عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-31-2011, 03:48 PM
 
قصة فتاة لاتعرف المستحيل

المقدمه
**أسمهان **
فتاة جميلة مهذبه ُمرَهفت المشاعر طيبة القلب لم َتسنح لها فرصة الحصول على شهادة دراسية تؤهلها لوظيفة مناسبة لها مثل أقرانها ولم َتهجر شقة أختها ِبمحظ إرادتها ِبتلك الليلة المُمطرة وهي إتخذتها ملاذاً لها َبعد وفاة والديها لكن ثمالة وقسوة زوج أختها هو الذي أرغمها على ذلك حينما رمى بها قسراً خارج باب شقته لكونها لا ترتضي لإختها أن ُتضَرب ِبقسوة أمامها َبعد أن َبدد َترِكة والِداها .
و من جراء ذلك المطر المنهمر إبتل ملبسها وهي تسير بوحشة شارع مظلم .أشفق عليها ( شكري) فأوقف سيارته فإستقلتها بعد أن َعهِد إليها بميثاقهً الى الله أن لا يمسسها بسوء. فإتخذها من بعد مربيتاً لطفليه (مراد و رنا).
وبعد مرور أيام معدودة بسبب ثمالته في لليلة سوداء جعلها تندب حظها فأخرجها هو الآخر من بيته بعد ساعات الصباح الأولى لكي لا تعلم زوجته عن فعلته حين عودتها الى بيتها وكذلك حفاظا ً على ماضي عائلته الثرية العريقة .
لقد زود أسمهان بورقة كتب عليها عقدهما العرفي ومبلغ من المال الذي لا يساوي ما يختلجها من إحباط وحسرة ِلمَا آل اليه حالها .
الأرض التي وطئت عليها قدميهامن بعد أصبحت وبال عليها حينما أتهمت زوراً وعدواناً بجريمة قتل صاحب المعمل هنداوي وهي لم تقترفها .. حينما أرتقى (شكري) الى منصب قاضي أول محكمة الجنايات .


* فهل تيقن من أسمهان قبل أن يصدى صوته قاعة المحكمة فنطق عليها بالحكم المؤبد .*.
*و ما هي الفترة التي قضتها أسمهان خلف قضبان زنزانتها*
* وهل ستتمكن أن تجد من ينصفها بعد أن تقتص العدالة من الرأس المدبرلتلك الجريمة . شاهدة الزورالعاملة (صبيحة) التي أرتقت الى بحبوحة حياةجديده من جراء عمل زوجها (عنتر) الساعد الأيمن لزعيم عصابة المخدرات(جدعان ) الذي إختصهم بعطاياه الوافرة وهرب من سجنه وفق خطة محبكة قتل على إثرها عنتر وكوكبتاً من رجال الشرطة.
فإنتفظت بعدها (صبيحة)من بين غبرت ماضيها لتبدي معونتها لزعيم العصابة( جدعان) لتشد من أزره ليحقق مأربه ألا وهو الأنتقام من القاضي السابق شكري الذي عهد إليه بعهدها بوزارة العدل وأقيل من منصبه وفق تعديل وزاري . فإن (مراد) إبن وزير السابق يحمل نفسه وزر لهوه ولم َيعد المتهافتات عليه بحلم جميل وفي َمكان العمل والرزق ُيخيل إليه ممن َحوله أخوات وهو لهن عوناً بعد الله سبحانه.
*ومن هي الفتاة التي لا تعرف المستحيل سوف نعرفها حينما نتابع أحداث هذه القصة*
مع أجمل الأمنيات لكم .والله الموفق




الشخصيات

*( عائلة الوزير)*
شكري........وزير العدل
نزهت.........زوجته
مراد..........أبنه
رنا........... أبنته

*( محلات مراد شكري للابسه النسائية الجاهزه)*
البائعات ........*هدى * سناء * نوال * إلهام *

*(عائلة صبري )*
صبري.......... تاجر خشب
طارق............أخيه
فوزيه........... زوجة صبري
نوال............. أبنة فوزيه بالتبني


*(أسمهان والدة .............نوال)*


*(عائلة الحاج سعفان)*
سعفان........... يمتهن الزاعة سابقاً
سعده............ الزوجه
فوزيه...........الأبنه


*(عائلة عنتر)*
عنتر............ عامل معمل طابوق _أحد أفراد عصابة جدعان
صبيحه.......... زوجته عنتر هي عاملة معمل طابوق _عشيقة جدعان
نور............. أبنة صبيحه


*(سجن النساء)*
عاليه صديقة...............أسمهان

*(من عصابة جدعان تاجر المخدرات)*
عنتر * جابر


*( عائلة الفران )*

عبد المعين........ عامل فرن (الخبز)
مديحه............ زوجته
إلهام............. أبنته


*(قيادة الشرطة)*
كامل ...........الفريق قائدالشرطة
عامر.................المقدم

*(بناية السجن)*
كمال..........العقيد الآمر مدير السجن
محي..........المقدم مساعد مدير السجن
علاء.......... ضابط برتبة ملازم


********************

*(الفصل لأول)*

*(عائلة الوزير شكري بهجت)*
بيت كبير حديث بنائه حديث عهده ذو طلاء أبيض والقرميد الأسود والأحمر المرصوفة فوق نوافذه أضافت إليه َجمالاً وسحراً يأخذ الأبصار . يتوسط حديقةً جميلة وكبيرة يحيطها ذلك السور العالي الذي تتوسطه بوابةً حديدية ً كبيرة .فمن الخارج لا تتوقف الحراسة عنه من ِقبل نقطة حراسة الشرطة.ومن داخله يجلس رجل مسن أفنى عمره بخدمة هذه العائلة متخذاً لنفسه متكئاً قرب تلك الوابة. وسيد المنزل (شكري) الذي يبلغ الخامسة والستين من العمر تدرج بأستلام مسؤوليات بمناصبه العليا في وزارة العدل حتى وصل قاضي أول في محكمة الجنايات والى منصبه وزيراً في آخر المطاف .
صالة بيتهم كبيره تحوي على ثلاث نوافد كبيره تطل إحداها على حوض السباحه والستائر الكبيرة ذات اللون الوردي المذهب يتألق بريقها مع النقوش المغربية لسقف تلك الصالة وهناك العديد من الصور الزيتيه بمختلف أنواعها معلقة على كل حائط تلك الصالة التي تعانق ألوانها الزاهية روعة التحف القديمة المتمثلة من تماثيل ذات تشكيلة معبرة ُتحاكي جمال نحتها الماض زهوا إطلالة الحاضر وضعت عند أركان هذه الصالة ذات الأثاث الباهض الثمن .وتلك النقوش المغربيه نقشت في سقف جميع ُغرف بيت (شكري) وهو في هذا الوقت إتخذ لنفسه متكاءً في صالة بيته بيده كأس الخمر يشرب منه والسكارة الباهضة الثمن بيده الأخرى أقبلت إليه زوجته (نزهت) (التي تقارب الخمسين من عمرها) فجلست بجانبه وهو يتابع نشرة الأخبار .
قالت نزهت
_ حبيبي لم تخبرني عن نتائج التحاليل التي أجريتها اليوم في مستشفى الطبيب أدمون ألم ينصحك بالكف عن تناول المشروبات الكحوليه ..

أجابها شكري
_ نعم حبيبتي نصحني بذلك وهذا أول ما تفوه به حينما ذكر لي المحضورات التي يجب أن أتجنبها ..هذا هو حال جميع الأطباء يودون الناس الإتزام بأدق التفاصيل فإني لم أعاني من شيء وها أنا في أتم صحتي ....(قالها مبتسماً يضرب بكلتا كفي يداه على صدره )..


*********
قالت نزهت
_ وما بال ذلك الألم الذي ينتابك بين حين وحين في قلبك لا بد لك أن تلتزم بنصيحة الطبيب أدمون ..
مازل شكري يشرب الشيء القليل من كأسه وهو يتابع نشرة الأخبار الساعة العاشرة مساءً وبعد أن سرد المذيع ما في حقيبة الأخبار توقف ونظر جانباً وهو يستلم ورقة خبر جديد..
أجابها شكري
_ يا حبيبتي لا يوجد شيء في الدنيا أبغضه بقدر الدواء لكن ماهذا الذي سيقوله المذيع ..
قال المذيع ..
_ سيداتي سادتي جائنا للتو التعديل الوزاري الصادر من ديوان مجلس الوزراء تضمن مايلي يعفى السيد وزير العدل(شكري بهجت الأورفلي) من منصبه ويعين بدرجة مستشار بنفس الوزارة أو يخير بالتقاعد .ويعين بدلاً عنه السيد حكمت البدران .وذكر التعديل الآخر لوزارة الصحه .

غضب شكري مما سمع وهو يرمي بكأسه الى الأرض ونهض قائلاً لزوجته
_ لم يمض على أستلام منصب وزير العدل سوى سنة واحده وهاهم أقالوني في هذا الخبر المشؤوم .

وخادمته (كريمه) هرعت لتنظف أرضية الغرفة من الزجاج المتناثر .فحاول أن يفرغ غضبه وهو كالبركان حين يقذف بحممه فرمى بقنية النبيذ هي الأخرى فتناثرت على مقربة من هذه الخادمه التي صرخت خائفةً متفاجئة من فعلة سيدها وبفزعها تركت المكان ودخلت مطبخ البيت ثانيةً .خرج شكري الى حديقة منزله .
وأبنتهم (رنا) تقارب الثانية والعشرين من عمرها طالبه جامعيه و أخوها (مراد) (وهو يقارب الرابعة والعشرين من عمره فشل بتكملة تحصيله الجامعي من جراء لهوه ) .في هذا الوقت كلاهما يلهوان في نادي الرقص. مراد يراقص فتاةً وأخته تراقص شاباً على أنغام موسيقى (الدسكو الغربيه) .


خرجت نزهت لحديقة المنزل لتجلس مع زوجها (شكري) وهي تحاول مواساته لتطفيء نار غضبه قائله .
_هون على نفسك حبيبي أنت تعلم الغضب والتوتر الشديد يضر بصحتك أغشى عليك منه وأنت بهذا العمر .. ألم ينصحك طبيبك بعدم الأكتراث مهما حصل .
أجابها شكري
_ سوف ترين نقطة الحراسه الموجوده في الخارج سيرفعونها عند الصباح وحينها أصبح مواطن عادي أقف وأنتظر مثل غيري لأستلم راتبي التقاعدي .

(والخادمه أنتهزت الفرصه بهذا الوقت لتخرج من مطبخها لتنظف أرضية الصالة من الزجاج المتناثر).

