عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 03-18-2011, 09:48 AM
 
بعد انتهائنا من مناسك الحج بفضل الله .. عدنا الى مدينتنا ..

وبعد وصولنا الى مدينتنا بيومين .. عنّ لي .. ان ابحث عنه .. فقد كان أمره.. مسيطرا" على جل تفكيري

ولولا شيء من وعثاء السفر لهرولت اليه منذ لحظة وصولي !

هاتفته .. فتبين لي انه في شوق للقاء !!

اقترح هو الزمان والمكان الذي سنجتمع فيه ..

وعلى الموعد .. كنت .


شاهدته .. وكأنني لأول مره ابصره .. سبحان الله ..

هنا شيء اود ان انقله لكم ..

(( من ادخل الله نور الايمان .. وعظمة الخشية .. الى قلبه .. ستجد فيه اختلافا" كثيرا ))
محبة الناس له تتغير و وضاءة وجهه تتبدل .. وسلوكه يأسرك !


نعود ..




قرات في عينيه .. مالم اقرأه في سير العائدين والتائبين ..

الرجل الذي القاه الان .. لايمكن بأي حال من الاحوال ان يكون هو ذات الرجل الذي كان ( صديقي ) يوما ما

في سلامه سلام .. وفي كلامه وقار .. وفي هدؤه رزانه ..
لم اعهدها فيه من قبل ..
حتى ابتسامته التي كانت جميله .. اضحت اجمل مما سبق !!

بعد مقدمات وسؤال عن الاحوال .. بادرته ..: من قمة رأسي الى اخمص قدمي .. كلي اذان صاغيه ..!!
فهل لك ان تسترسل ..!!


ما ان تلقف هذه العبارة مني ..

حتى انشرحت اساريره ..

وكأنه يريد ان يـُخرِج اثقالا جاثمة على اضلعه وما احتوت !!

قال : لعلك تعرفني اكثر من نفسي ..

في مامضى !! كنت اظن الحياة .. مجرد لهو وعبث .. نصحو لننام .. وننام لنصحو
ومابين الصحوة والنوم .. يجب ان نستغل كل ( لحيظة ) للملذات فقط ..

كانت فلسفتي في الحياه .. استغل كل ساعات يومك .. لتسعد قلبك !!

وكنت افعل .. ما اظنه سعاده !!
سفر .. سهر ..
لقاءات عابره .. حريه ..
انطلاق دون ضوابط ..
انعتاق من قيود ..

لايشيء يردعني من هوى .. طالما ان نفسي تشتهيه اثقل ماكان يؤرقني ..

اولئك الذين كنت اراهم ( متزمتون ) كنت اسخر من كل واحد فيهم .. حين رؤيته

لحية .. ومسواك .. وازار لايصل الى الكعبين !!

ايُ شعارٍ يتمنطقه هؤلاء !! ؟

كنت اقول في قرارة نفسي حين رؤية أي منهم .. ايعقل ان يعيش مثل هؤلاء البشر .. في قرننا هذا

نحن في زمان ناسا و الانترنت و البلوتوث و صغر حجم الكون وسرعة الوصول من شرقه الى غربه
!!

واولئك .. لاهم لهم الا .. اطالة شعيرات وبضع سنتيمترات من قماش طال او قصر ..

(( استغفر الله العظيم )) ..


نطق بها .. وفي حنجرته غصه قرأتها بين احرف كلماته .
اخرج من صدره بضع زفرات .. كنت احسبها .. حرّى

لم ادع عيناه .. تفلت من رقابتي بل كنت انظر اليه بتركيز
واشعر اني يجب ان استحثه على اخراج كل كوامنه ..

لم انبس ببنت شفه ..

توقف لبرهه .. وكأنه سيتخذ قرار ما ..ثم واصل حديثه ....../ :

تزوجت .. بتلك الفتاه التي رصدتها معي ذات يوم .. عشت بها ومعها ..

