بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ - النمل69 }
بومبى مدينة رومانية تقع بالقرب من خليج نابلس في إيطاليا, يقع في المدينة جبل بركان فيزوف, واليوم لم يبقى من المدينة إلا آثارها القديمة,
حيث دمرت أثناء الثوران الهائل لبركان فيزوف التي حدثت عام 79 وأدت إلى تدمير بومبى و مدينة هركولانيوم.
البركان طمر المدينة بالرماد لمدة 1,600 سنة حتى تم اكتشافها في القرن الثامن عشر.
بدأ البركان بالثوران في ظهيرة يوم من عام 79 محدثا سحبا متصاعدة من الدخان كشجرة الصنوبر غطت الشمس وحولت النهار إلى ظلام دامس، حاول سكان القرية الفرار ولجأو إلى بيوتهم لحمايتهم . حيث كان ذلك اليوم معدا لعيد إله النار عند الرومان ، شاهد العيان الوحيد كان بليني الصغير الذي وصف سحب متصاعدة والبركان يقذف نيران هائلة وتساقط رماد سميك وهزات مصاحبة وارتفاع لمستوى سطح البحر أو مايعرف اليوم بتسونامي، وتحول النهار إلى ليل معتم في المدينة، المدينة فقدت حتى عام 1738 حيث اكتشفت هركولانيوم وفي عام 1748 اكتشفت بومبى, وأكتشف فيها الضحايا موتى في أوضاعهم التي كانوا عليها، وأكتشف طابع المدينة الغني والترف و فترة الإمبراطورية الرومانية والعمارة والحياة الاجتماعية وغيرها. مدينة بومبى كانت على عهد نيرون الحاكم الروماني الذي حرق روما لكي يغني, دمرت بومبى هي ومدينة أخرى بالقرب منها تسمى هيركولانيوم في يوم 24 أغسطس 1979 بعد أن ثار بركان فسيوفيوس; وظلت المدينة في طي النسيان حتى القرن الثامن عشر عندما اكتشفت آثار مدينة بومبى وعثر على مناطق بها جثث متحجرة حيث كان بالمدينة الكثير من الأثرياء يعيشون عيشة رغدة فرحين بما لديهم. فكان بالمدينة شبكة مياه داخل البيوت, وحمامات عامة, وشوارع مرصوفة بالحجارة, وكان بها ميناء بحري متطور وكان بها مسارح وأسواق وأظهرت آثارهم اهتمامهم بالفنون والنقوش. كان مجتمعهم مجتمع روماني تقليدي بكل طبقاته بما فيهم العبيد, وكان الزنا واللواط منتشر وبشكل علني كما دلت عليه النقوش الموجودة حتى الآن. قبل دمار المدينة أهمل السكان العلامات الدالة على قرب الانفجار, فلم يعبئوا بالهزات الخفيفة وكذلك القوية ولا ببعض السحب البيضاء التي تتكون فوق فوهة البركان, ولم يتعظ السكان من الزلزال الذي خرب مدينتهم قبل ذلك ب 17 سنة, ولم يستجيبوا لدعاء الإمبراطور الروماني نيرون لهم بترك المدينة; ولعل ذلك يرجع إلى أنهم رأوا من ذلك البركان خيرا كثيرا .فالتربة الغنية بالمعادن التي جعلت زراعتهم مثمرة مصدرها ذلك البركان، ومياه الأمطار التي كانت ترويهم وتسقى زروعهم كانت بسبب وجود ذلك الجبل البركاني, كانت هناك عدة علامات على ثوران البركان قبل الانفجار بأيام حدثت عدة هزات أرضية جفت بعدها الآبار وتوقفت العيون المائية, وصارت الكلاب تنبح نباحا حزينا فيما صمتت الطيور. { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ - القص8 } لكن السكان تجاهلوها حتى أتاهم حتفهم ضحى وهم منشغلون بالتجارة واللهو. وعند منتصف النهار من يوم 24-أغسطس-1979 سمع السكان تلك الضجة الكبيرة وانفلقت الصخور واللهب والدخان والرماد والغبار والأتربة في عمود متجهة صوب السماء لتسقط بعدها بنصف ساعة على رؤوس السكان, تمكن بعض منهم من النجاة هربا إلى الميناء واختبأ آخرون في المنازل والمباني فتحولوا بعدها إلى جثث متحجرة عثر منها على حوالي 2,000 جثة; وكثير منهم سحق تحت الصخور المتساقطة وأسقف المباني, وبعدها بساعات وصلت الحمم الملتهبة الزاحفة على الأرض إلى المدينة فأنهت كل مظاهر الحياة فيها, ودفنت المدينة تحت ثلاثة أمتار من الحمم والأتربة والغبار. { أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ - الأعرا8 } صدق الله العظيم
تحياتي لكم
بحث واعداد الطائر - موقع عيون العرب