أجابته زوجته( وهي تمسح بيدها على شعر زوجها )
_ولكنهم أعطوك حق الأختيار بين هذا وذاك . يا حبيبي .

فدفع يدها عن رأسه وهو يقول غاضباً
_ ما هذا الهراء فهل أرضى بدرجة من أقل منصبي وزيرا للعدل فقد كنت من قبل مستشار وبعدها منصب وكيل وزارة العدل والآن أرجع الى ما كنت عليه سابقاً ومن القمة أنزل الى الأسفل ما هذا الذي تقولينه .
زوجته قالت مع نفسها
_آه ما سيؤل عليه حالي لو أتى الآن مراد وهو في حالة سكره كعادته أظن أباه سوف يصب غضبه عليه ) ..
وخرجت من صمتها عسى أن تتدارك ما سيحصل نهضت من كرسيها المقابل لزوجها ووقفت بجانبه وهو مطأطيء راسه الى الأرض وواضعا كلتا يديه على جانبي خديه.
قالتً زوجته
_ يا حبيبي أعلم إنك غاضب الآن أرجو أن تهدء من روعك تعال معي لننام.

وبعدها قبلت رأس زوجها وأمسكت بيده اليمنى وهي تحاول أنهاضه من كرسيه فأستجابت نفسه المضطربة لحنان زوجته وكظم شيئا من غيضه فنهض من كرسيه وسار مع زوجته على أرضية العشب الأخضر . وحينها دخلا بيتهما وصعدا لغرفتهما في الطابق الأعلى. وبعد أن تيقنت من نوم زوجها نظرت للساعة القريبة منها وهي تقارب الواحده بعد منتصف الليل أنسحبت بحذر من سريرهما ونزلت السلم وهي خالعةً خفيها لكي لا تصدر صوتاً يوقض زوجها حتى وصلت الطابق الأرضي وخرجت لحديقة المنزل فجلست تنتظر لفترة قصيرة ونهضت من مكانها حين فتح الرجل العجوز بوابة السور على صوت منبه سيارتين قادمتين .أحداها سيارة إبنها مراد وهو في حالة سكره وصديقته هي من تقودها وهو بجانبها يغني والأخرى سيارة ذلك الشاب الذي يصحب أبنتها (رنا) وصوت الأغنية بلغتها الأجنبيه بصوت عال تصدر من جهاز تسجيل لسيارته .فنزلت (رنا) من تلك السياره والفتاة نزلت من سيارة أخيها بعد أن أوقفت السيارة جانباً ومراد نزل من سيارته هو الآخر وجلس على البساط الأخضر لحديقتهم .و صديقة مراد أستقلت سيارة ذلك الشاب وهم بدورهم يضحكون بصوت عال وهم يشيرون الى مراد
قائلين
_ ألم نقل لك أن لا تفرط بالشرب يامراد أم تحسب الخمرة تشفق على معدتك ولم تثملك .....أنت واهم ياحبيبي .
فأقبلت إليهم (نزهت ) وهي تقول
_ أغلقوا جهاز التسجيل اللعين وغادروا بيتنا حالاً .

وعندها تحركت سيارة ذلك الشاب والفتاة بصحبته وغادروا بوابتهم بسرعة. و رنا أغتاضت وهي تقول لأمها
_ لما تكلمي أصدقائنا هكذا .

فأمسكت والدتها بكتف إبنتها المتعري وهي تقول
_ أصمتي أنت وأنظري لأخيك المخمور و أبيك أصيب بصدمة بسبب أقالته من وزارته .
أجابها إبنها المخمور (مراد) وهو يضحك
_سوف يسلمونه غداً منصب رئيس الوزراء .

فحاولت أمه مساعدته على النهوض فسحبت بيده من جهه وأخته من الجهة الأخرى وساعداه على المسير وأدخلاه البيت وهو يغني
_ (هو صحيح الهوى غلاب ما عرفش أنا *لكوكب الشرق أم كلثوم ).

منعته أمه من الغناء وهي تضع يدها على فمه لكي لايصدر صوتا يزعج والده وهو نائم ويحدث ما لا تحمد عقباه .
وأدخلاه غرفته ووضعاه على سريره بعد أن حررت قدميه من حذائه وسحبت الغطاء عليه وهو مستلق على سريره . وبعدها ذهبت (لأم و أبنتها ) كلاً منها الى سريرها .





**********
نقطة الحراسه تغادر بيت الوزير
وعند الصباح تم سحب نقطة حماية الشرطة من باب الوزير . وحين أقبلت مديحه( الخادمه) (وهي تقارب نهاية الأربعينات من عمرها )تفاجئت وهي لم ترى نقطة الحراسة المشددة على باب سيدها سوى ذلك الرجل المسن الذي حيته بتحية الصباح حين فتح لها البوابه . فدخلت من جهة الباب الخارجي للمطبخ فوجدت صديقتها التي أمست الليلة الماضية مع تلك العائله (كريمه) تعد إفطار العائله .
فقالت مديحه
_ ماهذا الذي أراه الحراسة أزيلت عن البيت ما لذي حصل .

أجابتها كريمه
_ لم تعلمِ ما حصل ليلة أمس سيدنا الوزير (شكري) جن جنونه وهو َيسمع بخبر إقالته من َمنصبه فكادت زجاجة الخمر التي رمى بها أن تصيب رأسي لولا لطف ربي وتهشمت على مقربةً مني على الأرض وأنا أحاول إزالة الزجاج الُمتناثر من كأسه الذي رماه سابقاً والآن أستلمي مهامك...........( قالتها وهي تخلع صدرية المطبخ وتعلقها).

وأرتدت مديحه صدريتها وودعتها كريمه وغادرت . ونقلت مديحه مستلزمات الأفطار على المائده .
شكري نهض من فراشه ووقف قرب نافذة غرفته وزوجته أستيقظت هي الأخرى من نومها وهي تنظر لزوجها .

فقال شكري
_أرأيتي ألم أقل لك سوف يسحبون نقطة الحراسه عن بيتي .

أجابته زوجته ...وهي تترك سريرها وتقف على مقربة منه
_ لا عليك ياحبيبي ....(قالتها وهي تقبل وجنتيه )
وأضافت قائلةً
_ نحن والحمد لله في أحسن حال ونملك ما يكفي من عقارات وأرصده في البنوك لسنا بحاجة لراتب الدولة.

أجابها شكري
_وماذا أفعل إن رفضت منصب المستشار سوى أن أحال على التقاعد والجلوس معك في البيت .

فقالت زوجته
__ وِلمَ لا فأن لبدنك عليك حق لقد تعبت بما فيه الكفاية ً بمعترك السياسة والمنصب وهناك الكثير من المشاريع عرضها عليك أخي لتقيمها على أرضك ولكنك كنت مشغولاً بمهامك .
أجابها
_ دعي هذا الأمر الآن ....(قالها وهو يذهب لحمامه المطل على غرفتهما) .

طرقت مديحه (الخادمه) باب غرفتهما وهي تقول
_أعددت الأفطار سيدتي .

أجابتها (نزهت)
_ نعم شكراً أذهبي الآن ..........( وباب غرفتهما مازال مغلقًاعليهما) .
وصحبت الزوجه زوجها ليتناولا أفطارهم وأبنتهم (رنا) بملبسها الجامعي سبقتهم لتلك المائده .
فقال لها أبوها
_ أين أخاك ألم يستيقظ بعد .

فنظرت رنا لأمها... فقالت نزهت لزوجها
_حين يستيقظ يتناول أفطاره وحسب ظني إنه مرهق من التعب .

أجابها زوجها
_ تَعِب بماذا بلهوه في َنوادي الرقص وقد بلغ الآن الرابعة والعشرين من عمره وهو لايزال مراهقًا وأقرانه ينفقون على عائلاتهم وحتى متزوجين ولهم طفل أو طفلين .
فقدمت نزهت الشاي أمام زوجها...وهي تقول ضاحكةً
_ أتود أن نزوج مراد بفتاة ما ياحبيبي .

أجابها زوجها
_لا فهو لا ينفع لشيء وحتى محلات الملابس التي يديرها هل يطلعنا على نتائج عمله .
أجابته زوجته( وهي تضع بفاه زوجها الزبدة المغمسة بالعسل )
_ ياحبيبي لسنا بحاجة الى معونة مما يكسبه من عمله فهو له يتمتع به وددناه الأستقرار بهذا المكان ليقضي به وقته.
وإبنهم مراد بهذا الوقت لازال نائماً محتضنناً وسادته ولم يستيقظ كعادته حتى تقارب الساعه العاشرة صباحاً فيتناول أفطاره بغرفته ويغادر بيته وحين وصوله لمحلاته يجد عاملاته البائعات ينتظرنه ليفتح لهن باب محلاته ليدخلن ويباشرن بعملهن. ولكن رنا واظبت على تعليمها الجامعي وتحاشت الخروج للهو خارج منزلها بساعات المساء المتأخرة كسابق عهدها.

*(محلات مراد شكري للألبسة النسائية الجاهزة)*

يقع ضمن منطقة تجاريه راقية ويتألف من طابقين .الطابق الأرضي خصص لبيع الملابس النسائية بمختلف أزيائها العالمية .أما الطابق الأول تم تخصيصه لملابس الفتيات اللآتي يقارب أعمارهن السادسة ولغاية الخامسة عشرة سنه .والبائعات يتناوبن في عملهن وبفترة الوجبة الصباحيه تعمل ست فتيات ومن ضمنهن المحاسبة التي تتخذ لنفسها غرفةًً زجاجيه تستلم ثمن الملابس التي تباع من المحل عبر نافذةً أعدت لها .
وبائعات الوجبة المسائيه يبلغن خمس فتيات يستلمن عملهن من الساعة الثالثة عصراً وحتى العاشرة مساءً .وثلاث منهن طالبات جامعيات ليعن أهلهن من ريع عملهن . وليرفعن كاهل مصاريفهن الدراسية عن أهلهن .
وهما إلهام ذات الثانيه والعشرين ربيعاً (وهي أبنة مديحه وصيفة عائلة مراد) .وسناء وهدى يقاربن عمرها .ويتناولن غدائهن في نادي الطلبة الجامعي بمشاركة زميلتهن التي يحبنها نوال .
ويستبشر صاحب العمل(مراد) حين يرى بائعاته يجدن التحاور مع السواح الأجانب لكونهن يجدن اللغه الفرنسية والأنكليزيه وهذا من صميم تعليمهن في كلية اللغات .

