بغداد اسمعيني ..انا الشمس ..
انا الشاهد الباقي لكل حضارة سادت ثم بادت .
انا الشمس
ماحدث لم يكن جديدا..فقد عرفت في حياتي مئات من الكر والفر. حضارات تنمو وتزدهر وتصبح كجنان عدن ..وتنمو كسبأ وعاد الذين جابوا الصخر بالواد..
..ويأتي امر ربك فيقول كوني هباء منثورا ..فكانت..
اراك سجينة الاحتلال ..تذرفين دموع دجلة والفرات من وراء القضبان ..في قلبك الف خنجر..وعلى وجنتيك سيما العذاب ..
كفاك دمعا..كفاك الما..لملمي جراحك وقفي الان واسمعي..
انظري الى يديك..ففيهما اخر شمعة ..إنها شمعة الأمل..شمعة المستقبل الذي سأحدثك عنه..
انها سلاح المقاومة الشريفة ..
نعم سيدتي ..
مدي ببصرك الى الانبار والموصل وديالى وحتى البصرة..فهناك رجال ..كل الرجال..صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ..
لاتظري تحت قدميك ..لاتنظري الى حشرات تتجمع على رائحة الترف في المنطقة الخضراء. فعمر الحشرات قصير..
لا تبتأسي ..بل ابتسمي ..انظري الى المستقبل يا بغداد..
فمهما طال ظلامك ..وزاده الليل سوادا..فان الفجر يدق بابك.
انظري الى يوم الجلاء الاكبر عندما تنسحب القوات الامريكية من العراق زحفا كما انسحبت قبلا من فيتنام..
انظري الى وعد الله الذي يأبى الا ان يتم نوره ..
سيتم الله وعده.. وتكوني سيدة الامم من جديد..
ولك الشرف ان انهيار القوى الكافرة – ايران وجيش الاحتلال – سيكون من هنا ..
ولكن اقسمت عليك بدجلة والفرات ..
اقسمت عليك بتراب العراق الذي غسلته دماء الابرياء..
عندما يدور الزمن وتعودي سيدة البلاد كما كنت..ان لا تقولي الا حقا..
اذكري رجال المقاومة في غرب العراق ..تحدثي للاجيال عن ليال طوال كانوا فيها حولك . يكيدون شرا لمن داس بقدمه الكافرة على ترابك الطاهر..تحدثي عن الانبار..الموصل ..البصرة ..ديالى..وكل من قال انا فداء للوطن..
حدثي الاجيال عن طبول الكفر التي صفقت لايران ..حينما استقبلوا الجموع الايرانية في مدنهم تبركا وولاء ..
حدثيهم عن غدر الحوزات الكافرة التي باعت اولادك ثمن فتوى القتل والتهجير..
حدثيهم عن غدر رجال الدين وعمائم الكفر التي جلست على سلطان الحكم فألبست اولادك ثياب الظلم والهوان.
حدثيهم ..فان الغد هو غدك.. والمستقبل انت سيدة فيه ..وانك لعلى درب الحق والنصر فلا تيأسي
الشمس