http://up.br2h.com/uploads/ac52498903.jpg http://up.br2h.com/uploads/5551b8f247.jpg http://up.br2h.com/uploads/c503d245b2.jpg كان البرد شديدا والثلج يتساقط في تلك الامسية.وفي دلك البرد القارس والظلام الحالك كانت طفلة تجوب الشوارع مكشوفة الراس حافية القدمين وفي يدها سلة مليئة بعلب الكبريت.كانت المسكينة تسير حافية القدمين بعد فقدانها للحدائين اللدين كانت تنتعلهما عندما حاولت تجنب عربة كادت ان تدهسها .مضى النهار كله ولم تبع ولو علبة واحدة ولم تستطع حتى العودة الى البيت مخافة ضرب مربيها لها. وفي زاوية بين احد البيوت جلست الطفلة واخدت تشعل اعواد الكبريت فرات في المرة الاولى مدفئة حديدية وما كادت ان تقترب منها لتستدفئ حتى اختفت المدفاة ولم تر في يدها سوى عود كبريت محترق.ثم اشعلت عودا اخر فتراءت لها جدتها الحنونة.هتفت الطفلة.جدتي .جدتي انتظري خديني معك واسرعت الطفلة لاشعال جميع عيدان الثقاب التي كانت معها مما زاد من شدة الضوء وظهرت لها جدتها وهي تمد اليها دراعيها فحملت الطفلة بينهما وحلقا معا عاليا في السماء حيث لا جوع ولا برد ولا عناء وطلع الصباح على الركن من الشارع فراى المارة طفلة موردة الخدين على شفتيها ابتسامة وقد ماتت من شدة البرد. ماتت وكل علب الكبريت فرغت الا واحدة.قال العابرون.المسكينة كانت تحاول ان تستدفئ.ولكن لم يكن فيهم من عرف ما رات الطفلة من اجمل الاحلام

__________________