إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً وأشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً عبده رسوله r وعلى آله وصحبه أجمعين .... ومحبطات الأعمال ومفسداتها أكثر من أن تحصر ، وليس الشأن في العمل ، إنما الشأن في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه . ومما يخوف من الرياء يا أخي الكريم أن تعلم أن المرائين أول ما تسعر بهم نار جهنم لأنهم استمتعوا بنتائج أعمالهم في حياتهم الدنيا ويدل على ذلك الحديث المشهور : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله e يقول ( إن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد فيؤتى به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها قال : قاتلت فيك حتى استشهدت ، قال : كذبت ولكن قاتلت ليقال جريء فقد قيل ثم أمر به حتى سحب على وجهه حتى أُلقي في النار ، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فيؤتى به فعرفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت فيها ، قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن ، قال : كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فيؤتى به ، فعرفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت فيها ، قال : ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك ، قال : كذبت ولكنك فعلت ليقال جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى القي في النار ) رواه مسلم اسمع يا أخي المسلم : اسمع يا من ترائي الناس ؟ اسمع يا من تعمل من أجل الناس ؟ ومن أجل أن يمدح إنسان مثلك مسكين وتترك العزيز الكريم ؟؟ هذا الحديث يبين خطر الرياء ، وأن المرائي هو أول من تسعر به النار يوم القيامة ففر يا أخي المسلم من الرياء فرارك من الأسد . فإن الرياء و الشهوة الخفية يعجز عن الوقوف أمام غوائِلها كبار العلماء فضلاً عن عامة العباد . فلا يسلم من الرياء إلا القليل . إن المرائي لم يعظم الخالق ، بل عظم المخلوق ؟ إن المرائي لم يعظم الجبار المتكبر ، وإنما عظم الحقير الذليل . إن المرائي عظم الدنيا ، ولم يعظم الآخرة . إن المرائي لم يقدر ولم يعظم ولم يخش يوم القيامة ، يوم تبلى السرائر ، يوم تفتضح القلوب ، يوم يُعلم ما في الصدور ، يوم يكشف عما في القلوب ، يوم تعلم الخفايا والسرائر . إن المرائي قدر الدنيا وأهلها ، وعظم الدنيا وزخرفها . قال تعالى (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) . قال r ( من سمّع سمع الله به ، ومن يراء يراءِ الله به ) متفق عليه . وقال علي بن أبي طالب : للمرائي ثلاث علامات : الكسل إذا كان وحده ، وينشط إذا كان في الناس ، ويزيد في العمل إذا أثني عليه وينقص إذا ذُمَّ . اللهم رب السماوات والأرض طهر قلوبنا من النفاق و أعمالنا من الرياء و ثبتنا على صراطك المستقيم حتى يأتينا اليقين
اللهم لا تجعل للنفس والشيطان والهوى نصيب مما كتبت
وفي الاخير
تقبلوا فائق احترامي وتقديري