بعتذر ع التأخير
.....
و في مدرسة إكوتا الثانوية.. استراحة الغداء..
أخرجت مايا رسالة والدها و همّت تقرأ:
( و تذكري.. أننا نرافقك دوما، و رغم ظروف عملي إلا أنكما –أنت و سوزان- قريبان من قلبي، أحبكما).
و أخذت تفكر بعلاقة هذا مع المفتاح و عبارة (أبحثي في السماء)، إنها أنها سريعا ما طوت الرسالة و أخفتها لدى رؤيتها ليوكي و هي تقترب منها قائلة بفرح:" هناك مباراة كرة سلة هذا المساء ".
مايا ببرود:" عظيم، أتمنى الفوز لفريقنا ".
ظهرت على يوكي قطرة ماء خلف رأسها و هي تقول في سرها:" يا لهذا البرود، إنها كالثلج ".
ثم هتفت في حماس:" سنفوز بالتأكيد ".
مايا بشك:" حقا؟؟ ".
ابتسمت يوكي ثم ردت:" لأن ليون سيلعب ".
فيما أخذ ليون بإلتهام الطعام من شرائح اللحم و البيتزا و هو لا يُبالي بأحد.
نظر له هيرو و ضحك، ثم التفت لمايا و قال في سره:" بسببك فُصلت اسبوعا كاملا و كثُرت واجباتي ".
ابتسم بمكر و أضاف:" لقد عبثت مع الشخص الخطأ ".
فيما توقف ليون عن الأكل و نظر لهيرو ثم ابتسم.
سأله هيرو:" ما بك؟ ".
إلا أن ليون نظر لمايا ثم أعاد النظر لهيرو و ضحك.
هيرو بعصيبة و قد فهم قصده:" إنك أغبى مما تصورت ".
فأضاف ليون ليغيظ هيرو:" هيرو يحب مايا.. هيرو يحب مايا ".
ثم نظر للآخر و أكمل و هو يلتهم طعامه:" أتصدق؟ إنني أسمع خفقات قلبك ".
هيرو بغضب مصطنع:" توقف و إلا ".
توقف ليون عن الأكل و نظر لهيرو قائلا بنبرة تحدي:" و إلا ماذا؟ ".
هيرو بثقة:" سأدخل السجن بسببك ".
ليون بشك:" حقا؟؟ ".
هيرو بجرأة:" بجريمة قتلك ".
ثم تلفت حوله إلى أن وقع بصره على اليانور التي تراقب مايا.. فقال في سره متعجبا:" ما قصتها هذه الأخرى؟ ".
و بعد استراحة الغداء و بينما كانت اليانور متجهة لفصلها شعرت بيد تمسك معصمها و تسحبها للخارج فتمتمت بضجر:" سحقا، من تحسب نفسك يا هذا؟ ".
و سحبت يدها بقوة.
إلا أن هيرو نظر لها و هو يغلي من الغضب.. قال و هو يطوق ذراعيه:" أتعلمين ماذا؟ ليس لائقا مراقبة الناس ".
في حين نظرت له اليانور ببرود و تابعت طريقها متجاهلة إياه.
-" إياك و الاقتراب من مايا " قالها و يحدق بها.
توقفت اليانور للحظات و نظرت له.. ضحكت ثم سألته:" أأنت و هي؟ ".
قاطعها بجدية:" اعتقد أن كلامي واضحا ".
و دخل لفصله.
.....
و مساء و في أحد مكاتب cui .. قسم الـpirat تحديدا. و صل لإيميلهم رسالة ظهرت على شاشة أحدهم فانطلق بعدها هذا الآخير طالبا سيده.
آتى جين و قرأ:
(كن عند الجسر القديم.. الساعة التاسعة مساء هذا اليوم..
مع تحيات: المشعوذة الظل ).
و قد رافق الرسالة رمز غريب.. فسأل العميل سيده:" ما هذا؟ ".
أجابه جين و هو ما يزال يحدق بالرمز:" يمكنك القول إنه توقيعها ".
.....
أشارت الساعة للسابعة و النصف فتوجه الطلاب لمدرسة إكوتا بانتظار مباراة كرة السلة.
طرقت يوكي على باب مايا و هي تصرخ:" أسرعي.. و إلا سنتأخر ".
خرجت مايا و قد بدأ عليها التذمر.. فسألت:" هل ذهابي ضروريا؟ ".
يوكي و هي تسحبها من يدها:" بلا شك ".
