وتري الجهالة في العيون وإن خفت **** والصب تفضحه العيون بشوقها
والدمع في العينين يبرق لمعة ً **** إن أوقف الفيضان منه إباؤها
ولإن عبست وأمر فرْحك تكتمُ **** لن تعرف الإفلات من بسماتها
ولإن أردت لأمر سرك طمسهُ **** تتكاشف الأسرار من همساتها
والكاشفات السر هنَّ وإن سعيـ **** ـت تجاهد الكلمات تـَنـْشد طمسها
وكلامها تحتار فيه خواطرٌ **** وتحيـِّر الشعراء بغية نظمها
حينٌ تراها بسمة ً ولصفوها **** تبغي القلوب الرِّيَّ من زهَراتها
والمُطـْـلقات النار إن عبست هيَ **** فتراك تبغى الستر من طلقاتها
فجــحيمها و نــعيمـها متعاقبــا **** ن فذاك يصحب ذاك في نظـَرَاتها
والمرء صعبٌ أن يمـيِّز قصـدهـا **** من دون ما يدري حروف كلامها
والحب في العينين يبدأ نظرة ً **** تغتال قلبا غافلا بسيافها
فمـن القلـوب إلى العيون رسائلٌ **** ومن الحبيب إلى الحبيب طريقها
فالقـلب يهوى و العيون تعينــهُ **** أن يرسل الأشواق عبر أثيرها
ولها من الألوان زرقة موجةٍ **** وخضار أشجار ٍ بسحر نسيمها
عسلٌ بلون الشهد بعض جمالها **** وحلوك ليلٍ ساحر ٍ بسوادها
سبحان من خلق العيون وأبدعَ **** وأنا سأقضى العمر منشغلا بها
باسم زكريا