البـ 62 ـارت الثاني و الستووون
.............................................
صمت طغى على المكان .. لا صوت .. فقط العيون تتحاور في ما بينهما بلغة أكثر تعقيداً من ما قد يتصوره الإنسان ..!
لا يكاد يصدق أنها أمامه .. هاهي بشحمها و لحمها !!..
ذلك ليس وهماً .. ليس سراباً .. ليس حتى طيفاً !!..
إنه القدر يجمعهما صدفة في أحد الطرق الفرعية التي تملأ طوكيو !!..
و ما أكد له ذلك هو حين قالت بعينين تملأهما الدموع : كـ .. كا .. كارل !!.. كارلوس لا أصدق !!..
لقد نطقت بأسمه .. نعم .. إنها هي !!..
ربت على كتفيها وهو يقول بعدم تصديق : تـ .. تيما !!!..
.
.
.
أي لقاء مثير هذا ؟!!!..
لا يزال مصدوماً ..!
و هي كذلك ..!
سالت دموعها .. كادت تسقط أرضاً لولا أنه أمسك بها ..!
يبدو أنها متعبه و قد تفقد وعيها في أي لحظه ..!
أسند رأسها على ذراعه .. حاول إبقاءها جالسه و سألها بقلق : مابك ؟!!.. لما أنت هنا ؟!!!..
إنتبه ليدها التي تشبثت بقميصه .. نظر إلى تلك اليد الصغيرة ليصدم !!..
معصمها .. كانت الدماء تسيل منه .. و حبل متين مربوط حوله ..!
تدلى جزء صغير من ذلك الحبل حتى إتضحت علامات تدل على محاولة قطعه بسكين أو قطعة زجاج ربما !!..
إتسعت عيناه و هو يفكر في أنهم عاملوها بسوء و قيدوها كي لا تهرب لكنها و بصعوبة هربت من ذلك المكان !!..
عاد ينظر إليها بعينين متسعيتن : تيما .. مالذي فعلوه بك ؟!!..
دموعها التي غسلت وجهها .. كل دمعة تحكي ألف حكاية و حكاية عن المعانات التي عاشتها هذه الفتاة بعيداً عن أحبابها !!.. دون أن يعلم أحد طبيعة الحياة التي تعيشها الآن في ظل تلك الأحداث السوداء من حولها !!..
أغمضت عينيها بتعب و بدأت تتكلم بهمس .. قرب رأسه من فمها حتى يسمع : ذلك يؤلمني حقاً .. الحبال .. الأبر .. و حتى طلقات الرصاص تلك .. كلها تخلق ألماً فضيعاً لا مثيل له !!.. أريد العودة لأسرتي .. أمي خالتي و أخي مايكل !!.. كارلوس أرجوك ..!
صمتت للحظات قبل أن تقول بصوت متألم و متحجر : أنقذني !!!..
خفق قلبه بشده عند تلك الكلمه .. إنها ترجوا منه المساعده !!!..
وهو لن يتهاون في ذلك بالتأكيد ..!
سوف ينهي تلك الآلام .. سوف يعيدها إلى أسرتها .. سوف ينقذها بكل تأكيد !!..
هذا هو الشيء الوحيد الذي يريد تنفيذه بكامل إرادته دون إجبار أحد له !!..
رفع رأسه ليقول بثقة في محاولة تشجيعها : تيما .. لا تخافـ ...!
.
.
.
فجأه !!..
.
.
.
شعر بذلك الشيء الذي إخترق كتفه من الخلف ..!
كتم صرخة ألمه و قد فهم ذلك الشعور من فوره .. لكن .. شعر به مرة أخرى ليصرخ متألماً بعد إختراق رصاصتين لجسده دفعة واحده !!..
حاولت هي الجلوس فوراً : كارل مابك ؟!!..
أبعد يديه عنها وقد تغيرت ملامح وجهه : سحقاً !!.. لما حدث هذا لي دائماً !!..
إعتاد جسده على الرصاص !!..
نجى عدة مرات بأعجوبه !!..
حينما كان يهرب من المافيا .. كان الزعيم يسمح لأتباعه بإطلاق النار على كارل كي يشلوا حركته و يمسكوا به على شرط أن لا يصيبوا منطقة حساسه كالصدر و الرأس ..!
دائماً ما يرتدي بناطيل طويلة و قمصاناً طويلة الأكمام حتى يخفي آثار الرصاص لتي شوهة جلده !!..
