『 فتاة خلف القضبان .. في سجن الفتيان 』أحتاج الى انتقاداتكم ☮ كانت ليلة كئيبة ... انتزعت فيها النجوم من القمر عرشه ... ليعصف ظلامها على تلك المدينة التعيسة ... سارت بين ممرات القصر بخطوات واثقة ... كأنها مالكته ... تنحى لها جميع الحراس ... لم يقوى احد على الوقوف في وجهها ... أكملت سيرها حتى انتهى بها الطريق بباب خشبي ضخم ... تناثرت فيه النقوش الذهبية لتشكل اسما طالما كرهته . اتسعت عيناها مع اتساع ابتسامتها : مستر دريك ... إنها النهاية . دفعت الباب بكلتا يديها , لتلتمع عيناها الرمادية مع وهج البرق , اتسعت عيناه وهو ينظر إليها , أخذت شفته السفلية ترتجف , تصبب العرق من جسده البدين , راقب ملامحها الشيطانية فانعقد لسانه , اقتربت منه حتى وصلت إلى مكتبه , أسندت يداها على المكتب وقربت وجهها منه , قالت وعيناها تنطق بالمكر : مفاجأة سارة ... أليس كذلك ؟! استجمع قواه وقال بصوت مرتجف : مـ ... مـ ... مذا تريدين ؟ أعادت رأسها إلى الخلف وداعبت شعرها الأسود الطويل ثم قالت باشمئزاز : لاتخف لن اقترب من مالك . تجاوزت مكتبه وامسكت بيد كرسيه , سلطت عيناها على عينيه ثم قالت بجفاء : حياتك ستكون مفتاحي لذلك . ازدادت ضربات قلبه حتى وصل صوته إلى اذنيها ... قررت أخيرا ان تنهي تلك المهمة المملة فأخرجت خنجرا ذهبيا قصير من جيب بنطالها , غرزته بخفة في قلب الرجل , تناثرت دماؤه في ارجاء المكتب , جحضت عيناه وحاول ان يصرخ لكنه لم يستطع , ثم سقط على الأرض معلنا شخصا جديدا اضيف الى قائمة قتلاها . بدأت قطرات المطر تنهمر فانتشرت رائحتها لتغطي على رائحة دمائه القذرة , نظرت الى الخارج عبر النافذة التي استهلكت الجدار بأكمله . رفعت نظرها الى السماء وقالت بلطف : لا بأس أيته السماء فهو لا يستحق بكائك عليه . ثم نظرت الى القمر المختبئ خلف الغيوم السوداء , وضعت سبباتها على شفتاها : لا تخبر احدا بهذا . أمالت رأسها بطفولة : اتفقنا ؟!أتى صوته من خلفها : أنا حقا لا أفهمك ! استدارت لترى شابا ابيضا بعينين زرقاوين ناعستين وشعر اشقر طويل ربطه بشريطة زرقاء , كان يرتدي بذلة رسمية مع معطف طويل يصل إلى ركبتيه . قالت وهي تبتسم بمكر : ما رأيك الآن ؟! لقد قتلت والدك وستصبح الآن رئيس الشركة , لا تنس وعدك لي . نظر إليها بحقد : بالطبع لن انسى . استدارت الى النافذة من جديد : هذا جيد . - هل اوصلك ؟ - لا داعي لهذا , اراك في حفل تتويجك رئيسا للشركة . - كما تريدين . ركلت الزجاج بقدمها ليتحول الى اشلاء تكومت فوق دماء قتيلها , وثبت الى الارض واختفت في الظلام . نظر جون الى والده ببرود وهو يعلم انها ستكون النظرة الأخيرة , لكنه سعيد بهذا .
__________________ |