محمود رجل طيب يعمل مزارعاً رزقه الله بثلاثة أولاد ، كان الكبير اسمه أحمد والاوسط أسمه عبد الله أما الاصغر فاسمه حمزة ، وإذا كان الاب فى الحقل فان الاولاد الثلاثة يجتهدون ويبذلون قصارى جهدهم فى التعليم واستذكار دروسهم.
فى أحد الايام رجع محمود إلى بيته بعد أن عمل فى حقله على أكمل وجه من حيث الاهتمام برى أرضه الزراعية والحرص على تخليصها من الحشائش الضارة وتفقد ثمار الاشجار والعناية بها، فوجد أولاده الثلاثة أحمد وعبدالله وحمزة يعملون بكل جد فى استذكار دروسهم وعمل واجباتهم المتدلية فسر الرجل لاجتهاد أولاده .
بعد أن أدى كل ابن واجباته الدراسية دعاهم والدهم جميعاً ليجلسوا بجواره ثم أخرج لهم تفاحة حمراء بديعة المنظر ذكية الرائحة فصاح الابناء فى إعجاب: -
ما أجمل هذه التفاحة هل هى من حقلنا ؟
فرد الاب الطيب والابتسامة الحنون لى وجهه:
نعم انها من حقلنا وهى اول ثمرة ناضجة فى شجر التفاح التى نملكها ولقد اتيت بها لاعطيها لواحد منكم فقط و اخذ كلاً من أحمد وعبدالله وحمزة يفكرويقول فى نفسه : - ياترى هل ساكون انا الفائز بهذه التفاحة الحمراءالجميلة؟
وقال أحمد لابيه : من منا نحن الثلاثة ياأبانا ستعطيه هذه التفاحة ؟
فقال الاب والبتسامة الحنون نفسها على وجهه.
سأعطى هذة التفاحة لافضل واد نكم يحسن التعبير عن مستقبله ويحدثنا عمايتمنى ان يتخصصفى دراسته وعما يتمنى ان يعمل فى المستقبل .هيا أمامكم دقائق قليلة تفكرون فيها ثم تتحثدثون عم مستقبلكم .
وبدأ كل واحد من الابناء الثلاثة يفكر فى دراسته المستقبلية ، وفى عمله الذى يتمناه . وبعد دقائق من التفكير قال الأبن الكبير أحمد : أود فى المستقبل أن اتخصص فى مجال الزراعة ، وأفهم الأصول العلمية لزراعة المحاصيل المتنوعة ، حيث تعتمد الزراعة الحديثة على استخدام الاساليب والوسائل العصرية المتقدمة . واتزيد خبرة فى هذا المجال من خبرتك العمليه ياأبي واكتسب المهارات اللازمة للإنتاج الزراعى العالى ، فنحن دائماً فى حاجة للمنتجات الزراعية المنوعة الضرورية لاستمرار الحياة .
وتبسم الاب محمود فى رضا عما قاله أحمد ، ثم نظر إلى ابنه الاوسط وقال: وأنت يا عبد الله ماذا تريد أن تعمل فى المستقبل؟ أنا اريدأن أتخصص فى المجال الصناعى ،فالصناعة تعد من أهم الدعائم الاساسي لكل مجتمع عصرى متقدم، وبلدنا الحبيبة فى حاجة إلى خبراء وعمال مهرة سواء لإنتاج المنتجات الصناعية الثقيلة أو لإنتاج المنتجات الصناعية الخفيفة.
وأنا اود أن أكون أحد الخبراء المهرة فى مجال الصناعة لإخدم بلدى وأسهم فى تقدمه.
وسرالأمن كلام عبدالله ثم نظر إلى ابنه الأصغر حمزه وقال: وأنت ياحمزه ماذا تريد أن تعمل مستقبلا؟
قال ياحمزه: أما أنا ياأبى فأتمنى أن أعمل فى المستقبل معلما، أود أن أكون مثل أستاذى المعلم محمد،فنحن نتعلم منه العلم والمعرفه المفيدة ، كما انه يكسبنا المهارات على مختلف انواعها : العلمية والدراسية والاجتماعية ، وهو مثل أعلى لى فى الاخلاق ، وقدوة حسنة فى التعامل مع الاخرين .
إن مهنة التعليم لها الاثر الاكبر فى تربية الاجيال وتنشئتهم النشئة المتكاملة فى جوانبهم ، وهى مهنة الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما بعثت معلماً) ، وقال أيضاً):إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق) ,ولهذا يابى العزيز أود أن أكون معلماً .
وزادت ابتسامة الاب بشكل كبير وقال فى سعادة احسنت ياحمزة ،فنحن إذا كنا فى حاجة إلى الزراعة والصناعة ، فنحن فى حاجة أشد المعلم الكفءالذى يقوم بتربية الاجيال .
وأعطى الاب التفاحة الحمراء إلى الابن الاصغر حمزة لحسن اختياره لمهنة المستقبل.
مهنة التعليم هى من افضل المهن جميعاً.