| البارت الثامن
(من يقف بصف من)
.
فتحا عينيهما نات و هيلين
كانتا واقفتين بجانب بعضيهما
جالا بعينيهما حولهما يمنة و يسرة فوق و تحت أمام و خلفاً
هيلين بقلق مقطبة حاجبيها : نات ! أنا لا افهم شيئاً أين نحن الآن ؟؟
نـآت بتعجب : لا أدري ! لا أدري !
كان المكان مفتوحاً و هناك بضع أشجار و زهور في كل مكان
و السماء ذات لون برتقالي و كأن الشمس بدأت تغرب
هكذا لا حظتها نات و هي تنظر نحو عامود طويل بالقربة منهما
نات و هي تنظر لأعلى العامود : هيلين ! أليس هذا العلم ؟
رفعت هيلين رأسها حيث ترى نات فكان العلم الأمريكي ذو الخطوط الحمراء و البيضاء
و النجوم البيضاء في ذلك المربع الأزرق المركون أعلى العلم إجابة بأنه علم الولايات المتحدة الأمريكية
الذي يرفرف بهدوء مع اتجاه الريح ..
هيلين باندهاش : هذا يعني أننا في باحة المدرسة الخارجية !
نـآت و قد اتسعت عينيها : هيلين ! لقد خرجنا ! لقد نجوناا !
ارتسمت على شفآه نات ابتسامة فرح أما هيلين فلم تكن تدرك بعد ماهي فيه
فابتسمت بالتدريج و هي تقول : نجونـأ ! نجـونآ !
أرادت هيلين أن تتأكد و هي تحوم بنظرها في كل مكان
حتى وقعت عينيها على ذلك الشخص الممدد خلف الشجرة البعيدة هناكـ
هيلين بقلق : أوهـ ! نات ! انظري هناك شخصاً ما !
أدارت نات برأسها حينما كانت هيلين تنطلق بسرعة نحو ذلك الشخص
اقتربت منه هيلين ببطء فكان مستلقٍ على بطنه و يمتلك شعراً رمادياً قد أصيب بجرح على جبينه
أمسكت به هيلين ثم قالت بقلق : هي ! هل أنت بخير ؟
أدارته بهدوء فكان وجهاً مشوهاً أحمر قد نزع الجلد منه
فضحك بجنون و قد أمسك بذراعيها .. صرخت هيلين بصوت عالٍ و ابعدته عنها
نـآت : هيلين ! ماذا تفعلين !
فتحت هيلين عينيها فإذا هي لاتزآل في المدرسة المغلقة حيث الظلام يحيط بها
هي و نـآت و .. دانيال ..!
فتح دانيال عينيه ببطء و هو لا يزال مستلقٍ على الأرض
حتى انتبه لـ نآت و هيلين بجانبه
دانيال باستغراب : هيلين ! .. نـآت
نات : نعم هيلين و نـآت ! هل نجوت أنت أيضاً ؟
دانيال باستغراب : نجوت ! ما الذي نجوت منه ؟ لقد ضحيت بنفسي ..
ثم .. ثم تم رميي في مكان سحيق ..!
نظر دانيال نحو يديه و هو يقلبها بهدوء : أوه .. أنا بخير ! ما زلت حياً !!
نـآت : لقد فقد عقله
استطردت نـآت ببرود : لابد أن ضربة على رأسكـ أفقدك بعض التوآزن في عقلك
دانيال بحزم : ما الذي تقولينه ؟ و أين ذهب من معكم ؟
هيلين و الدموع في عينيها : لقد .. سوف .. إنهم ..
دانيال بحزم : ماذا ؟
نـآت بهدوء : سيهلكون !
دانيال باندهاش : يهلكون !
رين ! ماكس ! و جاسمن !!
ركضت روبن نحو نهاية الممر لتعود للغرفة التي إفترقوا فيها
تفاجأت بوجود صاحب المنجل قد دخل الغرفة والباب من ورائه قد تحول لفتات
جمدت روبن خطت خطوة للخف إتسعت عينيها وهي تسمع
قهقهة وهمس الأشباح خلفها .. أخذت تتلفت في الغرفة
فالحظت الستار المنسدل في الحائط الأيمن من جهتها .. فتذكرت ديفد "الأشباح تخاف الضوء"
إتجهت مسرعة و أشاحت الستار .. لكن يالحظها النحس
فقد كانت النافذة مطلية بالصبغ الأسود لتمنع دخول أشعة الشمس
تراجعت بأسى أختفى لمعان عينيها البنيتان .. فقدت الأمل في النجاة
_ مستحيل !
