عرض مشاركة واحدة
  #312  
قديم 06-05-2011, 09:45 PM
 
::الفصل السادس ::


::مشاعر عجيبـه ::


كان ذلك الشاب يمشي بخطوات متقاربة والحـزن طاغٍٍ على



تقاسيم وجـهه , كـان كلام دينيس وعـباراتها تتردد فـي



بـاطن عقله , اسـتقرت قدمـاه أمام البـحر الهـائج, الذي



لـم يذق طـعم الشمـس المختبئه خـلف الغيوم السـوداء



منذ مــجئ دينيس , دمـعت عين بـيتر وأغمض عـينه



بشده , وقـال وصـوته مـقارب للهـمس " هــل ذلك



الكـلام يأتي مـنك يـاآميرتي الحــبيبه , لـقد أشتقت



لإغــاضتك لصـوفيـا , هـل الغلط مـني لأني لـم أشعر بـقلبك



الرقـيق , هـل أنا المـخطئ ؟ " أجــابه ذلك الصـوت البـارد



" لـو كنت مكانك لإستسلمت , وعـدت إلى أبني وزوجتي ,



كـي أبقى معهـما حينها يـكون المفقود خفيف عـلى قلبي ,



ولـكن إذا فقدت إبنك وزوجتـك فسوف تندم طـوال حياتك ,"



أجابه بـيتر بـعد أن ألتفت عليـه وبدأ الغضب يتسلل إلى وجهه



" كـل ماترديـه ,أيها الجـبان هـو أن تكـون دينيس لـك , يستحـيل



أن أتركها لـك أتفـهم , إذا لـم تكن تريديني فأنني سأقــتلها ,



وأقـتل نفسي أيضا " إبتـسم توماس بسـخريه وهـو مغمض



العينين , ويديـه طـالبـة الدفـئ فـي جيبـه , وقـال بنـبره



تـحمل السخريه بـين خفـاياها " يـالك مـن طفـل " أخـرج



يـده مـن جيبه ووضـع إصبعه مشيـرا عـلى عقـله " لقـد



أتلف هـذا المـسمى بالعــقل لديك , " ضـحك بـشده , ودخـل



إلـى مـنزله المـجاور للـبحر , أمـا بيتر فقـد جـثى عـلى ركبته



وأخـذت الدمـوع تحـرق وجنتـيه , وأخـذ الاحـمرار يـطغى



عـلى أنفه , كــان صـوت دينيس يـعاد عـليه كالمـسجل وهـي



تـقول بصـوت يـحمل كـل معاني الحـزن والآلـم " إذا ,



عـدت إليك يـابيتر, أقسـم بأنني سـوف أقتـل نـفسي .



أقـسم بـحياة إبنك أتفـهم يـا حـقيـ ... " أمـسك برأسـه



وأخذ بالضـغط عـليـه بشـده , بقـي عـلى هذه الحـاله



لخـمس عـشره دقيقـة تقريبـا , نـهض مـن الأرض ولا



زالت عــينيه مثبـتا عـلى الأرض وشـعره يـغطي ملامـح



وجـهه المـلائـكيه , دهـش وانصـدم , بـل كـذب جـميع أحاسيسه



حـين شـعر بـشخص يـعانقـه بشده , قـلبه ينبض بشـده . يـكاد



يـشعر بأن نـبضه سـوف يمزق صـدره , أنـزل رأسـه ورأى



فـتاة تـبكي عـلى صـدره , تـملك شـعرا أسـود , قـال بصـوت



خـافت " دينيس , مـاذا دهـاك ..؟ " رفـعت رأسـه , وقـالت



وجـميع أطرافها ترتجف بـشده ," جـوزيف , عـاد " فـتح



عـينيه بـشده , وأمسك بـيدهـا بإحـكام وتـوجه نـاحية سيـارته



الخـضراء ,صـعدت دينيس فـي المـقعد الأمامي بجـانبه ,



أنطـلق بشـده وقـال وهـو يـنظر إلـى الطريق " هـل أنتِ



واثـقه بأنه جـوزيف لاغـير ..؟ " دينيس وهـي تـبحث عـن



شيء في المقعد الخـلفي ..وهي رافـعة جسدهـا "



بل واثقه وسـمعته يقول إسمي بتـلك النبرة ,المقززه "



