بلاغة المرأة وذكاء الرشيد بلاغة المرأة وذكاء الرشيد
كتبهاياسر حمزة ، في 2 أبريل 2009 الساعة: 23:30 م
استأذنت امرأة على هارون الرشيد فأذن لها ، فلما مثلت أمامه حيته قائلة : ...يا أمير المؤمنين أقر الله عينك ، وأتم سعدك ، وفرحك بما آتاك ، لقد حكمت فقسطت .
فقال لها :من أنت أيتها المرأة ؟ وما حاجتك ؟
أجابت المرأة : أنا امرأة من آل برمك ( من البرامكة ) الذين قتلت رجالهم وسلبت أموالهم .
قال الرشيد : أما الرجال فقد مضى فيهم أمر الله ، وأما مالك فمردود إليك، وأمر برد مالها إليها .
وبعد أن انصرفت المرأة سأل الرشيد جلساءه : أتدرون ماذا قصدت هذه المرأة ؟
قالوا : يا أمير المؤمنين ، مانراها قصدت إلا خيرا ، قال : والله ماقصدت خيرا قط .
أما قولها : أقرّ الله عينك فهي تقصد أسكنها عن الحركة ، وإذا سكنت العين عن الحركة عميت .
وأما قولها : وأتم سعدك فهي تقصد قول الشاعر :
إذا تم شيء بدا نقصه *** ترقّب زوالا إذا قيل تم
وأما قولها : وفرّحك بما آتاك فهي تقصد قول الله تعالى : " حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة " .
وأما قولها : لقد حكمت فقسطت ، فهي تقصد قول الله عز وجلّ : " وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا "
والمعلوم أن الفعلين ( قَسَطَ ) ، ( أقسط ) يأتيان بمعنى العدل وأما( قسط ) يقسِط ) فيأتي بمعنى الجور والظلم .
فتعجب الحاضرون من بلاغة المرأة ومن ذكاء الرشيد. |