عرض مشاركة واحدة
  #1141  
قديم 04-22-2011, 08:35 PM
 
البـ 61 ـارت الواحد و الستووون
............................................
لا يزال مذهولاً وهو يقول : لا أكاد أصدق أنها فعلت ذلك ..!
إنه القائد كايد الذي يجلس على سريره في غرفته الفاخرة في المشفى .. يرتدي ملابس المستشفى المريحه و يتحدث بهاتفه الشخصي إلى صديقه في طوكيو .. أكيرا ..!
رد الآخر بنبرة سعيده : المهم أننا أمسكنا بطرف الخيط !!..
تنهد يتعب وهو يقول : هل أخبرت السيد أليكس ؟!!..
من فوره رد عليه بصوت ظهر فيه السرور : بالتأكيد .. و قد رآى تلك الأوراق و أكد بأن هذا التوقيع غير مزور .. لقد ناقشته بالأمر مع جيمس حالاً و قررنا عقد إجتماع لنخبر العملاء البقية عما قريب ..!
صمت للحظات وهو يحاول أن يستوعب الأمر : لما فعلت هذا ؟!!..
هكذا سأل بنبرة خافته ليجيبه بهدوء : أظن أنها تريد الإعتذار منك بطريقة غير مباشره ..!
أسند رأسه إلى الوسادة الناعمة الكبيرة خلفه و حاول أن يصفي ذهنه .. إنها جادة في هذا إذاً : كايد .. أين ذهبت ؟!!..
إنتبه لأنه بقي صامتاً لبرهه : شردت قليلاً .. أكيرا لقد حدث هذا منذ فترة لكني لم أخبر أحداً ..!
سمع صوته الهادء مع نبرة مستاءه : منذ متى تخفي عني شيئاً كايد ؟!!!..
إبتسم تلقائياً إبتسامة صغيره : كان الأمر يزعجني لذا قررت نسيانه ..!
تنهد بتعب ثم قال : هاتي ما عندك ..!
بهدوء مع ذات الإبتسامه : بعد إصابتي بيومين أو أقل .. لا أذكر تماماً .. لكن المهم أن جولي أتت إلى غرفتي و لم يكن هناك أحد .. إعتذرت عما فعلته لكني كنت غاضباً فرفضت إعتذارها بطريقة فظه !!!..
بإستنكار : يالك من أهوج .. لا تجيد معاملة تلك المخلوقات اللطيفه !!!..
إرتفع أحد حاجبيه بإستغراب : منذ متى و أنت تتكلم عن معاملة النساء ؟!!!..
ضحك بخفة وهو يقول : إني أأخذ دروساً من الأستاذ ميشيل الآن !!..
ضحك هو الآخر بسعادة : إنك تتعلم من شابٍ ذو خبره .. ذا حاول الإستفادة قدر المستطاع !!!..
لم يضحك هكذا مع صديقه منذ فتره .. أردف بعدها و آثار الضحك متضحة في صوته : إذاً .. أريد أن أطلب منك طلباً يا أكيرا ..!
أجابه فوراً : عليك فقط أن تخبرني بطلبك .. و أنا سأنفذ من فوري .. طلباتك أوامر !!..
صمت للحظات قبل أن يقول وقد إبتسم بهدوء : حين تلتقي بجولي في المرة القادمه .. أخبرها بأني قبلت إعتذارها ذاك !!.. و أني أعتذر أيضاً على أسلوبي السيء معها في ذلك اليوم ..!
فاجأه حين قال بلهجة حاده : على شرط !!!!..
بدا مستغرباً : ألم تقل أن علي أن أطلب فقط ؟!!!.. هاتي شرطك !!..
بنبرة هادئة من الواضح أن إبتسامة صغيرة ترافقها : لا تخفي عني أي شيء مرة أخرى !!..
لحظة سكون مرت قبل أن يقول بصوت خافت : تأكد من ذلك !!..
عاد صاحبه لمرحه وهو يقول : ممتاز .. أعتذارك سيصل قريباً .. و الآن إلى اللقاء .. إهتم بنفسك و أوصل سلامي للآخرين ..!
أجابه بذات النبرة الهادئه : حسناً .. إلى اللقاء ..!
أغلق الخط .. رما بهاتفه جانباً و أغلق عينيه .. كان يفترض أن يكون نائماً الآن لذا فأصدقاءه ليسوا هنا ..!
لكن إتصال أكيرا المفاجأ قطع عليه ذلك ..!
كان يفكر .. هل ستقبل جولي إعتذاره ؟!!..
