الموضوع: حقا انها حياتى
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 06-27-2011, 04:41 PM
 
لم كنت فى بولاق ابو العلا فى سنه 2004كان عمرى عشرين عاما وكنت فى السنه الثانيه من كليه الزراعه بجامعة الازهر ،
وكنت اريد ان اذاكر جيداً فى دراستى كى استطيع ان انهى الكليه واعمل شيئاًما واكون حياة كما يطمع اى انسان رشيد او كما حسبت ،، حقيقه كنت والحمد لله أذاكر بشكل جيد لا اجهد نفسى كثيرا غير انى ارى الصفحه التى اذاكرها وأقراها جيداً وما ان اردت منها معلومه بعد ذلك اجد الصفحه امام عينى وهذا ما جعلنى اتأخر فى الدراسه اصلا!!
كيف هذا ؟؟ هذا لانى أثرت ان أقرأ لائمه المؤلفين فى مختلف العلوم عن ان اجلس لأذاكر اصلا وهذا ما جعلنى حقا ارسب فى السنه الثاتيه هذة وقبل ان ادخل فى تفصيل الرسوب هذا وما حدث بعد ذلك ..أحب ان اكمل ما كان فى بولاق ابو العلا هذة السنه كى يتضح الامر اكثر .....
أولا كان عمر ذكى امساه الله بخير معى ولكن لا انا ولا هو يعولنا احد هو كان من البحيرة كما ذكرت وانا كنت بعزلتى هذة مستقرا بعيدا عن حياة امى ...وكان لابد لنا من العمل كى نستطيع الانفاق على حركاتنا فى الحياة والكليه اصلا كليه عمليه من الدرجه الاولى يجب ان تحضر كى تنجح واذكر اننا كنا نتفق ان احدنا يذهب الى هناك والاخر يعمل وهكذا على هذا النحو التبادلى وسبحان الله لم يستقر الوضع كثيرا لان النقود التى كنا نتحصل عليها لم تكن تكفى لاحدنا فما بالك بأثنين وكنا دائما ما نترك الموضوع برمته ونستعين بالله والحق ان الفرج دائما ما كان يأتينا ففى ذات مرة من المرات الكثيرة التى لم نذق فيها طعم الاكل مدة يومين كاملين..
فشكيت هذا الامر لله كان الوقت عصرا فنزلنا للصلاة واجتمعنا مع اهل المسجد بعدما امنا عمر وطلب منى الكلام على رحمة الله فتكلمت متلكلكا حتى استجمعت وقفتى بثبات لما شعرت بأن الجمع منتبه يسمع ، وانتهينا وانطلقنا الى بيتنا .. وكان الجوع يفتق حقا بى وبه ...واستلقى كلينا على الارض وتكلم هو على رسول الله كيف كان يشد على بطنه حجر من اثر الجوع ومع انى اعى تماما ما يقول بل كنت احفظه فى يوما ما الا انه خفف على كثيرا وبعد ساعه من الكلام كان هو فى قيلولته وانا احاول ان اصل لها ...مغمضا عينى كى تأتينى ولكن لا امل ولم فتحت عينى وجدت شاب يبان على هيئته انه من رواد المسجد الذى قصدناه .. نظر الى فى ابتسام شديد وبادلته النظر وقمت مسرعاً قائلاً له تفضل.. كان يمسك بيده لفافه كبيرة بعض الشئ...فأعطانى اياها وقال ان الشيخ جمال يرسل لكما هذة...فقلت له من الشيخ جمال فقال هو امام المسجد وقد سأل عليكما وعرف انكما تسكنان بمفردكما هنا فارسلنى بهذا لكما ...
اخذتها شاكرا لله وانطلق هو وقام عمر ضاحكا فاردا للفافه مسميا بالله قائلاً...الحمد لله ايه الكرم ده يارب لحمه مرة واحده ..اما انا فشعرت منذ شعورا لم اشعر به منذ سنتين حينها شعرت بغرغرة دمع فى عينى حقاً اشبعنى .. ولكنى اكلت بعض لقيمات وقلت سبحان الله (ويرزقكم من حيث لا تعلمون )ولانى حقا كنت احب عمر فتركت له الاكل بعدما اكلت اليسير منه .....
لم انسى الموقف خاصة انه حدث اكثر من مرة على مر هذة الشهور التى كنا فيها فى بولاق..................
ولعل كل هذا جعلنى اقف على جوهر الامر حقا وحقيقه الدنيا بعيدا عن اى فكرة اخرى فالطالما ما كنت اجذاف واصعد الى اعلى قمه فى هذا البت المتهدم لاقف فقط ولا يكون بينى وبين السماء حائل كى اتبحر فى بحور الكلمات التى تنسج حبل الافكار وكيف اجعله متصل بشئ بعيدا كل البعد عن الماديه والماديون ...انت والكون بل انت ..ومناجاتك لله ان صدق التعبير ............................
وطيله هذة السنه ونحن ننتقل من مسجد الى اخر ونتعرف بأناس احسبهم اخيار ولا اذكى على الله احد ...وننتقل ايضا من عمل الى اخر ...ونتبادل فيمن يذهب الى الكليه ومن يجلس ......
ولكننا الاثنين رسبنا فى هذة السنه .............
......................والحمد لله...............................
__________________
وأذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدينى ربى لأقرب من هذا رشدا
رد مع اقتباس