03-17-2011, 06:50 PM
|
|
الجزء الرابع أنتهى الاجتماع على خير، وشعرت روز بأنها ستكون من أفضل الكتاب لهذا العام ، هذا الشعور جعل الكثير من الارهاق الذي أصابها ينخفض تدريجياً. وفي الساعة الواحدة ظهراً ، انتهى دوامها رسمياً، وذهبت إلى منزلها لتأخذ قسطاً من الراحة لنصف ساعة، وما أن وصلت ... - (أتيتي حبيبتي ). وأكملت : (أحتاج إلى بعض الاغراض من السوق ولا أرغب بالذهاب بمفردي ، أتاتين معي .. أجابتها وهي تلقي بحقيبتها على الاريكة : ( أتمنى أن اصطحبك يا أمي ، لكني أشعر بالاجهاد وأرغب بالنوم ). ومدت يدها وقالت : يمكنك أن تذهبي بسيارتي أن أحببتِ . ردت لامب بنبرة تشعرها بالذنب: " منذ وصولي لم تصطحبيني إلى مكان ما ، والآن سأذهب للتسوق بمفردي ، هذا مالا أعتدت عليه أبداً ). تسلل الخوف إلى قلبها ، فمثل هذه المشاعر ربما تمنح الفرصة لرجلاً اخر بأن يتقرب منها ، وتتزوج مجدداً ، ومن ثم تعود منكسرة القلب والخاطر. رضخت روز لرغبتها ، وطلبت بعض الوقت لتبديل ملابسها . تجولت لامب من سوق إلى أخر لشراء احتياجاتها الخاصة وبعض الأغراض للمنزل ، بينما فضلت روز أن تنتظرها في السيارة معللة ذلك بأنها تشعر بارهاق بسيط. انتظرت روز طويلاً ، وشعرت بالدوار ،وغفت من شدة التعب ! أتت لامب حاملة معها الاكياس في كلتا يديها، وانتظرت حتى تفتح لها روز باب السيارة من الداخل ، وعندما لم تجد رده فعل مباشرة ، قرعت على زجاج النافذة بيدها اليمنى ، لاكن هذا الصوت اللطيف بالنسبة لانسان نائماً لم يجعل روز تستيقظ من نومها العميق ، مما يجعل لامب تنحني لتنظر ماذا أصاب روز من نافذة باب السيارة الذي تتوقف عنده. - (آآ فتاتي الصغيرة ) قالتها بنبرة متأسفة ومذنبة. حاولت أن تمسك مشترياتها بيد واحدة وفتحت الباب باليد الاخرى ، ودخلت واضعة الأكياس في المقعد الخلفي للسيارة ، وتفقدت روز باهتمام ، وما أن لمست جبينها أفاقت روز وقد انتابها الخوف ، فأحتظنتها لامب لتهدئ من روعتها متحدثة لها : أسفة صغيرتي تأخرت عليك لم أقصد عزيزتي فقد سرقني الوقت.. تثئبت روز ومدت يدها إلى فمها وأجابت بصوت ناعس : لاعليك يا أمي. رفعت يدها إلى مستوى عينيها وقالت بنبرة دهشة يخالطها ضجر : اوه الساعة الرابعة ،تاخرتي كثيراً يا الهي !. وقادت سيارتها بسرعة جنونية كعادتها . التفتت إلى والدتها وقالت : كم أشعر بالجوع .. - أشتريت كعك وحلويات ، سنتناولها ما أن نصل إلى المنزل. كان الطريق مزدحم بالسيارات والمارة ، التفتت لامب لتبعث في الاكياس وقد أحدثت جلبة . نظرت روز إلى تلك الضجة التي صنعتها والدتها ،مما جعل لامب تفسر تصرفها هذا وقالت : أبحث عن الكعك لتأكلي بعضاً منه ,لتسدي جوعك ، فقد سمعت صوت عصافير بطنك وانتابني الآسى عليك. عندما ادارت راسها بعد أن أوشك أن تمسك بالكعك ، صرخت محذرة روز بأن تتوقف عن القيادة ، لكن الآوان قد فات على مايبدو، وصعدت السيارة بطريقة مرعبة إلى اّلأعلى ، وارتطمت في جدار احدى المباني التي تبعد عن موقع الحادث بـــــ 30 متراً، ثم سقطت أرضاً على الجانب الايسر من ناحية روز ، واحاط الناس بموقع الحادث لمد يد المساعدة. أقترب رجل ضخم من مكان الحادث الذي تجمع حوله حشد كبير من الناس حتى سكان المبنى نفسه الذي اصطدمت به السيارة، خرجوا يهولون والخوف قد اصاب اطفالهم. الفاجعة جعلت لامب يغمأ عليها ، مما جعل روز تصرخ بأعلى صوتها: ( أمي .. أمي ). فتح الرجل الضخم الذي يبدو كمصارع باب السيارة قال مخاطباً روز : ( أهدي ، ستكون والدتك بخير ) . وحمل لامب بيده الضخمة ، واضعاً اياها في سيارته حتى تصل سيارة الاسعاف إلى هنا. ورش بعضا من رذات العطر حول أنفها وصدرها ، حتى أفاقت، كانت قد نسيت كل ماحدث . تفقدها الرجل وسالها باهتمام بالغ : ( أ أنت بخير؟!) فسالت لامب متجاهلة أن تجيب على سؤاله : ( لماذا أنا هنا ) والتفتت للخلف ، ووجدت السيارةالمحطمة والمنقلبة راساً على عقب . - ( هذه سيارة ابنتي ) قالتها وهي تدفع الرجل بكلتا يديها وخرجت مسرعة نحو السيارة وهي تصرخ وتبكي : ( ابنتي .. حبيبتي .. أخرجوها بحق الله ، أخرجوها من هنا ). أمتدت الايدي محاولة أن تخرج روز من السيارة ،خشية أن يصيبها مكروهاً أعظم ، فاصطدام السيارة القوي بالمبنى كان مروعاً ، وبسبب ارتطامها بقوة أكبر على الارض يحتمل أن تنفجر . طلب ذلك الرجل أن يبتعد الناس من أمام الباب لمساعدة الفتاة ، وأستجاب الحشد من الناس فوراً ، فقد وجوده الرجل المناسب ليقوم بالمهمة الصعبة هذه ، كما أن الوقت لا سمح بأي محاولة تبات بالفشل. طلب ذلك الرجل ، أن تحاول روز الاقتراب قليلاً ، حتى يستطيع الامساك بها وحملها ، لاكنها تبينت بأن يدها عالقة خلف الدريكسون المنكسر وغير قادرة على أن تخرجها ، وربما أن فعلت ستصاب يدها بشرخ كبير ، ربما يفقدها يدها إلى الابد. وتصاب بالآم خطيرة . حاول الرجل أن يدفع بالسيارة كي تستقيم بمساعدة الاشخاص المتجمعين لانقاذ الارواح المتضررة ، وقد ظهرت شرارات نارية من جوانب السيارة ، وبقوة عظيمة نجح في فعل ذلك ، لاكن الدخان بدأ يتصاعد ، وأصبح المشهد ينبأ بأن أمرا كارثياً سوف يحدث ، فا أبتعد الناس من امام السيارة حفاظا على حياتهم، لاكن لامب بقت تبكي وتصرخ وتدعو الله أن ينجي إبنتها الوحيدة. |