ومن الفتيات الواتي يعرفن مراد منهن تدفع قيمة نصف ما تتبضعه ومن يعتبره مراد لهن هدية حين يجلسن يتسامرن ويضحكن معه بغرفة أدارته ( وإلهام البائعه تتمزق غيضاً منهن ).
وعلاوةً على ذلك فهو يدفع بين الحين والآخر فاتورة أمسية صديقاته وأصدقائه الذين يمرحون على حسابه مع بعض ما يخسره بين الحين والآخر على طاولة القمار. ورغم هذا فأنه رجل ناجح بتعاملاته التجاريه ولو أحسن الأنفاق مما يأتيه لأصبح لهو شئناً آخر.
و في هذا اليوم قبل خروج مراد ألقى التحية على صديقات والدته وقبل وجنتي إمه أمامهن ولم يلتق بوالده حين خرج من البيت هذا اليوم متوجها لمحلاته لم يتذكر شيئاً مما قالته أمه بخصوص والده (أقالته من وزارته) وهو لا يعي مما أخبرتة به الليلة الماضيه بسبب سكره . ولكنه علم من أحد أصدقائه (عامر) حين زاره وبيده جريده وقرأ عليه ذلك الخبر .فتفاجيء مراد مما سمع
وقال لصديقه
_ أبي لم يمض بوزارته سوى سنة واحده .
قال (عامر) _ هذا هو حال رجال السياسه لا يعلموا متى يهوون من القمة.......( قالها ونهض من مكانه )
ونظر من الشباك الزجاجي المطل على المحل وأضاف قائلا ..
_ يامراد إنك محظوظ وأنت تشاهد من متنفسك هذا الجميلات وهن يتبضعن ملابسهن...( وعيونه ترصد الفتيات اللواتي يخترن ما يناسبهن )
_ وكذلك عندك بائعات جميلات... آه هذه البائعه كم هي جميلة ما أسم هذه... (قالها وهو يشير الى ألهام المشغوله مع زبونتها ) .

أجابه مراد..
_ أعلم يا صديقي هذا مكان رزق وليس بنادي ليلي والأماكن التي ترتادها أنت .

قال عامر..
_ وقلبك لا يستلطف أي من بائعاتك يا مراد (قالها وهو يضحك) .

أجابه مراد
_ أعلم أيضا يا صديقي حين أقبل الى عملي هنا أكون شخصا آخر غير الذي تعرفه وما أرى الفتيات اللواتي عندي سوى أخوات وهن أمانةً برقبتي هذا هو أحساسي أتجاههن ........ (قالها وهو جالس على كرسيه أمام مكتبه ويلاعب قلمه بيده اليمنى)
ولم يمكث عامر مع صديقه بعدها ألا قليلا وغادر مودعًا من مراد .









***************
*(الفتيات ينازلن شتاة القوم)*

وعند أقتراب العاشرة مساءً يتسلم مراد النقود وقائمة البيع من محاسبته المسائيه فيضع منها بخزنته ومنها يضعها بجيبه .فتخرج البائعات ويغلق محلاته بيده ويستقل سيارته مودعاً من قبلهن . وفي أمسية هذا اليوم والفتيات (البائعات) الخمس معاً يتحدثن ويضحكن فقالت الفتيات الجامعيات الثلاث (ألهام وهدى و سناء ) للفتاتين الأخرتين
_ الآن وصلنا لمفترق الطرق تصبحن على خير .

والفتاتان تلك توجهتا لطريق آخر . والفتيات الجامعيات ركبن حافلة نقل كبيره وبعد فتره نزلن فأصبحت (هدى ) على مقربةً من العمارة التي يسكنها أهلها وعندها وَدعت صديقتيها (إلهام و سناء) . وقبل أن تصل عمارتها
وقفت قربها سيارةً حديثه يستقلها ثلاثة من الشبان. فنزلوا وهم سكارى يقولون
_ أبهذا الليل تتجول هذه الحمامه آه كم هي جميله وهم يحاولون سحب (هدى) لسيارتهم وهي تصرخ وتستغيث
_دعوني وشأني اليس لكم خوات ياناس ساعدوني .

إما صديقتيها سناء وإلهام كانتا تراقبان صديقتهن ولم يغادرن حتى تدخل عمارتها وحين رأين هذا الموقف هرعن أليها. حيث تدربن على القتال الأعزل وحصولهن الحزام الأسود آتت ثماره حين أشبعن أولئك الشبان ضربًاً ولم يستطع أي واحد منهم النهوض عن الأرض وبذلك أنقذن هدى من مخالب أولئك الذئاب .
وهدى تبكي وهي تحاول سترنفسها بقميصها الممزق ومرتميةً على صدر صديقتها (ألهام) .
فقالت لها ألهام وهي تقبل رأسها
_لا تبكي ياحبيبتي هيا لندخلك العماره ولا نغادر حتى نوصلك الى شقتكم بأمان .
فقصدن الفتيات السلم وألهام تساعد صديقتها هدى على صعود السلم بطابقيه الأول والثاني
فقالت هدى..( وهي تمسح دموعها بيديها وبعدها أشارة لصديقتيها الى باب شقتهم )
_ هذه شقتنا .
طرقت الهام باب تلك الشقه وعندها فتحت باب الشقه والدة هدى (مرتديةً حجابها الأبيض ونضارتها الطبية ذات السلسلة المتدلية على صدرها ( تقارب الخمسين من عمرها )
قالت أم هدى
_ من أبنتي هدى ما هذا الذي أصابك من فعل بك هكذا جاوبيني....( قالتها وهي تمسك بيد أبنتها وعيونها تنظر بإستغراب لصديقات أبنتها .

حينها أرتمت هدى تجهش ببكائها على صدر أمها.
أجابتها الهام
_ لا عليك ياخالتي لقد أنقذنا حبيبتنا هدى من أولئك الأوغاد كادوا يختطفونها بسيارتهم ولكنا أشبعناهم ضرباً لكي لا يفعلون فعلتهم المشينه مع فتاة أخرى من بعد ................(قالتها وهي تمسح بيدها على رأس صديقتها هدى) .

وسناء هي الأخرى قبلت رأس صديقتها هدى وهي تقول
_ كفى حبيبتي بكاء أنت الآن بخير .

وفي ذلك الوقت تراجعت هدى عن صدرأمها وهي تمسح دموعها وتقول
_ الحمد لله الذي جعلني أرى أمي ثانيةًًً وشكري وأمتناني لكما لولا تواجدكما معي لأصبحت فريسة لهؤلاء الأنذال .

حينها قالت أم هدى( وهي تحاول غلق الباب)
_ ياحبيبتي لقد أنقذتن أبنتي لا أعلم ماذا أجازيكن هيا أجلسن لتتناولن عشائكن معنا لم تتأخرن سوى ساعة واحد .
أجابتها سناء
_ شكراً خالتي نود أن نصل ساعه قبل الأخرى نحن تعبنا كما ترين ياخالتي لليل وحشة لأهلنا هم يترقبون عودتنا.. بوقت آخر نأكل من يدك الجميلة ما الذ وطاب نستودعك الله يا خالتي........ (قالتها وهي تقبل رأس أم هدى ).

فقبلت أم هدى رأس كل من الفتاتين وهي تقول
_ماذا أقول ياحبيبتي هذا بيتكما تأتيان إليه متى شئتما أنا أمكم أيضاً .

التفت الفتاتان الى باب الشقه وفتحنها وهن يقولن
_ تصبحين على خير خالتي .
وغادرتا مودعتان من قبل أم هدى . وسارت الفتاتان حتى دخلتا شارع فرعي به مقهى ومطعم شعبي ومحلات بقاله .
فقال أحد الجالسين على قارعة الطريق لتلك المقهى وهو ( دوما ) ( وهو في عقده الثالث ) لصديقه الجالس معه (عطا)( وهو يقارب نفس عمره)
_ أين يعملن ليرجعن كل يوم بهذا الوقت .

أجابه عطى
_في النادي الليلي إما يفتحن زجاجة الخمر للزبائن أو راقصات .

والفتاتان ( سناء و ألهام ) يسمعان مما يقال بحقهن فتنظر أحداهن للأخرى ولا يجيبون الذين يضحكون ويسخرون منهم .
حتى دخلت الفتاتان كل منها للعمار التي تسكنها على ذلك الشارع .

قال (دوما)
_ أليست الفتاة التي رأيتها ألهام أبنة مديحه زوجة الفران .

أجابه عطا
_ نعم وكم هي جميله وأمها أيضاً ولا أعلم أين تقضي أمها يومها حين تغادر بين صباح وصباح .

أجابه دوما وهو يضحك
_ ألا يكفيها الليل لكي تقضي بقية يومها مع زبون .

فقال عطا
_ أليست لنا المهارة بدخول الشقق حين نسرقها .

أجابه دوما
_أفصح مالذي ترمي اليه .

قال عطا
_ لندخل شقة ألهام حينما تكون أمها مشغولةً ذلك اليوم مع زبونها الولهان .... (قالها وهو يشرب من نركيلته ) .

أجابه دوما
_ الآن فهمت أفكارك الشيطانيه و ِلَمَ لا فأمها ليست الليلة معها لقد رأيتها عند الصباح حين غادرت ولنقضي أمسيتنا هذه ضيفين خفيفي الظل معها وندخل إليها من السلالم المؤديه لمطابخ الشقق وعندها ندخل من مطبخها ....(قالها وهو يضحك مع صاحبه) .

وفي هذا الوقت كانت ألهام قد أبدلت ملابسها ووضعت طعامها على الموقد وبعدها تناولته وهي تنظر لجهاز التلفاز الذي أمامها وأمها( مديحه) في مناوبة خدمتها لتلك العائله (شكري).
وبعدها فتحت كتابها وقرأت منه وقد غلب عليها نومها وهي مستلقيةً على سريرها .وغرفتها مضائه وكتابها على وجهها وصورتي بطل القتال الأعزل الصيني (بروسلي ) ملصقة على جدران غرفتها وكذلك صورة مراد من بينها .

تهاوت أمنية الذئبين
والساعة قاربت الثانية بعد منتصف الليل عندها صعد الذئبان (دوما و عطا) السلالم المؤدية لمطبخ شقتها وببراعة (دوما ) بفتح الأبواب تمكن فتحه ودخل الأثنان لشقتها والضياء الكاشف بيد (عطا) ينظر بضيائه على موجودات هذه الشقة فلم يجدا ذلك الشيء ذا القيمة والحداثةً لكي يسرقوه سوى ذلك الأثاث البسيط. ولكن خستهم أبت إلا ليعتدواعلى شرف تلك الفتاة المسكينه (ألهام ).