أما نحن فسنفكر .. هل يمكن أن يصل ذلك الإعتذار لجولي أساساً ؟!!..
غالبه النعاس حينها .. فقد أرهق دماغه بما فيه الكفايه ..!
.........................................................
هاهي تلك الدراجة النارية تسير على الطريق الترابي بين تلك المروج الخضراء ..!
رين اللذي كان يقود الدراجة لم يتوقف عن التكفير للحظه .. لما يا ترى يوافق لاري على حضور راي معه ؟!!.. مع العلم أن صاحبه ذاك لا يثق إلا به هو ؟!!..
إنتبه لأخته خلفه وهي تقول : إنظر إلى تلك السيارة هناك .. أهو لاري ؟!!..
إنتبه لتلك السيارة التي تقف على جانب الطريق هناك ..!
من فوره عرفها : بلى .. إنها إحدى سيارات وليم !!..
بدا عليها التعجب : مذا !!.. سيارة لوليم ؟!!..
تنهدت بتعب وهو يزيد السرعة ناحية تلك السيارة السوداء : نعم .. و ليم خصص بعض السيارات لعملائه .. و هذه إحداها ..!
لم تجبه بل بقيت تنظر إلى تلك السيارة التي تقف على جانب الطريق قرب تلك التله ..!
أوقف رين الدراجة فورما وصل .. نزلت راي بسرعة فأطفأ المحرك و نزل هو ..!
نظر بعينيه الزرقاوتين إلى أعلى التله .. قرب شجرة الساكورا تلك .. كان صديقه و يبدو أنه يقوم بشيء ما ..!
صعد مسرعاً إلى هناك وهو ينادي : لاري .. لقد وصلت ..!
لكنه تفاجأ و توقف عن السير حين أنتبه لما يقوم به لاري !!..
كان يمسك بمجرفة في يده .. يحفر بها قرب الشجره .. خلع سترته السوداء و رفع أكمام قميصه الرمادي اللذي يطابق لون شعره ..!
رفع رأسه و نظر إلى رين بعينيه الحادتين : أهلاً رين .. آسف لأني أستدعيتك في مثل هذا الوقت .. لكني ظننت أنك الوحيد الذي قد تساعدني ..!
لا تزال عيناه متسعتان وهو يحدق بتلك الحفرة التي بدت كبيرة نوعاً ما : ما .. ماللذي تفعله ؟!!..
أوشح بوجهه بهدوء .. صمت لبرهة قبل أن يقول : أحفر ..! أحفر قبراً !!!!..
قبل أن يتم إستيعابه لتلك الكلمتين المتجاورتين .. صرخة عالية أرعبته و جعلته يلتفت إلى الخلف مفزوعاً : راااي !!!..
كانت قد جثت على قدميها قرب سيارة لاري ..!
أسرع ناحيتها و ما إن وصل حتى جثى بقربها : مالأمر ؟!!..
كانت عيناها متسعتان .. بدت مصدومة بشكل ما !!..
جسدها كان يرتجف برعب و دموعها فاضت من عينيها ..!
إلتفت ناحيته بصعوبه .. ربت على كتفيها : مالذي جعلك تصرخين ؟؟!..
بلا شعور منها إنهارت باكية وقد تشبثت به !!..
أرعبه ذلك أكثر و حاول تهدأتها و سألها عدة مرات عن ما أفزعها هكذا !!..
حاولت أن تهدأ وهي تقول من بين شهقاتها : فـ .. في .. في السيـ .. ـياره !!!..
صمت للحظات و أبعدها عنه برفق ..!
وقف بهدوء وهو يحاول أن يسيطر على نفسه قبل أن ينظر من نافذة المقعد الخلفي للسيارة ليصدم بـ .. جثة جولي التي تملأها الدماء !!..
.......................................................
دعونا نعود لأصحابنا في لندن .. لكن هذه المرة ليس إلى كايد .. بل إلى أكمي و تارا ..!
كانتا في حرم الجامعة مع آرثر .. يجلسون حول طاولة مستديرة صغيرة قرب محل العصير و كلن منهم يمسك بكأس معه .. بعد جولة ممتعة في الجامعه هم يحتاجون لبعض الراحه ..!
بدا النشاط على تارا وهي تقول : جيد .. كانت جولة ممتعة بحق ..!
وافقتها أكمي الرأي و هي تضيف : و أفضل قسم كان قسم التشريح !!!.. لقد كان مذهلاً ..!
