بسم الل الرحمن الرحيم
الجزء الثاني
فتحت عيناها ببطئ ولكن سرعان ما اغلقتها عندما آذاها ذلك النور القوي ، لم تستسلم له فأعادت فتح عينيها ببطئ اكبر عندما ركز نظرها الى السقف ادارت بعينها حول الغرفه وقد اثار ذلك المكان استغرابها .. " لماذا كل شئ ابيض ؟ " ولكن داهمها صداع شديد فجاءه فأغلقت عينيها ووضعت يدها على رأسها محاولة تهدئته ، تحسست ذلك الشئ الملفوف على رأسها وكأنه ضماد ، " ماهذا ماللذي حدث " ؟ ، لكن سرعان مابدأ عقلها الهيجان وتذكيرها بما حصل ..
جودي : اتذكر صوت السياره ولكن من احضرني إلى هنا ؟ هل حصل لي شئ ما؟
نظرت الى جميع جسدها لاشئ فيه سوى يدها اليمنى الملفوفه بالضماد ورأسها الذي يؤلمها بالصداع الشديد ويثقله ذلك الضماد الابيض ..
جودي : أريد أن احدث احدا .. أين الجميع ؟
التفتت حولها بحثا عن شئ تستطيع به مناداة أي شخص ... فصوتها لم ينقذها لأنه مبحوح تماما .. ربما بسبب صراخها ؟ ...
وجدت جرسا معلقا فوق سريره ضغطته وانتظرت قليلا حتى اتاها ثلاث اصوات احداها لأمراءه .. دخلت الى الغرفه ممرضه يبدو على ملامحها الطيبة والرحمه ورجل علمت من معطفه الابيض انه الطبيب ... ولكن من ذلك الشخص الآخر العجوز ؟
بدأت الممرضه بفحص انبوب الدم الذي يغرز معصم يدها اليسرى
الطبيب : يبدو انكـ استيقظت ... كيف حالك الآن ؟ ... هل هناك شئ يؤلمك ؟
جودي : نعم رأسي يؤلمني بشده .. ولكن لماذا انا هنا ؟
الطبيب : ألا تتذكرين شيئا ؟ ... ثم بدأ بسرد أسئلة تخصها محاولا استكشاف هل هناك خطب ما بذاكرتها ام لا
الطبيب : حسنا ياجودي يبدو انك تتذكرين جيدا كل شئ .. هذا الشخص " واشار بيده الى السيد مايكل " هو من احضرك إلى هنا والحمد لله حالتك ليست خطيرة فقط شرخ صغير ولكنه عميق في يدك اليمنى يبدو انه حدث عندما حاولتي حماية وجهك بيدك .. وجرك قمنا بجراحته في رأسك .. ولكن لاتقلقي كلها ايام ان شاء الله وستخرجين من هذا المستشفى معافاة .
اشارت جودي برأسها علامة الرضى والموافقة وقالت : اشكرك ثم نقلت ناظريها نحو السيد مايكل الذي بدوره ابتسم لها
مايكل : الحمد لله يبدو انك بخير .. خفت كثيرا عندما رأيتك مغطاة بالدماء
جودي : اشكرك لإحضاري إلى هنا يا سيدي
مايكل : هذا واجبي ، اريد أن اسألك اين والداك كنت هنا لمدة يومين غائبه عن الوعي ولم يسأل احد عنك ؟
جودي : والدي ذهبا لإحدى القرى النائيه القريبه من البحر لكسب الرزق
مايكل : ولماذا انتي هنا وحدك لم لم تذهبي معهم ؟
جودي : لم استطع بسبب دراستي وايضا يجب علي ان اعمل هنا لاكسب رزقي وارسل لاهلي بعضا منه ..
مايكل : يبدو ان لديك قصه مثيره هل تسمحين بأن تقوليها لي؟
لم يكن لدى جودي أي مانع فقد احبت ذلك الرجل " يبدو انه رجل طيب "
اخبرته جودي بقصتها منذ بدايتها حتى وجودها في بيت صديقتها ، خبرته بكل مافي قلبها لأنه واخيرا وجدت شخصا يستطيع سماعها ، فهي لاتستطيع ان تقول لتينا كل مافي قلبها لان ذلك قد يجرحها ويزعها وهي لاتريد لصديقتها ذلك وهي التي قد اكرمتها .
مايكل : اذن هذا ماحدث .. أي انه ليس لك مكان لتذهبي اليه بعد خروجك من المستشفى ولم تجدي عملا مناسبا حتى الان ... حسنا حسمت امري ستأتين الى منزلي ريثما تتحسن صحتك تماما .
جودي : ولكن ..
