::::رائحـة دماء:::
:::الجزء الثاني:::
جهز توماس عدتـه للاسـلحة وكذلك دينيس وريتشارد ... عـندما كانت دينيس
تجهـز الاسلحه خـطرت لـها فكره جهنميه كما تسميـها هـي .. امسكت بالمسدس
عـيار 9مم .. ودخلت غرفة توماس باحثة عـنه .. وجدته شـارد الذهن .. توجهت
نـحوه وصوبت المسدس نـحوه وقـالت بجديه " استسلم..لـقد ..." قاطعها
توماس بنهوضه من الأريكة .. وعدم مبالاته بها شعرت بغيض يقطع
قلبها ولكنها لم تبالي كثيرا .. وضحكت على فكرتها وغبائها .. تبعت توماس
إلى السـلم , توقف توماس وقـال ببرود " لاتتبعيني أكره من يفعـل ذلك
ثم ان كـنتي مهتمة فعليك ان تغيري ملابسك لان المهمة التي سنذهب إليها
ستكون صـعبه .. " إبتسمت دينيس وشعرت بأنها انتصرت عليه وكسرت
غروره وغموضه .. همت أن تتكلم ولـكنه نـزل من السـلم بخطوات متقاربه
وسرعه .. حركت كتفيها لامـباليةً .. وهي تتمنى حـرقه من شدة كرهها لـه
كـادت أن تنزل من السـلم ولكنها غـيرت وجهتها نـحو غـرفة توماس .. لـم
تجد مـلابس نسائيه .. قـالت بـتهكم واضح بنبرة صـوتها " "إذا كنت مهتمة غيري
ملابسك " غـبي .. حـسنا ماذا أرتدي ملابسه مثـلا . يـال السخف
ماذا يظن نـفسه .. مـلك .. سحقا لـه ولمـلابسه ! " واغلقت باب الخزانة بقـوه
وهي تكاد تكسره من شـدة غضبها .. إلتفتت نـحو الباب فإذا بـها تـرى توماس
يرمقها بنظرات مخـيفه وباردة كـما تسميها هـي .. ربما كانت النظرات تـلك ليست
لـها لانها منذ أن دخلت هـذا المنزل وهـي لم تلحظ تغيرا في نظراته المخيفه تلك
تجاهلها وتوجـه نـحو طـاوله صغيره وضعت بجانب الأريكـة السـوداء الجـلدية
, كانت نظرات دينيس تلاحقـه ... أما هـو فقد أخذ مفـتاح مـعدني علقت
عـليه ميداليـة قرمـزية اللون .. وعـليها نـقش باللون الأسـود وعـبارات خـطت
بــدقه .. توجه نـحو الخـزانة التي كانت تـقف عندها دينيس .. أبعـد دينيس
بإشمئزاز , وفـتح الخزانة وأخذ يقلب بالملابس إلى أن وجد ضالته . أخـرج
سـترة جـلديه سـوداء وبنـطال جـينز رمادي اللون .. خـرج من الـغرفة ولم
يـغلق الخـزانة أو إهـتم بإغلاق البـاب .. شـعرت دينيس بأنها تـكاد تنفجر من
الغـيظ .. تـحول وجهها إلى اللون الأحـمر .. ونـفخت وجهها .. قـالت بصـوت
غـاضب ومنخفض " آآه .. سحقاً لـك .. تبا لك .. أتمنى أن أمسكك ..
