04-20-2011, 09:57 AM
|
|
ماذا قال الغزيون عن عملية الوصول لقتلة أريغوني ؟ غزة – فلسطين الآن – مهند عز الدين فيما اعتبره مراقبون كثر نجاحاً أمنياً باهراً ، وقدرة فائقة على الوصول للمعلومة الأمنية بسرعة كبيرة ، حاولت فلسطين الآن استعراض آراء المواطنين الذين شاهدوا الحدث وتابعوه بالقرب من البيت الذي حاصرته الشرطة الفلسطينية غرب مخيم النصيرات فيما يعرف بمنطقة " المخيم الجديد". أجهزة الأمن .. شجاعة فائقة المدرس " أبو هادي" والذي يقطن على بعد عشرات الأمتار من المنزل الذي تحصن فيه القتلة أكد أن الشرطة الفلسطينية أظهرت خلال العملية إنسانية بالغة وقدرة رائعة على التعامل مع مثل هذه الحوادث والظروف ، وقال :" لقد حاولوا معهم بكل الطرق حتى لا تسيل الدماء أحضروا أمهاتهم ومن يعتبرونهم مشايخهم وناشدوهم مرات كثيرة لكن دون جدوى قتلوا أنفسهم بالنهاية ". وعن رأيه في قتل المتضامن الأجنبي قال :" لقد لطخوا صورة غزة الناصعة أمام العالم بسواد عظيم ، فنحن شعب يحتاج الدعم والمساندة من كل أحرار العالم ، فكيف نقوم بقتل من جاء ليتضامن معنا ، إنها فعلة شنيعة ". وعن رؤيته لطريقة التعامل مع مثل هؤلاء أشار إلى ضرورة مراجعة هؤلاء الشباب والجلوس معهم بالحسنى والإقناع وقال :" بعد ذلك من يستجيب فبها ونعمت ومن لم يستجب فليكن للأجهزة الأمنية تعاملاً آخر معه حسب ما ترتأيه وفق المصلحة العامة للبلد". أما أبو جهاد وهو مسن في السبعين من عمره فقد علت الابتسامة محياه عندما سألناه عن رأيه فيما حصل وقال :" شباب الشرطة رجال حما البلد من فكر ضال ومنحرف ، لكن كان لازم من الأول ما يتركوا هذه الفئة تعبث بمستقبلنا وحياتنا ويشوهوا صورتنا قدام الناس ". وأصر أبو جهاد على توجيه كلمة لقيادة الشرطة ووزارة الداخلية فقال :" الشباب أبطال ويستحقوا أكثر من مكافئة ، يستحقون أن يوضعوا على الرؤوس ، بيضوا وجوهنا بقدرتهم وقوتهم وسرعة تعاملهم مع الحدث والجريمة ". من جهته رأى المهندس عماد أن العملية إن دلت على شئ فإنما تدل على نظام دقيق تعمل وفقه الأجهزة الأمنية في غزة ، موضحاً الفرق بين آليات العمل في الضفة وغزة مرتكزاً للنتائج قائلاً :" لم يمض وقت طويل على عملية قتل المتضامن حتى وصلوا للقتلة وحددوا مكان اختبائهم أما في الضفة فقتلة المخرج السينمائي لا زالوا حتى اللحظة طلقاء رغم مرور وقت طويل على الجريمة ". وكانت أكدت وزارة الداخلية والأمن الوطني أن الأجهزة الأمنية استنفذت كل السبل السلمية من أجل معالجة قضية المتهمين بقتل المتضامن الإيطالي فيتوريو أريغوني، ولكن المتهمين أصروا على عدم تسليم أنفسهم وأطلقوا النار على أفراد الأجهزة الأمنية وأصابوا أحدهم بإصابة متوسطة. وأوضح إيهاب الغصين الناطق باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني في مؤتمر صحفي عقد مساء الثلاثاء 19/4/2011م أن الأجهزة الأمنية استطاعت الوصول لمخبئ المتهمين الثلاثة في مخيم النصيرات بعد عمليات البحث والتحري الدقيق الذي قامت به وحاصرتهم في أحد المنازل هناك. وكشف الغصين عن استجلاب الداخلية لوساطات وذوي المتهمين لإقناع أبنائهم بتسليم أنفسهم من أجل حقن الدماء، ولكن المتهم الأردني عبد الرحمن البريزات كان يتصدى لكل الوساطات ويرفضها، وقام في إحداها بإطلاق النار بجانب والد أحد المتهمين، وتابع: "قمنا بإحضار الموقوف هشام السعيدني من أجل إقناعهم بتسليم أنفسهم ولكن دون جدوى". وأكد الغصين أن عملية السيطرة على المنزل تمت بعد فشل جميع الوساطات على مدار ساعات، وأوضح أن اثنين من أفراد الشرطة صعدا على سطح المنزل فقام المتهم البريزات بإلقاء قنبلة يدوية وأصابهما إصابة متوسطة. وأوضح الغصين أن المتهم الأردني البريزات قام بإلقاء قنبلة على زميله في الطابق الثاني بعد شعوره بقرب السيطرة عليه فأصاب المتهم بلال العمري إصابة خطيرة لقي مصرعه على إثرها، وأصاب الآخر إصابة طفيفة ثم أطلق النار على نفسه من مسدسه. وشكرت الوزارة كافة أفراد الأجهزة الأمنية وقياداتها على جهودها في كشف ملابسات الجريمة وملاحقة المطلوبين، موضحاً أن الوزارة تمكنت من الوفاء بالعهد الذي قطعته على نفسها وفاء لدماء اريغوني، وألقت القبض على المتورطين بأقل الخسائر. وشدد الغصين على أن العملية درس هام لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطنين، مؤكداً لمن يقف خلف تلك العملية بأنها لن تفلح في إرعاب الشعب الفلسطيني وتخريب حالة الأمن، وإرهاب حركة الشعوب العالمية المتضامنة مع قطاع غزة خاصة في ظل مسعى الصهاينة منع أسطول الحرية القادم لغزة بكل السبل. وتقدمت الوزارة بالشكر والتقدير لأهل النصيرات على التفافهم الشعبي الكبير حول الأجهزة الأمنية. وعرضت الداخلية في نهاية المؤتمر جزء من عملية التفاوض التي جرت مع والدة الموقوف بلال العمري، ظهر فيها قيام والدته باستجدائه من أجل تسليم نفسه دون جدوى. والحادث بكل ما جرى خلاله يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الأجهزة الأمنية في هذه القضية أثبتت للجميع أنها متيقظة تماماً وتملك القدرة على التعامل مع كافة القضايا الصعبة بحكمة وإنسانية وروية وجدية وشجاعة فائقة إذا تطلب الأمر ، فيما يوجه رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه التعدي على القانون والنظام والخروج عن عادات وتقاليد وأخلاق شعبنا الفلسطيني المرابط المجاهد .
__________________ |