الفصـل الرآبـع
مـشاعر متضـاربه
شـعر بيتر بجـرح يتغلـغـل نـحو قلبه حـين أبعدت ذراعـه دينيس
بقسـوه نوعا مـا ..لاحـظه تـوماس ونـظر لـه بحده وقـال بنفسه
بإسـتهزاء " أكـره الضعفاء أمثالك .." ثـم عـاد لإغـماض عينيه
ببـرود وهـو يستمـتع بتـحريك الهـواء البـارد لخـصلات شـعره
الجـذابـه ..أمـا ريتشارد فقـد ضـم دينيس بين ذراعيـه بشده
وقـال برآحـه نابعه مـن قلبه " لاأعـلم أهـو خـوف ..أم إشتياق
لـك .." كـانت دينيس تـنظر لتـوماس وهـو مغمض العيني ..
والهـواء البـارد يـناثر شـعره فـي أنحاء وجهـه قـالت
مـحدثة نـفسها وهـي تنظر نـحو توماس بشـرود ..وقـد ظهرت
حـمرة خفيفـه عـلى خديـها " وأنـا لاأعـلم ...هـل نبض قـلبي
هـذا بسبب إنقاذك لحـياتي ..أم وسـامتك الآخــاذه التي لـم أرى
لـها مـثيل ..أم أنــه مـجرد حـب .." شـعر توماس بنـظراتها
الشـارده ..فـتح عينيه ورآئهـا فقد كأنت تنظـر لـه بشرود
وحــمرة الخجـل أتخذت مـكانا شاسعا في خديها ..والأبتسامه
شـقت فـمها المـغري إلـى نصفين ..بـادلها النـظرات ذاتها
ولـكن بحده وبـرود ..ثـم قـال بـعد أن ظـهر عـلى وجهه الضجر
" تـوقفي عـن النـظر بـي هكذا ..لاأظن انك تحبينني ..
لأنـني يستحيل أن أرمي نفسي بين نـارين " وضـع يديه فـي
جـيبه ..وحـرك ساقاه نـحو السيـارة السوداء ..وهـو مغمض
العينين ويبدو عـلى وجهه الغـضب والإنـزعاج ..عـندما قـال
تـوماس جملته تـلك شـعرت دينيس بأن وجهها بدأ يحـترق
مـن شدة الخـجل لاسيـما أنها فـي وسط أحضان ريتشارد
وواضـعة رأسـها بأكمله عـلى كتـفه ..شـعرت بأن ذراعيه
بدأت تـرخي الشـد عـلى جسدهـا إلـى أن تـركها ونـظرات
الإنـكسار بـاديـة عـلى وجهه ..لـم تشأ دينيس أن تـحزنه
أو تـجرحه .لذلك رفـعت وجـهها قـليلا وأقتربت مـن وجهه
كـثيرا وهـو ينـظر نـحوهـا مندهشـا ومتفاجـا ..لـم يشـعر إلا
وبـقبلـه تـطبع عــلى شفتيه البـاردتين ..شـعر بالإرتبـاك ..
والخـجل ..أمـا بيتر فقـد سـحب نـفسه وعينـاه تـكادان
تـدمعـان ..نـظر تـوماس نـحوهما مـن داخـل السياره ..
وقـال بإشـمئزاز " غـبيه تـقبل أيا كـان .." وتـجاهلـها
وأتكأ رأسـه عـلى المقعد وأغمـض عينيه ..أمـا دينيس
فـلم تستوعب مـافعلته إلا بـعد أن أنهت القبله وفـتحت عينيهـا
نـظرت نـحوه وفتحت عينيهـا بشده وقـالت وهـي تؤشـر بإصبعها
السـبابـه عـلى نفسها وهـي ترتـجف " أ..أنــا ..مـ..ـن فعل
ذ..لـ..ـك ؟ " كـان ريتشارد يـشعر بسـعاده داخـل قلبه ..
والإحـمرار طـغى عـلى وجهه ..وقـال بإرتبـاك " لـ..لا أ.عـ..رف
" ..أمسكت دينيس وجـهها الذي إشتعل حـرارة ..مـن الخجل
وركضت نـحو السيـارة وتـبعها ريتشارد وهـو يضحك ..وقـال
بصـوت منخفـض " أول قـبلة منك يادينيس ..يـاإللهي " صـعد
السيـارة ولاحـظهما تـومـاس ..كـان وجـه كـليهما مـحمر للغـأيـة
قـال بإسـتهزاء " هـل إستمتعتــما بالقـبله الحـميميـه تـلك ..؟"
إزداد إحـمرار وجه ريـتشارد وقـال وهـو يـحرك السيـاره ..
