يطلع الان عليكم رجل من اهل الجنة الحمد لله تعظيما لشانه والصلاة والسلام على سيدنا محمد و اله واصحابه واعوانه وانصاره وبعد السلام عليكم ورحمة الله اخوة الايمان الخير كله في سلامة الصدر وصفاء السريرة فقد جاء عن خير البريه قوله في هذا السياق كل المسلم على المسلم حرام ماله و عرضه و دمه حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم
وقال ليس المؤمن بالطعان و لا اللعان و لا الفاحش و لا البذي وقال عليه الصلاة والسلام المؤمن يألف و يؤلف و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف و خير الناس أنفعهم للناس وقال المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده و المؤمن من أمنه الناس على دمائهم و أموالهم صدق رسول الله فالنتابع اخواني اخواتي وفقني الله واياكم لمرضاته لننظر ما جزاء من تحلى بهذه الصفات العلية الرفيعة
عن الزهري ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : « يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة » ، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من ماء وضوئه ، قد علق نعليه بيده الشمال ، فلما كان الغد ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك ، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى ، فلما كان اليوم الثالث ، قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضا ، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأول ، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو فقال : إني لاحيت أبي ، فأقسمت أني لا أدخل عليه ثلاثا ، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت .
قال : « نعم » . قال أنس : فكان عبد الله يحدث أن بات معه تلك الثلاث الليالي فلم يره يقوم من الليل شيئا ، غير أنه إذا تعار تقلب على فراشه ذكر الله عز وجل ، وكبر حتى صلاة الفجر ، قال عبد الله : غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا ، فلما مضت الثلاث الليالي وكدت أن أحتقر عمله ،
قلت : يا عبد الله ، لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات : « يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة » فطلعت أنت الثلاث المرات ، فأردت أن آوي إليك فأنظر ما عملت فأقتدي بك ، فلم أر عملت كبير عمل ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قال : ما هو إلا ما رأيت . فلما وليت دعاني ، فقال : ما هو إلا ما رأيت ، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ، ولا أحسده على شيء أعطاه الله إياه . فقال له عبد الله بن عمرو هذا الذي بلغت بك ، وهي التي لا نطيق |