يمم وجهه شطر صاحبته وقال : اعرفك على خطيبتي .. ( فلانه الفلاني
) ..
و مدت هي يدها نحوي .. للسلام ..
شعرت بالارتباك .. وازداد تعرق جبيني .. وكأنني اقف تحت شمس حارقه .
تزامن مدها (الجريء ) ليمناها .. بقصد السلام .. مع صوت بالكاد يسمع لـ ( طقطة ) لبان بين فكيها ..
فاشمئزت نفسي .. مددت يدي ..وبعنف .. نحو ذراع ( صديقي ) .. وتنحيت به جانبا" .. !!
من هذه الفتاه .. !؟ قلتها له .
الم اقل لك انها خطيبتي .. !؟ هكذا اجاب .
قلت له : اظنك تقصد ان تقول ( قرينتي ) .. فقد تم عقد قرانك عليها .. ولم تدخل بها بعد . .!
تبسم .. وقال لا .. لا .. اعي ماترمي اليه .. ياصديقي المتخلف .. عقد القرآن.. سيكون بعد اختبار مشاعر كل منا نحو الاخر ..!!!
شعرت بان اوداجي قد تورمت .. فقلت له :
ولكن يـا ( صديقي ) .. انت هنا تجاوزت كل الخطوط الحمراء .. منها والسوداء . شرعا" .. وعرفا" .. وسلوكا" انت مذنب .
من اباح لك الخروج والانفراد بها .. وبهذا الشكل الموغل في ازدراء المحيطين بك .. ؟
قاطعني .. دع عنك نصائحك الذهبيه .. ووفرها الى ان نلتقي في الجريده . وهناك ساشرح لك الامر .
والان دعني اذهب قبل اغلاق المتاجر لصلاتكم !!!
تأبط ذراعها .. وغادرا
وفي القلب منه حسره ..
---
انتظرت قدوم اليوم التالي .. بفارغ الصبر بحثت عنه حتى وجدته ..
حين شاهدني .. بادرني .. مرحبا" بـ ( الرفيق ) .. هززت رأسي .. : لايهم ( صديق ) او ( رفيق ) ..
اخذته الى حيث لا احد .. وعلمت منه .. ان تلك الفتاة هي ابنة احد اشهر من عـُرف عنهم .. حب التأمرك ..
واهم دعاة التغريب .. وخروج المرأه
وانها بالفعل خطيبته .. وخروجها معه بموافقة .. ذويها .. وانه لامانع لديهم .. طالما انهم يثقون في ( صديقي ) .. ونواياه حسنه .
بل انها تلقى التشجيع .. من والدها شخصيا" .. بعد ان ادلى بكل هذه المعلومات ..
حاولت ان ابين له .. خطأ مايذهب اليه .. وان الشيطان حريص على اغوائه ..
تبسم قائلا" : " لازالت الرجعية .. تعشعش بين زوايا فكرك ياصديقي .. "
حينها فقط .. شعرت بأنني فعلا" أشفق عليه ..
(( اللهم رده اليك ردا جميلا )) ..
هكذا تمتمت .. استاذنته وغادرت ..
بقينا ( صديقي ) وانا .. في مد وجزر .. على مستوى العلاقات الشخصيه ..
اكن له شفقة وخوفا ..
و يحمل لي محبه وتقديرا ..
اشعر بها من خلال تعامله معي .. !!
-----
ذات مره ..و في مناسبة عشاء
وبعد ان انتهينا من تناول الطعام .. تقابلنا امام مغاسل اليدين .. فقد كان هو على يميني ..
وعلى شمالي أخ ( ملتح ) ..
نظر اليه بتعجرف .. وهو في طريقة الى مغادرة المكان .. وهمس لي .. ( كم اكره هذه اللحى ) . !!
اسرعت بالرد : اذا " فأنت تكره محمد عليه السلام وصحابته ..!! هكذا رميت بها على مسامعه .
ارتبك .. وقال انا لا اقول بهذا ..
قلت : ولكنك تكره سنته واوامره .. وهذا يعطي انطباعا" بانك تكرهه ..فلو كنت تحبه صادقا" .. لأقتديت به ..
وفي اقل الاحوال لصنت لسانك عن الاستهزاء بأتباعه ..
استشف من حديثي الجفوه والغلظه ..فغير مسار الحديث ..
كرهت البقاء معه .. وغادرت .
شاء الله .. ان انهي علاقتي .. بتلك المؤسسه الـصُحـُفيه ..
وان اغادر الى موقع اخر ..
وبقيت ذكرى ( صديقي ) .. ومواقفه المؤلمه .. تدور في مخيلتي .. كان في داخلي صوت ينادي .. بأن لاتدعه للشيطان !!
وكنت كلما قرأت له .. اعجب بأسلوبه .. واتذكر جميل اخلاقه .. فأدعو له :
(( اللهم رده اليك ردا جميلا )) .
تقطعت بنا السبل .. ونأت بنا الايام .. ونسيت ( صديقي ) .. وهو كذلك .. نسيني .
فمن بـعُد عن العين .. نسيه القلب ..
وانشغل كلٌ منا بحياته .. ولم اعد اعلم .. ماالذي انتهى امره اليه .. هو وصاحبته . الا انني كلما التقيت .. بأحد ممن زاملنا .. وسألته عنه
قال لي : هو بخير .. ( ولازالوا في طغيانهم يعمهون ) ..
............
..مرت سنوااات ..
وذات يوم .. وبينما كنت منهمك .. في عمل ما .. بحضور جمع من الناس ..
اذا بصوتٍ يأتيني من الخلف ومن صوب كتفي الايمن .. هامسا" ..
(( مرحبا" ياصديقي ) ) ..
التفت بدهشه ..
فالصوت قد لامس مسمعي .. وهو ليس بغريب على طبقات اوتار اذني ..
فاذا انا بصاحبي ..!!!!!
عقدت الدهشة لساني .. ولم أمد له يدي مصافحا" ..
.
.
.
.
.
.
إنتظروآ الجزء الثالث من القصّـة