السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البارت العشرون
فتاة ذات شعر ابيض براق وعينين , بنيتين ,عسليتين ,تمشي وهي تخبط بقدميها على الارض غضبا .. و وجهها متجهم و علامات الغضب واضحة عليه , سمعت صوت نداء خلفها التفتت , لتجد فتاة شقراء وعينين , زرقاوتين , و معها اخرى ذات شعر , زهري , داكن , وعينين مماثلتين تلهثان بقوة وهما مقوستا الظهر و كل واحدة منهما تضع يديها على ركبتيها , من التعب , نظرت لهما بتعالٍ ثم اشاحت بوجهها عنهما للجهة الاخرى وكتفت يديها , اقتربت منها الفتاة الشقراء و قالت " هيا اياني لا تغضبي نحن نمزح فقط " ابتعدت عنها اياني قليلا و قالت " اسفة , فمزاحكم لا يعجبني " اقتربت منها ذات الشعر الزهري و قالت بإبتسامة جميلة " ما خطب مدللة فريقنا " نفخت اياني خديها و قالت " غاضبة " قالتها و همت بالمغادرة الا انها توقفت , احست بدفئ جسدها وهي تضمها اليها بقوة فقالت بدهشة وصدمة " س .. ساكورا " اجل عانقتها ساكورا واحاطت ظهر اياني بذراعيها وكأنها تمنعها من الرحيل ,و همست في اذنها قائلة " لا تغضبي , مهما كنت ومهما كانت صفاتك جيدة ام سيئة ستضلين صديقتنا اياني , ولن أتخلى عنك ابدا " دمعت عينا اياني وملامح الصدمة قد كست وجهها الجميل , ولم تشعر بنفسها الا وهي تبادل ساكورا عناقا حارآ , دمعت عينا الفتاة الشقراء وهي ترى منظرهما الرائع ذاك , ثم قالت محاولة اضفاء نكهة المرح على اللحظة " هيا توقفا , انا التي غرت الان " ابتعدا عن بعضهما و التفتتا اليها ضحكت ساكورا و قالت " ههههه جربي شعوري ليان " ابتسمت اياني و قالت بغرور " بالطبع ستغار فلا احد يحضى بعناق مني الا المقربون " صاحت ساكورا وليان يصوت واحد " مغرورة " .
يتجول في اروقة الثانوية . و قد رسمت على وجهه الوسيم ابتسامة ساحرة , و هو يتذكر شجاره معها , كم يحب اغاضتها , و كم تبدو جميلة و هي غاضبة ومنتفخة الخدين , هذا ما كان يفكر به الفتى ذو الشعر والعينين البنيتين , وبينما و هو يسير , اذا به يصل الى حديقة الثانوية لتقع عيناه على اشجار الساكورا , صاحبة الزهور الوردية الجميلة التي تزين الاجواء , خصوصا في فصل الربيع , فتتناثر في الهواء مضفية جمالا خلابا على الحديقة , تذكر عندما قالت له بان اسمها ساكورا , " جميلة , جميلة جدا و ... فاتنة " هذا ما نطق به و هو يهم بإكمال مسيره الى ان اوقفه صوت من الخلف يقول " هيه كين توقف " التفت ليجد فتى وسيم ذو شعر ازرق كما هو الحال بالنسبة لعينيه ثم قال " ما الامر ليو ؟ " نظر له ليو و قال " التقيت بالمدير و قد طلب مني ان تذهب اليه حالا لاكمال تسجيلك هيا اذهب بسرعة " ابتسم كين ممتنا و قال " شكرا صديقي , اراك لاحقا " و ذهب مسرعا , صرخ ليوناردو قائلا " اسمع كين عندما تنتهي سنلتقي في مكاننا المعتاد " التفت اليه كين و قال بصوت عالي كي يسمعه ليو " حسنا .. " وذهب , اما ليو فقد غادر متجها للصف قبل دخول المعلم .
وقفت امام الباب , يبدو عليها التردد , هل تطرق الباب ام لا , اتخدت قرارها و طرقت الباب طرقات خفيفة , سمعت بعدها صوتا يقول " تفضل ", امسكت مقبض الباب وادارته , دفعت الباب قليلا , دخلت وبسرعة اقفلته , استدارت لتبتسم بسخرية عند رؤيتها للفتى صاحب الشعر والعينين البنيتين , الذي بادلها ابتسامة ساحرة وهو يجلس على مقعد مقابلا لمكتب يترأسه رجل قد ادى الزمن مفعوله على وجهه من تجاعيد و تقوسات في جبينه , تجاهلت ابتسامته تلك و التفتت الى المديرالذي قال لها " انسة اياني صحيح ؟ " اومأت له اياني بالايجاب و قالت " اجل " قال " تفضلي بالجلوس " واشار على مقعد بجانب الفتى الذي ينظر لها بتمعن , نظرت الى المقعد وذهبت اليه وجلست بأدب , و اتجهت بنظرها الى المدير الذي ظل يحدثهم عن قوانين المدرسة وكيفية التعامل مع اعضائها وضرورة الالتزام .... الخ من التفاهات كما كان كل واحد من كين واياني يقول في نفسه .
