.
الأخت الفاضلة شيماء...
اتفق أهل العلم، على أن من عقيدة أهل السنة والجماعة، هو أنهم لا يحكمون لأي ميت كان يدين ظاهريا بدين الإسلام بجنة أو بنار، بإسلام أو بكفر، فإن الأصل، هو أنه إذا مات الإنسان، مات على عقيدته الدينية الكامنة في نفسه التي يؤمن بها والتي لا نعلم ما هي لأنها في علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وإن كنا مأمورين بأن نحكم على الناس طبقا لظاهرهم الذي نراهم عليه من صلاح أو فساد، من إسلام أو كفر، ونكل سرائرهم إلى الله فقد نحكم على إنسان ما بأنه شخص مات على دين الإسلام، في حين أنه مات على عقيدة شركية.
وعلاقة هذا بالرؤيا، هي أن بعض العوام قد يرى في منامه ميتا وهو على أحسن صورة، وهو يأمره بأن يفعل أمورا معينة، أو يخبره عن أشياء لا يعلم بها، فيعتقد جازما بأن الميت مات صالحا وأنه من أهل الجنة، وهذا من تلبيس الشيطان عليه، فإن مما اتفق عليه أهل العلم، هو أنه إذا مات الإنسان، لا نعرف ما هو مصيره ما بعد الموت، فقد يكون قد مات على الإسلام، وقد يكون قد مات على غير ملة الإسلام.
ثم هنا سؤال:
هل هناك دليل ينفي أن يكون الميت الذي ظهر في المنام للإنسان شيطان...؟
لا يوجد أي دليل ينفي هذا الإحتمال، فإن من المعروف بأن الشيطان من الممكن أن يظهر للإنسان في منامه على شكل إنسان ميت يعرفه الرائي، وهذا مشهور ومعروف.
فأية حقيقة هذه التي تؤخذ من منام من الممكن أن يحضر فيه الشيطان وهو متلبس على صورة أي إنسان ميت...؟
فما أريد أن أقوله أختنا الفاضلة، هو أنه يجب علينا أن نطرح هذه الأوهام والخيالات والمنامات وراء ظهورنا، وأن ننشغل بذكر الله وبالإستغفار لنا ولأمواتنا ولكل أموات المسلمين، وأن نكل أحوال موتى المسلمين في قبورهم إلى ربهم العالم بحقيقتهم وبأحوالهم.
.