وتوقفا عند باب غرفتها فظرا إليها وهي تغط في نوم عميق وقد كشف عن ساقيها .فتلذذ الذئبان (دوما و عطى) من هذا المشهد المثير وكل منهما يسحب قنينة الخمرة الصغيره من جيبه فيشرب منها وهو يطيل النظر من بعد .

قال (دوما)
_ سوف أكم فمها بيدي وتأخذ أنت دورك وبعدها أنا أأخذ دوري لأطفيء نار شوقي منها وندس بأنفها المتعالي علينا بالتراب .

أجابه (عطا)
_هيا لنتقرب منها... آه منها حتى في سبات نومها تثيرني.

فتقدما منها وحين وضع (دوما ) يده ليكم فمها فزعت المسكينه (ألهام) من نومها وهي متفاجئةً بهذين الذئبان وهي تقول
_ماهذا هل أنا في حلم أم حقيقه آه منكم ياحقراء..

.وقبل أن يتدنى منها (عطا) ضربته بكف قدمها على وجهه فهوى جانباً مرتطماً بالحائط الذي وراءه .وأستطاعت أن تنهض من سريرها وأشبعت الأثنين ضرباً بما تعلمته من أسلوب القتال الأعزل آتت ثمارها أيضاً مما جعلتهما يندبان حظهما وظاقت بهم تلك الغرفة بما رحبت وأصواتهما تتعالى وصوت الأثاث البسيط الذي تهاوى من شراسة ضربها لهما حتى تركتهما قد أغمي عليهما . وتلك الأصوات الصادرة من غرفتها أيقظت الجيران من حولها وجاءوا يطرقون باب شقتها ويقولون
_أفتحي لنا الباب أفتحي مابك...
وهم على علم كون المسكينة لوحدها بتلك الشقة .
وتفتح لهم الباب بنفسها..

قال لها جارها المسن
_ مابك يا أبنتي..........( والنساء يحتضنها من هذا الموقف المؤلم ).
أجابته
_ تفضل يا عم وأنظر لأولئك الحقراء جاؤني بهذا الوقت متسللين ليعتدوا علي.. ...........(قالتها وهي تشير أليهم وهما مغمي عليهما) .

فقالت أحدى النسوه
_ من أين تسللوا وباب الشقة مغلق .

أجابتها ألهام
_ من باب المطبخ أنظري ياخاله لقد تركها الحقيران مازالت مفتوحه... (قالتها وهي تعيد أغلاقها مرةً أخرى).

وحينها حضرت الشرطة وألقت القبض على (دوما و عطا ) بعد أنهاضهما من أرضية تلك الغرفه وضابط الدوريه سكب الماء عليهما ليفيقا ووضعوا الأصفاد بأيديهما .
وعندها قال (دوما ) لصديقه
_ الآن علمت لم ألصقت هاتين الصورتين ....(قالهاوهو يشير للمقاتل بروسلي في غرفتها) .
أجابه (عطا )
_ لم أعلم للجنس الناعم كل هذه القوة والمهارة بالقتال ولم يبرحني أحد مثل هذا الضرب منذ ولدت والى هذا اليوم .... (قالها وهو يلتفت الى ألهام والشرطة تصحبهم لمغادرة الشقه لتزجهما في السجن لينالا ما أقترفته أيديهم الآثمة من عمل ضال) .
ومديحه(أم ألهام) بتلك الأثناء فزعت من نومها حين رأت في رؤياها ذئبين يودان النيل من أبنتها (ألهام) .
فقالت مديحه مع نفسها
_ ما هذه الرؤيا ياربي أنت تحفظها من كل سوء وتعينها أنا بعيدة وأنت القريب منها ياالله .
وبعدها عادت لنومها مرة ً أخرى .

وبعد مغادرت الشرطة شقة الهام هنأها جيرانها على عملها البطولي وتركوها ودخل كلٌ منهم لشقته.

فجلست المسكينة لوحدها أمام مائدة الطعام فنظرت لصورة أبيها (عبد المعين) التي أفتقدته منذ صغرها وأجهشت بالبكاء قائلةً
_ أيرضى الله هذا ياأبي لم تترك لنا ثروة نقتات منها ً تعيننا في هذه الدنيا الفانيه مت عامل فرن بسيط والآن أستكثروا علينا شرفنا .

وبعدها توقفت المسكينة من بكائها وتوجهت لغرفتها ولم تستطع فتح أي من كتبها فإستلقت مرةً أخرى على سريرها يقضةً حتى أنكشف الضياء الأول لشمس الصباح.فنهضت وأعدت أفطارها وبعد أن تناولته وأبدلت ملبسها وقرأت قليلاً من محاضراتها وهي جالسةً أمام تلك المائدة حتى حانت ساعة مغادرتها شقتها قاصدةً جامعتها .

أما والدة هدى قالت لأبنتها
_ لا تستمري بالعمل بذلك المحل وتتأخري في ساعات الليل ولولا صديقاتك حفظهن الله لتعرضت الى الخطف من قبل أولئك الأوغاد .

أجابتها هدى( وهي بكامل ملبسها الجامعي وكتبها بيدها)
_ وكيف نستطيع تأمين الدواء لأبي بين الحين والآخر و كما ترين راقدا ًفي فراشه وراتبه التقاعدي لا يكفينا حتى للمعيشه ياأمي......(قالتها بصوت خافت لكي لا يسمع أبوها قولها فيحزن فوق مرضه).
قالت أمها
_ لا تبالي ياحبيبتي من هذا الأمر سوف أجلب ماكنة خياطه وأعمل عليها وكما تريني قادرة على هذا ولا أريد سوى أن يحفظك الله ياحبيبتي من هذا الزمن الصعب .


********
أجابتها هدى
_ حسناً يا أمي سوف أطلب من صاحب المحل (مراد) بقية مستحقاتي ولم أتأخر اليوم أعدك ياأمي...
فقبلت وجنتي أمها وغادرت شقتها قاصدةً هي الأخرى جامعتها .

وبعد ساعتين من مغادرة ألهام شقتها دخلت أمها ووضعت ما تبضعته على المائده فجلست أمامها لتسترح قليلاً ثم نهضت ودخلت غرفة أبنتها لترتب فراشها إلا وترى مرآة أبنتها مهشمه وبابين من خزانة ملابسها لقدكسرت أيضا فرتبت سرير أبنتها وهي تقول مع نفسها
_ ياربي ماهذا الذي أراه من فعل هذا .

ُطرق باب شقتها وحين فتحته (مديحه) رحبت بجارتها ( أم عادل) قائلة .
_ً يا مرحبا بأم عادل هناك أمر حيرني ..
أجابتها .
_ مرحباً بك حبيبتي ..ماهو أجيبيني ..
فأدخلتها مديحة وهي تقول
_تعالي أنظري من فعل هذا بغرفة أبنتي ألهام .

فقصت (أم عادل) لمديحه ماحصل في ليلة أمس وكيف أنتهى ذلك الحدث بأبلاغ الشرطة وحضورهم بالحال وقبضوا على أولئك المجرمين ..وأضافت قائلة حقاً أبنتك يامديحه شجاعه وأستطاعت الدفاع عن نفسها .

جلست مديحه وأجهشت بالبكاء مما سمعت فقبلت (أم عادل) رأسها وهي
تقول
_ لا تبكي ياحبيبتي والله لم يستطعوا نيل أبنتك بسوء .
أجابتها مديحه
_ لقد أراني الله الرؤيا ليلة أمس أبنتي بخطر ولكني حسبت هذا أضغاث أحلام قولي لي ماذا أفعل وقد تركت أبنتي لوحدها بسبب أنشغالي بخدمة البيوت لأجلب الشيء الذي نقتات منه وننفق على أنفسنا وأبنتي رغم دراستها تعينني مما تكسبه من عملها بذلك المحل ووالدها رحمه الله مات وهو بالأجرة اليومية بذلك الفرن .

قالت أم عادل ..
_ أبنتك عندي بألف رجل لا تخافي عليها ..

وعندها نهضت مديحه وهي تمسح دموعها وهي تقول
_ً سوف أعد لك الشاي ياحبيبتي أنت ضيفتي الآن ...

فأبت جارتها ودخلت المطبخ لتعد الشاي بنفسها
وهي تقول
_أني لست ضيفه أنا أختك ياأم الهام .
أجابتها مديحه
_ ونعم الأخت يا أم عادل.
ودخلت مديحه معها المطبخ لتضع ما تبضعته به .


*(جامعـة القاهـره)*

أستاذ علم لأجتماع في هذا الوقت يُلقي ُمحاضرته لطلبة وطالبات قسم اللغة الفرنسيه ويدرج على سبورته محاضرته التي تتألف من محورين أولهما
_أصول تكون اللغات... والمحور الآخر
_دور المرأه في المجتمع المتحضر ومعاناتها في المجتمعات القبليه.
وألهام وسناء ونوال من ضمن زملائهن بتلك القاعة وهن يستمعن لهذه المحاضره .وحين تناول الأستاذ محور دور المرأه تذكرت ألهام أولئك الظالين الذين هاجموها كالذئاب البشريه لينالوا منها وهي آمنه وعلى سريرها فحزنت وهي تقول مع نفسها
_ لولا مكنني الله عليهم ما كان ليحصل لي آه لقد أشبعتهم ضرباً .
وعندها رن جرس أنتهاء المحاضره . وخرج الطلاب والطالبات من قاعتهم فمنهم من أرتادوا حديقة الجامعه.
ألهام وصديقاتها( نوال و سناء) جلسن أمام منضدة مستديرة في نادي الطلبه وقصت ألهام ما حصل لها لصديقتيها .

قالت سناء
_أرأيتي لولا التدريب على القتال الأعزل وحصولنا على الحزام الأسود ِلمَا أستطعتِ قهر أولئك الأوغاد ولأجهزوا عليك .

أجابتها الهام .
_ نعم عزيزتي ماذكرتيه الحقيقة بعينها أحمد الله الذي مكنني عليهم ..

وعندها قالت نوال
_لا تنسوا اليوم عندنا تمرين بعد المحاضرة المقبله .

أجابتها ألهام
_سوف نَحضره ياحبيبتي .

وهدى بهذا الوقت تتحدث مع زميلاتها وزميل جالس بالقرب منها وبعدها ألتفتت الى زميلاتها الهام وسناء ونوال فتركت مجموعتها وإنظمت الى صديقاتها فرحبن بها.
فقالت هدى
_إعلمن اليوم آخر يوم أعمل به معكن في المحل......... (قالتها وهي تضحك) .

أجابتها سناء
_لماذا ألم تكوني بحاجه مما يأتيك لتعيني نفسك وأهلك بالراتب الذي تتقاضيه من المحل .

