زفر بتعب وهو ينظر إلى ساعته ..!
لقد تأخر .. أيمكن أنه لن يأتي ..!
لكن لما لم يرسل أي رسالة يخبره فيها أنه لن يحضر بدل تركه ينتظره في هذا الجو البارد ..!
قبل أن يفكر بأي شيء سيء رآه يسير بخطوات ثابتةٍ متجهاً نحوه ..!
لذا تقدم هو أيضاً ..!
إقترب كلن منهما ناحية الآخر ..!
بينهما مسافة صغيره تكفي فقط كي تظهر صخرة النصب بينهما !!..
بعد أن وصل أخيراً إلى المكان سأل : ماللذي كنت تريده مني .. الساعة هي العاشرة مساءً وفي هذا الجو البارد .. الأمر ليس عادياً !!..
إبتسم بهدوء ليجيب عليه : كل مافي الأمر .. أردت فقط إعطاءك شيئاً ..!
إرتفع أحد حاجبيه باستنكار وهو يرى أكيرا يخرج علبة صغيرة من جيبه ..!
أخذ العلبة و فتحها .. أدهشه حقاً ما رآه : أين وجدتها ؟!!..
إستدار ناحية البحر وهو يضع يديه في جيبه : لقد أعطتني إياها إياكو .. تقول أن لاري أعطاها لها !!.. لذا إتفقت مع أختي على أنك الأحق بها !!..
أظن أن أغلبكم عرف ذلك الشيء ..!
اللؤلؤة التي بلون السماء الصافيه ..!
لؤلؤة مورا ..!
بدا عليه الدهشه : لاري !!.. كيف و متى و أين ؟!!..
بهدوء دون أن ينظر إليه : هذا ما كنت أفكر به .. لذا إتصلت بلاري !!!.. شكرته في البداية على الإحتفاظ بها و إعادتها إلى إياكو !!.. ثم سألته كيف حصل عليها ؟!!.. أجابني بأنه رأى رجال وليم وهم يهربون من الشاطيء ملطخين بالدماء في ذلك الصباح .. و بعد البحث على الرمال وجد جثة أخي مورا هناك ..! اللؤلؤة كانت قد سقطت فوق بركة من الدم و قد تلطخت .. لذا و بلا شعور إلتقطها .. وحين سمع صوتي أنادي بأسم أخي غادر المكان بسرعه !!.. حافظ عليها طيلة تلك الفترة .. كان يفكر بطريقة مناسبة كي يسلمها للشرطة ..! لكن حين علم بأمر إياكو قرر أن يعطيها إياه بنفسه ..!
تنهد بتعب ثم تابع وقد إلتفت ناحية جيمس : أما لمذا ..! فقد أخبرني أنه مدين لمورا !!.. قال لي أن هناك موقفاً جعله يدين لمورا كثيراً ..! كان ذلك حين سمع محادثة بين مورا و ماثيو في أحد ممرات المشفى التابع لماساكي و الذي كان كريس شقيق لاري فيه !!.. فقد قال ( سمعت ماثيو يسأل عن صديق إياكو الصغير !!.. فأجابه مورا بأنه مريض بالقلب و أن أسمه كريس كوازاكي .. كان يعلم بأنه شقيقي رغم ذلك أخبر ماثيو بأنه طلب أحد الأطباء المحترفين في هذا المجال من إحدى الدول الأجنبية كي يكون طبيباً له فحالته لم تكن جيده !!.. للأسف لم يصل ذلك الطبيب إلا بعد وفاة كريس !!.. لكني أدين لمورا بذلك ) !!..
كانت الصدمة واضحت على ملامح جيمس ..!
عاد ينظر إلى تلك اللؤلؤه التي كانت تخص صديقه ..!
حينها إنتبه إلى أن الشقيقين قد أهدياه إياها ..!
قبل أن ينطق بأي كلمة شكر : أتعلم لما أخترت هذا المكان للقاء ؟!!..
بهدوء : ألأنه المكان الذي مات فيه مورا ؟!!..
أومأ سلباً وعاد ينظر للبحر ببتسامه : لا .. بل لأنه المكان الذي أخذ فيه لاري اللؤلؤة من مورا .. ثم أخذتها إياكو من لاري في هذا المكان .. ثم أخذتها أنا من إياكو هنا أيضاً !!.. و الآن .. ها أنا أسلمها لك في ذات المكان !!.. أرجوك .. لا تفرط بكنز أخي !!!..
قال كلماته الأخيرة وهو يسير متجاوزاً جيمس اللذي ظل صامتاً لم ينطق ..!
يعلم بأن أي كلمة شكر لن تناسب الموقف ..!
لذا بقي ساكناً حتى غادر أكيرا المكان ..!