ذلك ليس مهماً الآن بل المهم هو ذلك الصوت الخبيث من خلفه : ها نحن نلتقي مجدداً يا فتى المافيا !!..
إلتفت برأسه ناحية ذلك الشخص : إبن كروي !!.. أيها الحقير !!!!..
حاول الوقوف لكنه لم يستطع .. يبدو أن تلك الرصاصتين أثرتا عليه ..!
أما هي فقد إرتعش جسدها من الرعب حين رأته ..!
يقف أمامهما الآن بعد أن كان يبحث عن هذه الهاربه !!..
يرتدي قميصاً أبيض فوقه سترة زرقاء مع بنطال أزرق .. إنه الزي الرسمي لطلاب إحدى ثانويات طوكيو المشهوره ..!
عاد إلى المنزل بعد المدرسة ليصله خبر هروبها فقام بتتبعها فوراً بجهاز التتبع الذي ثبتوه على تلك الثياب دون أن تعلم هي ..!
سام !!..
أكبر كابوس في حياتها !!..
صار يرعبها بقدر ما كان يعجبها سابقاً !!..
إنه السبب في عذابها و ألامها كلها !!..
لو أنها عرفت حقيقته منذ البدايه .. لما حدث كل هذا !!!..
إتسعت إبتسامته الخبيثه : لما هربت يا صغيرتي ؟!!.. ألم تعجبك ضيافتنا ؟!!!..
كان يقصدها .. تشبثت بكارل أكثر و الذي قال بثقة وهو يحيطها بذراعه : لا تفكر مجرد التفكير أنها ستعود معك أيها الوغد !!..
بسخرية رد عليه : أوووه .. لا تقل هذا الكلام و تعلق آمال هذه الصغيرة عليك .. أنت لا تكاد تستطيع الوقوف !!.. ذلك الرصاص يحتوي على مادة مخدره .. لن تستطيع الوقوف لفتره !!..
شد على قبضته أكثر وهو يقول بحقد : لا يهمني كلامك !!.. المهم أني عاهدت نفسي على إنقاذها !!.. و أنا من سيربح بها في النهايه !!..
أطلق ضحكة مجلجلة ساخره .. حتى الآن هو لم يعطي للموضوع قدره : أنا الملك يا هذا !!.. أنا من فاز و أنتهى الأمر !!.. أتريدني أن أجعلها تأتي إلي الآن بملأ إرادتها ؟!!..
لم ينطق بحرف بل إزداد غضبه و قد تقارب حاجباه أكثر ..!
إلا أن ذلك السام قد أخرج علبة رصاص غريبة الشكل !!..
رغم أن لكارل خبرة كبيرة في الأسلحة إلا أنه لم يرى هذه العلبة من قبل ..!
حتى تلك الرصاصات الحمراء كانت غريبة !!..
وضع إحداها في مسدسه ..!
إرتبك كارلوس و هو يخشى أن تصيبه تلك الرصاصة حقاً فتسبب له ضرراً ما !!..
قرر تفاديها بأسرع مايمكن فقذف بنفسه إلى الخلف وهو يسمع صوت الطلقه الخافت مع كاتم الصوت !!..
أغمض عينيه بشده .. لم يشعر بالألم .. لقد تفاداها بنجاح !!!..
زفر براحة رغم أنه يخشى أن يعاود ذلك الأحمق الإطلاق ..!
لكن ألا ترون مشكلة في الأمر ؟!!..
سام القناص الماهر .. كيف لم يستطع إصابة كارلوس الذي لم يبتعد سوى بضع خطوات بسبب إصابته ؟!!..
هناك تفسير واحد .. هو لم يرد إصابته أساساً بل أراد إصابة شخص آخر !!..
رفع رأسه من فوره .. ليراها تقف أمامه مطأطأة رأسها و خصلات شعرها الأشقر تغطي عينيها ..!
تقدمت عدة خطوات حتى وقفت أمامه ..!
لوهله .. بدت مختلفة تماماً عن ماكانت عليه قبل لحظات : تـ .. تيما ..!
لم يكد ينطق بأسمها حتى تلقى ركلة قوية من قدمها على وجهه !!!!..
سقط أرضاً وهو لا يكاد يستوعب ما حدث قبل لحظات !!..
هل ركلت وجهه بحذائها حقاً ؟!!!!!..