آآهـ وأشـرب من دمــك .. سأقتلك يااتوماس يامعتــوه ســ.... " أخذت نفـس وجـربته
عميقاً .. وحـاولت أن تهـدأ ... شـعرت بأن البراكين التي في قلبها قـد خـمدت
إبتسمت براحـة .. وعـاودت نـظرها للخـزانة بـوقاحـة وكأنها ملابسها
لـفت نـظرها جـاكيت .. اسـود اللون .. أمسكته لتتحسس قـماشه
وجـدته قـطني وأطـراف أكمامه ويــاقته من الجـلد الطبيعي .. أخذتـه وجربته
عـلى جـسدها النـحيف وجـدت أنه أكــبر منهـا بـقليل ولـكنه يناسبها .. بدت فـيه جـميلة جـدا .. لاسيـما أن بـشرتها بيـضاء صــافيه ... خـلعت قـميص تـوماس الذي
إرتدته من دون بـنطال .. وتوجهت نـحو السـرير .. وعينيها موجـهة عـلى مـلابسـها
أمــسكتـها وقـالت في نفـسها " ليس مبتلا كـثيرا .. أستطيع أن ألبسه لـن يـضرني
" لبسـته بـعجـله خـوفا من أن يدخل أحـدا الغــرفة إرتدت بـعدها جـاكيت
تــوماس الأسـود وتـوجهـت نـحو المرآة .. لـتنظر لـنفسها ..وقفت أمام المرآة
تماما وقـالت راضيـة عـن شكـلها مـع الذـكر أنها تـركـت شـعرها الأســود
الكـثيف مـنسدلا عـلى كـتفيها " هه .. كالعادة جـميلة ..ولـكن .. "
تـوجهت نـحو حقـيبتها اخذتها فـتحتها , وأخذت تفتش فـيها إلى أن وجدت
ماتريده إبتسمت و أخذت أحــمر الشفـاه تـوجهت نـحو المرآة .. فتحت غـطاء
أحـمر الشـفاه كـان لـونه وردي .. وضـعته فـي شفتيها الصـغيرتان بسلاسة
أتهت من وضـع أحمر الشفاه وأغلقته أعادته إلى الحقيبه وأخذت تـفكر
" أخـذها مـعي أم لا أفـعل .. نــحن ذاهـبون إلى مهمة أيعقـل أن أخـذها مـعي
أخــشى أن تـلهيني لا لا لا لـن أخـذها " تـــركتها وتـوجهـت نـحو البـاب ألقت
نـظره أخـيره نـحو الغرفة وإبتسمت عـلى شكلها الفوضوي .. أغلقت الاضواء
وأغـلقت الباب خـلفها تـوجهت نـحو السـلم نـزلته بخـفه ورشـاقة كالغــزال
وصـلت إلـى الأرضيـة .. صـرخت بإزعـاج وهـي تــقول " أريــد أن أذهـب هـيا
أســرعـا .. " نـظر ريـشارد نـحوها الذي كـان يـعدل ربــاطة رأسـه وقـال بإبتسامة
سـاحرة " يـافتاة .. تبدين جمـيله .." نـظرت دينيس نـحوه وقـالت بإعجـاب " ليس
أكـــثر منــك " إسـتـوعبت ما قالته وتــلعثمت حـين شـاهدت ريتشـارد يـنظر إليها
بــنظرات لـم تـعرف معناها . قـاطعهم تـوماس الذي قـال ببرود كعـادته " ريتـشارد
.. أذهـب وشـغل السيــارة سـوف أتبــعك حـالا " لـم يشـأ ريـشارد أن يهينه
فـقال بــمرح " الســمع والطــاعة يــاسيــدي " .. إبــتسمت دينيس عـلى مرحه
ووجـهت نـظرها نــحو توماس .. لاتــفاعـل كالجــليد البــارد لـم يـتحدث قـط
لـم يـتفاعل مـع كـلام صـديقه الـذي يبــدو أنـه وحــيد .. ولـكن طـبعا
هـناك سـر مــا بــكآبـته الرسمـية والتـي طـغت عـلى ملامـح وجهه الســاحرة
والجــذابة ..وما زاده جـاذبيه هـو أن الـرياح التــي دخـلت بـفعل فـتح ريتشـارد
للبــاب الامامي جــعلت شـعر توماس الرمادي يــتطـاير عـلى وجهه .. لـم يـغلق
ريتشارد الباب بـل جـعله مفتـوحـا .. نـظر تــوماس إلى دينيس لبــرهة حــدق بـها
من رأسـها إلـى أخـمص قدميـها .. كــانت عينا دينيس عــليه ولــكن عــقلها
وقــلبها لـم يـكن مــعها قـط .. سـاد صــمت رهـيب المــكان .. ولــكن ماقـطعه
هــو حــركة حـذاء توماس إذ انه تــحرك نــاحيـة المــطبخ .. دخــله وهــو
يــبتسم بــشر .. أمــسك ســكيـنا .. ووجــه إلى خده الأيسر خــدش خــده