" لـم تعتبر قبله قـط ..فقط شفـقه ..كـما يحدث للاخـوه "
نـظر تـوماس نـحوه بحده وقـال بعصبيـه طفيفـه " لاشـأن
لـي بكـما ..إفعلا مــايحلو لـكما .." وأشـاح بوجهه نـحو النافذه
وقـال بـنفسه " لاأصـدق أنني أرتبـك لهذه الدرجـه بوجودهـا
قـربي ,,إهدأ تـوماس إهدأ .." أخذ نـفسـا عميقا , أمـا ريتشـارد
فقـد كـان يفكر بالقـبله ..ولـكـن دينيس كـانت نـائـمة بأحـلامها
الورديـه ..بـعد سـاعتان ونـصف تـقريبا ..وصـلـو جميعهم نــحو
مـنزل تـوماس ..قـال تـوماس وهـو يفتح البـاب " ألن تـوصل
عـشيقتك إلـى الأعـلى إنها نـائمـه ..." نـظر ريتشارد لسـاعة
معـصمـه السـوداء الفـاخره وقـال بـعجله وهـو ينـزل مـن السـياره " حسـنا ..هـيا بسرعه فلعل أخـتي تقتـلني الان .." فـتح
بـاب السيـاره الخلفيه لحـمل دينيس ..ولـكن هـاتفه النقال بدأ
بالرنـين نـظر نـحوه وكـتب على شاشته ( راي ) حرك مسيرته
نحو الامام وفتح الباب وقال " لاأستطيع ..خـذها أنت وقبلاتـي
الحـاره لـها ..قبلها بدلا عـني .." تـحرك تومـاس بضجـر وفـتح
بـاب السياره الخـلفي أراد أن يـحملها وفـعلا أستطاع ..أخـرجها
وهـي بين ذراعـيه يضمها بشده ..أغلق باب السيـاره بقدمـه
اليسـرى ..ولـم يشعر إلا وغبـار تناثر عـلى وجهه بسبب سـرعة
ريـتشارد الجـنونيـه ..تـوجه نـحو باب مـنزله ثـم قـال بغيظ "
كـيف سأفتح الباب الآن وهـذه الدينيـس أستولـت عـلى
ذراعي .." إبتسم بـخفه وقـال بهدوء " لابأس سنذهب
للـنوم فـي الملحـق إنـه مناسب لشخـصين مثلنا " تـوجه
نـحو أشـجارا كـثيفه وتـوغل بـها أكـثر ..ولـكنه وهـو يمشي
غـرست فـي قدمـه غـصن حـاد مـلقـا عـلى الأرض ..خـرجت
الدمـاء مـن قدمـه وقـال واللألم بادٍ عـلى وجهه " تـبا لـك ..
سـحقـ.." تـوقف عـن الحديث وأكتفى بالتعـابير الغاضبه
وصـل إلـى مـنزل ريفي مـتوسط الحـجم وكـان لـونه مقارب
للــبرتقالي وتــدرجاته وكـانت بوابـته ونـوافذه زجاجيـه شفافـه
وكــان فـي الأعـلى تـوجد غـرفة يـظهر مـحتواها مـن الحـائط
المـصنوع مـن الزجاج المـزدوج وكــانت تـعكس الشـمس لتعطيـه
مـظهرا خـلابا وفاخرا ..تـوجه تـوماس نـحو الباب الكــبير
والـذي لايــحوي عـلى مـقبض مـن الخـارج فقط مـن الداخـل
دفع توماس الباب بقدمـه بقسوه ولـكنه لـم يـنكسر فقط
فـتح عـلى مصرعيه وإرتطم بالزجـاج المـجاور ..كــان يـوجد
أمـام المدخـل ..أريـكة وتـلفاز مـتوسط الحجـم ..وأرضيـه
رخـاميه بيضــاء نـاصعه ..كـانت الأريـكة تتـوسط المـكان
وأمــامه التـلفاز ببـضع مـترات ..وكـان أمـام الأريـكة
طـاوله صغـيره وضـعت عـليه مـزهريـه زجـاجيه ..تـحوي
مـاء فقـط ..كـان المـنزل حــارا نـوعا ما ..صـعد
تـوماس السـلم الذي فـرش بالبـساط البـني الفـاخر ..
كـان فـي الدور العـلوي 6 غـرف ..ثـلاث فـارغات
وثـلاث يـوجد بـهن أسره ومـكتب ..وكـان كـله بلـون
واحـد .ولـكن إحـدى غـرف النـوم كـانت مختلفـه
تـماما فقــد ..كـانت تـلك هـي الغرفه التي تـحوي الحـائط
الزجـاجي ..كـانت الأرضيـه أيضا بيضـاء ولـكن الممـيز بـها
هـو ذلك السـجاد الذي طـرز بـخيوط الذهـب والفـضه ..كـان
السرير أسـود اللون ويـبعد الـحائط الزجاجي بـقليل ..وكـانت
الغـرفه واسـعه ..ولا تــحوي سـوى السرير الكـبير الدائـري ..
