دخل إلى مكتبه بخطوات سريعة ومن خلفه سكرتيرته ، توجه نحو مقعده الجلدي الدوار خالعا معطفه الأسود ثم فتح بعض من ازارير قميصه الأزرق و ألقى بجسده المنهك على مقعده الذي يقبع خلف مكتب خشبي وضعت عليه كل الأدوات التي تخدمه في عمله بشكل مرتب ومنظم
استنشق بأنفه المستقيم الدقيق بعض الهواء ليستطيع استعادة أنفاسه المتقطعة من شدة التوتر مما لاقاه من جده قبل دقائق فيما
سكرتيرته تتحدث بشكل متلاحق عن الاجتماعات التي ستقام في هذا اليوم، صوب نظره إلى السكرتيرة بعينيه الحادتين بينما خلل أنامله بين خصلات شعره الأشقر الناعم وقال بلهجة رسمية: اعدي لي ورقة تحمل كل المواعيد والاجتماعات التي ستقام على طوال هذا الأسبوع بدل أن تسردي كل هذا على مسامعي
شدت السكرتيرة على قبضتها و زفرت بانزعاج ثم خرجت من المكتب بخطوات اخذ صداها يرن في أذانه بسبب الكعب العالي الذي ترتديه، رفع حاجبه
باستنكار و لكن تجاهل تصرفها لأنه لولا علمه بحاجتها الماسة لهذا العمل لكان طردها منذ زمن
أخذ نفس عميق ليشعر بعدها بارتياح وانه قد استعاد هدوءه فتناول هاتفه النقال الذي كان على المكتب ليتصل بشقيقه
لحظات من الانتظار حتى أجاب شقيقه على الهاتف ويصدر من عنده أصوات هتاف لبعض الشبان وصوت محركات لطائرات صغيرة ثم سمع صوت أخيه يقول: من معي..؟؟
تنحنح لينظف حلقه ثم رد عليه بلهجة باردة: هذا أنا إدوارد
قهقه مايك بخفوت ثم قال: يا رجل ألا تكف عن تغيير أرقام هواتفك باستمرار ثم لا تتحدث معي هكذا بشكل رسمي لا تنسى أني شقيقك ولست احد موظفيك
انتصب إدوارد وسار بخطوات هادئة وسريعة نحو النافذة التي تطل على الشارع الذي أمام الشركة فيما يقول: حسنا هذا ليس موضوعنا ،جدي يريدك الآن في مكتبه
ما إن سمع مايك جملة إدوارد الأخيرة حتى زفر بانزعاج مما اصدر شوشرة في الهاتف ثم قال: حسنا سآتي بعد قليل ..لكن أي شركة بالضبط
_ الشركة الأم. حاول أن تأتي بسرعة لأني لست مستعداَ لتلقي خطابات من جدي
شد مايك على قبضته واخذ نفس عميق وقال: حسنا ساعتين وسأكون موجود إلى اللقاء
أنزل إدوارد الهاتف عن مستوى أذنه و ألقى به على مكتبه ثم جلس على مقعده الجلدي الاسود مميلا ظهره على المكتب
نقر بسبابته على زر في الهاتف المكتبي الخاص به وقال : آنسة ساندي أتصلي بمدير أعمال جدي وأخبريه أن مايك سيكون موجودا في الشركة الأم خلال ساعتين...
أجاب صوت أنثوي ناعم من الجهة المقابلة: حاضر سيد إدوارد سأتصل به ألان أي خدمة أخرى.؟؟
رفع إدوارد ذقنه وقال بصوت حازم: انهي الأوراق التي طلبتها قبل قليل .. و استدعي سايمون محاسب الشركة أريده ألان
_حاضر
اخذ نفس عميق ثم أرخى بجسده على الكرسي في انتظار ما طلبه فيما يشرب دفعات متلاحقة من كأس الماء البارد الذي كان على مكتبه
تطرق الباب بشكل تسلسلي حتى سمعت صوت الشخص الذي بالداخل يأذن له بالدخول
حملت ملفها الذي كان ملقى على أحد المقاعد التي بمحاذاة الباب ثم دخلت ،امتثلت أمام مكتبه الخشبي فيما تعبث بخصلات شعرها الأقرب إلى لون النيل
انزل الأوراق التي كانت بيده ووضعها في الدرج الأول من المكتب ثم أسند ساعديه على المكتب وقال : أية خدمة
وضعت ملفها الأحمر على سطح المكتب وقالت: أريد أن انتسب لهذه المدرسة
تناول الملف بيده وبدأ بتقليب أوراقه بشكل سريع ثم أعاده مكانه وقال : إذا آنسة ديانا عليك أن تلتزمي بقوانين المدرسة و إلا ستطردين بدون نقاش
_ حاضر
ثم استرسل في حديثه عن الممنوع والمسموح به في هذه المدرسة ،
أغمضت عيناها من شدة الملل وقالت محدثة نفسها: ما هذا كل شيء ممنوع أنا لا اعلم ما الذي بقي مسموح به لنا ، ثم أخذت نفس عميق وفتحت عيناها فيما تشد على قبضتها وتقول : كل شيء في سبيل إسقاط هذه الهيتوري سأريها من تكون ديانا ومن تكون هٍيا هه