............................................
مساء اليوم التالي ..!
الساعه : الثانية عشر من منتصف الليل ..!
المكان : صالة الإستقبال الدولية بالمطار ..!
أنهى كامل الإجرآت و أستلم حقائبه الآن ..!
كان مرتبكاً نوعاً ما .. إنه يزور طوكيو للمرة الأولى ..!
نظر إلى ساعته .. لاشك أن السائق الذي سيستقبله وصل ..!
لذا إتجه نحو البوابة متبعاً اللوحات الإرشاديه المكتوبة باللغة الإجليزيه ..!
إرتعب حين سمع صوتاً ماكراً يقول : مرحباً عميل روبرتو .. كيف حالك ؟!!..
نظر حالاً إلى صاحب الصوت و أبتسم إبتسامة مصطنعه : آه .. أأنت من جاء لأستقبالي ؟!..
أجابه ذالك الشاب ببتسامة غرور : رغم أننا إلتقينا عدة مرات إلا أنك نسيتني !!.. أليس كذلك ؟!!..
من خلال الصوت قال بدهشه : أنت العميل كاي !!..
تدارك الأمر ليقول : أه .. أسف لكن شكلك تغير !!.. سمعت أنه تعرضت لحادثة سيئه !!.. لقد صار شعرك قصيراً جداً .. كما أنك تغطي نصف وجهك بشعرك !!..
بذات الإبتسامة الواثقة رد عليه : ماسمعته صحيح فقد تعرضت لحادثة حريق !!.. لكني نجوت !!.. ربما تغير شكلي بسبب عمليات التجميل .. و الفضل للسيد إدوارد الذي تكفل بالمصاريف !!..
رغم إرتباكه إلا أنه حاول أن يكون طبيعياً : من الجيد شفاءك !!.. أظن .. أظن أنك عميل مميز .. لذا لا نريد أن نخسر عميلاً مثلك ..!
لكن ذلك الكاي إستدار بغرور : دعك من هذا كله فالأفضل أن نغادر المكان .. أم أنك تريد البقاء هنا طويلاً ..!
لن نتعجب من كره كاي لهذا المكان إن تذكرنا أنه المكان الذي كان يفترض أن تكون خطيبته نايس فيه لولا أن إنتهت حياتها قبل ذلك ..!
...........................................
بعد يومين .. غداً سيسافر كايد مايكل أكمي و تارا إلى لندن ..!
لذا قرر الجميع أن يتناولوا طعام العشاء معاً هذه المساء و قد إختاروا اللحم المشوي ليكون طبق الليله ..!
الساعة الآن هي الحادية عشر صباحاً ..!
و بأمر من العمة كات هاهو كايتو و معه جيفانيو يتجهان إلى المخزن الصغير الموجود في الحديقة الخلفية للمنزل من أجل تفقد عدة الشواء ..!
كايتو بمرح : أشعر أننا سنستمتع الليله ..!
أومأ جيفانيو ببتسامه : أرجوا ذلك رغم أننا سنفتقد كايد و البقية حقاً ..!
قبل أن يصلا إلى المخزن رأيا جيمس يجلس تحت إحدى الأشجار شارد الذهن ..!
ناداه جيو بمرح : هيه جيمس .. هل لك أن تأتي لمساعدتنا في إخراج أدوات الشواء من المخزن ؟!..
إنتبه جيمس ناحيتهما ثم هتف : قادم !!..
إقترب كايتو من باب المخزن و فتح الباب ..!
إستغرب الثلاثة من أن الباب لم يكن مقفلاً لكن أحدهم لم يصرح بذلك ..!
و بعد أن دخلوا قام جيمس يإشعال المصباح ..!
مجموعة صناديق قديمه و الغبار يملأ المكان كأي مخزن في أي منزل !!..
بدأوا بالبحث عن مبتغاهم لولا أن جيفانيو هتف بإستغراب : لقد أفزعتني !!!.. مذا تفعل هنا ؟!!!!..
إلتفت كلا من جميس و كايتو إليه .. أسرعا ليريا من خلف تلك الصناديق ليصعقا !!..
إنه ماكس .. كان جالساً يضم قدميه إلى صدره وقد غطى عيناه و وجهه بهما ..!
جثى كلن من كايتو و جيمس أمامه ليسأل الأخير بهدوء : ماكس .. أتعاني من مشكله ؟!..
لكن ذلك الصغير لم يجبه ..! لذا أمسك برأسه بهدوء بين يديه ليرفعه و يرى وجهه !!..
لقد كانت الدموع قد غسلت ذلك الوجه البريء ..!
بدا الحزن العميق في تلك العنين ..!
و بين يديه .. أمسك شيء صغيراً جداً ..!
