الموضوع: دموع البنفسج
عرض مشاركة واحدة
  #51  
قديم 04-28-2011, 11:46 PM
 



اعتذر عن التاخير
امتحاناتى قربت
ادعولى



البارت السابع

خرجت ديمة من المشفى بعد عدة ايام .. بالايام التى قضتها هناك كان خالد يزورها كل يوم يجلسان طويلا ويتحادثان .. لم يتصارحا بحبهما .. لا يدرى اى منهما ما السبب ؟ .. رغم ان كلاهما واثق تماما من مشاعره ومشاعر الاخر تجاهه .. ربما لان حبهما اكبر من الكلمات .. او ربما يخشيان عليه من الكلمات .. لم تخبر ديمة خالد بامر وجيه .. فهى ليست واثقة بعد مما سمعت .. ولا تريد ان تورط اى منهما بمشاكل هم جميعا فى غنى عنها .. او ربما خشيت على خالد بشان رؤياها ان يؤذيه وجيه اذا ما علم بامره .. المهم انها اثرت السكون .. فهى تخشى من كل شىء الان .. او تخشى على كل شىء.

زارها وجيه مرة اخرى بالمشفى قبل خروجها .. كان ودودا للغاية كما هو دائما .. اخبرها ان تاتى للعمل بمجرد خروجها .. اكدت له ذلك .. سالته عن نتيجة التحاليل التى اجراها قبل الحادث .. لم يجب مباشرة .. تبادلا نظرات ذات مغزى .. نظرات حائرة ووسط الجميع لم يتمكن اى منهما من سؤال الاخر .. اجابها بعد صمت لعدة ثوانى انها جيدة ولا توجد بها اية مشاكل .. وظلت اعينهما معلقة وبينهما يدور حوار صامت .. تساؤلات متبادلة دون اجوبة .

مكثت يومان اخران ببيتها قبل عودتها للعمل .. لاقت خالد فى اليوم الثانى .. كانا على موعد .. ذهبا سويا لتناول العشاء بفندق هادىء على النيل .. وتحت اشعة القمر.. واحضان الرياح.. وامام امواج البحر الذى شهد على غرامهما .. وعلى اصوات الموسيقى الهادئة التى تعزف لحن البقاء على عهد الهوى.. وتعزف معها مشاعرهما لحن الغرام.. وتسطر قلوبهما اجمل ملحمة عشق.. وتسمع دقات قلبيهما العالمين.. منادية فى كل سامع بان قلبان جمعهما الحب الصادق.. انقى من الصفاء واطهر من الطهر تباركه السماء والارض .

نظر الى عينيها ورغب فى مصارحتها عدة مرات .. وفى كل مرة كانت تخونه كلماته .. فيصمت مرة اخرى .. وهى تشعر بما يريد ان يقول .. لانها تريد ان تفعل هى الاخرى ..صمتا طويلا ..جمع شجاعته ونظر الى عينيها ولم تهرب هى بدورها من نظراته كما كانت تفعل دائما ..


- ديمة .. هل تعلمين ما يعنيه اسمك؟


نظرت اليه ولم تجب فاكمل

- يعنى سقوط المطر فى سكون فى غير برق ولا رعد

- اعلم ذلك.


- هل تحبين المطر؟

نظرت اليه ثم ابعدت عينيها عنه ونظرت الى المدى البعيد ناحية النيل

- نعم .. عندما تمطر اشعر بسعادة غريبة .. اجرى كالاطفال لاقف تحته .. وكانما اغسل به همومى .. وكاننى قطرة منه تنتمى اليه .. اتطلع الى السماء واريد ان اقفز الى داخلها وابقى بها للابد .. يروينى بالامل .. وتنمو احلامى بعدها وتنتعش .. اعود بنشاط لحياتى وكانى وليد جديد مقبل على الحياة .