مايكل : لاتجادلي فقد اتخذت قراري انتي الان مثل ابنتي فأنا لا أريد لوالدك ان يقلق اكثر مما هو قلق عليك الان .. فالآباء يفهمون شعور بعضهم تماما
ابتسمت جودي وقد استسلمت لقراره لعلمها انه لن يخوض في الامر مطولا فقد اتخذ قراره ولن يتنازل عنه ابدا ... ذلك النوع من الرجال هو مايذكرها بوالدها
عندما علمت تينا بالامر اتت مسرعه الى المستشفى وقد بدا على وجهها الخوف والقلق فمنذ يومين وهي تتصل بجودي والهاتف مغلق خشيت ان تتصل بوالديها وهم لايعلمون عنها شيئا فيبدأون بطرح الاسئلة عليها
تينا وهي تبكي : اين انتي لقد خفت عليك كثيرا لماذا لم تتصلي علي او تخبريني بالامر لكنت اتيت اليك مسرعه ولكن ماللذي حدث ؟ ..... واجهشت في نوبة بكاء طويله مما استدعى على جودي ايقافها
جودي : حسنا توقفي الاون ها أنا امامك واحدثك لم البكاء .... هل تريدين ان اخبرك القصه ام لا " قالت ذلك بابتسامة ممزوجة بخبث لعلمها ان صديقتها فضوليه جدا "؟
تينا : حسنا سأصمت
وبدأت جودي بسرد ماحدث لها
تينا : يبدو ان ذلك العجوز غني جدا فهذه المستشفى من ارقى المستشفيات في مدينتنا ولايدخلها سوى الأكابر والاغنياء ..
جودي : حقا لم اعلم ذك ...
تينا : نعم ويقولون ان مدة التنويم لليوم الواحد قد تتعدى الألفي دولار
اتسعت عينا جودي من الدهشه : يا إلهي يجب أن اخرج بسرعه لا أستطيع رد ذلك المبلغ الضخم ولو توجب علي العمل لعشرة سنين ..!
تينا : مالعمل الآن ؟
جودي: ياإلهي ... والمشكلة الكبرى ان يعتزم وضعي في بيته لأيام حتى تتحسن صحتي
تينا وقد ضربت رأسها بقبضة يدها : الآن يتوجب عليك العمل مدى الحياة ...!
جودي : ماذا يجب علي ان افعل ؟... وحتى لو عملت في افضل الشركات اجرة العمل هناك محدده دوليا وقد لا استطيع تدبرها ...!
تينا : مهلا .. دعينا نفكر برويه ما الاعمال التي فيها مكاسب واجرتها عاليه ولا تستلزم شهاده جامعيه ؟
جودي: لا أظن ان هناك عملا مثل ذلك فحتى من يملكون شهادة الدكتوراه لديهم اجره محدده دوليا ...
تينا : مارأيك ان نهرب مخدرات
ضربتها جودي على أسها : اغربي عن وجهي ايتها الحمقاء ..!
مرت ثلاث ايام واليوم هو موعد خروجها الى منزل ذلك العجوز بدلت ملابسها وارتدت شيئا دافئا نظرا لبرودة الجو ، اتصل عليها مايكل والذي اعطاها هاتفا جديدا بدل الذي كسر في الحادث
مايكل : سيأتيك رجلان لحمل حقيبتك تبعيهما ولاتخافي سيأتيان بك إلى منزلي بأمان
ابتسمت جودي بأمتنان : كم أنا شاكره لك
مايكل : ابدا هذا واجبي
اغلقت الهاتف وتبعت الرجال الى ركبت سياره بلون النحاس ويبدو انها جديده وفاخره
جودي " منذ ثلاث ايام وانا افكر كيف سأرد لهذا الرجل الطيب جزاءه ولم اجد الطريقة وها قد اتى اليوم الذي سأذهب الى منزل ذلك الرجل ... يبدو ان لديه ابنة
" انتي الان مثل ابنتي" ، " فالآباء يفهمون شعور بعضهم تماما"
هل علي ان اهرب ؟ ....اااخ يارأسي تعبت من التفكير حتى وان هربت سيؤنبني ضميري لعدم ردي للدين ... ماذا افعل ؟ ماذا افعل ؟
ماذا افعل ؟
ماذا افعل ؟
ماذا افعل ؟
استمرت بالتفكير حتى وصلت الى المنزل ... ليس منزلا بل قصر
مايكل : اهلا بك في منزلك يا ابنتي اتمنى ان ترتاحي هنا ريثما تجدين منزلا لك ..
