من خواطري
يسمع أصوات الأنين والبكاء,لقد انتهت المعركه بفناء الجبهتين
يشعر بألم شديد ,كسل وخمول ,
فيستسلم للموت ,وينتظره ولكن الوقت يطول ,والألم يزداد .
يغفو هربا من الألم ,فتلمع أحلام الطفولة في محاولة أخيره لعلاج
روحه المنهكة من شبح الإستسلام والهزيمة .
يتذكر موقفا دار فيما مضى .....
يتذكر ألم ضرسه الشديد ,وقد أتخذ من فخذ أمه وسادة ,ومن يد والده
كمادة ,ويختفي الألم ,وينام على أحلى ذكرى ,وشيئا فشيئا يسمع
صوتا عميقا , يبدو هذا الصوت كصوت والدي ,
: بني أنهض , ولا تخزني .
يجيب على نفسه ,ولكن والدي مات !
لكن الصوت يرتفع به ,ويهز فيه كل خليه .
عجبا لهذا الصوت الذي أعاد فيني الأمل !
يفتح عينيه ببطء ,وقد حل الظلام .
لن أكون عشاء لسبع ولا لضبع !
, ويدعو الله العون :
(يارب قوني ياقوي , لأكون جندا من جنودك , يارب لا أريد أن أموت
الآن, يارب أستحي أن ألقاك بأعمال قليلة وأنت الخبير, أمددني
بالقوة
لأنهض )
و ما أن يتلفظ بهذه الكلمات حتى يجد نفسه واقفا بكل عزم , يسعد لذلك
ويتهيأ لمعركة لن تنتهي حتى وفاته , معركة الحياة ...
ييسر الله له الوصول لبعض المتطوعين ,الذين يعالجونه ,,,
يبتسم وهو يتذكر صورة والديه ,
هذه الصورة التي ستكون الدافع لي بعد رضا الله .
هذا الدافع وحده كفيل بأن يكون لمئة عام , وياله من دافع !