رفع رأسه الذي إحمر و قد سالت الدماء من فمه ناحيتها ليصدم بعينيها الغاضبتين اللتين تنظران إليها بشراسه وقد صرخت : لا تنادني بهذا الأسم !!.. إسمي ريك يا هذا !!!.. لا يحق لك مناداتي بتيما فسام هو الوحيد الذي أسمح له بذلك !!!!..
إتسعت عيناه غير مصدق : هه .. ما رأيك الآن ؟!.. ألم أقل لك أنها ستقف معي بكامل إرادتها ؟!!!..
إلتفت بغضب ناحية سام ليصرخ بحقد : أيها الحقييييييييييييييير !!.. ماللذي فعلته لها ؟!!!.. سأقتلك تأكد من ذلك ..!
ببتسامة واثقة نظر إليه وهو يتقدم ليمسك بيد تيما : في أحلامك يا .. فتى المافيا !!.. هيا بنا عزيزتي !!..
إبتسمت له بهدوء و سارت بجانبه !!..
ذلك ما دعا كارل إلى الجنون وهو يضرب أرضية الشارع بكفه و يصرخ بأعلى صوته مع العلم أنه لا يستطيع الوقوف بسبب المخدر : لاااااااا !!.. تيما عودي !!.. لا تذهبي إليه أرجووووكي !!.. سترى يا سام سأنتقم لها قريباً !!.. لا تفرح كثيراً فأنا سأخلصها منك !!.. أقسم أني سأقتلك بيدي !!.. أقسم أني سأنهي حياتك بيدي هذه أيها الحقييييييييييير !!!.. سوف أنقذك فأنتظريني .. تيمااااااااااااااااااااا !!..
.............................................................
الساعة التاسعة مساء ذلك اليوم ..!
الضلام يخيم على التلك الغرفه ..!
لا يوجد سو الضوء البسيط الذي ظهر من تحت الباب ..!
جهاز التكيف يعمل على الوضع المتجمد .. رغم ذلك كان العرق يتصبب من جسد ذلك الشخص الذي رمى بجسده على السرير بأهمال تام ..!
كانت تلك الغرفة هي إحدى غرف هذه العمارة السكنيه التي تخص الشباب ..!
إستأجر هذه الغرفة كي يأتي إليها حينما يريد الإبتعاد عن المنزل .!!..
صوت الجرس ثم الطرق الهادء على الباب أقلق نومه ..!
أي نومٍ ذلك بما أنه كان يستيقض كل دقيقة بسبب الكوابيس ..!
وقف بخمول .. و أتجه إلى الباب ليفتح ..!
فتح ذلك الباب الخشبي ..!
كانت تقف أمامه .. ترتدي تنورة سوداء تصل إلى ركبتها مع قميص أسود كذلك .. و حقيبة سوداء صغيره و قد زينت شعرها الطويل بشريطة سوداء أيضاً ..!
ذلك السواد كان يعبر عن حزنها العميق .. من فوره علم أنها أتت لتطمان عليه بعد ذلك الخبر : مذا تريدين الآن ؟!!..
إستقباله الجاف لها لم يؤثر كثيراً فقد إعتدات على هذا ..!
بروده .. جموده .. جفاءه .. و حتى إستحقاره لها صار شيئاً طبيعياً جداً في حياتها : أردت أن أطمأن عليك ..!
رفع أحد حاجبيه مستنكراً : هل أنا طفل حتى تطمأني علي ؟!!.. ثم مالذي حدث كي تطمأني علي ؟!!..
يحاول التظاهر بأن الأمر لا يهمه .. لكن شكله المظهري يعاكس ذلك ..!
كان شعره مبعثراً بإهمال على غير العاده .. يرتدي بنطال أسود جينز و تيشيرت أسود قطني بلا أكمام ..!
تنهدت بهدوء قبل أن تقول : لا يمكننا التحدث هنا .. هل أدخل ؟!!..
بلا إهتمام إستدار و دخل .. علمت أنها الموافقة فدخلت خلفه وهي تغلق الباب و أشعلت الأضواء في الغرفة حينما لم يفعل هو ..!
كانت الغرفة في حال فوضى عارمه .. كل شيء في غير مكانه .. و الملابس و الأحذية مرمية هنا و هناك ..!
ذلك ليس غريباً على غرفة فتى في مثل سنه ..!
نظرت إليه وقد جلس على السرير .. إتجهت ناحيته و نظرت إليه : هل وصلك الخبر ؟!!..