قـال بيتر وهـو يشعر بتوتر فظـيع من قرب جسدها عـنه ,



وهـو معـروف بإنـحرافـه ويـنظر له تـارة وإلـى الطريق تـارة



أخـرى " هـل هذه سيـارة ريتشارد ..؟ " ’ قال



ريتشارد بتوتـر وإستغراب " نـعم .. " , أخـرجت دينيس



مـسدس ذهـبي اللـون بزخـارف فضيـه .. أبتسمت .وجـلست



عـلى الكـرسي الامـامي ..وقـالت وهـي تفتـح المسدس لتــتأكد



مـن إمـتلأه بالذخـيره " لقـد أصبت , إن ريتشـارد مهـووس



الأسلحه وهـذا سلاحـه المفضـل ,فـهو أول سلاح يـحصل عليه



لقـد أخبرني بذلك البـارحـه " نـظر بيتر نـظره خاطفه إلى دينيس



وأعـاد النـظر إلـى الطريق وقـال بإرتبـاك شديد " دينيس ,



هـل ..أمم ..سبـق أن ..قبـلتـ.. أمم قبلــك ريتشارد ..؟"



إحـمر وجه دينيس تدريجيــا .. وقـالت بغـضب " لاشآن لـك



وأشاحـت بـوجهها للنـافذه ..وجـدت الرعـد وقـد بدأ نـوره .



يـشع فـي الافق فقـالت بـهدوء وهـي شاردة " يبـدو بأن



الليـله سـتكون ممطـره .." لـم يجب بيتر فقـط أكتفى ,



بـفتح النـافذه التـي بجانبـه , ليـتطاير شـعره الحـريري



عـلى وجهه , أرادت دينيس أن تـحدث بيتر ولـكنها فـوجئت



مـن وسامته المـطلقه , وأخذت تـحبلق بـه وكأنها تـراه لأول



مـره , تسللت حـمره خفيفــه عـلى وجنتيها وهـي تتأمـله



وهـو مـتكـئ رأسـه عـلى يـده التـي واضعها عـلى النـافذه .



ويـمسك بـمقود السـيارة بيده اليـمنى فقط ... أنتبـه



عـلى دينيس ولـكنه لـم يرد أن ينبهها أو يـخجلها فقـد أعجبه



الوضـع وهـي تـنظر إليـه ..بـكل ماتـملك بـحب في قلبـها ..



ولـكن مـاقطع عـليهما هذه اللـحظه الحميمـه .. هـي رنين



هـاتف بيتر .. أستوعبت دينيس مـاكانت تـفعله .. وجهت



نـظرها مرة أخـرى إلـى النـافذه ولـكن هـذه المـره كأنت



متـوتره وقـالت مـحدثـة نـفسها " مـاهذه المـشاعر اللعـينه ,



هـل حقا عدت لـحبه مـجددا أم أنني لـم أنساه بـعد "



أمـا بيتر فقد اخـذ يـشتم الهـاتف .. نـظر نـحو الاسـم بملل



ورمـاه بداخـل السيـارة بـغضب .. لاحـظته دينيس ونـظرت



إلـى شـاشة الهـاتف وجدت مكـتوب عـليه soofya نـظرت



إلـى وجـه بيتر المـنزعج ..أمسكت بهاتفـه النقال وردت عـليها ..



ولـكنها لـم تتـكلم سـمعت صـوت أنثوي تـراسل إلـى مسامـعها



وهـي تقـول بنبرتها المدللة والمـقززه " لـم تأخـرت عـلى



الإجـابه بالهـاتف ..هـل أنت مشغول عـزيزي ..؟



لابأس ..إن ولـدنا مـشتاق إليـك كثيرا ..تـعال إليه ..



وأيضـا والدتـه إشتاقت إلـيك يـا بطـلي .." ’ فاجئها قـدوم



صـوت دينيس وهـي تـقول " أولا أنا لست زوجـك ..



ثـانيا ..أظن أنه كـان واضـحا حـين قـال لـك بأنك لـم تعودي



زوجـته وورقـة فسخ الزواج قــادمـة تصحيح ربـما قدمت



إلـى منزلك .لذلك ليس مـن حقك أن تحدثيـه هـكذا ..يـا



صـوفيا " دهش بيتر منـها ومـن كلامها ..وفرح بـنفس



الوقـت فهذا يـعني بأنها تـغار عـليه ولا زال هـناك مـكان



كـبير في قلبها لـه ..سـحب مـنها الهـاتف وقـال بـنبره



مـستفزه لـصوفيا " ماسـمعتيه يـا غلطة عـمري ..