وعلى الرغم من مضي فترة ليست بالقصيره .. على خطبتي اياها الا اننا اكتشفنا .. بعد زواجنا

ان كل منا لم يستكشف الاخر بعد ..

واتضح لي لاحقا" .. ان كل ذلك .. مجرد (( حكايات افلام )) .. لااعلم من منا .. كان الجاني على الاخر ..

مضت اشهر على زواجنا .. ولم نستطع الاستمرار !!

فالحرية والسعادة التي كنت انشدها .. تبخرت بمجرد كتابة ( عقد ) !!

اتفقنا على الانفصال بموده .. دون ان نرزق بابناء

عادت هي الى اهلها وعدت انا الى غيي ..

بعد حوالي عام ..

اصرت والدتي على تزويجي .. اصبح الامر لدي سيان .. لم اتردد .. وافقتها

خطبت لي ابنة احدى الاسر العادية .. في محافظتنا لم تكن بتلك الاسرة المتحرره ولا بالمتزمته .

بين بين ..

تزوجت بامرأه لااعرفها .. شعُرتُ بالتخلف والانهزاميه اهكذا خاتمتي !! ؟

دخلت بها .. دون انشراح !في ليلتنا الاولى .. لم ترفع راسها امامي .. خفرا" وحياء"

وعهدي بمن عرفت من النساء ..هنا وهناك .. الصولة والجولة ..

فأعينهن تسابق عيناي !!واياديهن تسابق يداي!!

وما ان دخلت عليها .. وحدثتها حديث الغريب للغريب ...

حتى استأذنتي للحظات .. فأذنت لها ..

توقعتها .. ستتجمل لزوجها كفتاة في ليلة فرحها ..

واذا بها ..

تمد سجادتها .. وتتلتحف بدثارها وتصلي
فقلت في نفسي ساخرا .. ( مطوعه ) .. الله يسامح الوالده .. أهذا وقت صلاة
تركتها على سجيتها . وما ان انتهت من صلاتها .. حتى قالت لي : هل اوترت !! ؟؟

لم اجبها ..

مرت الايام .. وتوالت الليالي

وعلمت انه وجب علي الاستعداد .. لقدوم ضيف جديد على منزلنا .. خلال الاشهر القادمه .

كانت هذه الزوجه.. تتقرب مني كل ما ابتعدت عنها ..تشتري رضاي .. براحتها

يخجلني توددها ... لاهم لها .. الا البحث عن سعادتي .. فأستحيي ان اجلب لها التعاسه .

اكتشفت ان زوجتي .. ( مطوعة ) لطيفة بل لطيفة جدا" ..

لاحديث لها الا عن الجنة والنار ..

اجد بين ايديها كتبا" .. كلما قرأتها غالطت نفسي ..

وقلت لايمكن ان يكون هذا الا مبالغة فألقي بها جانبا"

ما ان اعود من الخارج ..الا وتسألني .. هل صليت الظهر ..!!؟هل صليت العصر .. !!؟

نعم نعم .. صليت .. هذه اجابتي بتذمر .. وانا والعياذ بالله .. لم افعلها ..

بدأت اكره لقائها .. حتى لاتسألني عن الصلاة

رزقنا بمولودتنا الاولى .. وازدان بها منزلي ..

تشبه امها كثيرا" .. الا اني عشقتها دون امها

كبرت الصغيره الجميله واصبحت رفيقتي .. في خروجي وعودتي

لاهم لها الا ( البقاله ومحل الالعاب المجاور ) ذات يوم ..

هاتفني اخي .. يريد مني الحضور اليه .. لأصطحابه الى المطار ..

كنت حينها اشعر بالارهاق .. فالليلة الماضيه سهرت في الجريدة حد الاعياء ..ولم اخذ كفايتي من النوم ..

اخذت طفلتي بجواري .. وذهبنا سويا" الى منزل عمها ومن هناك اصطحبناه الى المطار وودعته عند بوابته ..