ببرود أجاب : أي خبر ؟!!..
هي أيضاً ببرود يساوي بروده : تعلم ..! لقد ماتت جولي قتلاً !!..
إبتسم نصف إبتسامة و وقف ليسير ويتجاوزها ببرود : و المطلوب ؟!!..
لم تبدي أي ردة فعل لإجابته الغريبه : إذاً .. كيف ستتصرف ؟!!..
إلتفت ناحيتها ليطلق ضحكة صغيرة ساخره : مذا تقصدين ؟!!.. أنتقم لها مثلاً ؟!!!.. ومن يهتم بأمر تلك الفتاة ؟!!..
تعلم أنه غير صادق في هذا .. لذا قالت بذات برودها : لا تحاول خداعي ..! ضحكتك هذه لا تفيد ..! لا تنسى أني أختك التوأم يوري و أستطيع أن أعرف ما تفكر فيه !!..
كتف يديه ليقول بسخريه : أوووه .. كاشف مشاعر إذاً !!.. أنتي حقاً تضحكينني ليلي !!..
تابع الضحك بينما أنتبهت هي لذلك الكتاب الصغير على السرير ..!
إلتقطته دون أن ينتبه لها : واضح أنك غير متأثر !!..
نظر ناحيتها ليتوقف عن الضحك وقد رأها تمسك بألبوم الصور خاصته : هيه أنتي .. دعي هذا مكانه !!..
هذا ما قاله بغضب .. لتنظر هي ناحيته ببتسامة صغيره : ذكرني .. هل قلت أن تلك الفتاة لا تهمك ؟!!.. هذه الصور ترفض ذلك تماماً !!!..
كانت جميع الصور لجولي و يوري في تلك المواعيد التي كانا يخرجان إليها دون علم أحد !!!..
لم تدهش ليليان أبداً فقد كانت تعلم أنهما يكنان المشاعر لبعضيهما !!..
لم تنتبه إلا له و قد أخذ الألبوم منها بشدة و دفعها بعنف لتقع على السرير وهو يصرخ : لا تتدخلي في خصوصياتي !!..
بإستياء صرخت : أنا لم أتدخل ..! لكني تمنيت أن ماحدث سيغير حياتك ولو قيد أنمله !!.. تمنيت أنك قد تعتدل في تصرفاتك !!.. لكنك لا زلت أهوجاً ..!
بنفس نبرته السابقه : مذا تريدين أن أفعل ؟!!.. أقتحم مكتب وليم و أقتله مثلاً !!.. أم أنضم إلى أصدقائك المثالين ضده ؟!!..
ذلك الكلام أغضبها لتقف أمامه وهي تطأطأ رأسها بهدوء ..!
و في لحظة .. إلتف وجهه بشدة إثر الصفعة الوحيدة التي تلقاها في حياته .. ومن صفعه ؟!.. أخته التوأم الصغرى !!!..
صرخت بلا شعور منها وهي تبكي : جبااااااااان !!.. أنت جبااااان !!.. إن كنت تحب جولي حقاً فكيف سمحت بقتلها ؟!!!.. أنت السبب !!.. لو أنك منذ البداية أبعدتها عنك و أخبرتها بأن حياتك السوداء لا تناسبها لما تعلقت بك لدرجة أنها تبعتك إلى هنا !!.. أنت مجرد مخادع حقير !!.. جولي كانت مخطأة بأنها وثقت بك !!.. هذا لأنك الآن لا تفكر بأخذ حقها من قاتلها بل ستضل منصاعاً له كما تنصاع الكلاب لسادتها !!!!!..
لم تشعر به إلا وقد أمسك ذراعها بشدة و سحبها نحوه : كيف تجرأين على قول هذا الكلام ؟!!..
بألم قالت : إنها الحقيقه !!.. أترك يدي فقد آلمتني !!..
كان غاضباً بشكل مضاعف .. لكنه خشيء أن يرتكب جريمة في هذا المكان فسحبها بشدة من ذراعها و رما بها إلى خارج الغرفة لتسقط على الأرض بتعب ثم أقفل الباب و أستند إليه ..!
سمعها تقول كلاماً له .. لم يستطع تميز الحروف بسبب بكائها و بسبب صداع رأسه ..!
نظر إلى تلك المرآة هناك ليرى و جهه المحمر من جانب واحد بسبب صفعتها القوية تلك ..!
