[ سألت الدكتور : دكتور أين ابنتي !؟
لاتتعب نفسك - أنت بحاجة إلى الراحة - هكذا أجابني !
رت بأنه لايفهمني , أو أنه لايعلم أن ابنتي كانت في حضني !
فجأة ..
ظهر لي شاب سعودي , متأنق في ملبسه , مؤدب في حديثه وحادثني بأسمي قائلا" :
احمد الله على سلامتك يـا ( فلان ) وناداني باسمي الاول .
أقلقتني عليك يارجل ..! - حفظك الله -
لكن الحمد لله طمأنني الطبيب , أنك بخير كل مافي الأمر مجرد إرهاق , وسيزول بإذن الله
وشقيقك ( فلان ) وأسماه باسمه - في طريقه إلينا , ابنتك معي ومع زوجتي ..
انظر إليها هناااك
وأشار بيده الى نهاية الممر الذي تطل عليه الغرفه - فإذا بالفلذة بين أحضان امرأة متحجبة
تداعبها وبين يديها لعبة , أعدت النظر إلى الرجل بتمعن ..
( وأنا لازلت في مرحلة التأرجح بين واقعي الذي أعيشه - وبين آخر المشاهد التي كنت أعيشها )
وإذا بي أمام شاب ( ملتح ) أنيق , وسيم , مؤدب
عفوا" من أنت ..؟ " قلتها له "
أنا أخوك / عبدالإله الـ ........
ألا تذكرني ؟ " كانت تلك إجابته "
لم يدع لي مجال - لمحاولة الاستذكار حتى لا يجهد ذاكرتي !! ( لله ما أروعه )
وواصل حديثه قائلا" :
أنا الذي توقفت لك بسيارتي , على طريق المطار وأخذتك وابنتك معي , وطلبت مني أن أوصلك إلى أقرب مستشفى ...
كنت لحظتها تعيش رعبا" لايوصف سمعتك تتلو الشهادتين , وتسبح ربك وتستغفره ..
ماشاء الله عليك !
هذا نتيجة عظمة الإيمان في قلبك , بعد ركوبك معي بهنيهه , أحسست أنك فقدت وعيك ..
شعرت بالقلق عليك , ودعوت الله , وسألته بعزته وعظيم جلاله ..
أن يحفظك لهذه الصغيره ومن معها !!
وأن لا يريها مكروه فيك ..
سحبت ابنتك الجميله من بين يديك , وحثثت المسير نحو هذا المستشفى الذي نحن فيه الآن ..
وحين كنا في الطريق , هاتفت زوجتي , وطلبت منها أن تلقاني هنا برفقة أخيها لتعتني بطفلتك !
وقد حضرت كما ترى ...!
كما أرجوك أن تعذرني " أخي ( فلان ) " وناداني باسمي ,,
فقد تجرأت وأدخلت يدي في جيب ثوبك وأخذت هاتفك الجوال وبطاقتك الشخصية
ومنها عرفت اسمك - واتصلت بأحد الارقام المُدخلة مسبقا" في هاتفك تحت مسمى ( فلان – اخوي ) .
وسألته عنك وعلمت منه بأنه شقيقك ..!
أخبرته بالأمر , فأخذ منه القلق كل مأخذ , إلا انني طمأنته , وهوفي طريقه إلينا ..
يقول ( أخي ) أثناء سرده لقصته وأنا مشدوه لحديثه ووصف قصته ,
كان ذلك الشاب يتحدث , بانطلاقة غريبة شعرت وهو يخبرني بما جرى لي ولابنتي ,
بأنه أطهر من يسير على الارض - تتطاير من عينيه نظرات التحنان !!
ومن بين شفتيه , كل معاني البذل والإيثار , أحسست بطيب معدنه , ولطافة معشره
يأسرك بحديثه , وطيب عباراته ابتسامته لم تفارق محياه البته , حتى وهو يحدثني , عن وقع المفاجأه عليه !
حين حمل شخصا" غريبا" وفجأة يغمى عليه معه , يملك هدوءا" غريبا" يبعث على السكينه
الغريب جدا" أن الرجل ( ملتح ٍ ) ماهكذا كنت أظن الملتحين ..!
أين الفجاجه التي كنت أظنها فيهم ؟!