قالت هدى
_ أمي هي من طلبت مني ذلك حين قالت سوف أجلب ماكنة خياطه وأعمل بها خيرا ُمما تذهبين ضحية عوزنا بيد من لا يخافون الله وإنها بحق شكرتكم ياألهام ويا سناء لموقفكم معي .

أجابتها ألهام
_ لم نعمل غير الواجب الذي تُمليه عليه َمحبتنا لكِ ياهدى .

ونهضت سناء وهي تنظر لساعتها وهي تقول
_ هيا يا نوال و يا ألهام المحاضره سوف تبدأ بعد خمس دقائق .

فودعن هدى وذهبن لمحاضرتهن .
وفي هذا الوقت أقيم َحفل َتوديع لوزير العدل السابق (شكري) بعد أن أستلم الوزير الجديد َمهام عمله وُسِلمت له هديةً تذكاريه (لشكري) أمام حشد من موظفي الوزاره حضروا تلك الأحتفاليه .
وحين أنتهاء محاضرت نوال و ألهام وسناء ذهبن للنادي الرياضي لجامعتهن ووجدن نخبةً من الطلبة والطالبات ُمتَجمعين َحول ُمدرب فنون القتال الأعزل (الكراتيه)(المدرب أحمد يزيد قليلاً عن عقده الثالث متوسط القامه ضعيف البنية قليلاً) بملابسهم الرياضيه.

فقال المدرب (أحمد) وهو ينظر للفتيات الثلاث
_ الآن أصبح العدد خمسة عشر هيا ياسناء ويا نوال ويا ألهام أبدلن ملابسكن لتتهيئن مثل الباقين لتمرين اليوم .

وبعد أن أرتدت الفتيات الثلاث ملبسهن الرياضي وأنضممن الى باقي المتدربين.

قال المدرب(أحمد)
_ لكون الجميع من َحَملة الِحزام الأسود في فنون الِقتال الأعزل (الكراتيه ) تمريننا لهذا اليوم كيفية الإجهاز على الَخصم وهو َيحمل سلاحًً حتى ولوكان مثل هذه الحربه التي بيدي فلنبدء التمرين . . سوف أختار واحد ِمنكم ..نعم أنت يا أبراهيم.... ............(قالها وهو يشير اليه) .

أجابه أبراهيم
_ أنا ... (قالها وهو ينظر الى من يجاوره) ..

قال المدرب
_نعم أنت تقدم أمسك هذه الحربه ....

حينها تقدم إليه قال المدرب
_هيا هاجمني بها ..

وعندها أوضح ما هو الغرض من هذا التمرين أمامهم وبعدها بدأ بتمرين آخر .








************
*(الفصل الثاني )*

*(مقاضاة البراءة بالعقوبه )*

وعندما رجع الوزير السابق (شكري)الى منزله مصطحباً من قبل سائقه الخاص نزل السائق وفتح الباب الخلفي لسيده فنزل شكري وبيده هديته التي أستلمها من تلك الأحتفالية . وجد زوجته (نزهت ) جالسة بحديقة المنزل أمام منضدة ً بيضاء مستديره وإنظمت إليها صديقاتها الثلاث .
فألقى شكري عليهن التحيه فطلبن منه مشاركتهن مجلسهن حين قالت أحداهن
_ألم تشاركنا مجلسنا مضى زمن ولم نستمع لعذب كلامك يا أستاذ شكري.

أجابها
_هذا من لطفك في وقت آخر فأني من صميم قلبي أتمنى لكُنَ َقضاء وقت ُممتع مع شكري وأمتناني .

فدخل بيته وتوجه لغرفة مكتبه فجلس أمام مكتبه ووضع هديته أمامه.
.فأقبلت عليه وصيفتهم (كريمه) وهي تقول .
_هل تود شيئاً سيدي .

أجابها
_ُأعدي فنجان من القهوه يا كريمه .

أجابته
بالحال سوف أعدها لك سيدي ....(قالتها وغادرت الى مطبخ البيت) .

وعندما ذهبت فتح درج مكتبه بمفتاحه الخاص وأخرج ملفً ذات غلاف أسمر قديم سميك بعض الشيء يحوي أوراق عديده ذكر عليه أسم صاحبة الملف قضية المتهمه (أسمهان محمود وجدي الدملوجي) ولطالما أحتار في أمر قضيتها مما دعاه أستنساخ أوراق القضية طبق الأصل. وصورة المُتهمه المرفقة قد آلف مثل ملامح وجهها من قبل وحينها تذكر كعادته تلك الفتاة التي تقارب الخامسة والعشرين من عمرها. التي طلب منها الصعود بسيارته بتلك الليلة المُمطره قبل توليه َمنصب القضاء حينها قال لها
_ أين تذهبين بهذا الجو المُمطر هيا تفضل أصعدي معي .
أجابته أسمهان
_بالله عليك دعني وشئني أني لست ممن تبحث عنهن.

أوقف شكري سيارته و نزل منها وأمسك بيدها
وهو يقول لها
_ يشهد علي ربي لم أود أي شيء مما تضني سوى مساعدتك.

حينها نظرة الفتاة الى وجهه وهو قد أبتل رأسه وملابسه ِمثلها من الماء فإستقلت سيارته و جلست عند المقعد الخلفي . وصعد شكري سيارته قاصداً ذلك الطريق وبعد فترة قليلة نظرشكري إليها من خلال المرآة العليا قائلاً
_ ما هي وجهتك أين تسكنين .

أجابته أسمهان .
_ لاأعلم أين أذهب ولم يعد لي بيت آوي إليه .

قال شكري.
_ كيف لفتاة مثلك يتخلى عنها أهلها بهذا الليل و الجو الممطر.. (قالها وهو يسوق سيارته)

أجابته الفتاة وهي تبكي
_ زوج أختي أشبع أختي ضرباً وهو مخمور وحينما طلبت منه الكف عن ضربها فتح باب شقتهم ورمى بي خارجها .

وأستذكر شكري أيضاً كيف طلب من هذه الفتاة أن تعمل في بيته مربيةً وحاضنه لأبنه (مراد) وأبنته (رنا) (التي يقارب عمرها الثلاث سنوات وأخوها يقارب الأربعة سنوات) حين قال لها.
_ ماذا تقولين لو وجدت لك عمل ومأوى آمن هل ُتوافقين.
أجابته
_ أين أجد العمل والَمَؤى ياسيدي هل َتراني َمحظوظة ِلهذه الدرجة حين ُيغلق أمامي بابً ُيفتح لي باب الأمل بنفس الوقت ُسبحانك ربي أنت المُقتدر.

قال شكري ..
_ ِلمَ لا في َبيتي فإني بحق بحاجة الى ُمربية لأطفالي إن وافقتِ سوف ُتريهم .

أجابته الفتاة..
_ نعم أوافق ياسيدي أثابك الله وعظم أجرك في الدنيا قبل الآخره .


وإستذكر تلك الليلة المشؤمه التي أفرط بشربه مع أصدقائه وزوجته في رحلة إستجمام لأهلها وحينها دخل غرفة مربية أطفاله وأغتصبها وهو لا يعي مما يفعل وظل نائماً على سرير أسمهان حتى الصباح .
وخرج شكري من ذكرياته حينما أقبلت إليه كريمه ووافته بقهوته . وبعد مغادرتها بدأ يشرب من قهوته الشيء القليل ثم عاد شكري لذكرياته حين أستيقظ ذلك الصباح ووجد مربيته تبكي وقسم من ملابسها ممزقه وهي تقول له
_ حمدت ربي لكونك لم تتخل عني وجعلتني في بيتك ولأني لعنت الساعة التي أدخلتني بها بيتك لقد سلبتني شرفي ألا تخاف الله ....(قالتها وهي تجهش بالبكاء) ..
وحينما رأى نفسه في وضع أكد له صحة كلامها نهض من فراش المسكينه
فأجابها
ً_ أود أن يكون هذا الأمر سراً بيننا وسوف أعطيك ورقة تثبت لمن يطلع عليها بأنكِ زوجتي أمام الله و هذا ما يعرف بالزواج العرفي ...... (قالها وخرج من غرفتها) .
وأستذكرالأحداث حينما سلمها ورقة ذلك العقد وهي بكامل ملبسها واقفة في صالة بيته وسلمها مبلغاً من المال أيضاً
وهو يقول لها
_غادري بيتي الآن .
وأستذكر اللحضة الأخيرة التي غادرت تلك المسكينه(أسمهان ) بيته وبيدها ورقة العقد العرفي والمال وهي محبطة والدموع تذرف من عينيها .
وحينما خرج شكري من ذكرياته مرةً أخرى وهويشرب من قهوته
قال مع نفسه...
_ (إن نسخة العقد العرفي التي لدي لم يذكر فيها سوى أسم أسمهان و أسم أبيها محمود و لا أعلم ما عقاب ربي لو كانت من جنيت عليها من قبل أصبحت قاضيها من بعد آه من عذاب الضمير الموت أهون علي منه .
( ولكن هل هي الفتاة حقاًالتي أصدر عليها حكمه كقاضي محكمة جنايات سابقا هذا ما سنعرفه من بعد) .


***********
*(حوارٌ في سجن النساء)*

بنفس الوقت الذي أخرج شكري ملف ِتلك القَضية وهو لا َيعلم هل هي من أصدر قراره بحقها أم التي جنى عليها فتاة أخرى . كان هناك حواربين نزيلتين في تلك الزنزانه (التي فتح بابها وخرجت النزيلات للنزهه في باحة السجن إلا هذان النزيلتان) .فقالت عاليه ( وهي تقارب الأربعين من عمرها) لصديقتها أسمهان (تقارب عمر تلك النزيله وهما جالستان على سريرواحد )

_ لقد ذكرتي لي سابقاً سيرة حياتك مع أختك وكيف بدد زوجها تركة والديك وأصبحت بعدها فريسةً لذلك الجاحد (شكري ) والآن أود أن تعلميني أين ذهبت حين غادرت بيته المشؤوم .

أستذكرت أسمهان ذلك اليوم وهي تقول
_ً وصلت آخر الَمَطاف محطة قطار وتقدمت لقطع َتذكره سألني موظف التذاكر
أين تودين الذهاب يا سيدتي.
أجبته
_ لا أعلم

.فنظر الموظف للرجل المسن ورائي (يرتدي الرجل المسن ملبس الفلاحين ُملتحي نحيف البنيه) وهو يقول
_هل ُيعقل هذا لم َتعرف أين ُتسافر.................. (قالها بشيء من الغضب) .