لقد كان يمسك بخاتم أخته معه .. الآن عرفنا ما القصه ..!
لذا سأله جيمس بحنان : أتفتقد أختك يا ماكس ؟!..
أومأ إيجاباً بهدوء ليسأل جيمس بذات النبره : أهذا ما يحزنك الآن ؟!..
لكنه هذه المره أومأ سلباً لذا بدا التساؤل في نبرة جيمس : إذاً مالذي يحزنك ؟!..
دمعت عيناه و ضل صامتاً .. لكن جيمس حثه على الكلام ليقول بصوت مكتوم : أنا .. أشعر أني السبب .. أشعر أني السبب في موتها !!.. لقد ماتت من أجلي !!.. لذا كان ييفترض أن أموت أنا !!..
بدا الذهول على الثلاثه .. لما يفكر أنه السبب ؟!!..
ربما لأنها إجبرت على العمل مع وليم لأجل أن تنقذه !!..
لقد بدأت القصة حينما كان والد ماكس و نايس تابع وليم المخلص ..!
لكنه قام بخيانته فأستحق الموت ..!
قرر وليم أن يتصرف بالإبنان فلم يكن منه إلا أن يقتلما سوياً كي لا يفضحاه أو أن يجبر الفتاة على العمل عنده ..!
و لكي تنقذ أخاها وافقت على العمل كسكرتيرته الخاصة بالمنظمة السرية فقط .. أي أنه لاشأن لها ببقية أعماله !!..
بعد أن تفهم جيمس الموقف قال هو يربت على كتفي ماكس : لا تقل هذا الكلام !!.. لقد ضحت نايس من أجلك !!.. لذا يفترض بك أن لا تتنمى الموت بل أن تحقق حلمها فيك !!.. إن كنت تريد أن تسعدها فعليك فضح وليم و ليس الإستسلام !!. .إعمل لمستقبلك لكي تفخر هي بك !!..
لكن ذلك الفتى أوشح بوجهه وهو يقول : لا !!.. كان يمكن أن تحقق هي حلمها !!.. أن تكون معلمة قديرة كما تمنت دائماً !!.. لكن بسببي لم يتحقق حلمها !!.. لقد ماتت دون أن تحقق ذلك الحلم !!..
هنا هتف أحدهم بحماس و نبرة إستياء : كلامك خطأ ..! جيمس على حق !!!.. إن كنت تريد أن تسعدها فأعمل كما كانت هي تتمنى لك !!!..
إلتفت ماكس إلى صاحب الصوت .. إنه كايتو الذي بدا الإستياء على وجهه : و ما أدراك أنت !!.. لو كنت مكاني لما قلت ذلك !!..
ذلك الكلام أغضب كايتو نوعاً ما لكنه أمسك أعصابه : أنا أفهم شعورك !!.. تظن أن أختك ماتت بسببك !!.. أنا أيضاً ماتت أمي بسببي !!.. هذا ما كنت أضنه في البدايه !!.. لكني فهمت فيما بعد أنها ضحت بنفسها من أجلي ..! من أجل أن أبقى أنا حياً !!.. أتفهم الآن ما شعوري حين أفكر بالأمر !!.. حين أفكر بأن أخي كين لم يهنأ بأمه بسببي !!.. حتى أبي كذلك !!.. كله من أجلي أنا !!.. فعلته أمي كي أبقى حياً حتى لو ماتت هي !!.. لذا أريد أن أحقق حلمها في أن أكون كما تمنت دائماً !!.. أحاول دائماً أن أكون الولد الذي كانت تطمح إليه والدتي !!.. أفهمت الآن يا ماكس !!..
جيمس .. جيفنيو .. و كذلك ماكس ..!
جميعهم ذهلوا من جرأة كايتو الذي أدمعت عيناه ..!
بدأ ماكس يتفهم الأمر لذا طأطأ رأسه بحزن وهو يفكر في أن مشكلة كايتو أسوأ من مشكلته بكثير فكين و السيد أليكس و كثيرون حرموا من السيدة رايان لأنها أرادت لكايتو أن يبقى حياً ..!
لذا قال بنوع من الخزي : أنا آسف .. لم أكن أفهم الأمر على هذا النحو .. شكراً لك كايتو ..!
رفع رأسه و أبتسم بهدوء وهو يردف : لقد أراحني كلامك حقاً !!..
إبتسم كايتو و لم يرد على كلام ماكس بينما هتف جيو بمرح : حسناً .. بما أننا أنهينا هذه المشكلة لنكمل العمل الذي جئنا لأجله ..!
وقف جيمس وهو يقول ببتسامة راحه : أنت محق .. إيبدو بتجميع الأدوات ..!
............................................