلك وانما هي من صنع افكارنا ، هذا هو ما اخبرتها به جدتها.
حينما وصلت لامب ولم تجدها شعرت بالأسف لذلك ، وبعثت لها حالا رسالة بريدية تخبرها فيها بأنها تحبها كثيراً ، وهذا لا يعني انها ستتخلى عنها ، لاكن الظروف المحاطة بها أجبرتها على السفر سريعاً دون أن تخطط هي نفسها لذلك، وشرحت لها ظروف زوجها جاك ومتطلبات عمله ، أمله لها أن تتفهم وضعها وتسامحها ، متمنية لها التوفيق في دراستها ووعدتها بان تلتقي بها قريبا في ايطاليا .
بعد غصون أسبوع ذهبت لامب إلى أنقرة دون أن تخبر جاك بذلك، بنية أن تفاجئه برجعتها، لاكنها وجدت المفاجئة التي جعلها تشعر بالخزي والعار من نفسها ، فقد كان جاك يقضي ليلة غرامية مع بطلة الفلم الذي كان يصوره في انقرة، مما جعلها تسقط ارضاً مغمياً عليها ، دون أن يسعفها أحد ، فقد كان جاك مشغولا بتدليل عاشقته ، وما أن أفاقت ذهبت اليه وصفعته ، وكالمجنونة أصبحت تقذف بكل ما تستطيع يدها الحصول علية وتلقي به على زوجها جاك، بينما هربت تلك المرأة خشية من هجوم الصحافة ووسائل الاعلام ، لاكن الكدمات التي أصيب بها جاك أثار جدلاً في الصحافة ، حتى تمكنا من معرفة الحقيقة من الجيران وتناقلتها الصحف .
وصل الخبر إلى روز ، لاكنها لم تشعر بضيق على والدتها ، فهي ترى أن هذا تصرف غير مقبول من امراة ناضجة في التاسعة والثلاثين من عمرها ، فكيف لها أن تتزوج من مخرج أكثر الافلام إثارة، انه حقاً جنون ، وأمر متوقع حدوثه .
................

يتبع
بليز انتظروني قريبا ساكملها

__________________




[

انستقرامي : kim_s6
سناب شات : kim_s6

رواية لعنة حب باللغة الانجليزية ( ورقي )
https://www.amazon.com/dp/152026996X...0760_150889320
رواية لعنة حب باللغة الانجليزية ( الكتروني )
https://www.amazon.com/dp/B01MT4JWQ8/ref=docs-os-doi_0

رواية لعنة حب في سماش وردز
https://www.smashwords.com/books/view/693109