عرض مشاركة واحدة
  #40  
قديم 03-04-2011, 03:54 PM
 



ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب العدويّة القرشيّة



قدمت من المدينة إلى مصر لتلحق بزوجها عبد العزيز بن مروان و عاشت بها إلى أن ماتت








عبد العزيز بن مروان ، القُرَشِيّ الأموي



(ت سنة86هـ - 708م)


هو عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ، أبو الأصبغ القُرَشيّ الأُمَويّ


أمير مصر


و هو تابعي و ملك من ملوك بني أمية مشهور و هو ابن التابعي مروان بن الحكم و أبو الخليفة العادل الزاهد عمر بن عبد العزيز


وُلِدَ في المدينة المنورة


قال الزركلي : ((كان يقظا عارفا بسياسة البلاد، شجاعاً جوادا، تنصب حول داره كل يوم ألف قصعة للآكلين، وتحمل مئة قصعة على العجل إلى قبائل مصر ، واستمر إلى أن توفي))


و قال ابن تغري بردي : ((كان يلحن في كلامه ثم تعلم العربية فأحسن تعلمها وكان فصيحًا جوادًا ذا مروءة وكرم)) و قال : ((وكان عبد العزيز جوادًا ممدحًا سيوسًا حازماً))


دخوله الشام :


ثم كان عبد العزيز قد دخل الشام مع أبيه مروان بن الحكم ، وكانت دار عبد العزيز بدمشق "وهي الدار التي للصوفية الآن المعروفة بالسميساطية" التي صارت لأبنه عمر بن عبد العزيز بعده


وكان أبوه مروان قد عقد له البيعة لأن يكون الخليفة بعد عبد الملك ثم ولاه مصر كما سيأتي


جلده في حد الخمر :


وكان عبد العزيز قد حده عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق في شراب شربه ، فوجد عليه ابنه عمر بن عبد العزيز


فلما ولي عمر بن عبد العزيز المدينة ، وجد إسحاق بن علي بن عبد الله بن جعفر في بيت خليدة العرجاء فحده عمر حد الخمرة فقال إسحاق : ((يا عمر كل الناس جلدوا في الخمر "يعرض بأبيه عبد العزيز"))


سنة65هـ : ولايته مصر و دخوله الفسطاط :


قال الزركلي : ((ولي مصر لابيه استقلالا، سنة65هـ))


فدخل مصر و سكن الفسطاط


قال السيوطي : ((لما ولى الزبير الخلافة بعد موت يزيد، وذلك في سنة64هـ ، استناب على مصر عبد الرحمن بن جحدم القرشي الفهري، فقصد مروان مصر ومعه عمرو بن سعيد الأشدق فقاتل عبد الرحمن بن حجدم ، فهزم عبد الرحمن وهرب ودخل مروان إلى مصر، فتملكها، وجعل عليها ولده عبد العزيز))


قال ابن تغري بردي : ((ولي عبد العزيز إمرة مصر لأبيه مروان في غرة شهر رجب سنة65هـ على الصلاة والخراج معًا بعد ما عهد له وكان السبب في بيعتهما أن عمرو بن سعيد بن العاص لما هزم مصعب بن الزبير حين وجهه أخوه عبد الله إلى فلسطين رجع إلى مروان وهو بدمشق فبلغ مروان أن عمرًا يقول : "إن الأمر لي بعد مروان" فدعا مروان حسان بن ثابت فأخبره بما بلغه عن عمرو فقال : "أنا أكفيك عمرًا" فلما اجتمع الناس عند مروان عشيًا قام حسان فقال : "إنه بلغنا أن رجالًا يتمنون أماني ..قُومُوا فبايعوا لعبد الملك ثم لعبد العزيز من بعده فبايعوا إلى آخرهم" . ومات أبوه بعد مدة يسيرة حسبما تقدم ذكره واستقر أخوه عبد الملك بن مروان في الخلافة من بعده فأقر عبد العزيز هذا على عمل مصر على عادته))


