يا من يريد الشفاء من جميع الاسقام عليك بالفاتحة الشافية الكافية الحمد والتعظيم لله والصلاة والتسليم على اشرف خلق الله وعلى اله التقاة واصحابه الهداة وبعد السلام عليكم ورحمة الله اخوة الايمان هل ادلكم على كنز لا يقدر بثمن وعلى اعظم الادوية الشافية الكافية لما فيها من اخلاص العبودية والثناء على الله وتفويض الامر كله اليه والاستعانة به والتوكل عليه وسؤاله مجامع النعم كلها وهي الهداية التي تجلب النعم وتدفع النقم الا وهي فاتحة الكتاب التي لم بنزل في القران ولا في التوراة ولا في الانجيل ولا في الزبور مثلها المتضمنة لجميع معاني كتب الله قال بعض العلماء ان موضع الرقية منها اياك نعبد واياك نستعين ولا ريب ان هاتين الكلمتين من اقوى اجزاء هذا الدواء فان فيهما من عموم التفويض والتوكل والالتجاء والاستعانة والافتقار والطلب والجمع بين اعلى الغايات وهي عبادة الرب وحده واشرف الوسائل وهي الاستعانة به على عبادته ما ليس في غيرها وهي شافية باذن الله لجميع الاسقام ومما يؤكد هذا القول ما قاله ابن قيم الجوزية رحمه الله قال لقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه وفقدت الطبيب والدواء فكنت اتعالج بها اخذ شربة من ماء زمزم واقرؤها عليها مرارا ثم اشرب به فوجدت بذلك البرء التام ثم صرت اعتمد ذلك عند كثير من الاوجاع فانتفع بها غاية الانتفاع وانما الاعمال بالنيات تعالوا اخواني ننظر ما قال نبينا عليه الصلاة والسلام عن هذه السورة المباركة الشافية قال الامام الحافظ ابو عبد الله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة البخاري قال حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن أبي المتوكل عن أبي سعيد أن رهطا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقوا في سفرة سافروها حتى نزلوا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين قد نزلوا بكم لعله أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم فقالوا يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ فسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء فهل عند أحد منكم شيء فقال بعضهم نعم والله إني لراق ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق فجعل يتفل ويقرأ الحمد لله رب العالمين حتى لكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي ما به قلبة قال فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال بعضهم اقسموا فقال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له فقال وما يدريك أنها رقية أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم بسهم |