و في الطريق أخذت تُخبر مايا بمبارات فريق المدرسة و انتصاراتهم المتعددة. و أضافت و هما تدخلان لباحة المدرسة:" سنتبارى اليوم من مدرسة تيتان ".
بدأت المباراة الساعة الثامنة و تبادل الطرفان تسجيل الأهداف. و عند التاسعة إلا ربعا انسحبت مايا بهدوء فلم تنتبه لها يوكي التي تتابع المباراة بشغف، و قصدت منزلها لتلبس زيها الأسود.. زي المشعوذة الظل (بنطال أسود و بلوزة سوداء من غير أكمام مع حذاء طويل أسود و بكعب عالي، و معطفا أسودا) إلا أنها تركت شعرها منسدا هذه المرة، ثم وضعت خوذتها و قادت دراجتها النارية.
.....
انتبهت يوكي لغياب مايا فتساءلت:" أين هي يا ترى؟ ".
لكن حماس المباراة و هتاف الطلاب سحباها من أفكارها لتجد نفسها تهتف معهم.
أما مايا فقد وصلت للجسر (و هو جسر صغير يربك بين ضفتين تبعدان عن بعضهما مسافة 75 مترا تقريبا) و أوقفت دراجتها في منتصف الجسر.
و بعد كذا دقائق وصل جين سيرا على الأقدام.
قال لها:" يُفترض أن تكوني في السجن على إختراقك شبكتنا ".
بادرته مايا ضاحكة:" و يُفترض أن تحموها جيدا.. حتى لا يستطيع بارع مثلي اختراقها ".
أضافت و هي تنظر له:" ما علاقتكم بكارينا؟ ".
أجابها بهدوء:" كعلاقة شرطي بمشتبه ".
ثم أردف و هو ينظر لها:" يمكنك القول أننا نتحرى في أمرها ".
و تدخلت مايا:" يمكنني مساعدتكم ".
جين باستفهام:" هل ستنضمين لنا؟ ".
ضحكت مايا ثم ردت:" ألم أخبرك أنني أفضل العمل لنفسي؟ ".
قاطعها جين:" و لم عليّ الوثوق بك؟ ".
أجابته مايا بثقة:" لأنه ليس لك خيارا ".
صمتت قليلا و أضافت:" صدقني، إن الكره الذي أحمله لهذه الشركة لا يُضاهيه أي شيء ".
جين باستفهام:" و لماذا؟ ".
تنهدت مايا ثم ردت:" ببساطة لأنهم قتلوا والديّ و صديقتي اياني ".
ثم نظرت له و أضافت:" ما قولك؟ ".
صمت قليلا و هو يفكر ثم أجابها:" لا بأس ".
و أردف في حذق:" و هذا لن يكون بالمجان، ألستُ محقا؟".
مايا و هي تضحك:" لا جوائز مجانية ".
جين بهدوء:" ماذا تريدين في المقابل؟ ".
مايا و هي تركب دراجتها:" أحتاج لقوة مادية.. و في المقابل سأمنحك سجلات و وثائق تثبت تورط كارينا ".
جين و هو يُفكر:" سأرى في هذا ".
ثم أضاف في مكر:" و لكني أحتاج لشيء آخر ".
و أكمل و هو ينظر لها:" سكاينت ".
أدرات مايا محرك الدراجة و هي تُجيبه:" إذن صفقتنا ملغية ".
جين مقاطعا:" ماذا؟ ".
قاطعته بدورها:" أسمع.. شروطي واضحة وضوح الشمس، تزودني بقوة مادية مقابل أن أتجسس و أحضر لك ملفاتهم، أنت تعلم أنه يمكنني ذلك و بكل سهولة ".
فتدخل جين:" و لكن ".
تحركت مايا قليلا ثم توقفت و سألت:" ماذا قررت؟ ".
جين و هو يُفكر:" حسنا ".
فيما قادت مايا دراجتها النارية و عادت لمنزلها.. و سريعا ما غيرت ملابسها ثم قصدت المدرسة.
.....
المباراة توشك على الانتهاء و فريق إكوتا متأخرا بنقطتين..
صرخ أحد اللاعبين بليون و هو يُضايق خصمه:" انتجه نحو السلة و سنأتيك بالكرة ".
فيما جلست مايا قرب يوكي سائلة:" كيف المباراة؟ ".
رمقتها يوكي بنظرة حادة تحمل معنى "أين كنت" و هزت يديها في قلق.
تبقت ثلاث ثوان على الانتهاء و ليون يُسابق للوصول..
مرر له اللاعب بالكرة فيما عارضه فتى ضخم.... ثانيتين..
قفز ليون عاليا لأداء رمية ثلاثية، و دخلت الكرة ثم صفّر الحكم مُعلنا نهاية المباراة.
و بعدها اقترب كابتن فريق مدرسة تيتان قائلا لليون و هو يصافحه:" كانت هذه أروع مباراة تدريبية ".
فيما ابتسم ليون (كابتن فريق مدرسة إكوتا) و رد:" لقد تحسن أداؤكم كثيرا.. حتى و أنني عانيت صعوبة في هزمكم ".
ضحك الآخر ثم رد:" أنت لم تر شيئا بعد، سأردها لك في بطولة المدارس ".
و حالا تجمع حول ليون عدد لا يُحصى من الفتيات، إحداهن تقول:" لقد كنت بارعا " و أخرى بادرته:" ياااااي إنك رائع ".
فيما اقتربت ثالثة و هي تقول بدلل:" لقد صنعت هذا الطعام خصيصا لك ".
فلم يكن منه إلا بأن أخذ بالضحك أمام هذا المديح.
أرادت يوكي تهنأته.. و لكن عند رؤيتها لحشد الفتيات حوله انسحبت بهدوء.. شعور حزن تسرب إليها، لا تعلم سببه و غيرة تملكتها.. فقالت في نفسها:" ماذا يحدث لي؟ ".
أضافت لتشجيع نفسها:" أنت لا تحتاجينه.. تماسكي، فأنت الأقوى ".
فيما نظر ليون حوله.. و عندما لم يجد يوكي استأذن الفتيات ثم خرج باحثا عنها.
و أثناء سير يوكي في الممر استوقفها أحد لاعبي كرة القدم قائلا:" أنت ايتاشي يوكي.. ألستُ محقا؟ ".
ابتسمت يوكي مُجيبة:" بلى إنها أنا ".
في حين اقترب الشاب و هو يحدق بيوكي.. أو بالأحرى بعينيها، فطأطأت الأخيرة وجهها حياء.
سألها:" ما هواياتك؟ ".
يوكي بخجل:" أحب الاعتناء بالحيوانات ".
الفتى بانبهار مصطنع:" حقا.. هذا جميل ".
ثم نظر لساعة معصمه و أضاف:" لقد تأخرتُ الآن.. سأتكلم معك لاحقا ".
و في هذه اللحظات رآهما ليون فغضب و تملكت نفسه الغيرة.. و وقف يُراقب.
أخذ الفتى يد يوكي ثم قبلها فيما احمرّت وجنتا يوكي فيما اندهش ليون و فتح فمه على الآخر.
و حالا اندفع نحوهما و هو يسحب يوكي من يدها، فيما استغرب كل منهما.. أما يوكي فلم تنبس ببنت شفة بل ظلت مُطيعة، فيما عارضه الشاب قائلا:" ما علاقتك بها؟ ".
أجابه ليون باحتقار:" هذا ليس من شأنك ".
و سحب يوكي بقوة آخذا إياها لحديقة المدرسة.
حاولت يوكي أن تفلت ذراعها إلا أنه كان أقوى فلم تستطع.. عندها صرخت به:" أتركني.. أنت تؤلمني ".
ليون بغضب:" ماذا كنتِ تفعلين معه؟ ".
يوكي و هي تصرخ:" و ما شأنك أنت؟ ".
نظر لها و سأل في جدية:" أأنت و هو؟ ".
قاطعته صارخة:" إنها حياتي و أنا حرة، ثم ما دخلك بي ".
بادرها صارخا:" لأني أحبك ".
فيما نظرت له و نظر لها، دقائق صمت مرت بينهما.. حاولت الرحيل و لكن قدماها تجمدتها، فبقيت على حالها تنظر له بدهشة و كأنها لا تصدقه.
في حين اقترب منها قائلا:" حمقاء، لا تدرين لأي مدي أحبك ".
فلم يكن منها إلا بأن انهمرت دموعها سيلا فجذبها إليه ثُم أخذت أنامله تشق طريقهــا إلى خدها لتمسح دموعـها مما جعل وجهها يحترق، أضاف برقة:" قلتُ لا تبكي.. رؤيتك هكذا لا تشعرني بالسعادة ".
و عانقها في حنين.
بعرف انه مش طويل بس ما بيدي حيلة.. و بتمنى يعجبكم ^_^