عرض مشاركة واحدة
  #961  
قديم 03-11-2011, 04:37 PM
 
البـ 58 ـارت الثامن و الخمسووون
........................................
فتح باب المنزل بالمفتاح الذي أستعاره من والده ..!
دخل بهدوء يشابه هدوء المكان حوله ..!
لا ضجه .. لا أضواء .. و لا حتى شعور للحياة ..!
الفوضى تعم المكان ..!
فخلال يومين فقط لم ترتب فيهما والدته البيت صار كأنه منزل مهجور ..!
الآن فقط بدأ يفهم كم حياة الأمهات صعبه !!..
سار بخطوات ثابته .. لاشك أنها في غرفة المعيشه ..!
لذا رسم على وجهه إبتسامة لطيفة شبه مصطنعه !!..
دخل إلى الغرفة وهو يقول بمرح : لقد عدت أمي ..!
لكنه .. تحطم حينما لم يجد أحداً ..!
أطلق تنهيدة تعب و هو يتساءل : أين هي يا ترى ؟!..
في تلك اللحظه .. سمع صوت الباب يفتح .. إلتفت ليرى تلك المرأة التي دخلت إلى المنزل ..!
إنها والدته .. كانت تحمل كيس لأحد المطاعم القريبة من هنا .. يبدو أنها كانت جائعة و ليس لها مزاج كي تدخل المطبخ في الوقت ذاته ..!
ترتدي تيشرت وردي و بنطال جينز أزرق .. شعرها القصيرة ربطته بإهمال .. مع حذاء الرياضة ذاك كان شكلها مثيراً حقاً ..!
حتى هذه اللحظة لم تنبه له فقد كانت شاردت الذهن و هي تنظر للأرض ..!
خلعت حذاءها بإهمال و رمته إلى الخلف لطير قليلاً ليصطدم بالباب بقوه و هذا ما حدث للفردة الأخرى ..!
بينما أخرجت محقظتها من جيبها و فتحتها و هي تنظر إلى ما فيها ثم رمتها إلى الخلف وهي تقول بملل : سحقاً لقد نفذت نقودي !!.. يستحيل أن أطلب من كواتر نقوداً !!..
لوهله .. كان يشك بأن هذه هي والدته ..!
أطلق ضحكة عالية وهو يحاول أن يستعوب شكلها العجيب !!..
أما هي فقد رفعت رأسها فور سماع صوت ضحكته العاليه !!..
دهشة حين رأته بشده !!.. مالذي جاء به ؟!.!.
كان لا يزال يضحك بخفه .. لم تعلم هل تضحك أو تبكي ؟!!..
لقد عاد إبنها إلى المنزل أخيراً..!
لكن .. ضحكته أثارت إستنكارها فقررت أن تجاريه : أخبرني .. لما هذه الضحكة الساخره يا ولد ؟!!..
من بين ضحكاته اللتي لم تتوقف : شكلك مثير حقاً .. هههههه !!..
تفقدت نفسها للحظات ثم نظرة إليه باستغراب : لا أرى أن قميصي مقلوب مثلاً !!..
شعر بالحرج فمن السيء أن يسخر من والدته .. لذا حاول كتمان ضحكته وهو يقول : هيئتك و طريقة دخولك للمنزل .. بدوت فيها كعزباء في العشرين !!..
بإستنكار وهي تكتف ذراعيها أمامها : وهل من مشكلة أن أكون كعزباء في العشرين ؟!!.. لست أبعد عن العشرين كثيراً ..!
لكنه قال ببساطة مع إبتسامة لطيفه : ثمانية عشر سنه !!.. تبعدين عن العشرين ثمانية عشر سنة فأنتي في الثامنة و الثلاثين يا أمي !!..
غضبت فوراً من كلامه : أحمق !!.. ألا تعلم بأن المرأة لا تطيق أن يذكر عمرها علناً هكذا كما صرحت به أنت ؟!!.. حتى إن لم يكن هناك أحد فهذا ليس عذراً ..!
تنهدت بعدها بتعب و أردفت : يبدو أنك تصالحت مع أبيك !!..
أومأ ببتسامة هادئه ثم أردف بنوع من الحزن و الأسى : و أرجوا أن تسماحيني كذلك يا أمي !!..
تجاوزته ببرود : لن أفعل !!..
صعق في البداية لكنه من فوره علم أنها ليست جاده : سأفعل أي شيء لتسامحيني !!..
دخلت غرفة المعيشة فلحق بها ..!
جلست أمام التلفاز : أتجيد صنع الشاي ؟!!..
أومأ لها إيجاباً ببتسامة هادئه ..!
دهشت لوهله : رائع .. لم أتوقع أنك ستجيب بنعم !!..
لكن إبتسامته إتسعت وهو يقول : لقد كنت أحضرالشاي لي و للار ...!
صمت حينها بعد أن تذكر أن والديه بالتاكيد يحقدان على لاري !!!..
لكنه شعر بأمه ترتبت على كتفيه وهي تقول بصوت حنون : عزيزي رين .. إذا كان الحديث عن لاري يسعدك فلا مشكلة لدي أن تتحدث عنه طيلة النهار ..!
رفع رأسه بصمت لينظر إليها .. لم يتوقع كلامها ذاك .. لذا إبتسم بمرح : حاضر .. شكراً أمي ..!
إبتسمت له ثم قالت بمرح : إن أردت أن أسامحك فأعد لأمك أفضل كوب شاي ..!
