عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-03-2011, 09:56 PM
 
<*هل وجدتيه؟؟ إبحثى معى*>

مقال بعنوان
<*هل وجدتيه؟؟ إبحثى معى*>
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه , أما بعد.
هلمى أخيتى أحدثكِ اليوم حديثا فاستمعى.. ولكن بشرط.
أن تبحثى معى عن قلبى ,
أنا لا أمزح فأنا أبحث عن قلبى فلا تتعجبى فقد سبقنى لذلك أحد السلف الصالح.
ذكر الإمام ابن رجب أن أحد السلف خرج يطوف يقول : " أين قلبي ؟ من يجد قلبي؟"فدخل يوما بعض الطرق فوجد صبيا يبكي وأمه تضربه حتى طردته وأغلقت الباب دونه ,فراح الصبي يبكي ويلتفت يمينا ويسارا ولا يعلم أين يذهب حتى رجع إلى باب الدار .ثم راح يبكي ويقول :" يا أماه من يفتح لي الباب إذا أغلقتي بابك عني ؟ ومن يدنيني إذا طردتيني ؟ ومن الذي يرضى عني إن غضبتي علي ؟"فرحمته أمه ونظرت وراء الباب فوجدته باكيا تجري الدموع بين خديه, ففتحت له الباب ووجدته فى حجرها وهي تقول: " يا صغيري ويا قرة عيني أنت الذي حملتني على نفسك , وأنت الذى تعرضت لما حل بك, ولو أطعتني لما فعلت بك مكروها "
_ فصاح الرجل : " الآن وجدت قلبـــــــــــي "
وياله من مشهد معبر لمن يعى ويفهم, رأيتِ أخية ؟
أسأل الله أن أجد قلبى.



ولكى أيسر عليكِ البحث هيا نتعرف على معنى القلب.
القلب هو تلك اللحمة الصنوبرية الشكل في الجانب الأيسر من الصدر المتصلة
بالجسد بشرايين يسري فيها الدم الذي يضخه القلب إلى سائر الجسم وهذا هو المعنى الحسى.
تعريفه لغة واصطلاحا:
أصل القلب في اللغة: تحويل الشيء عن وجهه وقلبه وتصريفه وتغييره من حال إلى حال .
وقيل: ما سمي القلب قلبا إلا لكثرة تقلبه.
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن . كقلب واحد . يصرفه حيث يشاء . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم ! مصرف القلوب ! صرف قلوبنا على طاعتك "
رواه مسلم (2654)
واصطلاحا : هو هذا القلب الحسى بالإضافة إلى كونه محل الإدراك والتعقل
والتفهم، و محل الرغبات والأهواء وهو المخاطَب من الإنسان والمطالَب والمعاتَب.



بعد أن تعرفنا على معنى القلب أتسائل لماذا نهتم يالبحث عنه ؟؟
أهمية القلب:
القلب هو ملك الأعضاء المتصرف فيها وهى كالجنود تطيعه وتخضع له فلا يستقيم لها شيء من أعمالها حتى تصدر عن قصده ونيته .
هل تعلمين هذا الحديث النبوى الخطير ؟!
عن النعمان بن بشير رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"الحلال بين ، والحرام بين ، وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس ، فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات : كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله في أرضه محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة : إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب" رواه البخارى (52 )
:قال أحد السلف " إن هذه القلوب جوالة , فمنها ما يجول حول العرش ,
ومنها ما يجول حول الحش "
يا لها من مضغة تتوقف حياة الإنسان وسلامته عليها, ويالها من مضغة يتوقف فلاحه
ونجاته فى الآخرة عليها.



