عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-22-2011, 01:37 PM
 
أجمل ثلاث قصائد لمحمود درويش

_ هي في المساء _

هي في المساء وحيدة
وأنا وحيد مثلها ..
بيني وبين شموعها في المطعم الشتوي
طاولتان فارغتان ( لا شيء يعكر صمتنا )
هي لا تراني , إذ أراها
حين تقطف وردة من صدرها
وأنا كذلك لا أراها , إذ تراني
حين أرشف من نبيذي قبلة ..
هي لا تفتت خبزها
وأنا كذلك لا أريق الماء
فوق الشرشف الورقي
( لا شيء يكدر صفونا )
هي وحدها , وأنا أمام جمالها وحدي
لماذا لا توحدنا الهشاشة ؟
قلت في نفسي – لماذا لا أذوق نبيذها ؟
هي لا تراني إذ أراها
حين ترفع ساقها عن ساقها ..
وأنا كذلك لا أراها إذ تراني
حين أخلع معطفي ..
لا شيء يزعجها معي
لا شيء يزعجني , فنحن الآن
منسجمان في النسيان ..
كان عشاؤنا , كل على حدة , شهيا
كان صوت الليل أزرق
لم أكن وحدي , ولا هي كانت وحدها
كنا معا نصغي إلى البلور ..
( لا شيء يكسر ليلنا )
هي لا تقول :
الحب يولد كائنا حيا
ويسمى فكرة
وأنا كذلك لا أقول :
الحب أمسى فكرة .

__________________________
يوم

منذ الظهيرة ,
كان وجه الأفق مثل جبينك الوهمي , يغطس في الضباب ِ
والظل يجمد في الشوارع مثل وقفتك الأخيرة عند بابي
وخطاكِ تعبر , في مكان ما , كهمسي في اغترابي
يا أيها اليوم المسافر في الرمال ..
أتكنُ لي بعض المودة ؟
الظل يسند جبهتي والأفق يشرب من نبيذ الشمس
ما شربت يدي في ذات يوم
من ضفائر شعركِ المشدود في جرح الغد
والظل يشربني كما شربت عيونكِ ضوء أخر موعد
يا أول الليل الذي اشتعلت يداه برتقال
أتكونُ لي بعض المودة ؟؟
الباب يغلق مرة أخرى
ووجهك ليس يأتي
وأنا وأنت مسافران ولاجئان
أنا وأنت تسير لك الكواكب الكواكب ابنها من دون بيت لا تسمعيها
كان فحم الليل يرسمها على تمثال صمت
وأنا وأنت , وأنا وأنت شفتا حنين
كان ملح الانتظار طعامنا وصداك صوتي
والباب يغلق مرة أخرى ووجهك ليس يأتي .
يا ليل ! يا فرس الظلال ..
أتكنُ لي بعض المودة ؟؟؟

_________________________________

لا تتركيني
وطني جبينكِ
فاسمعيني
لا تتركيني
خلف السياج
كعشبة برية , كيمامة مهجورة
لا تتركيني
قمرا تعيسا
كوكبا
متوسلا بين الغصون
لا تتركيني
حرا بحزني
واحبسيني
وتعودي أن تحرقيني
إن كنت لي
شغفا بأحجاري .. بزيتوني
بشباكي .. بطيني ..
وطني جبينك
لا تتركيني .
رد مع اقتباس