قال السيوطي : ((وذلك في سنة65هـ ، فلم يزل أميرا بها عشرين سنة)) و عن ابن يونس قوله : ولي مصر عشرين سنة "اي من بداية ولايته على مصر سنة65هـ إلى وفاته سنة86هـ" كما سيأتي


قال ابن تغري بردي : ((وقال محمد بن الحارث المخزوي : دخل رجل على عبد العزيز في ولايته على مصر يشكو إليه صهرًا له فقال : إن ختني ظلمني فقال له عبد العزيز : من ختنك فقال : الرجل الختّان الذي يختن الناس فقال عبد العزيز لكاتبه : ما هذا الجواب فقال : أيها الأمير إنك لحنت والرجل يعرف اللحن وكان ينبغي أن تقول : من ختنك بالضم فقال عبد العزيز : أتراني أتكلم بكلام لا تعرفه العرب والله لا شاهدت الناس حتى أعرف اللحن فأقام في بيتٍ جمعةً لا يظهر ومعه من يعلمه النحو فصلى بالناس الجمعة الأخرى وهو أفصح الناس))


عبد العزيز و ابن عمر :


قال ابن تغري بردي : ((قال محمد بن هانىء الطائي عن محمد بن أبي سعيد ، قال : قال عبد العزيز بن مروان : ما نظر إلي رجل قط فتأملني إلا سألته عن حاجته . ثم قال بعد كلام آخر : وكان يقول عبد العزيز بن مروان : واعجبًا من مؤمن يوقن أن الله يرزقه ويوقن أن الله يخلف عليه كيف يدخر مالًا عن عظيم أجر أو حسن سماع!))


قال ابن تغري بردي : ((وقال الذهبي في كتابه تذهيب التهذيب بعد أن ساق نبذة من نسبه و ولايته وروايته بنحو ما قلناه إلى أن قال : روى ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم أن عبد العزيز بن مروان كتب إلى ابن عمر : ارفع إلي حاجتك فكتب إليه ابن عمر "يعني عبد الله" : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول ولست أسألك شيئًا ولا أرد رزقًا رزقنيه الله عز وجل . وقال يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس : بعثني عبد العزيز بن مروان بألف دينار لابن عمر فجئته بها ففرقها))


سنة70هـ : خروجه من الفسطاط بسبب وقوع الطاعون بها ، و سكنه حلوان :


قال ابن تغري بردي : ((ولما أقام عبد العزيز بمصر وقع بها الطاعون في سنة سبعين فخرج عبد العزيز من مصر ونزل بحلوان فأعجبته فاتخذها سكنًا وجعل بها الحرس والأعوان وبنى بها الدور والمساجد وعمرها أحسن عمارة وغرس نخلها وكرمها)) و كذا قال الزركلي


و ذكر السيوطي أن عبد العزيز كتب على قصره بحلوان :


اين رب القصر الذي شيد القصر و اين العبيد و الأجناد


اين تلك الجموع و الأمر و النهى و أعوانهم و اين السواد


سنة72هـ : بعثه لقتال ابن الزبير :


قال ابن تغري بردي : ((ثم جهز البعث لقتال ابن الزبير في البحر في سنة72هـ))


محاولة عزله عن ولاية مصر :


قد سبق و ان ذكرنا ان أبوه مروان عهد إليه بالخلافة بعد عبد الملك ..قال السيوطي : ((فكتب إليه عبد الملك يستنزله عن العهد الذي من بعده لولده الوليد فأبى عليه ، ثم إنه مات من عامه))


