مهلا ....... هل أنت متكبر ؟؟؟؟ بسم الله والصلاة والسلام على خير خلق الله : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , ان الكبر أخى من أكثر الامراض التى تهدد قلوبنا وأكثرها خطورة كذلك . ولكى تتبين مدى فحش هذة الصفة لو امتلأ قلبك بها والعياذ بالله , سأذكر لك ما ذكره الامام العلامة , محدث العصر , مؤرخ الاسلام , الامام الذهبى - يرحمه الله - بل ما قاله رب العزة فى كتابه الحكيم , وما ذكر من أحاديث نبوية , وكله فى ذم هذة الصفة المقيته وأهلها فيقول الامام : عن الكبر , والفخر , والخيلاء , والعجب , والتيه . أى أن هذة الصفات انما تعمل على القلب , وتؤدى الى نفس النتيجة ثم يذكر قوله تعالى : " وقال موسى انى عذت بربى وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب " غافر 27 ثم قوله تعالى :" انه لا يحب المستكبرين " النحل 23 وقوله تعالى :" ان الذين يجادلون فى آيات الله بغير سلطان أتاهم , ان فى صدورهم الا كبر ما هم ببالغيه , فاستعذ بالله " وكذلك ما نقل عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قوله : " بينما رجل يتبختر , يمشى فى برديه ,قد أعجبته نفسه فخسف الله به الارض , فهو يتجلجل فيها الى يوم القيامة " البخارى . وقوله : " يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر فى صورة الناس يغشاهم الذل فى كل مكان " صحيح الجامع للالبانى - يرحمه الله - ثم ذكر الامام الذهبى -يرحمه الله - قول بعض السلف : ان أول ذنب عصى الله به هو الكبر. واستدلوا بقوله تعالى : " واذ فلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس أبى واستكبر وكان من الكافرين " البقرة 34 وأن من استكبر على الحق كما فعل ابليس لم ينفعه ايمانه . وعن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " الكبر سفه الحق وغمص الناس " أخرجه أحمد . وفى لفظ لمسلم : " الكبربطر الحق وغمط الناس " ثم ذكر الامام -يرحمه الله - من أدلة ذم الكبر من الكتاب والسنة كذلك , وعن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " لا يدخل الجنة أحد فى قلبه مثقال ذرة من كبر "مسلم . وقال الله تعالى : " ان الله لا يحب كل مختال فخور " لقمان 18 وقال عنه أعلم خلقه به : قال الله تعالى : " العظمة ازارى , والكبرياء ردائى فمن نازعنى فيهما ألقيته فى النار " رواه مسلم . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " اختصمت الجنة والنار , فقالت الجنة : مالى لا يدخلنى الا ضعفاء الناس وسقطهم ؟ وقالت النار : أوثرت بالجبارين والمتكبرين " رواه البخارى . وقال تعالى : " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الأرض ولا فسادا " القصص 83 وقال تعالى : " ولا تصعر خدك للناس ولا تمش فى الأرض مرحا , ان الله لا يحب كل مختال فخور " لقمان 13 أى : لا تمل خدك معرضا متكبرا . والمرح هو التبختر . ثم قال الامام بعد أن أسهب فى ذكر بعض الأحاديث الاخرى , والتى تبين عقوبة المتكبر , وأن الكبريؤدى بصاحبه الى النار _ ما لم يتب من هذا الكبر _ وأن الله لا ينظر الى المتكبر يوم القيامة فقال : وأشر الكبر الذى فيه من يتكبر على العباد بعلمه , ويتعاظم فى نفسه بفضيلته . فان هذا لم ينفعه علمه , فان من طلب العلم للآخرة كسره علمه وخشع قلبه واستكانت نفسه , وكان على نفسه بالمرصاد فلا يفتر عنها , بل يحاسبها كل وقت , ويتفقدها , فان غفل عنها جمحت عن الطريق المستقيم وأهلكته . ومن طلب العلم للفخر والرياسة وبطر على المسلمين وتحامق عليهم وازدراهم , فهذا من أكبر الكبائر , ولا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر , ولا حول ولا قوة الا بالله . فمهلا أيها المتكبر , الى أين يسير بك هذا الكبر, والآن وقد عرفت عقوبته وعواقبه الوخيمة , ألا ترجع عن كبرك , ألا تخضع لله , ألا تتواضع للذى خلقك , وهو أعلم بكل نقيصة لديك مهما حاولت اخفائها عن أعين الناس .
سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا اله الا أنت , أستغفرك وأتوب اليك
|