وحينها أجابني الرجل المسن
_ يا أبنتي أين تودين الذهاب بقطار الشمال الى الأسكندريه مثلاً .أو بقطار الجنوب للصعيد فأني ذاهب بقطار الصعيد لجهة الجنوب .

أجبته
_نعم لجهة الجنوب فسلمني تذكرةً وحين خرجت من أمام شباك التذاكر نظرت للناس وُيخيل ألي أشكالهم َغير واِضحة الَمَعالم وكل ما أراه َيدور َحولي فسقطت أرضاً . وزوجة الرجل المسن التي كانت تنتظر زوجها وحقائبها على مقربةً منها هي من رشفت الماء على وجهي وحين إستيقظت وجدتها واضعةً رأسي على فخدها وهي جاِلسةً على الأرض .
*************
فقالت لي..
_ ما بك يا أبنتي الحمد لله على َسلامتك.........( قالتها وهي تقبل رأسي) .
ولم أستطع البوح لها مما أعاني ِسوى الُبُكاء الذي َغلب علي .
وأعادت العجوز الطيبة القلب قولها
_كيف سمح لك ألأهل بالسفر وأنت بهذا الحال ولوحدك .
أجبتها
_ ليس لي أهل هنا يا خالة .
وبعدها نهضت العجوز الطيبه وساعدتني على النهوض هي وزجها الطيب القلب .وإستقليت َمعهما َنفس القطار ويا ليتني لم أذهب لتطأ قدمي أرضاً هي من َتسبب شرذمتها بزجي ِبهذه الزنزانه.

قالت عاليه..
_نعم يا أسمهان أستقليت ذلك القطار معهم وهل أعلمتهم بما تعانين .

أجابتها أسمهان
_ نعم أعلمتهم بمعاناتي وما حصل لي في بيت شكري
فقالت لي العجوز الطيبة
_ ما أسمك يا أبنتي.

أجبتها
_أسمهان يا خالتي .
حينها قالت العجوز
_ أني بمثابة أمك أو خالتك كما َتشائين أسمي (سعده) وَعمك هذا الحاج (سعفان) ياأبنتي بهذه الورقه التي ُتدعى بالعقد العرفي ُتلزم ذلك الرجل(شكري) أن َيرعاك وُيهيأ لكِ الَسكن اُلمناسب يا أبنتي .

ولكن زوجها (الحاج سعفان) عارضها القول حين نظر لزوجته قائلاً
_ إنه يستطيع الطعن بهذا العقد العرفي وينكرها حقها أم ترين رجل ظالم ومستبد كأمثاله ُيبخسها َحقها َفهل يُنصفها لا حول ولا قوة إلا بالله من هذه الُدنيا الَغَرور يا أبنتي أسكني معنا لايوجد في الدار سواى أنا وخالتك سعده .

فعلاً سكنت معهم مايقارب الأسبوعين حتى أنتقلت للسكن بدار على مقربةً منهم . والحمل يزداد شهر بعد شهر حتى جأني المخاض فوضعت طفلةً جميلة أسميتها (نوال) والحاج سعفان والحاجه سعده أعزهم الله لجميل صنيعهما ُيساعداني بالأنفاق على نفسي وعلى أبنتي لكوني لم َيتبقى لدي سوى القليل من النقود .وبعدها طلبت من الحاج سعفان الطيب القلب أن يجد لي عملاً لأن النقود تلك أوشكت أن تنفذ .
فقال لي الحاج سعفان
_هل تعمل فتاة مثلك ُمتعلمه عاملة في معمل طابوق .

أجبته
_ ِلَمَ لا يا حاج فكن لي عوناً بعد الله
وعملت عاملة طابوق في معمل هنداوي . والطا َمُة الكُبرى صاحب الَمعمل (هنداوي) لم يتركني وشأني بنظراته الَقبيحه وقد َسمعت من بَعض الِنسوه بأنه قد أستغل حاجة أحدى عاملاته ولم يوافيها بما وعدها به . وأنا أضع صغيرتي برعاية العجوز الطيبة القلب (سعده) و أغادر لعملي بذلك المعمل .آه يا أبنتي حبيبتي نوال أين أنتي الآن ....(فبدأت أسمهان تجهش ببكائها وبعدها صمتت فترة من الزمن ثم أضافت قائلة)
ً أبنتي نوال تكبر سنةً بعد أخرى حتى بلغت الثلاث سنوات .
قالت عاليه
_لقد ذكرتي من قبل الأرض التي وطئت عليها قدمك من بعد كانت نذير شؤم عليك ما لذي حصل يا أسمهان.

أجابتها أسمهان
_ نعم نذير شؤم ..لقدحصل الذي لم أتَوقعه ِبتلك الليلة المشؤومه وأنا ُمحتضنةً أبنتي َنهضت من َسريري على َطرقات ُمتعدده على باب بيتي وحينما فتحته إلا وإرتمى علي صاحب المعمل هنداوي والسكينة مغروسةً بظهره ومن خوفي تلطخت يدي بدمه وهو يترجاني أن أخرج السكينة من ظهره وحين َسحبتها رآني أثنان من ِرجاله كانوا َيقصدون الطريق أمام داري . وعندها قالوا
_ أسمهان قتلت سيدنا هنداوي فشاع الخبر وأصطحبتني الشرطة من بعد . ومن جنى علي وسلبني شرفي قد أصبح قاضياً وأصدر قراره بحقي أتعلمين من يكون .
أجابتها عاليه..
_ بالله عليك من يكون .

قالت أسمهان
_ إنه( شكري ) دوى صوته في المحكمه حين قال حكمت المحكمة على المتهمه( أسمهان محمود وجدي الدملوجي) بالسجن مدى الحياة والمدعي العام ُيطالب بإعدامي من قبل حين أستمعوا لشراذمة هنداوي وهم َيدلون بشهادتهم ضدي وكذلك ِتلك الفتاة العاملة معنا (صبيحه) ِلمَ تدل بشهادتها ً ضدي وهي لا َتعرفني هذا ما َحيرني من أمرها والآن أتوجد َمظلمةً بعد َمظلمتي.............. (قالتها وهي تبكي) .
فقَبلت عاليه رأس صديقتها وهي تقول
_ أهدأي ياحبيبتي كان الله بعونك وسوف ترين الله يُحق الَحق وُينِصفك .

أجابتها أسمهان........................(وهي تمسح دموعها)
_ سبحانك يارب متى تنصفني وقضيت أكثر من خمس عشرة سنةً بسجني وأنا مظلومه وأنت تعلم بحالي فرج عني هذه الُغمه وهل قُدر لي أن أموت بالسجن.

قالت عاليه
_ لا يا أختي العزيزه (ينصف الله عبده ولو بعد حين ) ولكن أبنتك نوال أين هي الآن .
أجابتها أسمهان
_ إنها عند أبنة العجوزة (سعده) تبنتها أبنتها (فوزيه) . وذكرت لي العجوزة الطيبة القلب (سعده ) إن أبنتي تنال الرعاية والتعليم كغيرها من البنات في بيت أبنتها (فوزيه) ولكن لا أعلم ِلمَ إنقطعت عن زيارتي هذه العجوز الطيبه سعده فأن آخر زيارةً لها منذ سنة َخلت وقد وعدتني أن تجلب لي صورة أبنتي نوال حين قالت لي إنها طالبة جامعيه الآن أصبحت فتاة فاتنه . وكلما تأتي السجانه وتقول زياره لم يحالفني الحظ برؤية العجوز الطيبه
.
فقالت عاليه
_وما خطب زوجها (سعفان) ِلَمَ لا يأتي هو لزيارتك حين تعذر وصول زوجته سعده .
أجابتها أسمهان
_ علمت من العجوز الطيبه بأن زوجها وافاه الأجل قبل زيارتها السابقة لي بأربعة شهور .

وفي هذا الوقت دخلت عليهم السجانه وبيدها العصا وهي تقول
_ أنسيتما نفسيكما و زميلاتكن يتناولن غدائهن في القاعه فما بالكن تتحدثن أتردن أن نجلب طعامكن الى هنا هل تحسبناه فندق خمس نجوم هيا أنهضن.... (قالتها وهي تحرك بعصاها غاضبه).
وعندها غادرتا زنازينهما لينضما أسوةً بزميلاتهن في قاعة طعام نزيلات السجن .
هدى طلبت ترك عملها


وحين قاربت الساعه الثالثه بعد العصر غادرت الفتيات الثلاث (ألهام و هدى وسناء) جامعتهن وقصدن محلات مراد وأنتظرت هدى صاحب المحل حتى قدومه والساعة قاربت السادسة عصراً.
ودخلت مكتبه فرحب بها (مراد) قائلاً
_ نعم ياهدى هل تريدين شيئاً (قالها وهو يود أجراء مكالمةً هاتفيه ).

أجابته هدى
_ يا أستاذ أود ترك عملي وتعطيني بقية مستحقاتي .

وعندها أغلق مراد سماعة هاتفه بإنزعاج ..وهو يقول
_ هل حصل ما يزعجك هنا لكي تترك عملك معنا .
أجابته هدى
_ أقسم يا أستاذ مراد لم ُيعاملني الَجَميع إلا بكل ُحب وإحترام ولكن أمي هي من تغشى َعلي من الرجوع ليلاً الى البيت َفطلبت مني ترك العمل هذه هي الَحَقيقة .

وحينها نظر مراد بسجل حظورهن وأخرج من جيبه مبلغاً من المال وسلمه لهدى قائلاً
_هذه بقية مستحقاتك بذمتنا.
وأخرج من جيبه مالاً آخر وهو يقول
_ أما هذا المال فهو مكافئة لك ونتمى أن نسمع عن أخبارك كل خير........ (قالها وهو مبتسم ).

أجابته هدى
_شكراً أستاذ مراد أنك حقاً كريم وأخ فاضل

قال مراد
_ هذا من لطفك أهلاًومرحباً بك في أي وقت .

وغادرت مكتبه وودعت زميلاتها وهي مغادرة المحل متوجهةً لشقتها . ولكن مراد طلب من إلهام الحضور الى مكتبه وحين دخلت
قال لها..
_ تفضلي أجلسي يا ألهام فحسب علمي أنكن ثلاث طالبات جامعيات هنا هل الجميع كانوا يحسنون التعامل مع هدى فأني أحب صراحتك وأحب أن أسمعها منك .

أجابته ألهام
_ كانت هدى أكثر من أخت مع الجميع ولكن حسب ما َعلمناه ِمنها أن أمها هي َمن َطلبت ِمنها َترك العمل ولكن هل ُهناك كلام آخر .

قال مراد
_ ان ما تقوليه هو الحقيقة بعينها وحينما ترين صديقتاً تود العمل أعلميني لأننا بحاجة الى عاملة أخرى بدلاً من هدى وأتمنى أن تكون ُمتعلمه ِمثلكم .