قال ابن تغري بردي : ((ثم لما طالت أيام عبد الملك في الخلافة بعد قتل عبد الله بن الزبير ثقل عليه أمر عبد العزيز هذا وأراد أن يخلعه من ولاية العهد ويجعلها عبد الملك لولديه الوليد وسليمان من بعدي فمنعه قبيصة بن ذؤيب من ذلك وكان قبيصة على خاتم عبد الملك وقال له : "لا تفعل ذلك فإنك باعث على نفسك صوتًا ولعل الموت يأتيه فتستريح منه" ، فكف عن ذلك ونفسه تنازعه حتى دخل عليه روح بن زنباع الجذامي وكان أجل الناس عند عبد الملك فشاوره في ذلك فقال روح : "لو خلعته ما انتطح فيها عنزان" ، فبينما هما على ذلك وقد نام عبد الملك وروح تلك الليلة عنده إذ دخل عليهما قبيصة ليلًا وكان لا يحجب عن عبد الملك وكانت الأخبار والكتب تأتيه فيقرؤها قبل عبد الملك فقيل له : قد جاء قبيصة فدخل قبيصة فقال : آجرك الله يا أمير المؤمنين في عبد العزيز فاسترجع عبد الملك وقال لروح : يا أبا زرعة كفانا الله ما أجمعنا عليه فقال له قبيصة : فداك ما أردت ولم تقطع رحم أبيك ولم تأت مات عاب به ولم يظهر منك غدر وقيل غير ذلك : وهو أن عبد الملك كتب لأخيه عبد العزيز هذا : يا أخي إن رأيت أن تصير الأمر لابن أخيك الوليد فافعل فأبى عبد العزيز فكتب إليه عبد الملك ثانية : فاجعله من بعدك فإنه أعز الخلق إلي فكتب إليه عبد العزيز : إني أرى في أبي بكر بن عبد العزيز يعني ابنه ما تراه في الوليد فكتب عبد الملك إليه ثالثة : فاحمل خراج مصر إلي فكتب إليه عبد العزيز : إني وإياك قد بلغنا سنًا لم يبلغها أحد من أهلنا وإنا لا ندري أينا يأتيه الموت أولًا فإن رأيت آلا تغنث علي بقية عمري ولا يأتيني الموت إلا وأنت واصل فافعل فرق له عبد الملك وقال : لا أغنث عليه بقية عمره وقال لابنيه الوليد وسليمان : إن يرد الله أن يعطيكماها لم يقدر أحد من الخلق على ردها عنكما ثم قال لهما : هل قارفتما حرامًا قط ، قالا : "لا والله" ، فقال عبد الملك : "نلتماها و رب الكعبة" . وقيل : إن عبد العزيز لما رد كلام عبد الملك قال عبد الملك : اللهم إنه قد قطعني فاقطعه فلما مات عبد العزيز قال أهل الشام : رد على أمير المؤمنين أمره فدعا عليه فاستجيب له فيه))


سنة76هـ : ضرب الدنانير :


قال ابن تغري بردي : ((وعبد العزيز هذا هو الذي أشار على أخيه عبد الملك بضرب الدراهم والدنانير فضربها في سنة76هـ))


سنة86هـ : مرضه و وفاته بحلوان ، ثم نقله و دفنه بقرافة المقطم :


و ذكر ابن عبد الحكم خبر انه لما كان عبد العزيز بحلوان : كان ابن حديج يرسل إليه في كل يوم بخبر ما يحدث في البلد من موت وغيره، فأرسل إليه ذات يوم رسولا فأتاه، فقال له عبد العزيز ما اسمك؟ قال : أبو طالب، فثقل ذلك على عبد العزيز وغاظه، فقال : أسألك عن اسمك فتقول أبو طالب! ، ما اسمك؟ قال : مدرك ، فتفاءل عبد العزيز بذلك فمرض، فدخل نصيب الشاعر فأنشأ يقول :


و نزور سيدنا و سيد غيرنا *** ليت التشكي كان بالعواد


لو كان يقبل فدية لفديته *** بالمصطفى من طار في و تلادي


فأمر له بألف دينار


و هكذا ..ظل عبد العزيز بن مروان بحلوان منذ سنة70هـ بعد خروجه من الفسطاط ، إلى أن مرض و توفي بها سنة86هـ فنُقِل جسده و دُفِن بالقرافة . قال الزركلي : ((فسكن حلوان ..وتوفي فيها ، فنقل إلى الفسطاط))


