رقراقة العينين
ناجيتُ قرصَ الشمس وهو مُغرَّبُ ... حتى ابوح بما لديَّ وأكتبُ
سيرُ الكواكب شاعريَّة أحرُفي ... يُرجى لبوح القافيات ويُطلبُ
إني وجدتث على الطريق أخيَّة ً... مما يضِنُّ بها الزمانُ ويعزبُ
رقراقة العينين في ثوب التُقى ... لا تسأل الساعي ولا تتقربُ
حبسَ الحياءُ لسانها فتجنبت ... ذُلَّ السؤالِ لما به تتطببُ
فاستأثرت ألمَ الصِّراع ِأبيَّة ً... طوراً تُصدق ما بها وتكذبُ
سهمُ الزمان ِأصابَ أ ُمَّ فؤادِها ... وفؤادُها من نزفهِ يتخضبُ
والسعدُ فارقها وبَعثرَ حظها ... وجمالُها من رُكنِهِ يتهرَّبُ
خرجت تُلملمُ حظها وترده ُ... تبكي على ما ضاع منه وتندبُ
تدعوهُ راجية المكوثِ هُنيهة ً... لكنه مثل الأصمِّ مُغيَّبُ
وتراهُ ينأى في حثاثةِ خطوهِ ... واليأسُ يَحجُبُهُ ولا يَتحجَّبُ
فتبايَنت خلجاتها وظنونها ... وكأنني بفؤادِها يتوثبُ
مالت إليَّ بنظرةٍ وترددت ... وكأنها قالت وأين المهربُ
هل أبقت الأقدارُ حظاً يُرتجى ... أم أنها أقوى عليَّ وأغلبُ
فأجبتها بلسان حاليَ قائلاً ... عذبُ الوصال به المنية ُتعذبُ
وتقرُّ عينُ البالغين سنامه ... حتى ولو ماتوا عليه وعذبوا
فتنهدت مُحتارة ًوتلعثمت ...وكأنها ترجو الجوابَ وتطلبُ
عاجلتُها في خطوتين ترنحت ...حذرَ الصدودِ وبعدها أتعذبُ
ففتحتث قلبي وافترشتُ حصيرهُ ...وأخذتث مِعصمَها لراحيَ أجذبُ
فتمنعت خجلاً عليَّ بداية ص... وجبينُها من لؤلؤ ٍ يَتصببُ
ثم انحت بوداعةٍ وسكينةس ... واستغرقت في النوم لا تتقلبُ
وكأنها سكرت بغير مُدامةٍ ... أو عاقرت لحناً يُميلُ ويُطربُ
فغمرتها بحنان قلبيَ كله ... ووقفتُ أحرُسها كمن يترقبُ
ورفعتُ للرحمن كفَّ ضراعةٍ ... يا ربُ هل يدعو سواك المذنبُ
حتى استفاقت من لذيذِ سُباتها ... وتجولت في مُقلتيَّ تجربُ
وتبسَّمت وتألقت واسترجعت ... بعض الذي فقدت فكان المطلبُ
فاغرورقت عيني لنيل مُراها ... وانبلَّ رمشي واعتراهُ تذبذبُ
وأخذتُ أسقيها الحروفَ تطبباً ...فالشعرُ يُسقى كالدواء ويُشربُ
ولهُ على بعض السِّقام عناية ... وصلاحُه للوالهين مُجربُ
فتماثلت للعافيات بما مضى ... والباقياتُ ألذ ُّمنه وأطيبُ
إن تعجبوا مما أقولُ فإنني ... قبلاً عَجبتُ به فلا تستغربوا