شعر بالسعادة حقاً .. إعداد كوب شاي لوالدته .. إنه لأمر رائع بالفعل : حاااااضر !!..
خرج من فوره من الغرفه .. و فور خروجه رمت السيدة هيلين بنفسها على الأريكة ..!
لقد بذلت جهداً كبيراً كي تحافظ على هدوئها و كي لا تسيل دموعها..!
إتقطت أنفاسها ثم تذكرت ضحكته تلك و مرحه .. لقد عاد لأيام طفولته ثانيةً ..!
هذا ما دعاها لتقول بنوع من عدم التصديق و دموعها تسيل على وجنتيها : لا .. إبني ألطف و أبرىء من أن يكون مجرماً !!..
وقفت حينها لتصعد للأعلى كي لا يرى دموعها هذه فتحزنه ..!
لكنها حين صعدت لم تنتبه له فقد كان يقف قرب باب غرفة المعيشه و للأسف سمع جملتها تلك ممها زاد همه همين فوقه !!..
.............................................
في المساء .. كانت تحمل صينية فيها كأسان من القهوى و قطعتا حلوى ..!
إتجهت إلى شرفة الدور الثاني .. إنها شرفة تابعة للردهة الصغيرة الموجودة في الدور الثاني ..!
هناك .. حيث كانت طاولة صغيرة مستديرة حولها كرسيان ..!
وجدته يقرأ الصحيفة بإهتمام .. لذا لم ينتبه لها حتى قالت : مساء الخير ..!
رفع رأسه و فور أن رأها إبتسم : أهلاً بك .. مساء الخير ..!
جلست على الكرسي المقابل له بعد أن وضعت الصينية على الطاوله ..!
أخذ كوباً و من القهوى و إستنشق البخار المتصاعد منه : إنه يبعث على الإسترخاء ..!
إبتسمت هي بلطف : إنها قهوة فرنسيه .. فرنسا معروفة بقهوتها الرائعه ..!
إرتشف رشفة واحدة وهو يقول : محقه .. قهوة فرنسا رائعه .. لكن ماجعلها مميزة بهذا الشكل هي ..!
صمت قليلاً بينما ظهرت علامات التساؤل على ملامحها ..!
و بابتسامة جذابة قال : اللمسة السحريه !!..
إحمرت وجنتاها خجلاً و طأطأت رأسها بينما ضحك هو بخفة و أخذ ملعقة صغيرة كي يتذوق تلك الحلوى المغطاة بالكريمه : أممم .. هذه أيضاً تحتوي على ذات اللمسه !!.. ذلك مثير !!..
وقفت من فورها وهي تحاول التهرب من هذا الموقف الصغير : أووه .. لقد نسيت الكعكة في الفرن ؟!..
تساءل هو ببتسامه : و تجدين صناعة الكعك أيضاً ؟!..
إبتسمت بسذاجه : آه .. إنها محاولتي الأولى .. لقد علمتني العمة كاترين ..!
نظر هو إلى السماء ليقول بصوت حالم : واااااااااو .. كعك بطعم اللمسة السحريه .. أمر رائع !!..
بنبرة توتر : إذا لم أسرع ستحترق الكعكه .. أراك فيما بعد !!..
أسرعت مبتعده عن المكان ..!
ربما تتساءلون عن هذان الإثنان هنا فنحن لم نفصح عنهما أيضاً ..!
و ربما وضع كلن منكم ثنائياً في ذهنه ..!
إذاً لأخبركم أن من فكر بجيمس و ماندي هو المحق !!..
بعد ذهاب الفتاة كي تتفقد الفرن أو بالأحرى كي تهرب من الموقف .. تابع هو شرب قهوته مع قطعة الحلوى الشهيه ..!
مضت بعض الدقائق بعدها رن هاتفه النقال بنغمة تدل على وصول رسالة إليه ..!
( أريد لقاءك بأمر مهم جداً .. إذا كنت تستطيع القدوم فتعال إلى الشاطيء حيث النصب التذكاري ..! أما إن لم تستطع القدوم فأرجوا ان ترد علي برساله ) ..!
المرسل : أكيرا ..!
تنهد بضجر وهو يفكر .. ماللذي يريده أكيرا منه ؟!..
عموماً هو لايريد أن يبقى الحال على هذا ..!
النظرات المفترسة المتبادله و الكلمات الجارحه و الأسلوب البارد في التعامل !!..
ذلك متعب حقاً لذا قرر هو أن ينهي الأمر ..!
صحيح أنه لم يقتنع بأن أكيرا محق فيما فعله لكنه عموماً يسامحه فلا يمكن إعادة ما مضى .!
و يقول المثل .. مافات مات ..!
لذا .. وقف وقد قرر قبول تلك الدعوه ..!
من الجيد أنه قد أنهى طعامه فليس من اللائق أن يترك ما أعدته له خطيبته ..!
عليه الآن أن يتجه إلى المكان المحدد .. وقبل ذلك .. سيتجه إلى المطبخ !!..
حين وصل إلى هناك وجدها قد أخرجت كعكة من الفرن : ماندي .. لدي عمل مهم .. سأذهب الآن لذا لا تتناولوا الكعكة عني !!..
إلتفت ناحيته و أبتسمت : حسناً .. لكن لا تتأخر ..!
إبتسم لها حينها : بالتأكيد ..!
...........................................