لم يتوقع أنها قد تملك ولو ربع الشجاعة الكافية لصفعه بهذا الشكل !!..
سمع صوت خطواتها تبتعد .. و بإنهاك سقط على الأرض وهو لا يزال يستند إلى الباب : و الآن .. مذا سيحدث ؟!..
هذا ما قاله بهمس و ملامحه مرهقة تماماً ..!
أدخل يده في جيبه ليخرج تلك الشريطة التي كانت لها ..!
لصديقته الفرنسيه ..!
ضحكتها السعيده .. إبتسامتها المشرقه .. و حتى دموعها التي تهطل بمراره ..!
كان هو الوحيد الذي يرى ذلك ..!
طبيعتها الحساسة لا تخرج إلا أمامه هو ..!
شعر بضيق في التنفس حينها .. لقد رحلت .. و إلى الأبد !!..
لكن .. طيفها سيبقى أمامه في كل زمان و مكان !!..
......................................................
فتح عينيه بتعب .. جسده مخدرٌ بالكامل ..!
يشعر بألم كبير تحت كتفه الأيسر .. وقد كان يستلقي على جانبه الأيمن فوق ذلك السرير المريح ..!
لم يعلم أين هو بالضبط : أخيراً إستيقضت ..!
نظر إلى مصدر الصوت .. إلى الشخص الذي يجلس على الكرسي أمامه فهمس : تو .. توم .. أين أنا ؟!!..
تنهد بتعب ليقول بهدوء : أنت في المشفى .. لا أعلم مالذي حدث لك بالضبط لكني واثق أنك سببت بعض الفوضى في مكان ما !!.. كما أني واثق أيضاً بأن من فعل هذا ليس المافيا فلو كانو هم لأخذوك معهم بدلاً من تركك مرمياً في الشارع مغشياً عليك !!..
صحيح .. ماللذي حدث ؟!!..
لا يزال ذهنه مشوشاً .. لكنه لم يستغرق أكثر من بضع لحظات في التذكر بما أن الأمر متعلق بتيما !!!..
نظر إلى توم بسرعه ليقول بإنفعال : تيما !!.. أين هي ؟!!..
رفع صاحبه أحد أحبيه مستنكراً : تيما !!.. أكنت ترى بعض الكوابيس كارلوس ؟!!..
علم أن صديقه هذا لا يعرف شيئاً عن الامر : كيف جئت إلى هنا ؟!!..
هكذا سأل فأجاب صديقه ببرود : إمرأة عجوز وجدتك تنزف في أحد الطرق الفرعيه فأتصلت بالأسعاف ..! أحضروك إلى هنا و أجروا عملية لإنتزاع الرصاصتين .. كما أتصلوا بي من هاتفك الخلوي ..!
في تلك اللحظه دخل ذلك الرجل الذي إتضح من ملابسه أن الطبيب المشرف على حالة كارلوس ..!
حينما رأه قال ببرود : جيد أنك إستيقضت بسرعه .. عموماً إسمع .. سوف يأتي الضابط للتحقيق معك الآن فأمر الصاصتين يثير الكثير من الشكوك ..!
خرج دون أن ينطق بحرف واحد : رغم أني لا أعرف مالقصه .. إلا أني متأكد بأنك لن تقول كلمة واحدةً للشرطه ..!
زفر بحنق : للأسف مضطرٌ للسكوت !!..
طرق الباب طرقتين .. ثم دخل شرطي و بعده ذلك الضابط المسؤول عن التحقيق ..!
ذلك الضابط اللذي بدا عليه الإستنكار وهو يقول : توم و كارلوس !!!..
إبتسم توم تلقائياً : يبدو أنك مجبر على الكلام يا صاح ..!
أجابه بملل : ذلك واضح ..!
الضابط الذي لم يكن سوى صاحبنا جيمس لحسن الحظ طلب من ذلك الشرطي الخروج ..!
تقدم ناحية الشابين وجلس على المقعد الآخر بجانب توم ثم قال بجد : عليكما قول كل شيء بالتفصيل .. و تأكدا بأن الأمر لن يصل إلى الشرطه ..!
صمت كارل للحظات قبل أن يقول : أكيد ؟!!..
أومأ إيجاباً .. و كي يجعله يطمأن أكثر فتح السجل الذي معك ليسجل بأن المصاب تلقى طلقاً عشوائياً دون أن يرى شكل المجرم !!..
............................................................