تعالوا بنا أيها الأخوة نطوي صفحات من الزمن
ونعود الى زمن الابداع والذكاء العربي الوقاد
الذي يفخر به كل انسان ينطق بحرف الضاد ولنشنف الآذان
بعذب الكلام ونطرب على ماضي العرب المجيد ....
قيل أن أميرة في اليمن كان اسمها دعد دعت الشعراء
الى كتابة قصيدة في مدحها ووصف جمالها على
أن تتزوج صاحب أبدع وأجود قصيدة وكان من بين
الشعراء ذوقله المنبجي الذي تصدى لذلك التحدي
وكتب في دعد قصيدة رائعة وبينما هو في طريقه
الى اليمن قابله شاعر آخر لم تكن قصيدته تصل الى
مستوى ما كتبه ذوقله من حيث المعنى أو اللفظ فما كان منه
الا ان قتل ذوقله وأخذ القصيدة منه ووصل اليمن
ووقف في حضرة الأميرة وبدأ ينشد :
هل بالطلـــول لسائــل رد ... أم هل لها بتكلم عهد
درس الجديد جديد معهدها ... فكأنما هي ريطة جرد
من طول ما تبكي الغيوم على ... عرصاتها ويقهقه الرعد
فوقفت أسألها وليس بها ... إلا المهـــا ونقانـــــق ربد
فالجـــد كندة والبنـــون هم ... فزكا البنون وأنجب الجد
فلئــــن قفوت جميل فعلهم ... بذميـــــم فعلي إنني وغد
أحمل إذا حاولت في طلب ... فالجِد يغني عنك لا الجَد
وإذا صبــــرت لجهد نازلة ... فكأنه ما مســـك الجهـــد
ليكن لديك لســـــائل فرج ... إن لم يكن فليحســــن الرد
ومضى في القصيدة
فالوجه مثل الصبح مبيض ... والشعر مثل الليل مسوّد
ضدان لما استجمعا حَسُنا ... والضد يظهر حسنه الضد
لهفي على دعد وما خُلقت ... إلا لفــرط تلهفــي دعـــد
وأخذت القصيدة تصف الأميرة من رأسها الى أخمص قدميها وكانت المفاجأه الكبيرة عندما قال
إن تتهمي فتهامة وطني ... أو تنجدي إن الهوى نجد
حيث صاحت الأميرة عندها وقالت أقتلوا قاتل زوجي ...
أقتلوا قاتل زوجي ... فتجمع الحرس حوله وأخذوا يتسألون ما الخبر ؟؟
فشرحت لهم أن كاتب هذه القصيدة من تهامة حسب البيت الأخير
بينما هذا الشخص ليس من تهامه لأن لهجته مختلفة عن لهجة
أهل تهامه وعندما ضيّقوا الخناق عليه أعترف
وقال لقد صدقت الأميرة وأنا من قتلت قائلها ولذلك سميت
يتيمة الدهر