و كانت وفاته سنة82هـ و قيل85هـ


نقل ابن تغري بردي عن ابن سعد : ((مات بمصر سنة خمس وثمانين قبل أخيه عبد الملك بسنة))


و الأرجح أنه مات سنة86هـ


قال السيوطي : ((مات عبد العزيز بحلوان، فحمل في البحر إلى الفسطاط، ودفن بمقبرتها . وكانت وفاته ليلة الاثنين ثاني عشر جمادى الأولى سنة ست وثمانين))


و قال ابن تغري بردي : ((وكانت وفاة عبد العزيز في ثالث عشر جمادى الأولى سنة ست وثمانين من الهجرة وقيل سنة خمس وثمانين فكانت ولايته على مصر عشرين سنة وعشرة أشهر وثلاثة عشر يوماً)) ، قال السيوطي : ((فأمر بعده عبد الملك، فأقام شهرا إلا ليلة، ثم صرف وولي بعده ابنه عبد الله بن أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان))


و قد سبق ان ذكرنا قول ابن يونس : ولي مصر عشرين سنة "اي من بداية ولايته على مصر سنة65هـ إلى وفاته سنة86هـ"


قال السخاوي واصفاً مكان قبره بقرافة المقطم : ((و إلى جانبه من الجهة القبلية قبر قال بعضهم هو صاحب البردة يعني بردة النبي صل الله عليه و سلم)) إلى أن قال : ((و إلى جانبهم قبر القاضي أبي سعيد كان حسن السيرة في فضائه بمصر و الى جانبه قبر داثر به مقبل الحبشي كان رجلا صالحا قيل انه مات في مجلس ابي الفضل الجوهري . و بالقرب منهم من الجهة القبلية قبة بها قبر عبد العزيز بن مروان أمير مصر قيل لم يدخل الى مصر امير من الامراء اكرم منه و هو معدود في طبقة التابعين . و عند باب القبة قبر الرجل الصالح أبي الفضل محمد العصافيري)) . قلت : أنا لم أزر قبره رحمه الله ، لكن سمعت ان قبره حاليا داثر بلا معالم خلاف العصر الذي كان فيه السخاوي حيث كان قبره ظاهر . لكن عموما إن كان داثراً فإننا إن تتبعنا طريقة وصف السخاوي لمكان قبره فسنعرف تحديد مكانه ، و الله أعلم


وقال عمر بن أبي الجدير العجلاني يرثي عبد العزيز بن مروان وابنه أبا زبان :


أبعدك يا عبد العزيز لحجة *** و بعد أبي زبان يستعتب الدهر


فلا صلحت مصر لحي سواكما *** و لا سقيت بالنيل بعدكما مصر


توثيقه :


ذكره السيوطي فيمن كان بمصر من مشاهير التابعين الذين رووا الحديث


و وثقه النسائي ، و وثقه ابن سعد و قال : ((كان ثقة قليل الحديث))


روايته :


روى عن أبيه مروان بن الحكم ، و روى عن : أبي هريرة وعقبة بن عامر و عبد الله بن الزبير


و روى عنه ابنه عمر بن عبد العزيز أمير المؤمنين، والزهري و علي بن رباح اللخمي ..وطائفة


وله حديث وهو : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع"


تحفة الأحباب ، 69

الاعلام ، ج4 8


حسن المحاضرة للسيوطي


النجوم الزاهرة لأبن تغري بردي


خزانة البغدادي 3: 583 وولاة مصر للكندي 49 وخطط مبارك 10: 76 وابن الأثير 4: 197 والطبري 8: 53 وانظر الموشح للمرزباني 143 وما بعدها. في أخبار " كثير "


رد مع اقتباس