إبتسم لهما آرثر بمرح : سعيد لأن جامعتنا أعجبتكما ..!
هنا سمعوا صوتاً يقترب نحوهم : أندرسو !!!..
إلتفوا ناحية الفتاتين اللتان وقفتا قرب آثر لتقول إحدهاما : مرحباً أندرسو .. كيف حالك ؟!..
أجاب ببتسامة لطيفه : بخير .. مذا عنكما ؟!!..
إحمرت وجنتهما لتقول الأخرى فوراً : نحن بخير تماماً .. هل لك أن تقدم لنا معروفاً ؟!!..
بذات لطفه قال : بالتأكيد .. أطلبن ..!
بدت السعادة عليهما لتعود الأولى فتقول : إن كنت متفرغاً هذا مساء الغد .. فنريد منك أن تساعدنا في فهم بعض الدروس .. بقي بضعة أشهر فقط على الإمتحانات النهائية ..!
أومأ لهما إيجاباً : بالتأكيد سأساعدكما .. أين نلتقي ؟!!.. فأنا بالتأكيد لا أستطيع الذهاب لمسكن الفتيات ..!
بسرعة قالت إحداهما : في المكتبه .. تمام الثامنة مساءً ..!
إختفت إبتسامته نوعاً ما : إعذراني .. لكني لا أستطيع في الثامنه .. أيمكن أن تغيرا الوقت ؟!..
أومأت الأولى من فورها : بالتأكيد .. إذاً ما رأيك بالسادسه ؟؟!..
عادت إبتسامته المرحه : إذاً ألتقيكما في المكتبه ..!
صمتتا و نظرتا لبعضيهما .. ثم عادت نظراتهما إليه لتقول إحداهما بخجل مع إبتسامة صغيره : أممممممم .. أتسمح لنا بأن نناديك آرثر ؟!!..
أومأ لهما بذات مرحه الذي يسحر الفتيات : يمكنكما ذلك بكل تأكيد ..!
إحمرت وجنتاهما و ودعتاه بكل رقه على أمل اللقاء قريباً !!..
أكمي ببتسامة رقيقه : وااااااااااو آرثر .. أسلوبك ساحر حقاً ..! رغم أنك كنت تحدثهما إلا أني إنجذبت معكم ..!
ضحك بخفة وهو يقول : الجميع يقول بأني لطيف مع الفتيات .. و أظن أني كذلك مع الفتيان أيضاً ..! عدا أخي نارو .. إنه الوحيد اللذي أكون فضاً معه دائماً ..!
نظرت إليه تارا بأستنكار : لما ؟!.. نارو مرح حقاً ولا يستحق هذا !!.. إنه يمتاز بنظرات مشاكسه !!..
ظهر عليه الإستياء فجأة و أوشح بوجهه وهو يقول : لا !!!.. أنتما لا تعرفان الحقيقه !!.. لطالما كان نارو المدلل لأنه الأصغر بينا !!!.. حينما أصرخ فيه لأنه يكرر الأشياء السيئه .. يوبخني مارك بشدة و يقول بأن نارو صغير و لا يجب لأحد أن يزعجه .. حتى أبي كان يفضله على الجميع !!..
ضربت الطاولة بكفها و قد وقفت : أنت مخطأ آرثر !!!.. ربما أخوتك و والدك يدللون نارو لأنه لم يهنأ بحنان والدته !!.. عليك أنت أيضاً تقدير ذلك !!.. نارو يحبك كثيراً صدقني !!.. لا يجوز أن تعامله هكذا !!!..
لقد كانت هذه أكمي اللتي إنفعلت بحق مع تلك القضيه !!..
تارا بدت متعجبة منها !!.. لما كل هذه الحماسه ؟!!..
أما آرثر .. فقد صدم الجميع بضحكة مرحة أطلقها : واااااو .. يبدو أن نارو محبوب جداً !!!..
ظهرت علامات الإستنكار على صاحبتنا المتحمسه : ماذا ؟!!!!..
كتم ضحكته بصعوبة وهو يقول : هل صدقتي تلك التمثيليه ؟!!!.. كل مافي الأمر أني أحب رؤية أخي نارو غاضباً أكثر من أي شيء !!!.. ليس لسبب آخر !!.. هذه هي الحقيقه !!..
تلقائياً ضحكت تارا بشدة فشاركها آرثر .. بينما بقيت أكمي للحظات تستوعب بأن الأمر لم يكن إلا تمثيلية سخيفه من شخص سخيف !!!!!..
.....................................................
صرخ فيه بنبرة مرعوبة وقد إتسعت عيناه : لمذا قتلتها ؟!!!.. مالذي دفعك لذلك ؟!!!..
إلتفت ناحيته ببغضب و صرخ بحده : أنا لم أقم بذلك !!.. لست بتلك الشناعة كي أطلق النار على فتاة لم تكد تكمل الخامسة عشره !!..
عاد ليصرخ و قد تقارب حاجباه : إذاً لما جثتها في سيارتك ؟!!.. و ها أنت تحفر قبرها بيديك حتى تخفى بقايا جريمتك البشعه !!!..
لم يكد أن يكمل جملته حتى سقط أرضاً إثر لكمة تلقاها على وجهه من صديقه ..!
رفع رأسه فلم يشعر إلا بصاحبه يمسك به من أعلى قميصه و يجره نحوه وهو يقول بغضب : قلت لك أنا لم أقتلها !!.. كف عن إتهامي بقتل الفتيات !!!..
لوهلة لم يفهم معنى الجملة الأخيره .. لكنه بعدها مباشرة تذكر ليقول لنفسه : ( صحيح .. في السابق إتهمته بقتل صديقته سيليسيا لكني كنت مخطأً .. لاشك أني مخطأ هذه المرة أيضاً !!.. نعم فلاري يستيحل أن يقدم على قتل جولي ) !!..
بعد أن أستوعب الأمر طأطأ رأسه وهو يقول بندم : آسف .. فقدت عقلي للحظات .. أرجو أن تعذرني فقد كنت مصدوماً بحق !!!..
تركه و وقف عائداً إلى إكمال الحفر دون أن ينطق بكلمه ..! إنه غاضب بلا ريب !!..
رين أيضاً وقف بهدوء و هو يمسح الدماء التي سالت من فمه بعد لكمة لاري بمنديل كان في جيبه : أخبرني إذاً .. من الذي قتل جولي ؟!!.. و كيف وجدت جثتها ؟!!..
توقف عن الحفر و تنهد بتعب .. أجاب دون أن يلتفت إلى صاحبه : الأقرب أنه وليم بنفسه .. لكني لا أعرف السبب حتى الآن !!.. رأيت إثنين من أتباع مينورو يحملون الجثة إلى إحدى السيارات فأخذت أنا أيضاً واحدة منها و لحقت بهم .. كان ذلك من دون أن ينتبهوا لي ..! توقفوا في حي مهجور و تركوها في إحدى البنايات القديمة وغادروا المكان !!.. لم أكن أريد تركها هناك فخذتها وقررت دفنها في هذا المكان بعيداً عن الناس !!..
بدا مدهوشاً نوعاً ما : إنها الخيانه !!.. صحيح ؟!!!..
إلتفت ناحيته بملامح جاده : لاشك في ذلك !!.. المهم الآن .. هلا أحضرت جولي إلى هنا .. لا أود أن أتركها في السيارة لوقت أطول !!..
أومأ إيجاباً و سار يجر خطواته بصعوبه .. قبل ذلك ألقى نظرة على أخته التي تجلس قرب تلك الشحرة عند الدراجة الناريه .. لم يكن من الأفضل لها أن ترى مثل تلك الأشياء !!..
وصل إلى السياره .. قبل أن يفتح الباب أغمض عينيه .. لا يريد أن يرى ذلك مجدداً !!.. لكنه مجبر على هذا .. فتح عينيه وهو يفتح الباب .. كانت ممددة على المقعد الخلفي .. الدماء تحيط بها .. بقع كبيرة ظهرت على قميصها و بنطالها .. شعرها إكتسب معظمه اللون الأحمر ..!
ذلك كان كفيلاً لأن يجعل رين يتراجع خطوتين وقد شعر بالألم في معدته فجأه !!..
لكنه حين نظر إلى وجهها .. شعر بما عانته تلك المسكينة قبل موتها ..!
ملامحا الخائفه .. عيناها المغضمصتان بشده .. حاجباها المتقاربان ..!
ترى .. هل كانت تستحق هذه النهايه ؟!!..
حاول أن يكف عن التفكير في الأمر و تقدم أكثر ليدخل إلى السيارة بجسده دون قدميه و يسحبها إلى الأمام كي يستطيع حملها ..!
تمكن من ذلك و إبتعد عن السيارة وهو يحمل جثتها بين يديه .. ينظر إلى الأمام محاولاً عدم النظر إلى تلك التي بين يديه ..!