وأين قسوتهم وشدتهم ؟ - التي حدثونا عنها -
وأين عنجهيتم وتصلفهم ؟؟؟؟
ما أراه الآن أمامي - شيء لايمكن وصفه - ويناقض كل الافكار السيئة المرسومة عنهم !!!!
هنا رجل قدّم وزوجته " مالا يقدمه الغريب للغريب !!
أحس هو بسرحاني , وأراد أن يعيدني إلى اتزاني فقال :
لقد طمأنني الطبيب عنك , فقد أجروا لك بعض الفحوصات
منها ما ظهرت نتائجه وهي مطمئنة والأخرى لا زالت في المختبر ..
ولا تقلق فقد أكد الطبيب , بأن قلبك أقوى من قلبي قالها وهو يضحك , حتى بدى وجهه كبدر !
حضر الطبيب , وسألني بعض الأسئله وأجبته عليها , وأعاد لي بعض الفحوصات الاكلينيكيه ,
وشكوت له من صداع يقبع في رأسي أشعر وكأنه يكاد ينفجر ..!
ضرب على كتفي براحته , وقال ( زي الحصان ) .. !!
احتاج فقط إلى أن أبعثك للأشعة المقطعيه ..
أريد أن أتأكد من سلامة الرأس !
ما إن نطق بهذه العبارة , إلا وضاقت علي الأرض بما رحبت -
شعرت بالخوف , والرهبة وبدأت المخاوف تنتابني من جديد ..
رأسي وأشعه مقطعيه وفقدان وعي ؟!
كل هذه مؤشرات توحي على أن الأمر قد لا يبشر بخير !
جاءني عبدالإله
هاه بشرّ , وش قال الطبيب ؟
قلت وأنا مرتبك , يريد أشعه مقطعيه لرأسي ..
رد علي بقوله : .. سهلة جدا" وهذه تمنحك بإذن الله الاطمئنان - على سلامتك وصحتك
ثم أردف قائلا" :
أرجوك أن تعذرني , الصلاة ستقام الآن , سأصلي في مسجد المستشفى , وأعود اليك
أتركك في رعاية الله ..
غادر , وبقي بصري متسمرا" نحو مسيره !! تاركاً " لي ألف سؤال وسؤال !!
وأنا لماذا لا أصلي ؟؟؟؟؟؟؟؟
هكذا حدثت نفسي !
حاولت أن أتحرك من سريري , فوجدت أني قادرٌ " على ذلك ,,
مرّ الطبيب من أمامي , وحين رأني أهمّ بالنزول سألني مابك - إلى أين ؟
!!!... أريد أن أصلي ...!!!
!!!... أريد أن أصلي ... !!!
!!!... أريد أن أصلي ... ! ! !
قلتها مرة واحده , و تردد صداها بين ردهات صدري مرات عديده , وفي أعماق جوفي !
شعرت بأني أفخر بها , وأن غربتي عنها قد طالت ..
حسنا" لابأس - إذا لم يكن ذلك يرهقك ..
قالها الطبيب , وأشار الى السقف ,
انظر إلى ذلك السهم " فهو يشير الى اتجاه القبله "
لا / قلتها بقوة !
أريد المسجد - أريد أن أتوضأ أولا" - نزلت من سريري
وحين انتصفت في الممر , شاهدتها وقد أقبلت تسارع الخطى نحوي
تفتح ذراعيها .. وكأنها مهاجر وقد عادالى وطنه بعد اغتراب !
فلذة كبدي , احتضنتها , و استنشقت أنفاسها , قبلتها , وضممتها -
حتى شعرت بأن أضلعي قد خالطت اضلاعها
بابا وش فيك؟؟
قالتها .. وبكت فأبكتني !!
مسحت دموعي بخصلات شعرها ..
وحتى لا أريها بكائي .. قلت لها : ارجعي إلى خالتكِ , واجلسي معها حتى أصلي وأعود !
( صرت تصلي زي ماما )
طعنتني بهذه العباره التي خرجت بعفوية وبراءه ..وكأنني كنت بحاجة إلى تلك الطعنه !
أعدتها من احيث أتت , وجرجرت أقدامي نحو مكان الوضوء , وأنا أشعر بثقل في رأسي وباقي جسدي ..
( صرت تصلي زي ماما )
[/size]
]
[/center]