عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 05-01-2011, 09:41 PM
 
ات
اضاعت ريم الكثير من وقتها فى العمل منتظرة ان يعلن اليوم نهايته ونسيت ما كان عندما خرج عليها احمد وقال لها بكل ثقة وغرور :ستأتين أليس كذلك.
ردت عليه بعدما استيقظت فيها عوامل الرفض والعناد والكبرياء التى طالما اشتهرت بهم فى مجال عملها فلم يستطيع اين كان ان يتعدى الخطوط الحمراء التى وضعتها لنفسها وقالت:
لا.....لن يحدث فأنا أقولها مرة اخرى وأظنك سمعت ردى ولست ادرى من أين لك بتلك الثقة.
فرد ضاحكا وصوته معبق بالسخرية : سنرى.


ثم ودعها بنظرة كانت صامتة وغير مهتمة بها ولكنها اشعلت بداخلها نيران تحرق قلبها فخافت ان يحس بذلك فانطلقت الى مكتب مديرها لتضع نهاية لما يحدث اما هو فانطلق ضاحكا.
دخلت مرة اخرى على سعيد بك المكتب وقد أوشك اليوم ان ينتهى وقالت:أتأمرنى سيادتك بشئ قبل ان أغادر.
فأجابها نعم أريدك أن تذهبى لشراء هدية لطفلة فى الثامنة من عمرها وتقابلينى هنا قبل السابعة.

انصاعت ريم لأمره وخرجت وهى لا تعرف ما هو المناسب ل
تلك الطفلة ,يا لها من مهمة صعبة الاداء ما الذى تحضره
ويكون مميز بشكل رائع ذهبت لتبحث وهى عاجزة عن تحديد شئ بعينه الآ ان تعثرت فيما وجدته مناسبا وكانت الهدية عبارة عن مجموعة من القصص الطفولية وأيضا لعبة لفتاة صغيرة رائعة الجمال وغلفها البائع بشكل جذاب.



رجعت ريم الى المكتب وقد شارفت الساعة على السابعة.
وجدت سعيد بيك موجود بالمكتب فأرادت ان تعطيه الهدية لتذهب الى بيتها فهى فى غاية الشوق الى سريرها لتضع عنها متاعب يومها والذى كان من أسوأ الايام بنظرها.
سألته ان كان يريد شيئا آخر فرد قائلا وهو مشغول ببعض الملفات ستأتين معى.
لم تعرف بما تجيب فهى خائفة من هذا الحفل بالتأكيد سيحضره أحمد فهو كان يقصده أى انه مدعو فيه وهذا الشئ لن تحتمله ,ولكن من ناحية اخرى فأن سعيد بك انسان اعتبرته صديقا عزيزا عليها وأيضا زوج لاعز صديقاتها والتى كانت سببا فى عملها عنده بعدما يأست من من قلة الوظائف مع انها كانت تحمل أكبر الشهادات فى مجال
السياسة والاقتصاد ولحاجتها الماسة للنقود وافقت على العمل
كسكرتيرة ومديرة مكتب له .
ماذا تفعل فهى تريد ان تستريح بعد عناء هذا اليوم المشحون فردت عليه بالرفض المهذب متعللة بالتعب وعدم القدرة
أجابها : انه واجب وعمل لان صاحبه له كثير من العمل عندنا ويعتبر صديق عزيز عندى وتلك الفتاة الرقيقة أحبها وأريد اسعادها وانا بأمس الحاجة لوجودك معى.
استطرد قائلا : اذهبى الان وسأمر عليك لاخذك للحفلة فى الثامنة والنصف تماما .
لم تقوى على الرفض بعد كل ذلك فما كان منها الا انها أومأت بالايجاب. الحفل

