على كل حال لدي ما يشبه الاصمعي فقد زار احد النحويين بغداد في عهد احد الخلفاء العباسييين وكان الخليفه يحب الادب والأُُدباء فجاءوا به إلى الخليفه فقال هات ما لديك فقال:- خرجنا يا أمير المؤمنين من بغداد نريد واصل ؛ فمررنا في الطريق بدير مجانين وإذا بفتى خلع ثوبه فغسله ونشره وجلس بقميص وقد احاط به صمت ٌ مطبق حييناه فلم يرد التحيه .... كلمناه فلم يُجب أحدا فقال احدنا لعل الفتى عاشقا سأ ُناوشه شعراً ... فما كان من الفتى بعد ان سمع الشعر إلا ان تنهد وقال:- الله يعلم أنني كَمِدُ .... لا أستطيعُ بثَّ ما أجدُ نفسان ِ لي نفسٌ تضمها بَلدُ ..... وأ ُخرى حازها بَلدُ وأظنُ غائبتي كشاهدتي... وأظنها تجدُ الذي أجدُ فقلنا له في اي بلدٍ محبوبتك في بلد كذا وكذا قال احدنا اعرفها لقد ماتت قال الفتى ماتت؟ وأنا والله أموت فتمدد الفتى ومات
__________________ احرص على صون القلوبِ من الاذى
فـوصـالـهـا بـعـد الـتـنافـرِ يـَعسُـرُ
إنّ الـقـلـوبَ إذا تـنـافـرَ وُدُّها
مثلُ الزجاجةِ كسرُها لا يُجبَرُ |
|