لتــنزل تــلك المادة الحــمراء التـي تسللت إلى وجـهه الابيــض .. مــسح جــزءا من
الدمــاء بـوضـع إصبعه الخــنصر عـلى مكان الــجرح فـتح فــمه ووضـع إصبعه عـلى
لسانه أغــلق فـمه ولازال إصبعه موجودا في ثـغره .. ثـم قـال بـنبره تــحمل
الغــضب والحـقد " صــدقيني ســوف أسـفك دمائك القــذره وأنــثرها عـلى
الـجــوعـى من الذيــن قــتلت أبــائهم أو أمهـــاتهــم .. " اخــرج إصبـعه
من فــمه وخــرج من المطـبخ وقـال لدينيس بــنبره تــخلو من مشاعر الانــسانيه
" أخــرجي هــيا .. أم تــنتظريــن كــرت دعــوه " لــم تشأ دينيس أن تتناقـش
مــعه لاسيـما انها بدأت تــشعر بصداع شديد .. تــقدمت بالمــشي وخــرجت من
المــنزل كــانت الأمــطار تــهطـل بــشده خــشيت أن تــبتل ملابــسها ولــكن
مافاجــئها هــو وضع تــوماس لــها مــظله فـوق رأسها .. تـتقدما كـلاهما
ننــحو السيــاره الحــمراء الــعائليه التـــي تــحوي ثـلاث مــقاعد .. ركــبت
دينيس ..فـي المقعـد الثــاني .أما تــوماس فــجلس بـجانب ريتشـارد الــذي كــان
يــرتدي ســترة عــارية الاكمام ســوداء اللون .. ورباطــه سـوداء ربـطها عــلى رأسه
لــتبدي عــليه العــصريه والانــاقـه كــان شــعره حــريري يــصـل إلـى وسـط
أذنــه تــقريبا ولــونه الاشــقـر جـعله جــذابا جــدا لاسيــما
أنه أبيض اللون تــماما وتركه منــسدل عــلى وجهه ..كـان بنــطاله من الجينــز ولــونه أزرق
إبـتسم بـتـهور وقــال بحمــاســه" هـيا لنذهب إلــى الجــحيم .. "
إبتــسمت دينيس عــلى كـلمته تــلك .. حـرك ريتشارد السيــارة أصبــحــو يـمشون
بــسرعة متوسطة كــانت الامــطار تــهطـل بــغزاره وكــانت الشــوارع خــاليه من
الســكان والسيــارات تماما كــانت الســاعه12.43 بــعد منتصف الليل ...
كــانت دينيس تــغـمض عينيها تـــارة وتـــفتحــها بـفزعه تـــارة أخــرى
لاحــظها ريــتشـارد من المــرآة الأمـــامية شــعر بالحــزن عـليها .. ولــكن ليس باليــد
حــيله .. كــان رأســها يؤلمها بــشده والذكــريات التــي تــراودهـا غــريبه وكــثيره
وكــان أحداهــا
(
طــفله تــملك شـعرا أســـود حريري يــصـل إلى رقبتــها .. مغمــضة العينين
تـــرتدي ثــوبــا أبيض طــويل وكـــانت تضــم يــديـها ببعضهــا البـعض وكأنها
تتـمــنى أمنــيه من الســماء .. كــانت تــقف عــلى منــحدر عــالٍ جدا وتحتها
مبـــاشـرة البــحر الهــائج الذي ترتطـم أمــواجه بالصــخور الحــادة
شــعرت الطــفله الذي يبدو أنهـــا في الســـادسه من عــمرها .. بيد تلامس
ظــهرها ومــاهي لحــظات .. حــتى تــشـعر بأن اليد هذه تدفعــها من أعــلى المنحدر
نــحو البــحر الهــائج المخيف .. لــم تــصرخ الفــتاة بــل بقيت مغمضــة العينين
ويبــدو انهــا كــانت ستــسقط نفــسها عــلى كــل الاحــوال فتحت عينيها وكــانت
الصــخـور الحــادة أمــام عينيها .. فــردت يديها كالطــائر وكأنهـا تــرحب بالمــوت
بالأحــضان .. ســقطت في البــحــر الامواج عـــاليه للغاية .. صــــوت المــاء يتغلغل
فــي أذنيها .. مــعدتها الصــغيره لــم تتحــمل بدأت بإخــــراج الدمـــاء من فــمها
إخــتلطت الدمــاء بالمـــاء ... كـــانت في حـــالة يــرثى لــها .. لــم تتوقـع
أن المــوت صــعب لهذه الدرجـــه .. كانت تــظن أن مــلاك المــوت يأتي بسكينــه
