ما لم تقله 'الجزيرة ' عن صفقة اليمامة .
إسم الكاتب : محمد الوليدي 14 - 03 - 2007
--------------------------------------------------------------------------------
تمنيت لو أن محطة الجزيرة أعطت فضيحة صفقة اليمامة حقها في برنامج 'سوداء اليمامة ' الذي تم بثه مؤخرا على شاشتها بما لديها من أمكانيات ، فعدة جوانب كان يمكن الخوض فيها والتي يمكن التوصل الى حل بعض الألغاز التي أحاطت بالصفقة منذ بدايتها . هذه الصفقة التي حطمت عدة ارقام قياسية؛ فهي أكبر صفقة سلاح تبيعها بريطانيا في تاريخها وأكبر صفقة سلاح تشتريها السعودية أيضا،وأكبر رشاوى دفعت، دفعت من خلالها، كما انها أغبى صفقة سلاح في التاريخ، فهذه الأموال التي دفعت من أجل أتمامها ذهبت هباء في سلاح لم يستخدم ، بل أعيد بعضه الى بريطانيا تحت مسمى 'طائرات مستخدمة ' حسب قول ولي العهد السعودي الأمير سطان بن عبد العزيز ، ولا ندري متى استخدمت و في ماذا وأين . في أيلول من عام 1985 عقدت صفقة التاريخ .. صفقة اليمامة ، والتي خمنت الصحافة البريطانية في ذلك الحين قيمتها ما بين 60 الى 150 بليون دولار ،وقيمة الرشاوى فيها ما بين 12 الى 20 بليون دولار !! . ووردت اسماء عديدة في هذه الصفقة على رأسهم موقعها وولي العهد حاليا الأمير سلطان بن عبد العزيز ، وابناءه : بندر وخالد ، وزوج ابنته : تركي بن ناصر ،ومنهم الأمير عبد العزيز بن فهد ،وأحد ابناء الملك عبد الله وهو الأمير فهد ، وسعد الحريري ،وأبراهيم النملة الذي اصبح ابنه فيما بعد وزيرا للعمل في السعودية ، و وفيق السعيد ؛الصديق المقرب من الملك الراحل فهد والأمير سلطان ، وهو سوري يحمل الجنسية السعودية ،ولا زالت ترد أسماء ما بين الحين والاخر ، فما أكثرهم الذين أكلوا من لحم هذه 'اليمامة ' ،أو بالأحرى لحم شعب الجزيرة الذي بددت ثرواته بهذه الطريقة الحمقاء ، ولو نظرنا الى الأسم الأخير وهو وفيق السعيد فسيمكننا الوصول الى أي مدى وصل اليه الفساد في هذه الصفقة ؛ فقد تحول هذا الرجل في السنوات الأخيرة من مليونير الى ملياردير حيث بلغت ثروته المعلنة الى أكثر من خمسة بلايين دولار ، وكاد ان يجن عندما حاول مكتب التحقيقات في الجرائم الخطرة البريطاني التحقيق في أحد حساباته في البنوك السويسرية ، حينها انتفض آل سعود وحتى لا تصل التحقيقات الى حساباتهم ايضا ، وطلبوا من الحكومة البريطانية وقف التحقيق حالا وخلال عشرة ايام والا سيتم قطع العلاقات بينهم وستلغى الصفقة الأخيرة التي عقدت بينهم وهددوا بتحويلها الى فرنسا والتي تنافسها بريطانيا بحساسية بالغة في مجال بيع الأسلحة ، وكان الجواب البريطاني أسرع ما يكون حيث أوقف رئيس الوزراء البريطاني التحقيق وخلال24 ساعة وليست عشرة أيأم . وأيقاف التحقيق حتما لم يكن لسواد عيون آل سعود ، وقد سبق وان هددت السعودية بريطانيا بقطع العلاقات فيما