قاطع بهوة أفكارها صوته عندما قال : هل هذا واضح
فأومأت برأسها بمعنى الموافقة
أستأنف حديثه بقوله: أذهبي إلى المراقبة الخاصة بسكن الفتيات وخذي منها مفتاح غرفتك التي ستقطنين فيها
ظهرت ابتسامة زائفة على شفتيها فأخذت ورقة من المدير كإثبات على انتسابها لهذه المدرسة لتعطيها إلى مديرة سكن الفتيات ثم استأذنت من المدير بالخروج
أغلقت الباب خلفها واستدارت لتكمل سيرها لتفاجئ بهيتوري تجلس على احد المقاعد التي بمحاذاة غرفة الباب تقرأ في كتاب كما يبدو انه لرواية عن مصاصي الدماء
شعرت ديانا بالغضب يتغلغل في عروقها فتسارعت أنفاسها نتيجة لذلك
شعرت هيتوري بنظرات ديانا فرفعت نظرها نحوها وارتسمت ابتسامة سخرية على محياها
صرخت ديانا بها فيما هي تؤشر بسبابتها نحوها: سترين سأجعلك تركضين في الشوارع مثل المجنونة سترين صدقيني إني لا اكذب
ثم ابتعدت عن هيتوري بخطوات سريعة فيما هي تردد بأنواع من السب والشتائم لها
نظرت لها هيتوري وهي ترفع حاجبها باستنكار من الذي بدر من ديانا قبل قليل فرفعت كتفيها وقالت : مجنونة
انتصبت واقفة ووضعت الكتاب على المقعد ودخلت إلى غرفة المدير بعد أن طرقت على الباب
طرز القمر السماء بخيوطه السوداء المرصعة بالنجوم.. عم السكون والهدوء أرجاء المدينة لا يتخلل هذا السكون إلا أصوات الرياح الباردة التي تداعب أغصان الأشجار لتصدر سنفونيتها العذبة التي يأنس بها المرء
أسندت ساعديها على النافذة وظلت تحدق في القمر الذي تكبد السماء وأرسل أشعته الفضية ليضفي سحر ورونق خاص على المكان
حدثتها صديقتها التي كانت تجلس أمام المرآة وتسرح شعرها ألبندقي : لما لا تخلدين للنوم يا هيتوري
التفتت لها وقالت: لا سأنتظره شيء ما يخبرني انه حصل له مكروه
وضعت كاترين المشط الذي كان بيدها والتفتت لهيتوري وقالت: لا تتشاءمي هكذا
أعادت هيتوري نظرها نحو النافذة وقالت: لا استطيع التحكم في هذا الشعور
انتصبت كاترين وأطفأت المصباح فلم يعد يضئ الغرفة إلا ضوء القمر الساحر
تقدمت كاترين نحو سريرها و استلقت عليه فيما تقول : حسنا كما تشائين ولكن ماذا ستفعلين إذا تأخر .. ...؟؟
ابتسمت هيتوري وقالت : سأكمل قراءة قصة مصاصي الدماء
أومأت كاترين بالنفي وقالت : ألا تكفين عن هذه العادة كلما شعرتي بالغضب أو بالتوتر قراءتي أي شيء عن القتل أو مصاصي الدماء
زفرت هيتوري بانزعاج وقالت : لا اعلم السبب لكن استعيد هدوئي عندما اقرأ هذا النوع من الكتب..!!
ارتفعت زاوية شفتي كاترين فقالت: أخشى أن تطبقي شيئا منها على شارك عندما يعود..!!؟؟
ضحكت هيتوري بخفوت وقالت: ليس لهذا الحد
انقلبت كاترين على الناحية الأخرى و أغمضت عينيها فيما تقول : تصبحين على خير
_ تصبحين على خير
أسندت هيتوري ظهرها على الحائط الذي خلف سريرها و أكملت قراءة القصة
مرت ساعة وساعتان وثلاث وأصبح عقرب الساعة يشير للواحدة ما بعد منتصف الليل ولم يأت شارك بعد
تثاءبت هيتوري وقالت بصوت خامل فيما تنظر من النافذة : لقد تأخر كثيرا
قاطعها صوت هدير سيارة سوداء توقفت أما بوابة المدرسة ونزل منها شاب ذو شعر ارجواني وتبعه شاب ذو شعر اسود ومعهما فتى ذو شعر بندقي قد أحاط قدمه اليسرى جبيرة بيضاء وبيده اليسرى عكاز خشبي
أظهرت هيتوري رأسها و حدقت مليا بهم حتى صرخت : شااارك
ثم أغلقت النافذة بسرعة وارتدت حذائها و خرجت مسرعة نحو حديقة المدرسة
أتمنى يكون البارت نال على إعجابكم
نصائحكم انتقاداتكم أي شيء يجول في خاطركم نحو القصة رجاء اكتبوه في ردكم
و أبغى رأيكم في كل شخصية لحد ألان ^_^
وتوقعاتكم