مسرحيتها الهزلية ---------بقلمي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وددت ان اطرح قصة مما خطه قلمي
دَوَّت صَرْخَتِهَا لِتَهُز أَرْجَاء ذَلِك الْمَكَان الْحَزِيِن الَّذِي لَم يَرَى الْفَرْحَة أَيَّاما بَل شُهُوْرا دَوَّت لِتَصُم تِلْك الْأَذَان الَّتِي لَطَالَمَا أَحْسَنْت الِاسْتِمَاع إِلَيْهَا وَلِتَستفِز تِلْك الْأَنْفُس الضَّعِيْفَة الْهَشَّة و تَجْعَل مِن ضَعْفِهَا خِنْجَرَا تُطْعَن بِه بَرْاءَتْهُم مُنتقمّة لِنَفْسِهَا عَن عَجْزِهَا عَن مُوَاجَهَة الْوَاقِع الْأَلِيْم
تَأَلَّمْت لِذَلِك الْمَنْظَر وَأَنَا أَرَاه يَصْرُخ عَالِيَا فَهُو لَم يَكُن قَادِرا عَلَى سَمَاع ذَلِك الْصَوْت الَّذِي كَان يَخْرِق طَبْلَة أُذُنِه كَان مُتَجَمِّدَا تُغَطِّي يَدَاه أُذُنَيْه و تَرْتَعِد كُل فَرَائِسُه كَان هُو مُضْطَرِبا خَائِفا وَكَانَت هِي تُكَمِّل صَرَخَاتِهَا دُوْن انْقِطَاع كَأَنَّهَا تُحَاوِل جَعْلِه يُعَانِي فَقَد أَرَادَت أَن يَتَذَوَّق مِن كَأْس الْمَرَّار الَّذِي شَرِبْت مِنْه كَانَت تَسْتَلِذ ذَلِك الْمَنْظَر وَتَسْتَمِع بِه .........
وَلَجَت الْأُخْت الْمَكَان الَّذِي كَان يَعُمُّه الْصُّرَاخ و الْضَّجِيْج و لَكِنَّهَا تَجَمَّدَت فِي مَكَانِهَا مِن شِدَّة اسْتِغْرَابِها وَعَجْزُها عَن فَهْم مَا يَدُوْر حَوْلَهَا كَان مُتَجَمِّدَة وَكَان دَوَّامَة سَحَبْتُهُا إِلَيْهَا كَانَت الْدُّوامَة سَوْدَاء حَالِكَة الْظَّلام قَطَع غُرْبَتِهَا و شُرُوْدِهَا وُجُوْب مَسْح دُمُوْع الْفَتَى الْبَرِيئَة الَّتِي انْهَمَرَت عَلَى وَجْنَتَاه . اقْشَعَرَّت الْأُخْت مِن تِلْك الْأَصْوَات و تَأَمَّلْت الْفَتَى لِلَحَظَات وَهِي تَتَمَنْى لَو كَان بِإِمْكَانِهَا إِسْدَال الْسِّتَار عَلَى مَسرحِيَّتِهَا الْهَزِلَيَّة الْكَئِيْبَة و تَضَع اللَّمَسَات الْخِيَرَة عَلَى ذَلِك الْمَشْهَد الْغَرْيِب .
فَجْأَة تَوَقَّفَت عَن الْصُّرَاخ و كَأَن نَفْسَهَا انْقَطَع و فِي الْحَقِيقَة تَوَقَّف بِكَامِل إِرَادَتَهَا مُكْتَفَيِة بِجُرُعَات الْعَذَاب الَّتِي امتَصْتِهَا مِن ذَلِك الْفَتَى الَّذِي مُزَال يَرْتَجِف فِي زَاوِيَة تِلْك الْحُجْرَة الْبَارِدَة الضَّيِّقَة مُتَزَامِلا تِلْك الْكَائِنَة الَّتِي أَمَامَه تَتَرَقْرَق بِعَيْنَيْه الْدُّمُوْع
أَجْهَشَت بَاكِيَة تُحَاوِل تَلْطِيْف تِلْك الْأَجْوَاء الَّتِي عَكَّرْت صَفْوَهَا بِصَرَخَّاتِهَا بَكَت بُعْد أَن قَطَعْت خَيْط الْأَمَل الَّذِي كَان الْجَمِيْع يُتَشّبَت بِه بَكَت مُغْتَصِبِة ضَمِيْرُهُا الَّذِي مُزَال حَيّا يُؤَرِّق لَيْلَهَا وَنَهَارَهَا و يُبَيِّتُهُا مُسَهَّدَة حَاضِنَة تِلْك الْوِسَادَة الَّذِي قَد تَرْوِي لَك مَا قَد يَثْقُل كَاهِلَك هُمُوْمَا
تَنَهَّد الْفَتَى بِهُدُوْء وَبِعُمْق ثُم نَظَر إِلَيْهَا تَعْلُو مُحَيَّاه عَلَامَات الِاسْتِفْهَام مُسْتَغْرَبا كَيْف لِتِلْك الْمَلَاك أَن تُصْبِح وَحْشَا كَاسِرْا فِي ثَوَان مَعْدُوْدَة !!!
لَكِن أَكَان لَابُد مِن أَن تَصُم الْأَذَان لِتَعَبِّر عَن مَدَى أَلَمُهَا ؟؟؟؟
|