.
كشفت قيادات ليبية معارضة في العاصمة القطرية عن مفاوضات تجري بين السفاح الليبي قذافي وبين أسياده الأمريكان والأوروبيين بهدف تأمين خروجه وعائلته وأعوانه إلى خارج ليبيا.
وقال قيادي معارض رفض الكشف عن هويته، لموقع "سويس إنفو": إن المفاوضات الجارية ترمي لإعطاء الضمانات للسفاح وعائلته وأعوانه المقرّبين للانتقال إلى صربيا، التي أبدت حكومتها ترحيبا باستقباله، أو إلى أبوظبي.
وأوضح المصدر أن الوسيطيْـن اللذين يُديران هذه المفاوضات، هما وزير الخارجية الأسبق عبد الرحمن شلقم، الذي تولى منصب مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة قبل أن ينشقّ أخيرا عن القذافي في جلسة تاريخية ومؤثرة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، وأبو زيد عمر دوردة، رئيس الاستخبارات الخارجية، وهو الذي شغل أيضا منصب مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة خلال فترة الحظر الدولي على بلاده (1992 – 1999).
وأضاف المصدر أن خيار الضربة العسكرية الجوية للتخلّص من القذافي، كان أحد الخيارات القوية المطروحة في مرحلة سابقة، إلا أن الأمريكيين تخلوا عنه أمام إصرار غالبية المعارضات الليبية في الداخل والخارج على "عدم تلويث الثورة بأي تدخّـل من الخارج وإبقائها صفحة ناصِـعة تُفضي إلى نصر يتحقّـق بقوة المقاومة الداخلية وحدها، أسوة بالثورتيْـن، التونسية والمصرية".
وأفاد معارض آخر، أكّـد أنه على اطِّـلاع على فحوى المفاوضات الجارية حاليا، أن الأمريكيين والغربيين عموما رفضوا أن تشمل الضمانات بالامتناع عن الملاحقة القضائية، رئيس المخابرات الليبية عبد الله السنوسي، وهو عديل القذافي، بسبب فظاعة الجرائم المنسوبة إليه، وفي مقدمتها إعدام 1200 من معارضي نظام القذافي في مجمع سجون أبو سليم القريب من العاصمة طرابلس في 1996.
والسؤال الآن هو... هل تجرؤ دولة في العالم على إيواء مجرم ملاحق قضائيا من قبل شعبه ومن قبل القضاء العالمي بتهمة ارتكاب مذابح جماعية وجرائم حرب ضد الإنسانية...؟ منذ متى عرف الرجولة من كان يتمترس خلف ظهور النساء خوفا من شعبه...؟ .