بينهما اذا عرض فيلم 'موت اميرة' والذي يتحدث عن فضائح من نوع آخر عن الأسرة الحاكمة السعودية ،الا ان بريطانيا لم ترضخ للابتزاز السعودي آنذاك ،أما الان فالأمر يختلف فغير المصالح البريطانية التي ستضرر بقطع العلاقات ،فالحكومة البريطانية نفسها لا تريد هذا التحقيق منذ البداية لكنها لم تكن تستطع ايقافه وقد وجدت في المطلب السعودي القوي أنقاذا لها من فضائح قد تطول سياسيين بريطانيين ايضا ، في حين لم يدرك آل سعود أن طلبهم بأيقاف التحقيق هو فضيحة كبيرة ؛ فلو لم يكن هناك فضائح خطيرة وأكبر من التي كشفت، ما كانوا قد طالبوا بأيقاف التحقيق ، ثم لماذا يتحمل رئيس الوزراء البريطاني فضيحة وقف التحقيق دوليا لو لم يكن هناك فضائح اكبر قد تكشفها التحقيقات وربما تخصه ايضا ،فحتى رئيس الوزراء البريطاني السابق جون ميجر تورط في فضيحة صفقة اليمامة عندما منح تراخيص غير قانونية حدثت في هذه الصفقة وتم التكتم عليها في وقتها . في برنامج 'سوداء اليمامة ' تم عرض لقاء تاتشر مع الصحافة حين احرجها احد الصحفيين بقوله' أنك تتحدثين وكأنك مندوبة مبيعات اسلحة ماهرة ' وقتها تمنيت لو تحدث معدو البرنامج عن دور أبنها مارك تاتشر والذي كان له دوره في الصفقة ،و لعلها ارتبكت عندما تخيلت لو أن الصحافة كشفت عن دور أبنها والذي ظهر فيما بعد ، حين كشف اسمه احد اللصوص الذي اختلف مع اللصوص الكبار ورفع فيها قضية تم حلها خارج المحاكم . عندما نشرت صحيف الأوبزيرفر نشر اول تقاريرها عن فضيحة اليمامة ،حاول الأمير خالد بن سلطان شرائها لكنه لم ينجح في ذلك ..فألى اي مدى طرت يا يمامة ؟! لكن زميله في الصفقة وفيق السعيد أستطاع شراء 35 في المائة من اسهم صحيفة صندي كروسبوندنت ،والتي لم تشر للصفقة لا من قريب ولا بعيد بالطبع ككل الصحف السعودية . ثمة اموال دفعت ولم تذكر ، وثمة اسلحة ومعدات ارسلت ولم تذكر أيضا ،بأسم 'اليمامة' أرسل للسجون السعودية أكثر من سبع الآف قضيب معدني للتعذيب بالصدمات الكهربائية ، ومعدات اخرى للتعذيب لا تقل عنها خطورة بل محرم تصنيعها دوليا . نهب فوق الخيال ،وتبذير استعاذت منه الشياطين ، ما الذي استفادته السعودية من وراء هذه الأموال التي تم تبذيرها في هذه الصفقات ،في حرب الخليج عثر على اسلحة سعودية رميها خيرا من صيانتها ،حتى التدريب الذي صرف عليه بلايين الدولارات ، لم يأتي بأي فائدة ،خاصة اذا علمنا ان أول طائرتين تم اسقاطهما في حرب الخليج من قبل الدفاع السعودي كانتا طائرتان بحرينيتان ،أي نيران صديقة ..نيران صديقة قل من نجى منها. سموها آل سعود ' اليمامة ' وقالت صاحبة العطاء والراشية شركة بي .أي.ي سستمز عن نفسها وعلى موقعها الرسمي : أنها جعلت من العالم أكثر أمنا ..وأقول أنها جعلت منا أكبر مسخرة تاريخية !!.ولله الأمر من بعد ومن قبل .
http://fpnp.net/arabic/?action=detail_m&id=1631