وخـزانه سـوداء اللون أيضا ..فـتح توماس الباب بهدوء
فقـد كأن يـصدر صريرا مـزعجا ..كـانت مـلامحه جـدا هـادئه
لـم يـكـن غاضب ونسي الألم الذي كأن في قدمـه ..حـرك قدميه
نـاحية السرير ..أسدحهـا عـلى السرير وسـحب ذراعـه مـن أسفل
ركـبتيها ..ولـكنه أبقـى ذراعـه الأخـرى أسـفل رأسـه ..إستلقـى
بـجانبها وهـي كانت نائـمه فـوق ذراعـه اليسرى ..كـان وجهه
مـقابلا لوجههـا ..إبتسم لاإراديـا ..وأخذ يبعد الخـصلات الحريريـه
عـن وجهها المـلائـكي ..تـحـركت قليلا ولـكنها إقتربت أكـثر مـنه
وهـي نائـمه غـرست رأسـها فـي صـدره ..وأمـسكت بقميصـه
الرمـادي ..وشـعرت بالأمـان ..أما توماس فقد بقي مـتفاجـئ
لايـتحرك ..شـعر بالدفـئ هـو الآخـر ..تردد بالــبدايه ولـكنه
تـشجع وأحـاط ذراعـيه إلـى صدره أكـثر وكأنه يضـمها ..
بقـيا عـلى هذه الحـاله إلى أن خـلدا إلى النـوم ..فـي السأعه
الخـامسه عصـرا ..نـهض تـوماس ووجد دينيس لازالت
نـائـمة بين ذراعـيه ..ثـم قـال توماس بإبتسامة غريبـه
" سألبـي طـلبك يـاصديقي .." إقترب مـنها وطـبع عـلى
خـدها قـبله قصيره وخـفيفه ..وقـال وهـو يمسك بشفتيه
"لـقد آلـمتني هـذه القبله ..لـقد جـعلت قلبي ضعيفـا ..
عـلي أن أمسك نفسي إن نقطة ضعفي هـي هذه
الدينيس .." أنـزل رأسها عـن ذراعـه وأبتعد عـنها
جـلس عـلى السرير بجـانبها وهـو يـمسح عـلى شـعره
ليـرتد عـلى جبينه مـجددا ..ليبدي ذلك إنزعاجـه ..
وإنضياقـه ..يـقف عـلى قدمـيه ولـكنه يـعاود السقوط
مـجددا ..عـرق جيبــنه وعـض عـلى شفتيه مـن الآلـم ..فـهو
لـم يـعالج قـدمه المـصابه والتي كـانت تنـزف دمـا ..متـوسط
الغـزاره ..كـانت دينيس تتـقلب عـلى السرير يـمنة ويسرة ..
حـتى إستقرت لـيكون الحـائط الزجاجي أمامـها مباشـرة ..فـتحت
عينيــها السـاحرتين نـظرت إلـى المـنظر الذي أمامها تـعجبت
للـغايه وجـلس عـلى السرير ..وقـالت بصـوت مـلئ بالنـوم "
لـعلـني لازلت أحـلم .." أرجعت شـعرها إلـى الوراء ورمـت نفسها
مـرة أخـرى عـلى السرير وقـالت وهـي تشد شعرها كالـمجنونه "
لاأصـدق ..أولا أقبل ريتشارد .. والأن أتخيل مـناظر ليست
.." ولـكنها التفت إلى اليسـار فـوجدت تـوماس ووجـه
يـكاد يـقترب مـن اللون الأزرق مـن اللألم ..تـوجت نـحوه
بسـرعه وقـالت بـقلق " تـومس ..مـاذا تحتاج ..ماذا
أحضر لـك ..؟ " إبتسم تـوماس فـي وجهها ..وسـقط أرضـا
لـم تعرف دينيس كـيف تتصرف بدأت يديـها بالإرتجـاف
وهـي تـرى بـنطاله قـد أغـرق بالدم مـن الاسـفل
كـانت تتمنى فـي هذه اللـحظه لـو كـان بيتر لديـها لانه
تـعـلم فـي المخيمات طـرق الإسعـافات عـند عـض الافـعى
أو غـرس شي سـام وملوث فـي القدم ..وهـي لاتفقه شيئـا
نـهضت عـلى قدميـها ولـكنها تـعاود السقوط ..حـتى قدميها
لاتـحملانـها مـن شدة الـرعب والخـوف .......