رد: مبروك للملك محمد السادس أولا أقول لملكي وولي أمري بوركت الموهوب وشكرت الواهب وبلغت أشدها ورزقت برها...اللهم اجعلها طالع يمن وخير على أميرنا والأسرة الملكية والشعب المغربي. ثانيا: بيبرس سيف الدين هذا خطأك الثاني بعد الأول الذي كفرت فيه أخونا الطائر لمجرد أنه أخطأ القول بدون قصد, أهذه هي عقيدتك في ولاة الأمور تنسب إليهم ما ليس فيهم, إتق الله في نفسك ولا تتسرع واقرأ عقيدة السلف في طاعة ولاة الأمور: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد فهذه هي الحلقة الثالثة والأخيرة من موضوع إرشاد الغيور إلى منهج السلف في معاملة ولاة الأمور : رابعاً : مسألة تحريم سب ولاة الأمور : ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا أٌمراءكم ، ولا تغشوهم ، ولا تبغضوهم ، واتقوا الله ، واصبروا فإن الأمر قريب "أخرجه ابن أبي عاصم في" السنة ( 2 /474 ) وقال الألباني في "ظلال الجنة" ( إسناده جيد ، ورجاله ثقات ، وفي بعضهم كلام لا يضر ) . ـ ثبت عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : ( كان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهوننا عن سب الأمراء ) رواه ابن عبدالبر في " التمهيد " ( 21/ 287 ) ورواه أبو القاسم الأصبهاني في " الترغيب والترهيب " ( 3/ 68 ) بلفظ مقارب ، كما أخرجه البيهقي في "الجامع لشعب الإيمان" ( 13 / 186 ـ 202 ) .ففي هذا الأثر اتفاق أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على تحريم الوقيعة في الأمراء بالسب .وهذا النهي منهم رضي الله عنهم ليس تعظيماً لذوات الأمراء ، وإنما هو لعظم المسؤولية التي وكلت إليهم في الشرع ، والتي لا يقام بها على الوجه المطلوب مع وجود سبهم والوقيعة فيهم .لأن سبهم يفضي إلى عدم طاعتهم في المعروف ، وإلى إيغار صدور العامة عليهم مما يفتح مجالاً للفوضى التي تعود على الناس إلا بالشر المستطير ، كما أن مطاف سبهم ينتهي بالخروج عليهم وقتالهم ، وتلك الطامة الكبرى والمصيبة العظمى .فهل يتصور بعد الوقوف على هذا النهي الصريح عن سب الأمراء أن مسلماً وقر الإيمان في قلبه ، وعظم شعائر الله : يقدم على هذا الجرم ؟ أو يسكت عن هذا المنكر ؟لا نظن بمسلم هذا ، ولا نتصور وقوعه منه ، لأن نصوص الشرع وما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم في قلبه من العواطف والانفعالات .قال الإمام أبو عثمان الصابوني ـ رحمه الله ـ في "عقيدة السلف أصحاب الحديث" ( ص 106) : ويرون الدعاء لهم – أي لولاة الأمور – بالإصلاح والتوفيق والصلاح وبسط العدل في الرعية ، ولا يرون الخروج عليهم بالسيف وإن رأوا منهم العدول عن العدل إلى الجور والحيف ، ويرون قتال الفئة الباغية حتى ترجع إلى طاعة الإمام العدل ) اهـ .وقال الإمام الطحاوي ـ رحمه الله ـ في "العقيدة الطحاوية" : ( ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أُمورنا ، وإن جاروا ، ولا ندعوا عليهم ، ولا ننزع يداً من طاعتهم ، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضةً ، ما لم يأمروا بمعصيةٍ ، وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة ) اهـ .وقال الإمام البربهاري ـ رحمه الله ـ في "شرح السنة" ( 13 – 114 ) : ( إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوىً ، وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنةٍ إن شاء الله .يقول الفضيل بن عياضٍ : لو كانت لي دعوةٌ ما جعلتها إلا في السلطان …فأٌمِرْنَا أن ندعو لهم بالصلاح ، ولم نُؤمر أن ندعوا عليهم ، وإن ظلموا وجاروا ؛ لأن ظلمهم وجورهم على أنفسهم ، وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين ) انتهى باختصار .وسئل الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ـ رحمه الله ـ كما في"مجموع فتاوى ومقالات متنوعة" ( 8 / 210 ) عن من يمتنع عن الدعاء لولي الأمر فقال : ( هذا من جهله ، وعدم بصيرته ، لأن الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات ، ومن أفضل الطاعات ، ومن النصيحة لله ولعباده ، والنبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له إن دوساً عصت وهم كفار قال : " اللهم اهد دوساً وأت بهم " ، فهداهم الله وأتوهمسلمين .فالمؤمن يدعو للناس بالخير ، والسلطان أولى من يدعى له ، لأن صلاحه صلاح للأمة ، فالدعاء له من أهم الدعاء ، ومن أهم النصح .. الخ ) .هذا ما أحببت تذكير نفسي وإخواني به لعل الله أن ينفعنا به جميعاً ، واعتذر عن الإطالة ، ومن كان له ملاحظة فلا يبخل بها ولكن أطلب منه أن تكون بالأدلة الشرعية والأسلوب الطيب ، حتى لا يخرج الموضوع عن مساره .وفي الختام أسأل الله أن يوفقني وأخواني إلى أتباع الكتاب والسنة على منهج السلف ، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا أتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه .وصلى الله على نبينا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين .وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . |