عرض مشاركة واحدة
  #1271  
قديم 06-04-2011, 07:37 PM
 
أخذت نانا الكأس و ناولته لجوانا التي كانت تجلس بجانبها : تفضلي ..!
قطبت سيرا حاجبيها : ( حتى هذه الأنسة تناديها بإياكو .. مالقصه ؟!!.. يجب أن أعرف !!..)
و حين نظرت إلى إيما التي كانت بجانبها : ( يا إلهي .. هذه الغبية مشغولة بمعدتها !!.. لا أرى أنها مهتمة لما كانوا يقولونه ) !!..
تنهدت بضجر و عادت تتناول طعامها ..!
بعد صمت خيم على الجميع لا نسمع فيه إلا صوت إرتطام الكؤوس بالطاوله و سمفونية الملاعق المصطدمة بأسطح الصحون ..!
دخل آحدهم إلى الغرفه : مرحباً ..!
نظر الجميع ناحيته .. إبتسمت العمة كاترين : أهلاً ليون .. من الجيد أنك حضرت .. تعال و تناول معنا طعام الغداء ..!
بهدوء قال : لقد تناولت غدائي في المنزل .. شكراً على دعوتك يا عمه ..! أرى أن الجميع هنا .. ذلك جيد فلدي خبر مهم لكم !!..
ليون اللذي لم ينتبه للضيفتين أردف بعد أن بدى الجد على ملامحه و الجميع يترقب ذلك الخبر : لقد إتصل بي مايكل قبل قليل .. وهو يقول أنه تم تحديد موعد عملية كايد .. ستكون بعد أسبوعين من الآن !!..
صمت حل على المكان ..!
كان للحظات فقط .. من أجل الإستيعاب لا أكثر ..!
بعدها !!..
وقف هيرو بهدوء : شبعت !!..
ترك كرسيه ليغادر الغرفه .. لقد فقد شهيته فجأه ..!
لذا نظرت العمة كات إلى كين نظرة مغزاها ( إتبعه و خفف عنه ) فوقف من فوره ليتبع هيرو و قد فعل نارو الأمر نفسه !!..
الخالة ساناي لم تحتمل أبداً .. لكنها حاولت أن تكتم دموعها قدر المستطاع .. طأطأ رأسها و غطت وجهها بيديها و بدأت بالبكاء بصمت ..!
فكلما فكرت في أمر عملية إبنها الأكبر يرتجف قلبها خوفاً عليه .. و هكذا الأمهات دائماً ..!
ربت السيد كانتر على كتفها و ملامح الحزن بداية على وجهه في محاولة يتيمة لمواساتها ..!
أكيرا أسند رأسه إلى الكرسي وهو يشعر بالضيق من جراء التفكير في الأمر وقد أغمض عينيه حينها !!..
الحميع صمت و كلن منهم لا يعرف مذا يقول ..!
جونا .. إيميليا .. ماندي .. إليسيا .. إليديا .. الخالة يوكامي .. العمة كاترين .. جميعهم لا يعلمون كيف يمكنهم التخفيف عن البقيه ؟!.. لذا فضلوا الصمت !!..
ليليان كانت قد طأطأت رأسها و قد دمعت عيناها : ( سحقاً لك يا يوري !!.. سحقاً لك !!.. )
إزداد تعجبها من الوضع : ( مالقصه ؟!.. هل سيجري شقيق هيرو عملية خطيره ؟!!.. أظن ذلك فحزنهم واضح كما يبدو أنه سافر لبريطانيا لأجلها !!.. لهذا كان هيرو غير سعيد هذه الفتره !!.. )
بالنسبة لإيما فقد همست لسيرا بنبرة حالمه : أنظري إليه .. أكيرا .. إنه يبدو جذاباً في هذه الوضعيه !!..
إلتفت لأكيرا لترى أنه لا يزال على حاله مغمض العينين مقطب الحاجبين ..!
بالنسبة لناناكو فهي عموماً حساسة من هذه المسأله .. كايد أصيب حين أنقذها .. لذا هي متأكدةً أنها : كل هذا بسببي !!.. بسببي أنا !!..
هكذا صرخت مما جعل الجميع يلتفت ناحيتها : إياكو ما هذا الكلام ؟!!..
هذا ماقاله جيمس بجد !!.. لقد أقنعها من قبل بأنه لا شأن لها !!..
لكنها أومأت سلباً وقد و لفت ذراعيها و حول جسدها و بدأت تبكي : لا !!.. كايد أصيب حين انقذني من جاك !!!.. أنا السبب !!..
أمسكت رأسها بيديها و أخذت تبكي و تصرخ : ليتني مت بدل أن أعرضه لكل هذا !!.. ليتني إنتهيت و تخلصت من ألامي !!.. لما لم تقتلني يا جاك لما لما ؟!!!!..
علموا أنها إنهارت نفسياً ..!
تجمعوا حولها وسط دهشة الضيفتين .. كانتا مدهوشتين من تلك العبارات التي تكلمت بها زميلتهما ..!
وقف أكيرا و أخيراً و أتجه إلى إخته التي كان الكل تقريباً قد وقف و أجتمع على كرسيها يحاولون تهدأتها فقد أخذت تبكي بصوت مرتفعٍ و تصرخ و تكرر كلمات غير مفهومه ..!
إفسحوا له فجثى على الأرض قرب الكرسي .. أمسك يديها وهو يقول بضيق : إياكو إهدأي .. لا تلومي نفسك !!.. لست الوحيدة التي تلوم نفسها .. أظن أن الجزء الأكبر على عاتقي أنا !!.. أرجوك .. كايد لن يكون بخير إن علم أنك تلومين نفسك من أجله !!..
نظر إليه نظرت حائرة وقد كتمت بكاءها لثوانٍ .. لم تستطع الإحتمال إلى وقد إنهارت في حضنه مجهشةً بالبكاء !!..
إحتضنها بين ذراعيه و أخذ يهمس لها من أجل مواساتها ..!
بينما شعر الجميع بالحزن و الشفقةً عليها !!..
أما سيرا .. فقد أمسكت بيد صديقتها و قررتا الإنسحاب بهدوء فهما تظننان أنهما جأتا في الوقت غير المناسب ..!
.................................................
الساعة الآن العاشرة صباحاً ..!
في المدرسه ..!
مضت عدة إيام منذ وصول ذلك الخبر المقلق .. خبر موعد العملية المنتظرة ليس من قبل كايد وحده بل من قبل الجميع ..!
الشرود .. الصمت .. الهدوء .. الحزن .. كان الجميع هكذا ..!
من أكبرهم السيد كانتر .. إلى كايتو و ماكس أصغر الجميع ..!
الجميع يترقب .. ما سيحدث !!..
صوت حذائها و هو يصطدم بالأرض بينما تصعد هي ذلك الدرج كان مالصوت الوحيد في ذلك المكان ..!
بالتأكيد فالآن جميع الطلاب تقريباً في حصصهم الدراسيه ..!
إذاً لما هي خارج الصف ؟!!..
و إلى أين تصعد ؟!..
لنرى .. هاقد وصلت إلى نهايته ..!
كان في النهاية باب مغلق حديدي عادي .. إنه باب السطح ..!
فتحت الباب .. لتنبعث نسمة هواء حركت شعرها الأشقر القصير ..!
نظرت إلى الأمام لتراه يقف بهدوء مستنداً إلى السور الحديدي وقد وضع يديه في جيبه ..!
ملتفتاً إلى الخلف و الهواء يداعب شعره البني .. نظراته الشاردة الحزينه .. إبتسامته المختفية تماماً ..!
خلقت له شكلاً جذاباً حقاً .. لكن بالنسبة لها فهي لا تريده هكذا !!!..
لأنها تريد .. إبتسامته !!!..
بالنسبة له .. فقد شعر بصوت الباب و إلتفت لينتبه لنظراتها نحوه ..!
بقي ينظر إليها فترة وهي تنظر إليه .. إلتقت نظراتهما لكن أحدهما لم يحرك ساكناً ..!
إلى أن تقدمت هي بخطوات مترددة ناحيته .. إقتربت منه .. أسنتدت ذراعيها إلى السور .. بقيت تنظر إلى الأمام بصمت ..!
حيث المنازل الصغيره قرب المدرسه ..!
إستمر صمتهما حتى قطعه هو : أأنت قلقه ؟!.. مثلي !!..
أومأت إيجاباً فصمتا مجدداً ..!
في تلك اللحظه .. سالت دمعة من وجنتها و جثت على كل ركبتيها وقد طأطأت رأسها ..!
نظر ناحيتها بحزن : ألن تكفي عن لوم نفسك ؟!!.. هذا يكفي !!.. يوري هو الملوم الوحيد !!..
سالت دموعها أكثر و بدأ صوت بكائها يتضح ..!
حثى على إحدى ركبتيه قربها و ربت على كتفها وهو يقول : إياكو .. لاداعي لك هذه الدموع !!.. أنا أثق بأن أخي سيكون بخير ..! كايد قوي وهو قادر على تجاوز هذه الأزمه !!..
لكنها رغم ذلك قالت بصوت باكٍ : أي حياة هاذه ؟!!.. لما علي أن أسبب الأذى لكل أحبابي ؟!!.. لما علي أن أقلق كل من حولي لأجلي ؟!.. لما أنا الوحيدة التي لا تسطيع فعل شيء سوا إيقاع الآخرين في المتاعب ؟!!..
سالت دموعها أكثر و أكثر .. حاول هيرو التخفيف عنها لكنه لم يجد الكلمات المناسبة حقاً فقد كان متوتر الأعصاب ..!
لكنه أخرج منديله و أعطاه إياها : إمسحي دموعك .. و ثقي بكايد ..!
أومأت موافقة و أخذت المنديل ..!
بدأت تمسح دموعها وهي تحاول قدر المستطاع أن تكف عن البكاء : لما أنتي خارج الصف ؟!..
نظرت إليه بهدوء و آثار الدموع لا تزال على وجهها المحمر : في الحقيقه .. طردني إستاذ الفيزياء لأني لم أنتبه للشرح أبداً ؟!..
حاول كتم ضحكته وهو يقول : هل هي المرة الأولى التي تطردين فيها من الصف ؟!!..
أخذت تتذكر وهي تقول : لا .. ربما حدث في الإبتدائيه !!..
ضحك عيها هو بخفة .. لقد كان يسخر منها بينما أجابت هي بكل عفويه !!..
إلتفت ناحيته مستغربه : أقلت ما يضحك ؟!!..
جلس على الأرض و أستند إلى السور و قدماه ممتدتان أمامه : لا .. لا تشغلي بالك !!..
أمالت رأسها مستغربةً بينما كان هو يبتسم وقد أنساها حقاً ما كانت تفكر فيه قبل قليل !!..
بالنسبة لها فقد أخرجت من جيبها قطعتي حلوى بالعسل و أعطته واحده : تفضل ..!
أخذها منها وهو يقول مستنكاراً : ذلك يذكرني بالطفوله ؟!!.. ألا تزالين تحبين حلوى العسل ؟!!..
أومأت إيجاباً وهو تقول بمرح خافت : بالتأكيد .. لأنها كانت تذكرني بك و بمورا و بالجميع !!..
إتسعت إبتسامته : نعم .. لطالما كنتي تحملين الكثير منها في جيوبك و تعطين كل من تصادفينه !!..
توردت و جنتاها وقالت : كنت أوقن بأن هناك سحراً بهذه الحلوى !!.. فكل من يأكلها يبتسم رغماً عنه !!.. لذا كنت أوزعها !!..
فتح الغلاف و أخرج ذلك القرص العسلي و وضعه في فمه وهو يبتسم : لا يزال طعمها كما كان ..!
بدا عليها الإستغراب : ألم تتذوقتها منذ زمن ؟!!..
أومأ سلباً : لا .. منذ آخر مرة أعطيتني إياها فيها !!..
قطبت حاجبيها : هاااه ؟!!.. أتقصد منذ ثمان سنوات ؟!!.. كيف إحتملت الإبتعاد عن طعم حلوى العسل ؟!!..
ضحك هو حينها بمرح : لأني لست مدمناً مثلك !!..
قبل أن تعلق سمعا صوتاً ظهر فيه الإستياء : حقاً ؟!!.. ألم تقل بأنك لا تفكر إلا في فتاة واحده ؟!!..
إلتفتا ناحية الباب ليرى تلك الفتاة ذات الشعر البرتقالي المحمر .. الدموع كانت قد تجمعت فيه عينيها الزرقاوتين و الغيرة القاتلة واضحة فيهما !!..
ببرود وقف وقد فهم قصدها من فوره : و ما شأنك أنتي ؟!..
سالت دموعها وقالت بغضب و حقد : أنت قلت بأنك لن تفكر إلا في تلك الطفلة إياكو حتى و إن كانت ميته !!!.. لكني الآن أراك تضحك مع فتاة آخرى ؟!!.. أي نوع من السحر إستخدمت ضدك !!..
لم يعجبها كلامه فقال بغضب : قلت لا شأنك لك بالأمر !!.. من أنتي للتدخلي ؟!!..
لم يكن بإستطاعته إخبارها بأنه حقاً لم يفكر إلا بإياكو ..!
فهي كالكثيرين تعتقد بأن إياكو جون ماساكي طفلة توفيت منذ ثمان سنوات !!.