ثـم أن هذه صديقـتي ..وعـليك أن ترسلي لـي دين فأنها



تـريد أن تـرآه ..أفـهمتي " صـرخت صوفيا ..فجأه ,وقالت



" خـذ أبنك المزعج الان ..لـقد أصابني بالقشعريره ..عـليك



تـخليصي مـنه ..سوف تريحني ..ثـم أنني أيضـ.."



أغلق بيتر الهـاتف عـلى وجهها , ووضـعه فـي جيبه ..



نـظر إلـى الطريق وهـو صامت وتـبدو المـلامح البارده



مسيطره عـلى وجهه الجـذاب ..أستغربت دينيس من نفسها



ومن غضبها اللاطبيعي ..قـالت مـحدثة نفسها وقلبها ينبض



بـشدة " هـل أنا بكامل وعـيي الآن .. "وضعت كـفها عـلى قلبها



" هـل قـلبي من قال هذا الكـلام أم انـا ..؟ " قـال بيتر وهـو بحيره



" هـل أنت ِ بخـير دينيس ..؟" حـركت دينيس رأسـها بـ(نعم) ..



عـاد الصـمت سيد ذلك المـكان فكلاهـما يـحاولان إســتيعاب مـا



يـحدث بينـهما ..قـطع الصـوت الصـوت الرقيق الخـارج مـن



حـنجرة دينيس وهـي تقول " إلـى أين نحـن ذاهبان حـاليـا ؟"



أجـابها بيتر ببـرود وبـهوم " نـزل ..قريب مـن هـنا .." وجـه



نـظره إلـى المسدس الذي تـحضنه دينيس بين كفيها وأردف



" عـليك أن تخبئيــه ..لااريد الذهـاب إلـى السـجن" شـعرت



دينيس بأنها عـبء حـتى عـلى بيتر ..طـغى الحـزن ملامحها



وأخذت الدمـوع تجتمع في عينيها ..بـعد نـصف ساعه ..



تـوقف بيتـر أمام نـزل يبـدو لـمن يـراه للـوهله الاولـى بأنه



مـهجور ومـسكون ..فالحــائط يبـدو عـليه الإنـكسار والوهن ..



أمـا الابـواب والنـوافذ فـهي مـخلوعه تماما عـن موقـعها ..



مـسحت دينيس دموعها ونـزلت مـع بيتر, خـبئت المسدس



وتبعت بيـتر إلـى داخل النـزل ..تـوقفا أمام مـكتب يـجلس عـليه



شـاب يـملك شـعرا أحمـر اللـون وعـينان ذهـبيتان ..ووجـه



شـاحب ..وشـفتان دمـويتان وتحملان لـون الدم الأحـمر القاني ..



شـعرت دينيس بالخـوف منه وقـالت بنـفسها " يإللهي ..أنه



يبدو كـمصاص الدمـاء .." نـظر نـحو بيتر بحـده ..ووجـه



نـظره إلـى دينيس أخـذ ينظر إليها مـطولا بـتفحص ..قـاطع



نـظراتـه قـدوم رجـل مسن يبـدو عـلى ملامـحه الطيبه والحـنيه ..



وهـو يقول بإبتسـامه لـطيفه رسمت عـلى شـفته " يمـكنك



الذهـاب يـا جـوش سأتدبر أمـري وحـدي " لاحـظت دينيس



شـبح إبتسامه رسـمت عـلى شفتيه .. خـرج مـن امـامها



وأقـترب مـنها وهـمس بإذنها قـائلا " أتــمنى أن تـخرجي



سآلمه يـاعزيزتي .." ..أقشعر جـسد دينيس ..وأمسكت



بيد بيـتر وشـدت عـليه ..لاحظها جـوش ..فأمسك بخدها ..



وأبتعد عنها وصـعد إلــى السلالــم مـتوجها إلـى الأعـلى ..



شـعرت دينيس بالخـوف ...وأغمـضت عيـنها ..
__________________
!!


Ŀoиŀy Like a ќing


..
....

.. سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم ♡
الحمدلله و الله أكبر و لا إله إلا الله
استغفرالله العـلي العظيم
اللهم إغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات !

.........









مُدونتي


التعديل الأخير تم بواسطة Яįṧa.. ; 06-05-2011 الساعة 10:07 PM
رد مع اقتباس