التفتت اليه وابتسمت وقالت
- غريب .. اليس كذلك ؟

- لا .. مطلقا.. كلما امطرت ازددت حنينا لشىء لم القاه بعد .. شىء غريب يربطنى بالمطر

ربما بداية مزهرة.. او نهاية قاتلة.. وربما كلتاهما .
هل تعلمين كيف اراكى ؟

- كيف ؟


- كزهرة جميلة وحيدة بصحراء قاحلة .. تمطر السماء لاجلها .. لاجلها فقط .. يستمد منها التائهين القوة والامل للصمود اكثر .. تمنحهم الحياة .. وان كانت هى احوج لذلك منهم .. واضعف من ان تمنحهم القوة .. يمرون عليها ولا يفكر احدهم ما الذى يبقيها نضرة شامخة هكذا .

- وكيف ترى نفسك ؟

- ارانى من بحث عنها طويلا .. الى ان وجدها .. فاما ان يمنحها ما هى بحاجة اليه .. او يبقى بجوارها الى ان تسلب حياته منه .. فيقدمها فداها راضيا .. ويكفيه منها ان يموت الى جانبها .


- اوليست لديها قوة ما تزود بها عن نفسها؟ هل تراها عاجزة تماما وفى حاجة لاى من يحميها؟


- بلى .. بلونها وجمالها وشذاها وعبيرها تجذب اليها الجميع .. واذا ارادت قتلهم يكفيها ان تحزن فيموتون حزنا على حزنها.. اتعلمين ؟ اود قطفها لنفسى وانقلها بعيدا عن عيون الجميع .. افعل ما بوسعى لاجلها هل تظنينها تقبل .. الن تقتلنى ؟


- لا اظنها تفعل ..


- ساطلب اليها ذلك عند اول سقوط للمطر .. اتمنى ان تمطر قريبا.

افترقا وبقلبيهما حب كبير .. تواعدا على اللقاء عند اول سقوط للمطر .. سيتصارحان حينها ويبقيان سويا للابد .

فى اليوم التالى ذهبت للعمل .. استقبلها الجميع بالابتسامة والترحاب .. جاءها وجيه بنفسه لتحيتها .. وحملوا اليها الزهور .. وكان احتفالا اكثر منه استقبالا .


فى الايام التالية تكررت رؤياها مرتان وفى كل مرة كانت تزداد خوفا وهلعا .. وفى المرة الاخيرة كانت برؤياها مطر .. ارتعدت ودعت .. دعت بكل تضرع ان يسلم الله حبيبها.


بعد عدة ايام من عودتها للعمل .. وبعد عودتها لمنزلها وجدت بانتظارها سيدة شابة متشحة بالسواد .. استغربت ديمة وجودها امام باب شقتها .

- هل يمكننى مساعدتك؟

- بالتاكيد . هل انت انسة ديمة احمد ؟


- اجل انا .


- هل يمكننى الدخول؟ لا تخافى لن احاول قتلك كما فعل الاخرون.


نظرت اليها ديمة باستغراب .. فكيف عرفت بشان ما جرى لها .. ومن تمون تلك المراة؟


- تفضلى بالدخول .

دخلتا الى الصالون .. اجلستها ديمة وجلست قبالتها ..

- لم تعرفينى بنفسك.


- لديك الحق بذلك . انا سهام نشات زوجة المرحوم امجد سالم .


نظرت اليها ديمة وعلامات الاستغراب بادية على وجهها .. امجد سالم هذا هو ذلك الرجل الذى اراد اخبارها بامر ما لم يستطع ان يكمله لها لانه قتل .. وهناك من حاول قتلها هى ايضا.. ولكن لم اتت زوجته اليها .. ما الذى تريد اخبارها به ؟


- تقصدين ................


- اجل . انا زوجة القتيل وجئت انفذ وصيته .. واخبارك بما ارادك ان تعلمى .. اخبارك بما دفع حياته ثمنا له .. فهل انت على قدر الامانة التى ساحملك اياها .. هل ستاخذين بثار زوجى الذى لم انعم معه سوى عدة اشهر؟ هل ستفعلين ذلك لاجلى ولاجل طفلى الذى يتم قبل مولده ؟هل ستفعلين؟


ترى ما الذى ستخبر المراة به ديمة؟

ترى ما قصة هذه الارملة الشابة والمكلومة؟


هل ستاخذ ديمة للمراة ثارها ؟ ولكن ممن؟


انتظر ردودكم وتوقعاتكم




__________________



يوما ما ستشرق شمس الامل

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 07-07-2015 الساعة 06:00 AM