في الطريق الى منزلي .. وحين انتصفت المسافه .. شعرت بشيء .. لم اشعر به من قبل .. !!

لست انا .. بالذي اعرفه عن نفسي !!

بدأت اشعر بالدوار .. !!
خفقان في قلبي !!
زغلله في بصري !!
اشعر بثقل يخدّر مفاصلي !!

حاولت جاهدا" .. الخروج من مأزق هذا الشعور .. غالطت نفسي .. وبدأت انفاسي تضيق .. !

اصبحت اخرج زفير هوائي .. من فمي لا انفي .. !

العرق يتفصد من جبيني .. وخداي !

تملكني الخوف .. سيطر علي الرعب ..

خشيت الارتطام بالسيارات التي امامي !.

ولا اراديا" .. اوقفت سيارتي الى جانب الطريق!


وقفزت الى الكرسي المجاور .
واختطفت صغيرتي .. وجريت بها .. ملوحا" للسيارات العابره

ان توقفوا .. توقفوا !!




رتل من السيارات .. مر بي ولم يتوقف ..

وفجأه ..


توقفت تلك السياره .. واذا بي اركض نحو مقعد الراكب

لم استاذن صاحبها ..

بل لم امكنه حتى من سؤالي قلت له : ارجوك .. ارجوك اشعر بأني سأموت وهذه ابنتي ..

انقلني الى اقرب مستشفى ..





كأنه قرأ .. في عيني الرعب

( ابشر بأذن الله سأوصلك اطمئن )

كانت هذه عبارته .. التي اجابني بها ..اطبقت على اضلع الصغيره ..واغمضت عيناي ..

والسيارة تسير بنا .. نحو مستشفى لم احدده لسائقها ..

شعرت اني مقبل على ( الموت ) .. وازداد ضغطي على فلذة كبدي ..

لااريد ان اشعر .. بأني قد خذلتها وتركتها وحيده ..

(( اشهد ان لااله الا الله .. واشهد ان محمدا رسول الله ))

رددتها اكثر من مره .. ..

وما ذاك عهدي بنفسي !

حاولت قراءة شيء من القرآن

فاذا برصيدي لايسعفني يا الهي ..

لا احفظ منه الا الفاتحه وقصاره

حتى اية الكرسي التي سمعت بفضلها .. لا اتقفن حفظها

يالغفلتي ..

اين كنت من هذا ! ؟؟

اكثرت من الاستغفار .. بدأت اردد سبحان الله .. سبحان الله

كان همي الاول والاخير .. ان لاوقت اضيعه .. يجب ان اجمع اكبر قدر من الحسنات ..

يجب ان اشغل ذلك الرقيب .. الذي عن يميني بالتسجيل والتدوين ..

واحسرتا على مافرطت في جنب الله .. هطلت دموعي .. على وجنتاي .. اسى وحسره .




مرت ايام حياتي امام ناظري كشريط سينمائي شعرت اني كنت بعيدا" .. عن الله ..

واني قد دنوت من لحظة الحقيقه .. التي كنت اتجاهلها دوما ..

استحيت .. بأي وجه سألقى الله .. ؟

اين افكار ( غاندي ) و ( سارتر ) مني الان !!

اين ترانيم نزار .. وقصص ( اجاثا كريستي ) اين سنين ضيعتها .. في قصص وروايات وخيال ..



اين مني كل هذا .! !؟ وهذا اخر ماعهدته بنفسي ..




وعيت

واذا بي .. بين يدي ذوي الستر البيضاء

احدق في لاشيء ..









هل بقي في المستشفى أم خـرج . . ؟ وكيـف ؟

وماذا حدث بإبنته الصغيرة ؟ أين هِي ؟

وما سبب عوارض الألم التي عانى منها طوال الطريق ؟

هل يحمل مرض ما ؟ أم غير ذلك ؟




تكملَة القصّه . .

إنتظروا الجزء الخآمس ،
__________________
________

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك