هاهو يخرج من غرفته و قد أخذ حماماً منعشاً و بدل ملابسه التي كانت ملطخة بالدم ..!
عليه الآن القيام بالمهمة الأصعب .. و التي تبدأ بالبحث ..!
أخذ يبحث عن ذلك الفتى في أنحاء ذلك المنزل الكبير .. و حين خرج إلى الحديقة .. رأه ينزل من إحدى السيارات وهو لا يزال بملابس المدرسه ..!
يبدو أنه لم يعد إلى هنا منذ خرج في الصباح ..!
تقدم نحوه بخطوات ثابته .. و حين إنتبه إليه الطرف الآخر قال بحده : ماللذي تريده ؟!!..
بهدوء قال : تعلم إذاً أني لم آتي كهذا ؟!!..
رفع أحد حاجبيه بأستغراب : و منذ متى تأتي إلي و أنت لا تريد شيئاً ؟!!..
تجاهل سؤاله ليقول بنبرة جاده : لقد قتلها وليم ..!
لوهله .. بدا الكلام غامضاً بالنسبة له : من ؟!!.. مالذي تقصده ؟!!..
هكذا قال يوري بنبرة بان فيها القلق .. خشي أن تكون أخته ليليان ..!
من غيرها يمكن أن يتخلص وليم منها بهذه السرعه ؟!..
لكن .. لاري كان يحمل شيئاً في يده .. قدمه إلى يوري الذي أخذه بهدوء و نظر إليه بتفحص ..!
نعم .. إنه ذلك الشريط الأسود .. لطالما زينت شعررها الرمادي بهذا الشريط .. أخبرته ذات مرة بأنه كان لوالدتها و أنه الذكرى الوحيدة منها !!..
للتو فقط .. بدأ يستوعب الأمر وهو يرى تلك البقع الداكنه على ذلك الشريط ..!
يعرف هذه البقع .. إنها بقع الدم التي إعتاد على لونها و رائحتها !!!..
النتيجة التي توصل إليها .. وليم قتل جولي !!!!..
جولي !!!..
يستحيل !!!!!!!!!..
رفع رأسه لينظر إلى لاري بنظرات مصدومه : هل ماتت .. جولي ؟!!..
أجابه بصوت هادء : هذا ما حدث صباح اليوم .. آسف لهذا !!!..
عاد لينظر إلى ذلك الشريط .. بلا شعور منه أسرع ليعود لتلك السيارة التي كان بها قبل قليل .. ركب في مقعد السائق و أنطلق بأقصى سرعة ليخرج من المنزل !!..
بقي لاري يراقبه .. إنه يعرف جيداً تلك الأحاسيس التي يحس بها يوري الآن !!..
لقد مر بتجربة مشابهه حين فقد سيليسيا : ترى .. هل سيتجاوز تلك الصدمة بسرعه ؟!!.. أم أنها ستطول كما حدث معي ؟!!..
قال تلك الكلمات بهمس قبل أن يعدو أدراجه قاصداً غرفته مجداداً بعد إنهاء تلك المهمة الصعبه ..!
....................................................
بغضب صرخ ليقول : أنت حقاً بلا مشاعر !!.. بلا أحاسيس !!.. كيف تقابل الأمر ببرود بينما أخوك يكاد يجن من تلك المسأله ؟!!..
لم يبعد ناظريه عن شاشة التلفاز بل قال بلا إهتمام : و مذا تريدني أن أفعل ؟!!.. أصرخ و أبكي كالنساء ؟!!..
إزداد غضبه ليقول بقلة صبر : إعطي الموضوع قيمته على الأقل !!.. أبوك مات و أنت تشاهد التلفاز غير مهتم للموضوع ..!
أغلق التلفاز بجهاز التحكم ليقول بضجر : و المطلوب الآن ؟!!!.. أنا لا أجيد تمثيل دور الغاضب !!..
تقدم ناحيته و وقف بالقرب منه ليقول بذات النبره : حين علمت أن تلك التيما مخطوفة كدت تنفجر من الغضب !!.. أما الآن فوالدك مقتول رغم ذلك لا توجد خلية واحدة فيك غاضبه !!.. أي قلب تملك أنت ؟؟!!..
وقف ببرود متجهاً إلى الباب : بدأت تزعجني يا توم !!.. سأخرج للتنزه حتى تهدأ أعصابك التالفه !!..
خرج من الشقة دون إضافة كلمه .. ليصرخ صاحبه بضجر و غضب : أعصابي ستموت و السبب أنت !!..
زفر بتعب وهو يقول بعد أن هدأ : لا أعلم متى سيعود إليك عقلك كارلوس !!..
...................................................
الأوضاع هنا لم تعد تبشر بخير .. الصدمة التي وقعت على رؤوسهم كانت كبيره !!..
خاصة أكيرا الذي لا يكاد يستوعب .. كيف ماتت ؟!!..
لما !؟!.. أيعقل أن وليم علم بأمر تلك الأوراق التي وصلت إليهم ؟؟!!..
نعم .. لاشك في هذا !!..
لهذا قتلها !!.. إنها خائنة في نظره !!..
كان يقول لنفسه : ( يالها من مصيبه .. كيف سأخبر كايد الآن ؟!!.. أنا لم أوصل إعتذاره لجولي !!.. لقد وعدته !!.. كيف بأمكاني أن أصدق هذا ؟!!.. )
رفع عينيه و نظر إلى من معه في الغرفه ..!
رين هناك وقد إستحم و أستعار قميصاً و بنطالاً من كين .. بدا عليه الإرهاق من التفكير !!..
بجانبه راي التي بدت حالتها السيئه أسوء من الجميع هنا .. حتى أنها لا تزال بثيابها فهي لاتزال في حالة صدمه ..!
ميشيل و جيو و لين و يومي أيضاً .. صحيح أنهم كانوا الأكثر تقبلاً للصدمة لأنهم كانوا أقل من عرف جولي لكن رغم ذلك بدا التأثر عليهم ..!
لا صوت في الغرفة سوى بكاء ليليان التي إحتضنتها العمة كاترين وهي تحاول تهدأتها ..!
كين هناك في تلك الزاوية .. يجلس بجانبه ماكس الذي بدت الصدمة واضحة على ملامحه .. بينما كان كايتو ينظر إليه بقلق ..!
ميمي التي كانت تضع رأسها في حضن السيدة يوكامي لم تبعد عينها عن راي وهي لاتزال مرعوبة بعد رؤية تلك الدماء التي تملأ ثياب أخويها الأكبرين ..!
نظر أكيرا إلى جانبه ليرى أخته التي تسند رأسها على الخلف و تغمض عينيها بتعب ..!
لقد إستطاعت تقبل الأمر و تصديقه أسرع من الجميع !!!..
يبدو أن الصدمات التي تلقتها طيلة السنوات السابقه قد عودتها على تقبل الحقيقة مهما كانت مره !!!..
قطع ذلك الجو صوت يومي التي وقفت متجهة إلى راي وهي تقول بهدوء : راي عزيزتي .. تعالي معي حتى تغسلي شعرك و تبدلي ملابسك ..!
أومأت بصعوبة فساعدتها يومي على الوقوف ثم نظرت إلى إياكو : إياكو .. أظن أني سأستعير شيئاً من ملابسك ..!
فتحت عينيها بهدوء و نظرت إلى يومي وهي تقف بصعوبة بسبب كتحلها الملتوي : سآتي لمساعدتك على كل حال ..!
............................................
تنهد بضجر وهو يسير في تلك الشوارع .. أراد أن يخرج من الفندق كي يتسلى قليلاً لكنه أكتشف أن التسلية الأكثر إبعاد للملل هي البقاء في الشقة و مشاهدة التلفاز !!..
يتلفت يميناً و يساراً .. المتاجر الصغيرة منتشره .. الناس من كل الأنواع .. تختلف إهتماماتهم و طبيعتهم لكنهم في نفس المكان !!.
أطفال صغار يلعبون .. شبان يتشارجون لأسباب تافهه .. نساء آتى بعضهن للتنزه و البعض الآخر لشراء بعض الحاجات للمنزل .. صديقات إتفقن على اللقاء هنا و تناول المثجات في أحد المحال القريبه ..!
يالها من حياة هادئة آمنه ..!
على عكس حياته تماماً !!..
كان يتساءل في نفسه : ( يا ترى .. لو كان هؤلاء الناس يعلمون أني أحد قادة المافيا فمذا قد يفعلون ؟!!.. هل سيهربون ؟!!.. أم سيطلبون التواقيع ؟!!.. أم سيبلغون الشرطه ؟!!.. هه .. و من يدري ؟!.. ربما لا يعرف هاؤلاء اللذين ينعمون بالحياة الآمنه شيئاً عن المافيا سواء كانت سوداء أم بيضاء !!!.. )
توقف للحظات في مكانه وهو ينظر إلى الزحام أمامه ..!
تجمع العديد من الناس أمام هذا المتجر اللذي يبدو أنه فتح حديثاً ..!
إنه كبير بالنسبة لبقية المتاجر في تلك المنطقه !!..
رغم أنه يستطيع تجاوز ذلك الحشد الكبير بسهوله .. إلا أنه فضل أن يذهب إلى الطريق الفرعي !!..
لذا غير طريقه ليدخل في ذلك الطريق الفرعي ..!
أخذ يسير في تلك الممرات .. البنايات المرتفعه و السكك الفارغة التي تشبه المتاهه ..!
إبتسم تلقائياً حينها : ( لا أعلم لما ؟!.. لكن هذا المكان يذكرني بالطرق الفرعية في إيطاليا .. لطالما كانت هذه الشوارع مخبأً مناسباً للعصابات الإيطالية الصغيره ..! لكن هنا .. يبدو أنها أكثر أماناً مما توقعت ..! )
سمع هنا صوت صرخة خافته و إرتطام شيء بالأرض !!..
إنه قريب جداً .. لذا أسرع ناحية الصوت بلا شعور منه ..!
هناك .. رأى ذلك الشخص اللذي يستلقي على الأرض .. يبدو أنه سقط على وجهه فأرتطم جسده بأرضية الشارع الخشنه !!..
أسرع ناحيته : هييييه .. هل أنت بخير ؟!!..
لا يعلم لما قالها بالإيطاليه ؟!!.. ربما إشتاق لإيطاليا و الحياة فيها !!..
إقترب من ذلك الشخص المتمدد .. ليتعجب نوعاً ما ..!
لم تتضح ملامح ذلك الشخص لأن شعره الطويل كان يغطي وجهه : ( فتاة !!.. نعم إنها فتاة لكن ..! لا بل هو صبي !!.. صبي طويل الشعر !!.. يا إلهي !!.. لا أكاد أعرف !!.. ) !!..
هكذا كان يفكر !!.. كان ذلك الشخص بشعر أشقر طويل و متجعد .. لكن بثياب فتيان !!..
هناك إحتمالان .. إما أن يكون صبي طويل الشعر حقاً أو ربما يرتدي شعر مستعار ..!
أو أن تكون فتاة متنكرة بثياب صبيه !!..
و لكي يتأكد .. و كنوع من الفضول .. جثى على إحدى ركبتيه قرب ذلك الجسد و بدأ يهزه بلطف : هيه أنت .. سواء كنت فتى أم فتاة أجبني !!.. هل أنت بخير ؟!!..
ليس من عادته الإهتمام لأمر شخص ما .. لكن فضوله الفظيع يدفعه لمعرفة هوية ذلك الشخص !!..
.
.
.
فجأه !!..
.
.
.
تحرك ذلك الشخص المريب !!..
آهات متألم رقيقة أنطلقت ..!
أول مؤشر يدل على فتاة ..!
رفع جسده حتى إستطاع الجلوس .. ذلك الجسد ..!
ثاني مؤشر يدل على فتاة ..!
صوت ناعم تسائل بهمس مسموع : مذا حدث ؟!!..
ثالث مؤشر يدل على فتاة ..!
إذاً .. فتاة ترتدي ثياب الصبيه !!!!..
مالقصه ؟!!..
بقي يراقب بدون إصدار صوت .. ماللذي ستفعله هذه الآن ؟!!..
فجأته بأن إنكمشت حول نفسها مرعوبه .. رغم أنه لايرا وجهها بسبب ذلك الشعر الطويل : هيه أنتي مابك ؟!!..
هكذا تساءل بدهشه .. توقفت حينها و كأن شيئاً ما جمدها عن الحركه .. هل هي صرخته المدهوشة يا ترى ؟!!..
و ببطأ .. إلتفت ناحيته .. تقابلت عيناهما .. لتحل الصدمة على كليهما في آن واحد ..!
صمت طغى على المكان .. لا صوت .. فقط العيون تتحاور في ما بينهما بلغة أكثر تعقيداً من ما قد يتصوره الإنسان ..!
لا يكاد يصدق أنها أمامه .. هاهي بشحمها و لحمها !!..
ذلك ليس وهماً .. ليس سراباً .. ليس حتى طيفاً !!..
إنه القدر يجمعهما صدفة في أحد الطرق الفرعية التي تملأ طوكيو !!..
و ما أكد له ذلك هو حين قالت بعينين تملأهما الدموع : كـ .. كا .. كارل !!.. كارلوس لا أصدق !!..
لقد نطقت بأسمه .. نعم .. إنها هي !!..
ربت على كتفيها وهو يقول بعدم تصديق : تـ .. تيما !!!..
..............................................................
نهاية البارت ..!
لقاء غير متوقع بين كارلوس و تيما .. كيف سينتهي يا ترى ؟!!..
إلى أي مدى ستصل الأحداث بعد موت جولي ؟!!..
مذا عن يوري ؟!!.. أيمكن أن يتمرد ؟!.. أم أن سيبقى مخلصاً لمنظمة وليم ؟!!..
......................................................
تابعوا البارت الثاني و الستين من مدرسة المراهقين لتعفوا الإجابه ..!
البارت القادم قريب جداً .. أقرب مما قد تتخيلون ..!
مع تحيات /
راي & ناناكو
تحياتنا : أكليل و أنين ..(( الورد ))!!..