انحنت جودي له باحترام : اشكرك ياسيدي
نقلت نظرها الى تلك المراءه والتي احست بأن نظراتها كالسهام مصوبه اليها
جودي " يبدو انني لست مرغوبة من تلك المراءه هل هي ابنته ؟ ... لالا لايبدو ذلك فهي اكبر من ان تكون ابنته ... هل هي ؟.... زوجته يا إلهي تبدو مرعبه لماذا ليست كزوجها .. يبدو اني سأقضي اياما مرعبه ... ولكن لن تستطيع فعل شئ لي فالسيد مايكل رجل طيب ولن يسمح لها بذلك ..اجل لن يسمح " كانت تطمئن نفسها بذلك بسبب احساسها المخيف وهي التي تعلم دائما ان احساسها لايخيب
ارتها احدى الخادمات غرفتها والتي جهزت خصيصا لها عندما دخلت اندهشت ، يا إلهي ماهذا لم احلم بها حتى في احلامي ... كانت الغرفه واسعه جدا ربما كانت بمساحة بيتها كله ، وقد غطاها الطلاء باللون الاصفر مع الليلكي الفاتح قليلا سرير قد يتسع لها مع عائلتها يغطيه ذلك المفرش الاصفر المزين برسومات مختلفه باللون الليليكي كانت متعبه جدا من التفكير فلم تقازم سحر ذلك السرير المريح فأغلقت الانوار وقامت بتدفئه نفسها بالغطاء الثقيل واستسلمت لنوم مريح لايشوبه شئ ...
استيقظت بفزع وهي تتنفس بسرعه .." ماهذا من هذا الرجل ولماذا يفعل بي هذا ؟ "
جودي : اه اريد ماء .. اين الماء ؟
نهضت من فراشها فتحت باب الغرفه واطلت بوجهها للاستكشاف لكنها لم ترى احد
جودي : يبدو ان الوقت متأخر ولكن اين المطبخ ؟ اريد ماء
ظلت تمشي في المنزل تائهه ولا تعلم اين هي نزلت للطابق السفلي وقد تاهت قليلا حتى وجدت المطبخ
جودي: واخيرا يبدو انه يجب علي رسم خريطه لهذا المنزل ..!
ذهب الى البرا واخرجت الماء وسكبت لها كأسا شربته بسرعه من عطشها
جودي: احححح ... اخ ما اطعم الماء حقا هههه ...
: من هناك ؟
التفتت جودي باتجاه الباب مفزوعه عندما دخل ذك الشاب والتي انصدمت عندما رأته " الحلم .. هو .. يا إلهي .. من هذا ؟"
ستيف : من أنت ؟
تلعثمت جودي ولم تدر بماذا ترد عليه
ستيف : يبدو انك خادمه جديده فأنا لم أرك من قبل " وابتسم ابتسامه خبيثه " تبدين جميله جدا .. اقترب منها احساسها يأمر قدميها بالتراجع اما عقلها فقد جمدها في مكانها من شدة الخوف
احست بأنفاسه الساخنه من اقترابه منها بطريقه مخيفه فما كان منها إلا ان ابعدت رأسها ووضعت يديها على صدره محاولة ابعاده
جودي: ابتعد ابتعد ...
ستيف: هههههههههه حسنا ياحلوتي لم الخوف؟
استجمعت جودي قوتها وابعدته عن طريقه واخذت بالركض بسرعه .. لاتعلم كيف وصلت لغرفتها ولكن يبدو ان عقلها ارشدها اليه
دخلت الغرفه واغلقت على نفسها الباب خوفا منه
جودي " ياإلهي كم هو مخيف ... من هذا وماذا يريد ؟ وماعلاقة ذلك بحلمي ؟
تذكرت ذلك الحلم وكأنها ملكة لإحدى الممالك وهذا الشاب هو الملك وقد كان يمسك بسكين ويطعن فيها ويشرب دمها
وضعت اظافرها بين اسنانها وهي تلك العاده التي لم تتركها منذ صغرها عندما تحس بالخوف
جودي: يجب ان اخرج من هذا المنزل على الفور .. ولكن كيف ؟.. يجب علي رد الدين للرجل الطيب .. حسنا سأخرج غدا صباحا للبحث
عادت الى فراشها ولكنها عندما اغلقت عينيها محاولة النوم تذكرت ابتسامته الخبيثه وهو يقول " خادمه جديده ... جميله جدا ..." نفضت رأسها بقوه محاولة طرد تلك الافكار من رأسها .... خادمه ... خادمه .. خادمه
جودي : هل يجب علي ان اعمل خادمه ؟ .... ولكن قد اقابل ذلك الشاب وانا لا اريد ذلك .. واريد رد الدين ولا اعرف كيف ؟ ... يالهي انا في حيرة من امري ....