أجابته ألهام
_ وكذلك َنحن ُنحبك يأستاذ مراد ولا َنود التفريط بعملنا معك .

قال مراد وهو مبتسماً
_ أنت أولهن يا ألهام وأنا أقرأ الكلمات بعينيك .

أجابته ألهام
_هل يمكنني الأنصراف الآن .

قال مراد
_ كما تشائين يا ألهام .

ولكن مراد فطن في أمور النساء َيعلم من ُتحبه بحق وليس اللواتي يعرفنه لسبيل اللهو لأنفاقه عليهن .(ولكن هل أبن الذوات المدلل َتستجيب عاطفته لأبنة وصيفتهم مديحه هذا ما سنعرفه من بعد )





***********
*(عائلــة صـبري)*

يقارب صبري الستين من عمره حنطي البشره نحيف القامه قليلاً أنيقً حتى بملبسه الشعبي الذي لا يود تغييره . يطلق عليه زبائنه الحاج صبري ولديه وكالة لبيع الخشب رغم إنه لم يكن حاجً في يوم سوى لطيب تعامله ولنبل أخلاقه مع الناس .

يحب زوجته فوزيه حبًا جماً رغم إنها عاقر ولم تنجب له الطفل الذي يتمناه وهي تقارب الخمسين من عمرها . وهما تبنيا (نوال ) منذ نعومة أضفارها حين كانت طفلة في ربيعها الثالث . بعد أن جلبتها لهم العجوز الطيبة القلب (سعده). هذه الطفلة التي فقدت أمها (أسمهان) حين ألقى الشرطه القبض عليها .فأبويها (صبري و وفوزيه) بالتبني يفيضون عليها بمحبتهم حتى قاربت نوال الحادية والعشرين من عمرها .

فقبل أن تطلب الشيء تجده بمتناول أيديها . أما (طارق) أخ صبري من أبيه يقارب الرابعة والعشرين من عمره لم يظهر بحياة أخيه حتى قاربت نوال العشرين من عمرها .وطارق شريك أخيه الكبير (صبري) بتلك الوكاله وهي أرث أبيهم . وفي هذا اليوم والساعه قاربت الحادية عشرة قبل منتصف النهار والشقيقان جالسين في أدارة وكالتهما
(لقد شيدة هذه الوكالة في منطقة تجاري يمتهن أصحاب محالها في بيع الخشب والحديد بمختلف أستخداماتها .وكالة الخشب عبارة عن بناية ذات مسقف معدني كبير مستطيل الشكل أزرق اللون ُشيد على مساحة تعادل 1000 متر مربع ذات بابين حديديين كبيرين أسودا اللون يعتليها قطعت معدنية كبيرة بيضاء اللون كتب عليها وكالة الحاج َهمام وأولاده لتجارة الخشب .
والجزء الأكبر من تلك المساحة أعدة لخزن الخشب سوى مساحة قليلة تم إنشاء عليها غرفتين أحداها غرفة إدارة الوكاله تحوي على مكتبين إحداها للحاج صبري وضع على جداره الخلفي صورة متوسطة الحجم لرجل بملبسه الشعبي ألا وهو الحاج َهمام والد كل من صبري وطارق و المكتب الآخر لأخيه طارق وهناك دولابين خشبيين ذات بابين زجاجيين يحويان على رفوف متعدده رصف عليها سجلات وفايلات تخص أوليات عمل الوكالة .و الغرفة الأخرى يقيم فيها حارس الوكاله عند مبيته ليلاً . وهناك منشارين كهربائيين كبيرين يبعد إحدها عن الآخر مسافة تقدر عشرة أمتار يستخدمهما في هذا الوقت عمال الوكاله الست. ثلاث عمال بالقرب من كل منشار كهربائي يقطعون الخشب حسب القياسات المطلوبه التي تم إدراجها في ورقة يحملها رئيس العمال الحاج أنور ( يقارب الستون من عمره أبيض الشعر واللحيه يرتدي بدلة عمل زرقاء اللون وهو كاتب الوكالة أيضا له مكتب وكرسي يجلس عليه من الخشب وهناك كرسيين وضعا أما مكتبه بالقرب من منطقة خزن الخشب ).

قال طارق
_ اليوم يجب أن نحتفل بمناسبة وصول وجبة الخشب الجديده .

أجابه صبري
_ نحتفل أين فأني لا أحب دخول نوادي اللهو الليلة التي ترتادها يا طارق فأن كان مكان آخر لا ضيرمنه .

قال طارق
_ إن صديقي( سمير) يمتلك عوامةً على جانب نهر النيل يقيم بها أمسياته الجميله وقد دعاني الليلة لحضور أمسيته .
أجابه صبري
_ يا أخي أنتم شباب في العقد الثاني من العمر ما لرجل عجوز مثلي الحضور معكم.......... ( قالها وهو يشرب من نركيلته ) .

قال طارق( وهو ينظر لوجه أخيه مبتسماً )
_إنك لا زلت بعنفوان الشباب وسن الشيخوخة لم تظهر آثارها على وجهك بعد سوف تشكرني حين أساعدك على تغيير نمط حياتك من الوكاله والى البيت ألا تمل نفسك من رائحة الخشب وإلتزامات البيت . وإني أعدك حين تشم َنسمات الريح العليلة الممتزجه بالموسيقى الراقصه سوف تطلب ِمني أن أصطحبك َمعي من جديد .

وعندها ضحك صبري.. وهو يقول
_ً ومتى تبدأ أمسيتكم هذه .

أجابه طارق
_عند العاشرة مساء هذه الليلة .

وفي تلك الأثناء رن جرس هاتف شقة صبري وخرجت (فوزيه) من مطبخها لتجيب عليها ..وهي تقول
_ً نعم تفظلوا .

أجابتها أمرأهً وهي تقول
_ يا أخت فوزيه والدتك (الحاجه سعده) بين الحياة والموت تود رأيتك أني جارتها ونصيحة مني أن تعجلي بقدومك .

قالت فوزيه
_ ألهذه الدرجة أمي مريضه .

أجابتها
_ نعم يأخت فوزيه .

وحينها شكرت فوزيه تلك المرأة لإتصالها . وبعدها جلست فوزيه َتبكي أمام مائدتها وهي تقول
_ أمي الحبيبة مالذي أصابك.
ثم َمسحت دموعها وإتصلت هاتفياً بزوجها صبري لتعلمه فحوى تلك المكالمة التي تلقتها بمرض أمها .
أجابها صبري
_ أتودين أصطحابك ألى أمك بسيارتي .
قالت فوزيه
_لا يا حبيبي أودك أن تبقى مع أبنتك نوال فهل تبقى لوحدها سوف أستقل سيارة أجره من مرآب النقل العام وأسافر لأمي (سعده) .

أجابها صبري
_كان الله بعونك رافقتك السلامه .

فتركت فوزيه كل ما بيدها من عمل بشقتها وأبدلت ملابسها وعيونها تذرف الدموع . وقبل أن تخرج من شقتها كتبت رسالةً لأبنتها(نوال) ووضعتها على مائدة الطعام وعندها غادرت شقتها وهي تحمل حقيبة ملابسها . وأستغرق مسير سيارة الأجره التي أستقلتها فوزيه ما يقارب الساعتين حتى وصلت لبيت أمها (سعده) . ودخلت البيت و وجدت مجموعةً من النسوه يحيطن سريرأمها فجلست على سريرأمها وهي تقبل أيديها ورأسها قائلةً
_ مابك يا أمي الحبيبه .

*********
أجابتها أمها (بصوت ضعيف متقطع)
_ يا أبنتي أوصيك بنوال خيراً فهي أمانةً أودعها الله لديك وهذا الصندوق الخشبي الصغير ُخذيه يوجد به َبعض حاجيات أم نوال المسكينه (أسمهان) التي أدخولها الِسجن ُظلماً عسى الله َيفتح سجنها وحين ترجعين بيتك يا فوزيه َسلمي هذه الأمانة لنوال أوصيك بها خيراً أني راضيةً عنك أقتربي مني لأقبل وجنتيك يا أبنتي .


وحين َقبلت سعده وجنت إبنتها فوزيه نطقت العجوز الطيبة سعده الشهادتين وغادرت روحها الطاهره لملاقات بارءها سبحانه . وصرخت فوزيه ُمرتميةً باكية على َصدر أمها . ودفنت بعدها فوزيه جثمان أمها (سعده) بجانب َضريح أبيها (سعفان) .

وحين دخلت نوال شقتها ووضعت كتبها جانباً دخلت مطبخهم وهي تقول
_ أين أنتي يا أمي الحبيبه

وكذلك دخلت غرفة والديها ولكن بدون جدوى من العثور عليها . ونظرت لمائدة الطعام وقرأت الورقة تلك حينها علمت أمها فوزيه غادرت لبيت جدتها (سعده) لظرف طاريء. وفي هذه اللحظة دخل أبوها ( صبري) شقته..

فقال لأبنته
_ ماهذه الورقة يا نوال.

فسلمتها له وهي تقول
_ أمي تركتها لي .

وبعد أن قرأها صبري دخل الى المطبخ ومعه أبنته وهو يقول

_هل أمك أعدت لنا شياًء نأكله......( قالها وهو يفتح أغطية القدور) .

أجابته
_نعم يا أبي

وبعد أن تيقن وجود ذلك الطعام الذي أعدته لهما فوزيه .
********
قال لأبنته
_ هيا يا نوال أبدلي ملابسك وَضعي الطعام على الَمَوقد من بعد هيا يا أبنتي ............................(قالها وهو يغادر المطبخ قاصداًغرفته) .

وبعد تناولهما غدائهما وأعدت نوال الشاي وقدمته لأبيها ..وهي تقول
_ً ياأبي ألا تخبرك أمي شيئا عن جدتي (سعده) .

أجابها أبوها (صبري)
_نعم أعلمتني أمك بأن جدتك قد أشتد عليها مرضها وحين تأتي أمك َسوف نعلم ِمنها َبقية التفاصيل يا أبنتي ..................(قالها وهو يشرب من الشاي).

وبعدها ذهبت نوال لغرفتها لتراجع ُمحاضراتها وكتبها حتى قاربت الساعة التاسعة والنصف مساءً . وبهذه الساعة طرق شقيق صبري باب شقتهم فتركت نوال كتابها وَهرعت لفتح الباب وهي ُترحب بعمها (طارق) فدخل ورحب به أخوه صبري. وحين جلس طارق قال لأخيه
_ هيا أبدل ملابسك لنذهب يا صبري هل َنسيت الأمسية التي وعدتك بها ... .