" واخيرا الحرية " هذا ما قالته اياني عند خروجها من مكتب المدير بعد ان اتمت كل مطالب التسجيل و وقعت على كل الاوراق اللازمة , تأفف كين و قال بضجر " يا له من مدير ممل اصابني صداع بسبب ثرثرته" و وضع يديه على راسه محاولا ايقاف الالم الذي ألَّم به , ضحكت اياني و قالت " معك حق " لكنها انتبهت عليه و هو يتألم من الصداع , قلقت عليه , اقتربت منه وقالت " كين هل انت بخير " نظر اليها كين و قال بتعب " لا شيئ فقط صداع " اقتربت منه اياني كثيرا , خجل كين من قربها الشديد منه , وضعت اصبع يدها اليمنى على الجانب الايمن من راسه واصبع يدها السيرى على الجانب الايسر منه ايضا , اغمضت عيناها و تنهدت بعمق , وفجاة فتحت عينيها و ضغطت بكلتا اصبعيها على جانبي راسه بقوة طفيفة , احس كين بالالم , لكنه سرعان ما رحل و معه الصداع المزعج , ابتعدت عن خطوتين الى الوراء , فقال لها وهو يتحسس راسه " كيف فعلتها ؟ اقصد مذا كان ذلك ؟ " ابتسمت له اياني و قالت " انها احدى مهارات عائلتي نثوارثها ابدا عن جد وجيلا بعد جيل " استغرب كين كلامها لكنها ابتسم و قال بإمتنان " شكرا لك لولاك للازمني هذا الصداع طوال اليوم الى ان انام " ابتسمت و قالت " العفو , هذا واجبي ", ثم التفتت مغادرة و قالت وهي تشير يدها بمعنى الى اللقاء " وداعا يا عيني القطة " و اختفت عن الانظار , إبتسم كين و قال " يا الاهي , انها لا تستسلم ابدا " و غادر هو الاخر الى حيث اتفق مع ليو .
تجلس بعجرفة على ذلك المكتب الفخم في تلك الغرفة المترفة التي يطغى عليها اللون الاسود القاتم , واضعة ساقاُ على ساق , تداعب ذلك الغراب ذو العينين البلوريتين , الحمراوتين , التفتت الى ذلك الفتى ذو الشعر البني اللامع , والعينين البنيتين الجميلتين , صاحب بشرة قمحية تميل للبياض , ناسبها الزي الاسود الذي يرتديه , ليبرز مدى وسامته , قالت له المرأة صاحبة الشعر , الاسود , القصير , صاحبة الرداء الاسود الطويل , " أليس لديك عمل سوى ملاحقة جيك " ابتسم الفتى و قال بلامبالاة " هه , اريد فقط ان كان سيتغلب حقا على العين الحمراء , التي عجزت حتى انت عن التغلب عليها " ابعدت المراة وجهها عنه و التفتت الى ذلك الغراب و قالت بغموض " لقد اخبرني الغراب ان الجزء الاول من خطته قد نجح و لم يبقى لجيك سوى القضاء عليها " استند الفتى على الاريكة ومد ذراعيه حولها , واغمض عينيه و قال " انت لن تدعيه يقتلها صحيح , فأنت ما زلت تحتاجينها " ابتسمت المرأة بخبث , و قالت " فلنأَجل هذا لحين اكمال جيك الخطة , واحضاره لها لي " نظر الفتى الى ابتسامتها و ابتسم ابتسامة جانبية و كأنه عرف نواياها و قال " كم انت خبيثة يا عمتي , خبيثة جدا " التفتت اليه وابتسمت ابتسامة لا خير فيها ابدا .
انتهى البارت العشرون اتمنى يعجبكم
الاسئلة ؛
1- ما رأيكم بالبارت ؟ و هل اسلوبي في الكتابة يناسب نوع القصة ؟ ( بدون مجاملات )
2 - هل ستنجح خطة جيك في الامساك بساكورا حقا ؟
3 - وما هي نوايا المراة الشريرة ؟ ومن الفتى الذي كانت تتحدث اليه ؟
4 - مذا يخبئ القدر لساكورا وصديقتيها ؟
ودمتم بامان الله ورعايته