ويأخذهــا مـــعها إلــى السـماء مــع أمــها .. لــم تتوقع تـــلك الآلآم القـــاسية ورائــحة
الدمــــاء تملأ أنفــها الصـــغــير .. مــوت .. ألــم .. دمـــاء .. .... الصــوره أصبحـت
مشــوشة ... لاشــي .... فقــط الظـــــــلام الدامـــــــس
(
نــهضت من ذكرياتهــا وهــي تتعرق مــن شـدة الحــر والخــوف ... فــزعه .. قــلقه
ذاهبــة إلــى المــوت بقديمهــا ... ألــم فـي رأســها .. ضــربات قــلبها مضـطربة
تـــشــعر بالحـــر الفــظيع .. رغــم برودة الجـــو ... تــشعر بأنها وحــيده .. مــنعزله
لاتــملك أحــدا في هــذا العــالم ... قــالت بصــوت متألم بالكـــاد يــخــرج من حــنجرتـها " ريــ....ـتشـ..ـ..ـا..ر.د .. تــوقــ..ــف .." شـعر ريـــشارد بخــطورة
الــوضـع تــوقف جــانبــا ونــزل من مكــانه وتــوجه إلــى المــقعد الذي تــوجد
بــه دينيس ... شــعر بالقلق .. أمسك بــها ضــمها إلــى صــدره مــحاولا
تهدئتها وهــو مــوقن أن الأمـــر كــبير وقـــاسي عــلى قــلب صــغير كقلب دينيس
بــقيا عــلى هذه الحــاله حــوالي العـــشر دقائــق .. شــعرت دينيس بأن الالــم الذي كــان براســها إخـــتفى تماما .. أبـتعدت رأســها عــن صــدره .. وقــالت بصــوت
متعـــب " هــيا ريتشارد فالنتــحرك .. " أســندت رأســها عــلى المــقعد .. ونــظرها
مــوجه نــحو النــافذة التــي تتساقط قــطرات المـــطر عــليها ... وتــعاودهــا تــلك
الذكــريات مـــرة اخــرى .. تــارة تــكون سعــيده وتبتســم دينيس تــلقائيا وتــارة
تــكون حــزينه فــتدمع عــيناها السماويتان .. وتــارة أخــرى تــكون مــخيفه فينتــفض جــسدها ويــقشعر .. وهكـــذا إلــى أن وصــلا إلــى المــكان
المــطــلوب .. نــزل تــوماس من السيـــارة وإبتل بالكــامل ... تــوجه نــحو
الــمســتودع قــد كــتب عـــلى البــاب ( مســتودع جــو للألـــغام ) تــوقف أمــام
البــــاب الــذي إمــــتلأ بالصــدأ كــاملا كــان هــشــا جــدا .. رفســـه تومــاس بقــدمه
إنـــكسر البـــاب وتــحول إلـــى فتات .. تـــبعاه ..ريتشارد ودينيس ...دخــلو إلــى
المـــستودع والظــلام داامس ومــسيطـر عــلى كــل المكـــان و الــذي لايــوجد بــه ســوى الصـناديق الخــشبيه القــديمه ....ورائــحة
نتــتنه تــملأه .. أخـــرج تــوماس المـــسدس من جــيب سترته ويبــدو أنه
مــتـحمس للقـــتال أيـــضا .. فــتحت الأضــواء لبــرهة وســمعوا صوت عــيــار نــاري
وســقطت جــثه هــامدة من الأعـــلى وجـهو جمــــيعهم نــظرهم للأعــلى وجـــدوا إمـــرأه مبالغة بــوضع مــساحــيق التــجميل ممســكة بمسدس فـي يدهــا اليسرى
وقــالت بصوتها النـــاعم بنبرة ســخريه " هذا كــان تابــعي عــصاني .. وقــتلته "
أطــلقت بـعدها ضــحكتهــا الشــريرة ..الــتي دوت فــي المــكان .. فجــاءه إغلقت
الأضــواء مـــرة أخــرى .. إخــتفت المــرأة من أمــامهــم ... ومــاهــي إلــى ثــوانٍ
حــتى أصبحت خــلف تــوماس تماما وهــي واضــعة المســدس فــي ظــهره وهــي
تــقــول وعـــينــها تــلمــع شــراً " ســوف أتــخلص مــنك ســوف تــصبح مجــزره
دمـــاء هــنا .. " ضــحكت مــرة أخـــرى وهــذه المـــرة تــوافقت ضــحكتهــا مــع
صــوت الـــرعد الــذي أضـــاء وجـــوههم الخـــائــفه ووجــه تــومــاس
الحـــــــــاقــد .............