صعد التل بصعوبه .. لم يفكر إن كانت ثقيلة أم خفيفه .. المهم أنه إستطاع حملها !!!..
و حين إقترب من تلك الحفره .. جثى على قدميه و تركها تستلقي على العشب الأخضر : مذا أفعل الآن ؟!!..
هذا ما قاله وهو ينظر لصاحبه بحيره : هناك محطة وقود قريبه و عندها بعض المتاجر .. إذهب إلى هناك و أحضر قطعة قماش كبيره .. لم أستطع التوقف هناك خشية أن يرى أحد تلك الجثة في سيارتي و تحدث بعض المشاكل !!.. ستجد محفظتي في ملقاةً قرب مقعد السائق ..!
وقف وهو يقول : حاضر .. لن أتأخر ..!
عاد لينظر إلى أخته ليرى أنها وقفت و أتجهت ناحيته بخطى مترنحه ..!
وصلت إليه و جلست قرب جولي .. أمسكت برأسها و أحتضنته بين يديها !!!!..
نظر إليها الإثنان متفاجأن .. لكن رين لم يرد منعها من ذلك .. جثى قربها و همس : لن أتأخر .. أنتظري هنا قليلاً ..!
أومأت بصعوبة دون أن تنظر إليه .. خصلات شعرها الشقراء الطويلة كانت تغطي عينيها ..!
و قف هو و ذهب يركض ناحية السياره .. أخذت المحفظة ثم أتجه إلى دراجته الناريه .. لحظات حتى أنطلق مبتعداً عن المكان ..!
لم يبقى على ذلك التل سوى .. لاري .. راي .. و جثة جولي !!..
توقف عن العمل و إلتفت إليها !!.. على وجهه .. بدت إبتسامة خبيثه : حين أخبرني رين أنك معه .. طلبت منه إحضارك إلى هنا .. أتعلمين لما ؟!!..
لم تنطق بحرف واحد فصعد عن تلك الحفرة و أفترب منها .. إنحنى ليقول بهمس تسمعه هي جيداً : لأني أردت تحطيم شجاعتك تلك !!!.. في المشفى حين أطلقت النار علي .. لم أكن لأسكت عن هذا !!!..
صمت للحظات ثم أردف بمكر : لكن لأنك أخت رين لم أرد أن أقسو عليك .. رؤية جثة شخص تعرفينه كافي لإظهار الخوف في عينيك !!..
ذلك الجرح على وجهه إثر رصاصتها لايزال ظاهراً .. يبدو أن أثر تلك الندبة سيظل معه طويلاً ..!
تفاجأ بها تنظر إليه بنظرات شرسة خالية من الدموع وهي تقول بكل ثقة و جرأه و على شفتيها إبتسامة صغيره : و ها أنا أثبت شجاعتي .. و أحتضن رأس تلك الجثة التي أردت إخافتي بها !!!!..
رفع أحد حاجبيه بإعجاب : واااااو .. أنت حقاً تتميزين بصفات الجنود البواسل !!.. إذاً .. تهانينا لك على تلك الشجاعه !!..
عاد لمكانه فوراً .. لقد إمتحن شجاعتها كما كان يريد .. و قد نجحت في الإمتحان ..!
أما هي .. فقد طأطأت رأسها لتخفي عينيها بخصلات شعرها الأشقر .. لقد بذلت مجهوداً كبيراً كي تتصنع تلك النظرات الشجاعه و ترسم تلك الإبتسامة الماكره ..!
لا تظنوا أنها لم تنجح في ذلك الإمتحان .. فالتفكير في صنع تلك النظرات و تلك الإبتسامة في ظل هذه الظروف .. شجاعة لا يمكن أن توجد عند الكثيرين ..!
..................................................
في أجواء مختلفه .. الهدوء يعم ذلك المنزل وقت الظهيره ..!
دخلت إلى الغرفة بعد أن ساعدت في تحضير الغداء .. رأت عمتها تجلس بهدوء على تلك الأريكة و على قدميها رأس تلك الفتاة التي تمددت على بقيت الأريكة بوضعية مريحه مسترخية و مغمضة عينيها بينما تلك العمة الحنون تمسح على رأسها ببتسامه ..!
بانت الغيرة في نظراتها : ما قصة قدمك المضمدة أيتها المدللـه ؟!!..
فتحت عينيها و أخرجت طرف لسانها كالأطفال بقصد الإغاضة قبل أن تقول : إنلوى كاحلي .. لذلك عمتي طلبت مني أن أضع رأسي في حضنها و أنام بهدوء كالسابق كي يزول الألم ..!