وبعد وقت من التفكير
جودي" حسنا سأعمل خادمه واحاول قدر الامكان الابتعاد عن هذا الشاب حتى لا اقابله ... اجل لن اقابله فهذا المنزل واسع جدا وهو ليس متواجدا في البيت دائما .. يبدو ذلك لم اره عندما اتيت ... ساعمل في التنظيف او الطبخ حتى اتجنب رؤيته ... ولكن من هو ؟ ... هل هو ابن السيد مايكل ؟.... مستحيل فهو لديه ابنه وليس شاب ... مهلا .. هو لم يقل لي ان لديه فتاة او شاب كل ما اعرفه انه اب لاغير ؟؟...! ... كم انا غبيه حقا ..!
تينا : اذن ستعملين خادمه في منزله ؟..
جودي: اجل فهو انسب مكان لي ... اجد فيه المأوى ويبدو ان اجرة العمل كافيه فأنا لا اريد صرف الكثير من المال حتى اوفر قدر ما استطيع ...
اذن .. اذا عملت خادمه استطيع حذف المبلغ المصروف من ايجار الشقه .. وايضا استطيع حذف المبلغ من وجبات الطعام التي سأشتريها وسيتوفر لدي مبلغ متوفر من المال استطيع ان اجمعه في وقت قصير ... وايضا قد لا احتاج لرد الدين للسيد مايكل فعملي هو ردي للدين ... مارايك ؟
تينا : اعتقد ان ذلك جيد .... حسنا ابذلي جهدك عزيزتي
جودي : وانتي ايضا ابذلي جهدك لان عليك وجبه فطوري لهذا اليوم " واخرجت لسانها بشقاوة "
تينا : ايتها الشقيه .... حسنا هذا المره فقط بمناسبة الشفاء
عادت جودي الى المنزل في الساعه الثامنه والنصف مساءا وهو وقت العشاء ... ولم تكن لديها الشجاعه للعودة مبكرا خوفا من مقابلة ستيف ولكنها استجمعت قوتها عندما اتصل عليها السيد مايكل بنفسه ليقوم بتناول وجبة العشاء معها ومع عائلته ...
جودي " حسنا هي فرصه استطيع محادثته بموضوع العمل "
دخلت المنزل وذهبت الى غرفة الطعام الخاصه تناولت عشاءها ولم يغب عنها نظرات سوزان " والدة ستيف " السهاميه إليها ... ولانظرات ستيف المخيفه ...
جودي" ماهذه العائله الا يوجد فيها شخص طيب سوى السيد مايكل ؟.. على الأقل دعوني أأكل شيئا فأنا جائعه منذ فطوري مع تينا لم اذق شيئا ..
عندما انتهوا من الاكل احضرت لهم احدى الخادمات الحلوى ... فوجدتها جودي فرصه لأن تبدأ بالتحدث بالموضوع
جودي : احم سيدي
مايكل : هلا استبدلتي كلمة سيدي بكلمة عمي من فضلك ؟
سوزان : لماذا تعاملها بلطف .. فأنت سيدها شائت ام أبت ؟
مايكل : هههه لابأس فهي بمقام ابنتي الصغيره أليس كذلك جودي ؟
ابتسمت جودي : بالتأكيد
جودي : عمي .. في الحقيقه اريد ان احدثك بموضوع يهمني جدا واتمنى منك التريث في التقكير والرد على ما سأقوله
مايكل : تفضلي يا ابنتي قولي مالديك
جودي : اريد ان اعمل عندك
مايكل : ولكنك لم تنهي دراستك بعد ؟
جودي : اعلم ، لذلك طلب مساعدتك
ستيف : لن يوظفك والدي في شركته ... فحتى انا ينتظر تخرجي من الجامعه حتى ارث الشركه من بعده .
جودي: لالا ليس هذا قصدي ... اريد ان اعمل وادرس في نفس الوقت ... وهناك عمل واحد فقط الذي استطيع فعل ذلك فيه
مايكل : ماهو؟
جودي : خادمه
سوزان : هه هذا هو مستواك
ستيف : هههههههههههههههههههههه وانا الذي عرفت ذلك منذ رؤيتي لك
جودي وقد وجهت كلامها الى ستيف : هلا سكت من فضلك ؟
جودي وهي متجاهله الكلام الذي حولها : ارجوك ياعمي ... فكر جيدا فهي الوظيفه الوحيده اللتي استطيع ان اعمل بها .. ارجوك
مايكل واللذي ابتسم لردها على ستيف " يبدو انها الوحيده ......."
خمس دقائق افترضت فيها جودي جميع الافتراضات التي قد يقولها السيد مايكل
مايكل : حسنا لابأس ولكن لدي شرطان
جودي : اقبل
مايكل : اسمعيهما اولا
جودي : ماهما ؟
مايكل : الاول ان تعيشي في هذا المنزل
جودي : اقبل
مايكل : الثاني : ان تكوني خادمه خاصه
جودي : لمن ؟
مايكل : لستيف ...........!
الحمد لله فقد تسنى لي ان انهي الجزء الثاني اليوم
قراءه ممتعه