نهض صبري من مكانه وأتجه لغرفته وعندها

قالت نوال لأبيها
_ أعد لكما العشاء يا أبي .

أجابها أبوها .... وهو يدخل غرفته
_لا يا أبنتي سوف نذهب سويةً أنا وعمك أعدي عشائكِ وُكلِ َهنيئاً يا أبنتي .

وحين قارب الوقت ما يزيد على العاشرة مساءً دخلت إلهام شقتهم ووجدت أمها تضع أطباق الطعام على المائده فَقبلت وجنتي أمها (مديحه) ...
فقالت لها أمها
_ هيا يا حبيبتي أبدلي ملابسك لنتناولِ َعشائنا .

أجابتها
_ لم أتأخر عليك يا أمي سوى دقائق معدودة.

وبعد أن تناولتا عشائهما....
قالت مديحه لأبنتها
_ ما هذه الأخبار التي سمعتها من جارتنا هل أولئك الأوغاد دخلوا الشقه ليعتدوا عليك .

وحينها قصت ألهام تلك الواقعة بكاملها لأمها فبكت أمها فأحتضنت أبنتها .....
وهي تقول
_ الحمدلله على سلامتك يا أبنتي الحبيبة وما هذا ياربي الفقير بهذا الزمان أستكثروا عليه حتى الحفاظ على شرفه رحمتك يارب.

أجابتها ألهام.......... (وهي تقبل رأس أمها وتمسح دمعتها)
_ لا تبالي يا أمي فأن أبنتك شجاعه

قالت أمها (مديحه) .....................(بإبتسامتها)
_ نعم يا حبيبتي شجاعه الله ناصرك وحافظك .

وعندها أخرجت ألهام مبلغاً من المال من جيب ردائها وسلمته لأمها
وهي تقول...
_ أدفعي به أيجار الشقة ياأمي .


فأخذت مديحه ذلك المال وهي تقبل وجنتي أبنتها وهي تقول
_ً زادك الله بالصحة والعافية يا حبيبتي وسوف ترين يوم تخرجك من جامعتك أعد أحتفاليةً أدعو لها جميع نسوة الحي وجيران عمارتنا يا حبيبتي ... ...................................(قالتها وهي فرحه ) .

ولكن فوزيه أبت الرجوع تلك الليلة حتى تقضي مجلس العزاء الذي أقامته في بيت أبويها على روح أمها سعده .





**************
*(عوامة سمير وليلة السمر)*

ُتَعد هذه العوامة َكأنها بيتً مشيدً من الخشب ذات الطلاء الأبيض وقد أبسط ذراعيه لحافة نهر النيل بجسر خشبي . دخل صبري وأخوه الصغير طارق تلك العوامة بهذه الليلة فرحب بهم صاحبها (سمير) وبقية الحاظرين لهذه الأمسيه فمنهم ليسوا بالشباب ولكن رجالاً ذوي مكانةً في ذلك المجتمع .

وحينما رأى صبري هناك من الحاضرين بنفس عمره وليسوا فقط من الشباب فرح بداخله . والفرقه الموسيقية تعزف ألحانها وعلى أيقاع ضربات الطبل تتمايل الراقصة بملبسها المغري . ودخان ذلك الشيء الذي يدعى (الجوزه فهي مطعمة بالحشيشه ) الشبيهه بالنركيلة الصغيره التي ُتطعم بالحشيشه يتصاعد بذلك المكان والشباب وغيرهم يشربون منها .
تقدم أحد أولئك الشباب وهو يقول لصبري
_ خذ يا عم أسحب منها نفساً واحداً فتنسى الدنيا وما فيها .

وأخذ صبري من يد الشاب وسحب نفساً منه وأخرج الدخان من أنفه وكرر ذلك مراراً عديده وهو ينظر للجسد الأنثوي وهي ترقص عارية أمامه وبعدها تناول كأس الخمر الذي قدمه أخوه إليه .(وياسبحان الله من هذه الدنيا اللهو في بقعة أرض والعزاء بالأخرى). و مفعول الحشيشة والخمر الذي شرب منه صبري أذهب عنه وقاره فنهض من مكانه يرقص مع تلك الراقصه برقصاته الشعبيه .وبعدها جلس من تعبه في مكانه مرتاً أخرى وهو يشرب الخمر.

قال طارق لأخيه
_ هيا أنهض لنذهب الآن فأن أبنتك تركتها لوحدها يا صبري بشقتكم .

أجابه صبري وهو لا َيعي ِمما َيقول
_ أتركني أمتع نفسي المكبوته* لا* لا* إنها ليست أبنتي .

قال طارق
_ماذا الذي َتقوله هل الخمر أذَهب َعقلك .

أجابه صبري
_ نعم إنها ليست أبنتي ِمثل ما أقول لك إنها ليست أبنتي .

قال طارق
_ أبنة زوجتك قبل أن تتزوجها أنت .

أجابه صبري
_لا فوزيه حين تزوجتها باكر ونوال أبنت تلك المرأة (أسمهان) الَمحكوم َعليها بالمؤبد .وأما أنا وفوزيه فقد تبنينا نوال ُمنذ صغرها جلبتها لنا الحاجه سعده .

وبهذا الكلام الذي صدر من هذا المخمور جعل طارق يخيل الشيطان له تلك الفتاة نوال حين يزورهم وهي تخرج للتو بملبس حمامها وشعرها الأشقر مبتل بقطرات الماء .وإستذكر حين ترحب به وتقبل وجنتيه ..
(عندها قال مع نفسه)
_ آه حين تقبل وجنتي كإنها توقد النار بي ولطالما قلت مع نفسي إن هذا الشعر الأشقر والعينين الخضراوين من أين جائت بها نوال وأخي أسود العينين وكذلك زوجته والآن أتضح لي الأمر......
والشيطان اللعين أنساه كونه عمها أيضاً بالتبني .
ونظر طارق لساعة يده وهي تقارب الواحدة بعد منتصف الليل فنهض من مكانه وساعد أخيه صبري على النهوض وغادرا تلك العوامة. وأستقل طارق سيارة أخيه ليقودها هو وأجلس أخيه صبري بجانبه حتى وصلا للعمارة التي يسكنها أخوه . فدخلاها وهو يساعد أخاه صبري بصعود السلم الواحدة تلوالآخرى وحين وصلا باب الشقة طرق على بابها . وفتحت لهم نوال متفاجئة مما ترى ...
وهي تقول لعمها
_أبي ما به قل لي ياعم طارق .
أجابها طارق
_ لقد أفرط بشرب الخمر لنساعده لكي َيستلقي على َسريره .

فساعدت نوال أباها على المسير وهو يضع يده على كتفها من جهه وأخيه من الجهة الأخرى حتى وضعاه على سريره . وبعدها ودعت نوال عمها كما تظنه هي من باب الشقه . ولم يغادر طارق حتى َقبل وجنتي نوال ِبتلك الُقبلات التي لم تألفها منه من قبل وحينها غادر .
ولكن نوال قالت مع نفسها وهي تغلق باب شقتها
_ ما به عمي يقبل وجنتي هكذا أظنه هو الآخر أفرط بشربه مثل أبي .

وبعد مضي يومين وطارق وصبري جالسان كعادتهما في أدارة الوكالة وهما يضحكان كلما أستذكر طارق تلك الأمسية وأخوه ُيراقص الراقصة . حتى رن جرس الهاتف.
قال أحد أصدقاء صبري
_ لقد وَصلت ُشحنة الخشب ياصبري وهي الآن على رصيف الميناء ألا تأتي وتستلمها .
أجابه صبري
_ سوف أرسل أخي طارق لتسوية أمور الشحن شكراً يا صديقي العزيز على هذا الخبر المفرح .

ألتفت صبري لأخيه وهو يقول
_ً أريدك أن تستلم شحنة الخشب من رصيف الميناء .

أجابه طارق
_ لا يا صبري أنت من تستلمها لكي لا يكون هناك نواقص في عملية الشحن فتلموني عليها............... (قالها لغايةً في نفسه وسوس له الشيطان اللعين بها) .

فنهض صبري من أمام مكتبه ووضع مفاتيح سيارته بجيبه وهو يقول
_ً حسناً سوف أذهب الآن.

فودع طارق أخاه صبري وهو يغادر بسيارته .

قال طارق بعدها لكاتب الوكاله (بعد أن نظر لساعته)
_ إني ذاهب الآن ولم أتأخر سوى ساعةً واحدة .

أجابه كاتب الوكالة
_ إطمأن يا أستاذ طارق أني بإنتظارك .

أستقل طارق سيارته هو الآخر وإنطلق بها قاصداً جامعة نوال . وتوقف على مقربةً من بوابة الجامعة وإنتظر فترة قليلة وهو ينظر للطلبة والطالبات الخارجين من هذه البوابة. إلا ويرى نوال خرجت بصحبة صديقتها وشاب يرافقهما يتحدثون ويضحكون . فناداها طارق من شباك سيارته أنتبهت إليه (نوال) وودعت زملائها وأستقلت بعدها سيارة عمها كما تظنه.

قالت نوال
_ ما هذه المفاجئة يا عمي طارق منذ متى وأنت تنتظرني هنا .

أجابها طارق
_ كان لي عمل على مقربةً منكم فوددت أن أنتظرك للأصحبك معي. ولكن من يكون ذاك الشاب الذي تحدثت و ضحكت معه يا نوال . ... (قالها وهو يقود سيارته )

أجابته
_إنه زميلي يا عمي لم تعرفه كم هو شاب ظريف وخفيف الظل.

( فكظم طارق غيضه لمديحها لذلك الشاب ) . وحينها قال
_ أنت تعلمين لا يوجد فارق بالعمر بيني وبينك يا نوال سوى بثلاث سنوات فلذا أحب أن تقولي طارق فقط هي أحب أن أسمعها منك... (قالها وهو يخفق قلبه شوقاً إليها ).

أجابته نوال
_وكيف أناديك هكذا وأنت شقيق والدي .

قال طارق
_الحقيقه مهما تخفى فأنها تظهر ولا تستائي حينما تسمعينها مني فأنا لست بعمك وأبيك ليس بأبيك وأمك ليست بأمك يانوال .

فضحكت المسكينه نوال من كلامه وهي تقول
_ هل هذه ُطرفة من َطراِئفك يا عمي طارق.




(ولقصتي بقيه تابعوها يا أحبائي وشكرا ..هديل عزيز)

التعديل الأخير تم بواسطة هديل عزيز ; 05-31-2011 الساعة 04:02 PM سبب آخر: أضافة جديده