سحب منجله الضخم من خلفه ليصدر صوت الإحتكاك على الأرض
تعلوه إبتسامة أظهرت أنيابه المكسوة بالدماء .. سمعته يقترب منها إتسعت عينيها بشدة
إلتفتت له وقد كان قريبا جدا منها تراجعت للخلف لتلتصق في النافذة السوداء
الأشباح خلفه تقهقه و تهمس .. أغمضت عينيها منتظره ماسيحدث
رفع منجله الضخم للأعلى و الإبتسامة تزداد وسعا على وجهه المشوه
أفلت المنجل بقوة نحو روبن التي قد أنخفضت من غير أن تشعر
إنتبه الوحش أسرع لإيقاف المنجل ولكنه لم يستطع بسبب قوته الكبيرة
فأصاب زجاج النافذة الأسود لتتحطم وينتاثر بعضه على روبن تتسللت أشعة الشمس الغرفة
ترك المنجل ليسقط بجنب روبن التي إنكمشت مرتجفة إبتعد للخف .. لاحظته فرفعت عينيها بإندهاش
لترى الضوء من خلفها تراجع هو للخف خائفا من أن تصيبه ولكن الضوء كان أقوى منه فقد أنار الغرفة المظلمة
أمسك رأسه وبدأ بالصياح متألما ... حتى تلاشى شيئا فشيئا ذائبا على الأرض
وقفت وهي لاتزال ترتجف تنظر نحو ماخلفه بخوف إلتفتت للنافذة لتنظر لذلك الفناء في الخراج وقد كان خاليا
_ لم أكن أعلم إننا في الطابق العلوي !!
وقفت مندهشة بعد تلاشي صرخات الوحش ولكنها تابعت ركضها في ذلك الممر المظلم
صوت من خلفها يدل على أن صاحبه فتاة :إنتظري علينا ألا نفترق الآن
لم تلتفت لها جوليا بالتابعت جريها وهي لاتعلم إلى أين تتجه
في نفسها : ماكس .. أين أنت يا أخي ؟
بدأت جزئيات بيضاء بالإنتشار في الهواء بشكل كبير توقف كينتشي بقلق
_ لا .. ضباب !
توقفت أمامه إيكورا ونظرت له بتعجب : ماذا ؟
كينتشي : علينا أن لا نمر في هذه المنطقة !
إلتفتت إيكورا لجوليا التي قد بدأت تختفي بين الضباب :لماذا ؟؟ .. أنا سأتبعها
همت بالذهاب فإستوقفها : لا ... سنقع في فخ أحد الأشباح
نظرت له بسخرية و أشارت له : لا أحد يصدق هذه الترهات سوى الأطفال
ثم إلتفتت وغادرت لتتبع جوليا .. نظر لها كينتشي بقلق
نظر للضباب الذي كان يشتد من حوله: لست طفلا ...
ثم تبعهما جريا على أمل أن يلحق بهما .
وقف من على الأرض بجدية ثم إلتفت :لا لن أسمح بذلك
نظرت له نات بستغراب : ومالذي ستفعله ؟
دان بجدية أكبر : علينا البحث عنهم .. لربما نستطيع فعل شيء
رفعت هيلين يدها نحو فمها لتغطيه برتباك ونظرت للأرض : لكنني لا أريد العودة
نات مستفسرة : حتى لو قررنا أن نذهب .. الممرات متشابهة والغرف كثير فكيف لنا أن نجدهم ؟
لم يلتفت دانيال لهم بالبدأ بالسير مبتعدا
_ لا يهمني ... سأبحث عنهم .... لن أترك أصدقائي يموتون في هذا القصر المشؤوم
نظرت له هيلين بحزن ثم حولت نظرها لنات التي أشارت برئسها
ثم لحقت بدانيال .. فتبعتها هيلين بهدوء لكنها لم تستطع مسك القلق الظاهر على وجهها .
التكمله بعدين ان شاء الله تعجبكم
__________________  |