أبتسمت العمة كاترين بهدوء : مابك لين ؟!!.. لما هذه النظرة التي لا تبشر بخير ؟!!..
عادت لتنظر إلى إياكو و تقول بإستياء : إنها لا تكاد تبتعد عنك في الفترة الأخيره !!..
ببرود قالت إياكو : غيووووووووووره !!..
بدا التعجب على العمة كات : أتغارين منها يا لين ؟!!.. لقد كبرتي على ذلك !!..
إنتبهت لين للصوت من خلفها : من ؟!!.. لين تغار من إياكو !!!.. يجب أن نضعه كعنوان عريض في الصحيفه !!..
إلتفتت ببرود : أنت تبالغين ..! أنا فقط أظن أن تلك الصغيرة تريد إغاضة الجميع !!.. دعينا من هذا الآن يومي ..! ألا تعلمين أين كايتو و ماكس ؟!!..
تجاوزتها للتجه ناحية إحدى الأرائك : إتصل كايتو و أخبرني أنه سيتناول الغداء مع ماكس و ميمي في مطعم للوجبات السريعة قريب من هنا !!..
تنهدت بتعب وهي تقول : إتصلي به و أطلبي منه أن يعود .. لقد تعبت في إعداد الغداء مع السيدة يوكامي ..!
أخرجت هاتفها من جيبها و هي تقول : إن كان الأمر هكذا فسأطلب منه العودة ..!
بالنسبة للين فقد جلست على أريكتها المفضلة و شغلت التلفاز ..!
أخذت تلقب في القنوات بملل .. بينما وقفت العمة كات وهي تقول : سأجهز المائده .. إستدعوا الجميع لتناول الغداء ..!
خرجت من الغرفة متجهةً إلى المطبخ ..!
إعتدلت إياكو في جلستها بملل : أكيرا لم يصل حتى الآن ..!
وفي ذات اللحظه دخل وهو يقول بصوت مرتفع : ألم يجهز الغداء بعد ؟!!.. سأموت من الجوع ..!
بضجر ردت لين عليه : كنا على وشك ترتيب المائدة أيها الشره !!.. إنتظر قليلاً ..!
نظر إليها أكيرا ببرود وهو يقول : أظن أنك كنت في المطبخ اليوم .. أخبريني عن الأطباق التي صنعتها حتى لا أتذوق أياً منها !!!..
وقفت وقد إشتعلت نارها : هيه ما بك أنت و أخت اليوم ؟!!!.. لما تريدون إغاضتي ؟!!!..
أجابها الإثنان في وقت واحد بمرح : لأنها هوايتنا !!!..
بدا عليها الإحباط : يالها من هوايه ..!
وهاهي ليليان تدخل إلى الغرفة مرتديةً بنطال جينز يصل إلى ركبتها و تيشيرت أبيض .. بدا عليها التعب و الملل .. ما حدث اليوم في المدرسة كان مزعجاً جداً بالنسبة لها : هيه ليلي .. ألم تري جيو في طريقك ؟!!..
أجابت بالنفي و جلست .. وقفت يومي وهي تقول بملل : هذا معناه أنه لم يستيقض بعد ..!
سارت بأتجاه الباب و خلفها لين التي قالت بضجر : سأذهب إلى المطبخ بدل البقاء معكما ..!
كانت تقصد أكيرا و إياكو اللذان إنفجرا من الضحك ..!
لكن .. صرخة يومي المذهولة جعلتهما يتوقفان : ماهذا ؟!!!!!!..
أكيرا .. من فوره نظر ناحية الباب .. هناك حيث راي تقف متمسكة برين اللذي يساعدها على السير ..!
ثيابهما الملطخة بالدماء هي من جعلت يومي تصرخ هكذا !!..
إنها دماء جولي بالطبع ..!
دهش بشده .. ماللذي أصابهما ؟!!..
تقدم بخطوات سريعة ناحية رين اللذي ترك مهمة مساعدة راي على لين : مالأمر .. ماللذي حدث ؟!!..
بهدوء أجاب : لا تقلقوا .. هذه ليست دمائي و لا دماء راي .. لم يصب أحدنا بخدش ..!
زفروا براحة من فورهم .. لكن الأمر لا يزال مشبوهاً : إذاً .. لم هذه الدماء ؟!!..
هكذا سألت لين باستغراب كبير .. ليجيبها وقد طأطأ رأسه و بنبرة خافته : إنها .. لجولي ..!
..........................................................