خلال طريق ريم لمنزلها راح عقلها يفكر بكل ما مر بها تذكرت أحمد الذى لم تنسى نظراته وطلبه بل تجاهلت التفكيرفيه تسألت من هذاالرجل الذى شدها بمنتهى السهولة ضحكت فى نفسها وهى تتذكر انها لم تتأثر بشخصية أين كان من رجال الاعمال الذين مروا عليها خلال عملها فلم يكن احدا منهم مثل هذا الكائن الاسطورى الاشد قربا لمن تحلم به ليست هى فقط ولكنه قادر على ان يحتل احلام اى فتاة اخرى فقد كان ذو طول فاره وكتيفان عريضان وجسد رياضى مشدود مع وجه بملامح بارزة ومنحوتة كأنها قدت من صخر وعيون لن تجد بجرأتها ولا...........
وجدت نفسها تفكر فيه أكثر من ما يجب حاولت ان تقنع قلبهبأنه مجرد رجل عادى ولكن هيهات ان يقنع عقلها قلبها الذى ينبض بشدة.
ضحكت من نفسها ومن همسات قلبها ووخزاته ان الاوان ان تترك التفكير هذا جانبا وتتفرغ للقادم وهو الاسوأ.
وصلت ريم لشقتها واكلت القليل من الطعام لشدة تفكيرها قامت لتأخذ
دشا دافئا تزيل به ما حدث فى يومها كله وأحست براحة شديدة
بعد الانتهاء من الاستحمام خرجت وهى تلف جسدها بروب حمام زهرى اللون ذهبت لحجرتها لتكمل ارتداء ثيابها والاستعداد للحفل.
ارتدت ملابسها وكانت عبارة عن فستان اسود طويل من المخمل يعانق جسدها فيبرز رشاقته وجماله ذواكمام طويلة يتميز بالبساطة والرقة.
كانت تتمنى ان يوفر لها الفستان باحتشامه الكبير الامان ويوفر لها لونه الاسود الاختباء فى سواد الليل فلا يحس بها احمد أو حتى يتذكرها.
تركت شعرها ينساب بنعومة على ظهرها اسودا كظلام الليل وطويل يكاد ان يصل لنهاية ظهرها.
وضعت القليل من مساحيق التجميل واحمر شفاه بلون فاتح وتأملت صورتها فى المرآة لم تكن جميلة جمال يبهر الابصار بل كانت بملامح رقيقة لها وجنتين بارزتين وشفتين مرسومتين بشكل مثير ويلوح وجهها سمرة خفيفة فالطالما قال لها والدها انها
تمتلك جمال اغريقى طفرت عيناها بالدمع وتمالكت نفسها وخرجت.
تركت ريم حجرتها ودخلت لصالة الشقة تنتظر سعيد بيك فقد اوشك الوقت الممنوح لها ان ينتهى.
قابلت سلمى اختها التى تصغرها سنا فى الصالة استغربت سلمى من ارتداء ريم ملابسها مرة اخرى بل بالاضافة انها كانت ذاهبة لسهرة ماوتسألت وهى تضحك وتتغامز عليها بشقاوة محببة:
أين انت ذاهبة ومن سعيد الحظ ؟غمزت بطرف عينها.
ضحكت ريم وقالت لحفل عيد ميلاد ابنة احد عملاء المكتب وليس هناك سعيد الحظ وانما سعيد بيك,قاطعها رنين الباب وكان سعيد بيك بانتظارها تبادل السلام هو وسلمى ثم توجه بنظره لريم وقال جاهزة.
ردت :نعم واكملت لاختها لن اتأخر.
عندما كانت ريم وسعيد بيك بالسيارة ضحك سعيد وقال لها بلهجة كلها ود وصداقة: انك سريعة جدا كيف اصبحت جاهزة فى تلك الفترة القصيرة .
ردت عليه ضاحكة: نحن فى عصر السرعة.

عندما وصلت السيارة للحفل ووقفت اما المنزل اخذت ريم تتأمله بامعان لم يكن منزلا وانما كان قصرا فخما بمعنى الكلمة فقد كان عبارة عن طابقين عاليين على مساحة كبيرة جدا من الارض تحيط به حديقة واسعة رائعة الجمال من الازهار والنباتات التى تنتشر منها شذى عطورها الرائعة المتداخلة ذات الالوان الرائعة وكأن صاحب القصر لم يشغله فى حياته سوى هذه الحديقة فقد كانت تبرز مدى اهتمامه بها ومدى جمالها وكان هناك حمام سباحة كبير نوعا ما تشغله رسومات الفسيفساء على اشكال أسماك بحرية تترآى للناظر ويخيل له انها تتحرك وكان حمام السباحة بلون سماوى صافى كلون السماء.
بالتأكيد وراء كل هذا الجمال شخص ذو ذوق وحس مرهف تمنت ان تتعرف على هذا الشخص فهى لهذا الوقت لم تعرف من صاحب الحفل وقد نسيت ان تسأل سعيد بيك فى غمرة احداث اليوم والآن كيف تسأله بعدما انشغل سعيد بمن حوله هنا وهناك ودخلوا القصرلم تستطيع ان تتكلم او تتسال بعد أن دخلوا الى الردهة الداخلية للقصر فقد كان القصرمن الداخل لا يقل جملا عن خارجه .

انبهرت ولكن لم تستغرب فمن يحيل الحديقة الى جنة فلن يعجزه القصر وفى سيل افكارها وبعد ان تركها سعيد بك ليتحدث مع آخرين وجدت امامها أحمد.
ما أصعب وجوده فى تلك اللحظة وهى تمشى كالبلهاء بدون اى ثقة ومما زاد من اضطراب قلبها ووخزاته التى تدغدغ جسدها انه فى غاية الروعة بطوله الذى يتفوق عليهامع انها لم تكن قصيرةوكانت تفوح منه رائحة عطر غامض ومثير تجعلها تتوه فى عالمه فقط .
لم تقوى على البدء بالكلام ولا مواجهة تلك النظرات المتفحصة المجردة لها من أى خطوط دفاعية ولم يكن هناك حل ان تهرب .
ازدردت ريقها بصعوبة واستدارت لتبتعد عنه ولتجد لها منقذا ولم ترى احدا كأن الرؤية استحالت ضبابا ولم ترى سواه حاولت ولكن عينى أحمد امرتها بعدم الابتعاد.
قطع أحمد حبل الصمت الخانق بقوله رافعا أحد حاجبيه ومبتسما : جئتى.
تمالكت نفسها وأفكارها وردت غاضبة منه ومن نفسها :ولكن ليس معك.
رد ضاحكا : ليس مهما مع من اتيتى ولكنك الان معى وهذا يكفى عندى الآن.
ردت حذرة منه ومحذرة له: انا جئت مع سعيد بيك ولن انتظر طويلا فقط حتى اطفاء الشموع وسأرحل ولن اكون معك.
أحس أحمد بارتباكها التى تحاول ان تخفيه فى حنايا الغضب فهو يعرف صنف النساء باختلافهم حق معرفة فرد ضاحكا : ان كنتى ستذهبين بعد ان يطفئوا الشمع فسأجعلهم يطفئونها العام القادم.
اجابته بضحكة تهكمية ساخرة : اذن سأذهب فى الساعة العاشرة حتى ولو لم يطفئوا الشمع.
فرد عليها مقتربا اكثرومد يده تحتضنان يدها برقة :اذا سأنتهز كل دقيقة وأحاول ان أقنعك بالبقاء لأطول من ذلك واتبع ذلك بصوت عميق يتوهج بالاغراء هل تسمحين لنا ان لا نضيع ثانية من الآن؟
ردت عليه بصوت مبحوح من انتفاض وريد رقبتها واحساسها بنبضاته فى حلقها وذلك من أثرلمسة يده على يدها ودفء هذه اليد القوية: ماذا تريد لا أفهم ما تقصده ؟
رد برقة وصوته يسحب روحها : لنرقص.
__________________