| الشعب قطيع غبي !!
تلك مقولة للأديب ( جي دي موباسان ) " الشعب قطيع غبي , تارة صبور جداً , وتارة ثائر بقوة " .
أنا أوافق على مقولته هذه باستثناء أن" الشعب غبي " ,لأني أعتقد أن الشعوب العربية من أذكى الشعوب في الماضي والحاضر والمستقبل بإذن الله تعالى , ولنا أن نتذكر بكل فخر قادة وزعماء وعلماء وشيوخ أجلاء حفروا أسماءهم بحروف من نور .
لكن -أعتقد - أنه في أحيان كثيرة يتغابى -أي يتصنع الغباء - أو لنقل اللامبالاة قهراً أو رضاءاً - فإن كان قد استكان تحت نير حكم الظالمون كثيراً لكنه بالنهاية يتحمل ألم مخاض عسير وينتفض بقوة ليظهر معدنه الحقيقي ليسجل أروع صفحات التاريخ .
والمتتبع لثورات وانتفاضات بعض الدول العربية الأخيرة تصيبه الدهشة الشديدة من قوة تحملنا وصبرنا العجيب على الفساد والمفسدين لسنوات طويلة بل والأدهى أننا في أحيان كثيرة جداً نمجدهم وننثر كلمات التبجيل والتمجيد فوق رؤوسهم حتى يصدقوا - هم أنفسهم - ما أسبغناه عليهم من أوصاف لا مثيل لها سوى في عالمنا العربي !
ولهذا نجد أن هؤلاء الحكام يلتحفون بوسائل إعلام ما أنزل الله بها من سلطان , تنفخ فيهم حتى تصل بهم لمصاف الآلهة والعياذ بالله , فهم المفكرون ,المنقذون ,المحاربون ,المنتصرون والملهمون وكأننا عبيد إحسانهم كما قال الخديوي توفيق لأحمد عرابي أو كما قالت شويكار لأفندينا في مسرحية" سيدتي الجميلة " أنت نعمة واحسان.. بحكمتك تختال علينا.. و أنت مرآة حضارتنا.
وتمعن في مقولة جوبلز وزير الإعلام في عهد هتلر حين قال "اكذب ثك اكذب حتى يصدقك الناس "
ولكن الشعب العربي - كما ذكرت سابقاً - ليس غبياً بل غاية في الذكاء , فهو يعلم تمام العلم بأن الضربة الجوية كانت عامل من عوامل نصر أكتوبر وليس السبب الوحيد للنصر ! ويعلم أن الكتاب الأخضر ليس سوى خزعبلات , ويعرف أن أي حاكم أو ملك عربي ليس بمعصوم من الخطأ أو أنه ليس وحيد عصر وفريد زمانه .
وأكبر دليل على ذكاء الشعب العربي هو وابل النكات اللاذعة التي أمطر بها حكامه والرمزية في الكتابة وهي أحد الأسلحة المضادة للآلة الإعلامية للحكام والتي رسخت مفهوم وميراثاً ثقيلاً مازلنا نعاني منه حتى الآن وهو أننا شعوب تجمعها طبلة أو مزمار وتفرقها عصا , أو كما قال أحمد نظيف رئيس الوزراء المصري السابق أننا غير مهيئين بعد للديمقراطية الكاملة في أحد زياراته للولايات المتحدة الأمريكية !!
فما رأيك -أخي وأختي - في مقولة موباسان " " الشعب قطيع غبي , تارة صبور جداً , وتارة ثائر بقوة "
فهل نحن أغبياء فعلاً في الصبر وأغبياء في الثورة !!؟
|