والآن هلمى فقد رأيت مجموعة من القلوب علنا نجده فيها.
أنواع القلوب :
قال ابن القيم _ رحمه الله: القلوب ثلاثة :
1_ قلب سليم :
وهو الذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به
قال تعالى: "يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) " ( الشعراء )
وقال تعالى أيضا : "وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84)" ( الصافات )
والقلب السليم هو الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه، ومن كل شبهة تعارض خبره، فسلم من عبودية ما سواه، وسلم من تحكيم غير رسوله .وقال أيضا :" ولا تتم سلامة القلب مطلقا حتى يسلم من خمسة أشياء : من شرك يناقض التوحيد, وبدعة تخالف السنة , وشهوة تخالف الأمر, وغفلة تناقض الذكر, وهوى يناقض التجريد والإخلاص"
أسأل الله أن يكون هذا قلبى .
2ـ قلب ميت :
وهو ضد الأول وهو الذي لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه، بل هو واقف مع شهواته ولذاته، ولو كان فيها سخط ربه وغضبه، فهو متعبد لغير الله: حباً، وخوفاً، ورجاء، ورضاً وسخطاً، وتعظيماً، وذلاً، إن أبغض أبغض لهواه، وإن أحب أحب لهواه، وإن أعطى أعطى لهواه، وإن منع منع لهواه، فالهوى إمامه، والشهوة قائده، والجهل سائقه، والغفلة.
نعوذ بالله من هذا القلب .
هل سمعتى أخيتى عن خسف القلب ومسخه إن هذا القلب ممسوخ منكس .
عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال :" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا . فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء . وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء . حتى تصير على قلبين ، على أبيض مثل الصفا . فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض . والآخر أسود مربادا ، كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا .
إلا ما أشرب من هواه " رواه مسلم ( 144 )
3ـ القلب المريض :
هو قلب له حياة وبه علة، فله مادتان تمده هذه مرة وهذه أخرى، وهو لما غلب عليه منهما. ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به، والإخلاص له، والتوكل عليه: ما هو مادة حياته، وفيه من محبة الشهوات والحرص على تحصيلها، والحسد والكبر، والعجب، وحب العلو، والفساد في الأرض بالرياسة، والنفاق، والرياء، والشح والبخل ما هو مادة هلاكه وعطبه.
نعوذ بالله من هذا القلب.



ولتعم الفائدة إستمعى لهذه الكلمات الرقراقة عن أنواع القلوب ...

أنواع القلوب _ للشيخ محمد حسان

http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=96033



أخيتى وهل يمرض القلب ؟؟
أمراض القلوب :
يقول ابن القيم رحمه الله : و امراض القلوب نوعان :
نوع لا يتألم به صاحبه في الحال وهو مرض الجهل، والشبهات والشكوك، وهذا هو أعظم النوعين
ألماً ولكن لفساد القلب لا يحس به.
ونوع: مرض مؤلم في الحال: كالهم، والغم، والحزن، والغيظ، وهذا المرض قد يزول بأدوية طبيعية بإزالة أسبابه وغير ذلك."
وما السبيل للعلاج؟؟
يقول ابن القيم :و علاج القلب يكون بأمور أربعة, منها :
" القرآن الكريم؛ فإنه شفاء لما في الصدور من الشك، ويزيل ما فيه من الشرك ودنس الكفر، وأمراض الشبهات، والشهوات، وهو هدى لمن علم بالحق وعمل به، ورحمة لما يحصل به للمؤمنين من الثواب العاجل والآجل.
قال تعالى " أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا" [الأنعام 122].
وقال بعض العلماء:
" دواء القلب في خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل،
والتضرع بالأسحار، ومجالسة الصالحين "
قال الشاعر:
دواء القلب خمسة عند قسوته ** فدم عليها تفز بالخير و الظفر
خلاء بطن، و قرآن تدبره ** كذا تضرع باك ساعة السحر
كذا قيامك جنح الليل أوسطه ** وأن تجالس أهل الخير والخبر

وقال ابن القيم رحمه الله: "اطلب قلبك في ثلاث مواطن:عند سماع القرآن ,وفي مجالس الذكر,وفي أوقات الخلوة ,فإن لم تجده في هذه المواطن فسلِ الله أن يمنَّ عليك بقلب فإنه لا قلب لك."
منقوووووووول
من احد المنتديات
__________________
مسلمة
رد مع اقتباس